تنهَّدَ الفقدُ بالأحزانِ فانسكبت
مـواجـعُ النايِ آهات ٍ و آهـات ِ أشكو اشتياقي وقلبي يستعيذُ به ِ منَّي مخافةَ أن أقسو على ذاتي |
شكتْ فقرها فبكت لُؤلؤًا
تساقط من جفنها وانتثر فقلتُ وعيني على دمعها أفقرٌ وعندك هذي الدُّرر. |
"رأيتك مثل الغيث ينهل غاديًا
فيحيا به وردٌ ويخضرّ حنظلُ أأنت لكل الخلق أنسٌ وراحةٌ؟ كأنّك نور البدر في الليل يبذَلُ" |
فليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب |
لَيسَ الغَبيُّ بِسَيدٍ في قَومِهِ لَكِن سَيِّد قَومِهِ المُتَغابي |
كذاب من قال : العنا بوح شاعر
إلا العنا شاعر وفيه الوجع روح بين الألم والصمت عهْد ومشاعر عشَّاق دمعه في تعابير مجروح |
إنّي أبِيتُ قَلِيلُ النّوْمِ، أرّقَني
قلبٌ ، تصارعُ فيهِ الهمُّ والهِممُ |
بلغتِ عقدُكِ الثالثْ وضقتي،
فليس العمرُ ذنبًا كي نتوبْ يؤثرُ عمرنا في الشعرِ شيبٌ ولكن لا يؤثرُ في القلوبْ" |
"لقد أوسَعتُ أرض الله ضَرْبا
يريدون الوصول.. أريدُ درْبا وما استسلمتُ من يأسٍ ولكن يحنّ لراحةٍ مَن خاض حرْبا" |
وما الصباح إذا ما لم تكن فيه
أنت الشعاع تباهى في تجليه فعلّم الشمس درسا في توهجها ولقّن الطير لحنا من أغانيه تبسم الصبح لما جئت مبتسما واستيقظ الورد والأنداء ترويه |
وما أسَفي على صَحْبٍ تَوَلَّوا..
ولكنْ أين أدفنُ ذكرياتي؟ |
وما حب الديار شغفن قلبي
ولكن حب من سكن الديارا |
قولي بربِّكِ : أيُّ الشعـرِ أكتبهُ
بأيِّ آلاء ِ لحن ٍ عـزفُ مغناك ِ الطينُ منهُ جميعُ الناسِ قد خُلِقَتْ وأنتِ من أحمر العِنَّابِ سوَّاك ِ ِ هل سرُّ حُسنِكِ فيهِ الشمسُ قد نطقتْ أم فتنةُ البدرِ ذابتْ فـي مُحيَّاك ِ للشاعر الكبير مرضي عبدالله |
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ
وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ |
أَمشي بروحٍ حالمٍ متَوَهِّجٍ
في ظُلمةِ الآلامِ والأَدواءِ النُّور في قلبي وبينَ جوانحي فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ |
إنّي أَراهَا في الظَّلامِ مَنارَتي
شَمْسٌ وَبَدرٌ لا سِواها نَجمَتي أحْبَبْتُها حُبَّ الصِّغارِ لأُمِّهِمْ وَبِقُرْبِها ألقَى اجْتَماعَ تَشَتُّتي |
قل لي متى العمر والايام تجمعنا
قد متُّ شوقًا وحالت بيننا المدنُ |
أبوحُ بِحُزنٍ مِنْ فِراقِكِ مُوجِعٍ
أُقاسي بِهِ لَيْلاً يُطيلُ تَفَكُّري وَلولا قعودُ الدَّهرِ بي عَنكِ لَمْ يَكُنْ يُفرِّقنا شَيْءٌ سِوى المَوْتِ فاعذُري |
وَهجَرتُهُ كَيْ أسْتَرٍيحَ مِنَ العَنَا
فَوَجَدتهُ في غُربَتِي وَغِيَابي |
مناسبة القصيدة :
ورود على أبي الطيب كتاب من جدته لأمه تشكو شوقها إليه و طول غيبته عنها , فتوجه نحو العراق , ولم يمكنه وصول الكوفة على حالته تلك , فانحدر إلى بغداد , وكانت جدته قد يئست منه , فكتب إليها كتاباً يسألها المسير إليه , فقبلت كتابه , و حمّت لوقتها سروراً به , وغلب الفرح على قلبها فقتلها , فقال يرثيها : القصيدة :
ألا لا أُري الأحداثَ حَمْدَاً ولا ذَمّا=فَما بَطشُها جَهلاً ولا كفُّها حِلمَا إلى مثلِ ما كانَ الفتى مرْجعُ الفتى=يَعُودُ كمَا أُبْدي ويُكرِي كما أرْمَى لَكِ الله مِنْ مَفْجُوعَةٍ بحَبيبِها=قَتيلَةِ شَوْقٍ غَيرِ مُلحِقِها وَصْمَا أحِنّ إلى الكأسِ التي شرِبَتْ بها=وأهوى لمَثواها التّرابَ وما ضَمّا بَكَيْتُ عَلَيها خِيفَةً في حَياتِها=وذاقَ كِلانا ثُكْلَ صاحِبِهِ قِدْمَا ولوْ قَتَلَ الهَجْرُ المُحبّينَ كُلَّهُمْ=مضَى بَلَدٌ باقٍ أجَدّتْ لَهُ صَرْمَا عرَفْتُ اللّيالي قَبلَ ما صَنَعَتْ بنا=فلَمَا دَهَتْني لم تَزِدْني بها عِلْمَا مَنافِعُها ما ضَرّ في نَفْعِ غَيرِها=تغذّى وتَرْوَى أن تجوعَ وأن تَظْمَا أتاها كِتابي بَعدَ يأسٍ وتَرْحَةٍ=فَماتَتْ سُرُوراً بي فَمُتُّ بها غَمّا حَرامٌ على قَلبي السّرُورُ فإنّني=أعُدّ الذي ماتَتْ بهِ بَعْدَها سُمّا تَعَجَّبُ مِنْ لَفْظي وخَطّي كأنّما=ترَى بحُرُوفِ السّطرِ أغرِبةً عُصْمَا وتَلْثِمُهُ حتى أصارَ مِدادُهُ=مَحاجِرَ عَيْنَيْها وأنْيابَها سُحْمَا رَقَا دَمْعُها الجاري وجَفّتْ جفونها=وفارَقَ حُبّي قَلبَها بَعدمَا أدمَى ولم يُسْلِها إلاّ المَنَايا وإنّمَا=أشَدُّ منَ السُّقمِ الذي أذهَبَ السُّقْما طَلَبْتُ لها حَظّاً فَفاتَتْ وفاتَني=وقد رَضِيَتْ بي لو رَضيتُ بها قِسْمَا فأصْبَحتُ أسْتَسقي الغَمامَ لقَبرِها=وقد كنْتُ أستَسقي الوَغى والقنا الصُّمّا وكنتُ قُبَيلَ الموْتِ أستَعظِمُ النّوَى=فقد صارَتِ الصّغَرى التي كانتِ العظمى هَبيني أخذتُ الثأرَ فيكِ منَ العِدَى=فكيفَ بأخذِ الثّأرِ فيكِ من الحُمّى وما انسَدّتِ الدّنْيا عليّ لضِيقِهَا=ولكنَّ طَرْفاً لا أراكِ بهِ أعمَى فَوَا أسَفا ألاّ أُكِبَّ مُقَبِّلاً=لرَأسِكِ والصّدْرِ اللّذَيْ مُلِئا حزْمَا وألاّ أُلاقي روحَكِ الطّيّبَ الذي=كأنّ ذكيّ المِسكِ كانَ له جسمَا ولَوْ لمْ تَكُوني بِنْتَ أكْرَمِ والِدٍ=لَكانَ أباكِ الضّخْمَ كونُكِ لي أُمّا لَئِنْ لَذّ يَوْمُ الشّامِتِينَ بيَوْمِهَا=لَقَدْ وَلَدَتْ مني لأنْفِهِمِ رَغْمَا تَغَرّبَ لا مُسْتَعْظِماً غَيرَ نَفْسِهِ=ولا قابِلاً إلاّ لخالِقِهِ حُكْمَا ولا سالِكاً إلاّ فُؤادَ عَجاجَةٍ=ولا واجِداً إلاّ لمَكْرُمَةٍ طَعْمَا يَقُولونَ لي ما أنتَ في كلّ بَلدَةٍ=وما تَبتَغي؟ ما أبتَغي جَلّ أن يُسْمى كأنّ بَنيهِمْ عالِمُونَ بِأنَّنِي=جَلُوبٌ إلَيهِمْ منْ مَعادِنه اليُتْمَا وما الجَمْعُ بَينَ الماءِ والنّارِ في يدي=بأصعَبَ من أنْ أجمَعَ الجَدّ والفَهمَا ولكِنّني مُسْتَنْصِرٌ بذُبَابِهِ=ومُرْتكِبٌ في كلّ حالٍ به الغَشمَا وجاعِلُهُ يَوْمَ اللّقاءِ تَحِيّتي=وإلاّ فلَسْتُ السيّدَ البَطَلَ القَرْمَا إذا فَلّ عَزْمي عن مدًى خوْفُ بُعده=فأبْعَدُ شيءٍ ممكنٌ لم يَجِدْ عزْمَا وإنّي لَمِنْ قَوْمٍ كأنّ نُفُوسَنا=بها أنَفٌ أن تسكنَ اللّحمَ والعَظمَا كذا أنَا يا دُنْيا إذا شِئْتِ فاذْهَبي=ويا نَفسِ زيدي في كرائهِها قُدْمَا فلا عَبَرَتْ بي ساعَةٌ لا تُعِزّني=ولا صَحِبَتْني مُهجَةٌ تقبلُ الظُّلْمَا |
فَدَيْتُكِ ليسَ لِيَ عَنْكِ انْصِرافُ
ولا لِيَ في الهَوى مِنْكِ انْتِصافُ وِصالُكِ عِنديَ العَسَلُ المُصَفّى وَهَجْرُكِ عِنديَ السُّمُّ الزُّعافُ |
الساعة الآن 08:00 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010