منتديات بعد حيي

منتديات بعد حيي (https://www.b3b7.com/vb/index.php)
-   منتدى عروس الشمال - Hail (https://www.b3b7.com/vb/forumdisplay.php?f=42)
-   -   جميع ما تريده عن منطقة حائل تجده هنا//موقعها وتاريخها وكل شيء (https://www.b3b7.com/vb/showthread.php?t=242)

نزف المشاعر 05-22-2004 03:17 PM

جميع ما تريده عن منطقة حائل تجده هنا//موقعها وتاريخها وكل شيء
 

بسم الله الرحمن الرحيم...
كل شيء عن منطقة حائل
-----------------------------------------
حائل موقعها الجغرافي


تقع مدينة حائل في منطقة جبل شمر غربي وادي الاديرع الذي يعرف ايضا باسم وادي حائل. وتمتد المدينة على شكل قوس حول جبل سمراء ويحدها جبل اجآ من الغرب وجبل ام الرقاب من الشمال وجبل شمرة من الشرق . اما من حيث التنظيم الاداري فيحد حائل من الشمال منطقة الحدود الشمالية ومنطقة الجوف، ومن الجنوب منطقة القصيم وتشترك في الحدود الادارية الشرقية مع منطقة الرياض ، ومن الغرب مع منطقة تبوك ومنطقة المدينة المنورة. ويبلغ ارتفاع حائل عن سطح البحر 980 مترا ، وقد يصل الى الف متر عند الحافة الغربية . ويمتد وادي حائل في اتجاه الشمال الشرقي عبر ممر ضيق يصل المدينة بجبل شمرة ، وتشكل صحراء النفوذ الكبير الجزء الشمالي من المنطقة. اما مساحتها فهي 118،332 كيلو مترا مربعا.

التضاريس
تتميز منطقة حائل بكثرة تضاريسها وتباينها واختلافها ما بين سهول وجبال وتكوينات رملية وممرات وتكوينات صخرية.

المناخ
مناخ حائل قاري ترتفع فيه الحرارة صيفا وتنخفض شتاء، وقد يحدث فارق حراري في اليوم الواحد. ويوجه العموم فان درجات الحرارة في الصيف نادرا ما تتعدى الاربعين درجة، اما في الشتاء فتنخفض كثيرا وتصل احيانا الى درجة التجمد . وتسقط الامطار عادة في فصل الشتاء ، وقد تكون مصحوبة بالبرد، وسقوط الثلج نادرا جدا ، وسبق ان شهدته المنطقة في ربيع عام 1402هـ .

من التاريخ
يكاد لا يخلو كتاب يتناول تاريخ شبه الجزيرة العربية او جغرافيته، من ذكر مدينة حائل ، ذلك ان موقعها الاستراتيجي المهم قد جعلها على الدوام في قلب الاحداث التي مرت بالمنطقة منذ اقدم الازمان. وقد اطلق عليها اسم مفتاح الصحراء نظرا لكونها المعبر الرئيسي للمتجهين شمالا او جنوبا في شبه الجزيرة. وكانت حائل معبرا لجيوش المسلمين الذين اتجهوا مشرقا ومغربا للدعوة الى سبيل الله، كما انها كانت ممرا لحجاج بيت الله الحرام القادمين من العراق والشام ، اضافة الى القبائل النازحة الى الجنوب. وحين تركت مطامع الدول الاوروبية في القرن التاسع عشر ، واتجهت بانظارها الى شبه الجزيرة العربية ، بعثت هذه الدول الى حائل عددا من الرحالة لتفقد احوالها ، والتعرف على اوضاع شبه الجزيرة العربية من خلالها ، فزارها الفنلندي آلان سنة 1845م. والف عنها كتابا اسماه (صورة من شمال جزيرة العرب)، والانجليزي وليم بلجريف سنة 1864م، والانجليزية ليدي آن بلنت سنة 1879م، ووضعت عنها كتابا، والفرنسي شارل هوبير الذي زارها مرتين سنتي 1883م و1884م، والانجليزية جرترودبل. وهي مساعدة المندوب السامي البريطاني في العراق. وقد أوردت مشاهداتها في مدينة حائل في مذكراتها، كما زارها عدد من الامريكيين ومنهم مايكل بارون الذي نال شهادة الدكتوراه من جامعة متشيجان عن الرسالة التي وضعها عن تاريخ حائل . ومن الواضح ان هذا الاهتمام كان يتناسب مع اهمية حائل وموقعها اللذين اشرنا اليهما ، والمميزات الطبيعية التي تتصف بها ، وبخاصة جبلي (اجا و سلمى) اللذين وصفتهما ليدي لبنت بانها لم تر خلال رحلاتها الكثيرة جبالا تشبهما.



من المعالم الاثرية
تعتبر منطقة حائل من اغنى مناطق المملكة بالاثار لما سبق ذكره من اتصال حضراتها ببعض حضارات ما قبل الاسلام وما بعده. وقد قامت ادارة الاثار والمتاحف في وزارة المعارف بعدة كشوف اثرية في المنطقة لمعاينة الاثار وتحديد مواصفاتها. من اهم المعالم الاثرية عدد من القلاع والقصور في مدينة حائل تعود الى العهد العثماني.

ياطب
وهي موقع اثري شرقي حائل على مسافة 38 كلم، وتوجد على صخوره كتابات ثمودية ورسوم.

جانين
وهو جبل كبير شرقي حائل ، ويقع على مسافة 60 كيلو مترا، ويضم الجبل كهفا طبيعيا حفرت على جدرانه كتابات ثمودية وامهرية ورسوم لاشخاص وحيوانات.

فيد
وهي واحة قديمة كانت محطا للراحلين شمالا وجنوبا، كما يمر منها درب زبيدة الشهير.

جبل حبشي
وهو منطقة غنية باثارها من بقايا الدور والابراج والمقابر التي يعتقد انها تعود الى اكثر من اربعة الاف سنة، كما عثر فيها على سيوف واشياء اخرى، ويطلق على هذا المكان ايضا اسم العظيم.

الثعيلبي
وهو يقع بين العظيم وسميراء وفيه صفوف من الحجارة الممتدة الى مسافة تقارب 750 مترا.

توارن :
تقع شمال غرب حائل وفي مدخل الوادي اثار حصن لا تزال باقية ويقال انها ترجع الى حاتم الطائىوفي وسط القرية يوجد قصر من الطين وبجوارة مقبرة صغيرة فيها قبرين طويلين يقال ان احهما حاتم الطائى والموقع يعود الى ما قبل الأسلام


الماوية:
موقع اثري يعود الى العصر الثمودي وفيه بعض المدافن الحجرية الأثرية وعددها تسعة مقابر وكذلك فيها مجموهة من الكتابات الثمودية


أهم المحافظاتفي منطقة حائل:

محافظات المنطقة




محافظة بقعاء
ومن القرى والمراكز التابعة لها ما يلي

تربة -الخوير-ضبيعية-الزبيرة-الأجفر-الحيانية-اشيقر-الشيحية-شعيبة المياة


محافظة الشنان

ومن القرى والمراكز التابعة لها ما يالي
فيد-الشنان-الجحفة-السعيرة-العضيم-العدوة-المضيح-عقلة بن طوالة-الساقية-عقلة بن داني-راك -النعي -البير - السبعان- طابه - المضابيع


محافظة الغزالة
ومن القرى والمراكز التابعة لها ما يلي

الحليفة السفلى - الحليفة العليا - البعائث - الحائط - انبوان - السليمي- النحيتية - ريع البكر - صفيط - مراغان - المعرش - قاع حجلا - فيظة اثقب - الرابية - العيثمة - المستجدة - الشويمس - العجاجة - سقف - الرقب - المرير - عقلة بن جبرين - وسطاء الجفن - ضرغط - روض بن هادي


وهناك الكثير من المدن والقرى الأخرى ومنها مايلي

الشملي- سميراء-الروضة-بيضاء نثيل-موقق-الخطة -القاعد-الحفير-قناء-الشقيق-ام القلبان-عمائر بن صنعاء-قصر العشروات-الودي-قفار-عقدة-النيصية-العش-دليهان


لمحات تاريخية:: التسمية

بعيدا عن المعنى اللغوي لمفردة "حائل" و اجتهادات اللغويون في تقعيد هذا الاسم وإعادته إلى أصوله اللغوية ، فأننا سنكتفي ببعض الروايات التي طرحها الباحثون في هذا الإطار ابتداء باحتمال إنها "كانت تشكل حائلا بين وسط جزيرة العرب وسواد العراق" أو "بين ديار العرب و ارض الروم وبلاد الأنباط والشام" ثم وصولا إلى تسمية "حائل" لوجودها على ضفة وادي الأديرع ، فعندما يسيل هذا الوادي ، فأنه يحول بين سكان الجبلين ويمنعهم الاتصال فيما بينهم. بمعنى إن التسمية تطلق أساسا على الوادي وهو "الأديرع" الذي حظي بأكثر قدر من القبول لدى الباحثين. وقد ورد اسم "حائل" في كتب الأقدمين كثيرا .. فذكرها كل من :
* عباس الموسوي في كتابه "لمع الشهاب" وقال إنها "شام نجد".
* أبو سعيد الضرير قال: حائل بطن واد بالقرب من أجا.
* ياقوت الحموي قال: حائل واد في جبل طي.
* الهجري قال: هو واد يفلق بين الرمال وأجا.
أما ما يعرف سابقا باسم "القرية" على إنها أقدم أماكن الاستيطان والتحضر على ضفة وادي حائل "الأديرع" الشرقية ، فهي ما يسمى الآن "السويفلة". وقد اخذ الشيخ حمد الجاسر بقول "موزل" ، إن قرية حاتم هي السويفلة ، التي كانت نواة حائل المدينة والتي استقر بها الطائيون. وقد ورد في تاريخ بن جرير اسم "مناع" إشارة إلى جبل أجا في قصة تشير إلى إن الطرماح بن عدي الطائي عرض على الحسين بن علي رضي الله عنهما ، عندما خرج على يزيد بن أبي سفيان ، بان يسير معه حتى يصل إلى "مناع" ، حيث امتنعت به طيء عن ملوك غسان وحمير والنعمان بن المنذر .
كما ورد أيضا اسم "القرية" في نفس القصة التي أوردها الشيخ حمد الجاسر في المعجم الجغرافي في قسمه الأول.



لمحات تاريخية: نبذه

لا احد يستطيع إن يحدد تأريخا بعينه لنشأة المدينة ... غير انه من المؤكد إنها نشأت في عصور ما قبل الميلاد ... وهو ما يجمع عليه المؤرخون بدليل وجود العديد من الآثار "الثمودية والنبطية والحبشية". ومن أشهر من سكنها قبل الإسلام قبيلة طيء التي ينتسب إليها "حاتم الطائي" الذي كان ولا يزال مضرب المثل في الكرم. وكذلك نشأتها تعود بالتقريب لأكثر من ألف سنة حيث يؤسس الاستنتاج هذا على وجود بعض الآثار في أسفل مدينة حائل التي تسمى "السويفلة" و "الربيعية" و "الجر" ، إضافة إلى وجود بعض المساجد التي تتجه صوب بيت المقدس ، وقيل إن بعضها أثار لمعابد قديمة قبل ظهور الإسلام. وقد استمدت منطقة حائل أهميتها التاريخية من خلال موقعها المتميز والفريد وقد وصفها بعض المستشرقين بأنها "مفتاح الصحراء" نسبة لذلك الموقع. فهي تقع على مفترق الطرق المؤدية للشام والعراق حيث معقل الحضارات القديمة ، كالبابلية والآشورية. وهي أيضا فيما بعد معبر جيوش الفتح الإسلامي جهة الشمال. هذا الموقع الاستثنائي حينما يضاف إليه مستوى التحصين الطبيعي الذي وهبه لها الخالق سبحانه من جبال ورمال وما تميزت به المنطقة من خصوبة لا توفرها الصحاري عادة .. كل هذا جعلها جزء من حركة التاريخ على مر العصور .. وأحداثه. وإذا كان المؤرخون قد سجلوا شيئا من تأريخها في كتبهم وأبحاثهم فإن المنطقة لا تزال تحتفظ بالكثير الكثير من حكايا التاريخ ورواياته والتي لا تزال مطمورة مع أثارها.




لمحات تاريخية:: السكان عبر التاريخ

أقدم الحضارات الهجرات السامية

إذا كان كثير من المؤرخين يقطع بان الطائيين هم أول من استقر في هذه المنطقة كحضارة بعد خروجهم من اليمن في إعقاب انهيار سد مأرب وخروج العديد من القبائل العربية إلى مواقع مختلفة في الجزيرة وبلاد الشام فان ثمة من يؤكد سكنى قبائل عربية أخرى لهذه المنطقة قبل قبيلة طيء منها :

1- أشارت بعض الدراسات إلى أن سكانها الأقدمين هم من العرب البائدة .. استنادا إلى تلك النقوش الثمودية .. وهذا ما تؤكده الدكتورة "وفاء النديوني" في كتابها "شعر طيء وإخبارها في الجاهلية والإسلام".

2- بني اسد بن خزيمة حيث تشير بعض المصادر إلى نزول طيء جوار بني أسد ثم انتزاعها جبلي أجا وسلمى من بني أسد ونسبتها فيما بعد لطيء كما ذكر المقريزي.

3- قبيلة غطفان بن سعد بن قيس عيلان العدنانية .. وكانت منازل هذه القبيلة من وادي القرى جنوبا على امتداد الحرات حتى تتصل بجبال طيء من جهتها الجنوبية.

4- أخلاط من قبائل أخرى كقبيلة كلب بن وبرة وهي بطن من قضاعة وبطون من قبيلة تميم القبيلة العدنانية الكبيرة.

ويشير "هشال بن عبد العزيز الخريصي" في كتابه "قبيلة شمر متابعة وتحليل" إلى رواية للمؤرخ احمد الموح .. يؤكد فيها على وجود دلائل لديه ترجع وجود دولة باسم "شمر" في منطقة نجران جنوب الجزيرة العربية في عهود قديمة جدا.
ويشير في الهامش إلى كتاب أخر بعنوان "مثير العجب في تمحيص تاريخ العرب" لمؤلفة زاهر بن احمد عبيد الخزرجي الأنصاري الدمشقي صفحة 139 قال انه يحتوي بحثا بعنوان "حضارة شمر" نحو 350 - 2000 قبل الميلاد. و شمر اسم يطلق الآن على طيء بأسرها .. حتى إن جبلي أجا وسلمى يعرفان بجبل شمر. غير إن العديد من الأسر من قبيلة بني تميم قد استوطنت بلاد الجبلين منذ أمد بعيد .. حتى قيل إن كثيرا من فروع بني تميم هاجروا إلى بلدة "قفار" في منطقة حائل الواقعة جنوب مدينة حائل وتتوزع هذه الأسر العريقة في مختلف قرى منطقة حائل ، كقرى "رمان" وتشتهر هذه الأسر الكريمة بالجود والكرم .. حتى أصبحوا مضرب المثل في الشهامة والجود والكرم.
وقد تناقل الشعراء والرواة الكثير من قصص جودهم وشجاعتهم في جميع إرجاء الجزيرة العربية . .. وقد تعايش الجميع من طيء وتميم وأبناء مختلف القبائل في منطقة حائل كأسرة واحدة.

نزف المشاعر 05-22-2004 03:19 PM

يتبع
 

جزيرة العرب مهد أقدم الحضارات::


أكدت البحوث والدراسات العلمية أن جزيرة العرب في العصر الجليدي الرابع 100- 15 ألف سنة قبل الآن. كانت تتمتع بمناخ خصب في جميع فصول السنة , وذلك بخلاف ما آلت إلية فيما بعد حيث انتشرت الصحاري والرمال وعم الجفاف فكانت أوديتها الجافة حاليا أنهارا تغذي حياة حضارية مزدهرة عمادها الزراعة التي تعتبر أهم وأجدى الاكتشافات الإنسانية حتى الآن.
وأكدت البحوث والدراسات أيضا إن الزراعة اكتشفت وطبقت على مدى ألاف السنين , وعندما حل الجفاف في جزيرة العرب فإن ذلك أدى إلى موجات هجرة الشعوب السامية القديمة باتجاه مناطق الجوار - الشام العراق ومصر - فأقاموا هناك حضارات متطورة عندما كانت جميع أصقاع الكرة الأرضية غابات مظلمة مجهولة أو مناطق تكسوها الثلوج ويغطيها الصقيع على مدار السنة.
وتطرقت كثير من البحوث والدراسات العلمية إلى العديد من المواضع في جزيرة العرب التي كانت مهدا لأولى الحضارات البشرية والإبداعات الإنسانية الرائدة , ومن بين هذه المواضع منطقة حائل ولاسيما الجزء الشمالي منها الذي أصبح الآن تغطي معظمه رمال النفوذ.



منطقة حائل منطلق الهجرات السامية الأولى::

حسب المعلومات المتوفرة الآن فإن من الواضح أن الهجرات السامية الأولى من جزيرة العرب اتجهت إلى غرب شمال الفرات حيث تأكد حتى الآن أن موقع تل المريبط الواقع غرب الفرات ثمانون كيلو مترا شرقي مدينة حلب السورية هو أقدم موقع أثري أقامه مهاجرون من جزيرة العرب قبل أحد عشر ألف سنة من الآن. فمن أين أتى هؤلاء المهاجرون , وكيف ومن هم؟
يجيب على هذه الأسئلة الثلاثة العالم العراقي الدكتور أحمد سوسة في كتابه "حضارة وادي الرافدين" الصفحة 56 فيقول: "هناك شبه إجماع على إن المنطقة الجنوبية من جزيرة العرب هي الوطن الأصلي للشعوب السامية التي نزحت من جزيرة العرب إثر الجفاف الذي حل بها في إعقاب الدورة الجليدية الرابعة.
وقد توجهت هذه القبائل إلى شمال الجزيرة العربية ومن هناك توزعوا في الهلال الخصيب , وكونوا حضارتهم فيها وفي جملتها حضارة وادي الرافدين الشمالية , أو الحضارة السامية الغربية , وهذه تتميز عن الحضارة السامية الشرقية , أي الاكدية الجنوبية بلهجتها وأسماء العلم لديها . وكان الساميون الغربيون أعظم بأسا وأشد رغبة في التوسع لأنهم كانوا يحصلون على المدد البشري المتزايد من الصحراء كما هي الحال بالنسبة إلى جميع القبائل البدوية , وهم أقرب الى الكنعانيين الذين استوطنوا غربي بلاد الشام.
وهؤلاء هم أقدم وأول المهاجرين من جزيرة العرب إلى الهلال الخصيب لقدومهم من البادية - بادية الشام - وقد جاءوا إلى شمال وادي الرافدين وهم مزودون بحضارة نهرية وخبرة فنية في حقل الزراعة التي تعتمد على الري واستخدموا هذه الخبرة في ممارسة الزراعة في وطنهم الجديد.
من ذلك يتضح جليا دور منطقة حائل في العصور القديمة فهي أقرب مناطق شبه الجزيرة إلى بادية غرب الفرات ولا يمكن العبور إلى غرب شمال الفرات بالذات إلا من هذه المنطقة.


لمحات تاريخية:: طيء

أيام الطائيين | حرب الفساد | المناذرة | الغساسنة |كندة |



منطقة حائل وهجرة الطائيين إليها::

تمتد جبال الحجاز شمال المدينة نحو الشمال الشرقي حتى مدينة حائل فتكون منطقة مرتفعة كانت تعرف ببلاد الجبلين ( أجا وسلمى ) أو جبلي طيء وذلك بعد نزوح قبيلة طيء من اليمن إليها , كما يطلق عليها جبل شمر , وذلك نسبة إلى اسم القبيلة التي نزحت بعد ذلك وهي إحدى بطون طيء , حيث ذاعت شهرة حائل فغدت قصبة جبل شمر والحاضرة الأميرية الهامة في بلاد العرب في العصر الحديث.
كانت تسكن هذه المنطقة قبل نزوح قبيلة طيء إليها من العرب البائدة عاد وثمود , يدلنا على ذلك تلك النقوش والحفريات وما عثر عليه من آثار ثمودية بها.
أما وقت هجرة الطائيين إلى نجد ونزولهم الجبلين فقد تضاربت الروايات التاريخية في ذلك , فرواية ابن الكلبي تشير إلى وجود بقايا من بني صحار الذين نزحوا من ارض اليمن ، فهو يذكر انه حينما سار طيء بإبله و ولده حتى نزل الجبلين راى شيخا عظيما جسيما مديد القامة على خلق العاديين ومعه امرأة على خلقه , فسألهما عن أمرهما فأخبر الشيخ انه من بقايا صحار , وأنهم أقاموا بهذين الجبلين عصرا بعد عصر , وعندئذ طلب طيء مشاركة الشيخ الصحاري في ذلك الموضع حتى يكون له مؤنسا وخلا , فوافق الشيخ على ذلك , لكنه لم يلبث إلا قليلا حتى هلك , فخلص المكان لطيء وولده.
لكن الرواية الأخرى تقول بأن الطائيين عندما نزحوا من واديهم طريب باليمن إلى الجبلين , وجدوا زعيم جديس بعد أن أفلت من ملك حمير حسان بن تبع , وقد أفضى به الهرب حتى لحق بالجبلين قبل نزوح طيء اليهما ، ويرى احد الباحثين أن هرب الاسود بن غفار زعيم الجديسيين كان في أواخر القرن الثاني الميلادي.
ثم تستطرد هذه الرواية التاريخية حيث تشير إلى قيام الطائيين بمحاربة جديس بقيادة زعيمهم الاسود بن غفار والانتصار عليه , وان الذي حاربه لم يكن طيء (جلهمة) ولكنه هو عمرو بن الغوث بن طيء.
وتذكر هذه الرواية سبب نزوح الطائيين وهجرتهم إلى نجد من اليمن فتقول : انه لما تفرق بنو سبأ أيام سيل العرم سار جلهمة نحو تهامة , ثم وقع بينه وبين عمومته ملاحاة ففارقهم وسار نحو الحجاز بأهلة وماله , ومضى يتتبع مواقع القطر - حتى انه سمى طيئا لطيه المنازل - حتى أوغل بأرض الحجاز , فمكث بها فترة ثم نزح منها إلى وادي حائل في إقليم نجد. لم يكن طيئ جلهمة في الواقع معهم في ذلك الوقت , وإنما كان احد أحفاده وهو أسامة بن لؤي هو الذي قادهم إلى ذلك المكان , عندما عثروا على ذلك الوادي بين الجبلين حيث الخصب والنماء والمناخ المناسب , فأجا ذلك الجبل ووادي حائل وهواؤهما كان أطيب الاهوية حينذاك.
كما يصف هشام بن محمد الكلبي هذا الموضع من حيث خصوبة تربته وكثرة أشجاره : فيقول: "والمكان واسع والشجر يانع والماء ظاهر و الكلا عامر" وحيث الخصب والنماء وكثر النخل في الشعاب والمواشي.
وكانت طيء وبطونها تسكن الجوف من أرض اليمن , وكان مسكنهم واديا يدعى طريبا , وفي وادي أذنه بالقرب من مأرب , كما كانت مساكنهم أيضا في وادي يهريق وبيحان , وكانت إذ ذاك إحدى المدن ذات الحضارة القديمة ، كذلك سكنوا قصور براقش وغيرها من المدن في بلاد اليمن السعيد.
والظاهر أن نزوحهم لم يحدث دفعة واحدة على اثر انهيار سد مأرب سنة 115 ق. م , وإنما حدث ذلك على فترة زمنية , وذلك لان هذا السد قد تعرض للعديد من الانهيارات , وما كانوا يعانونه من سوء الأحوال في أعقاب انهيار في كل مرة , مما كان يدفع بالطائيين وغيرهم إلى التخلي عن مواطنهم حيث الأودية والمناطق الخصبة في كل من الجوف وبيجان واذنه وطريب , وهجرتهم نحو الشمال.
ومن خير الأدلة على ذلك أن هجرتهم هذه لم تقتصر على منطقة حائل وحدها , وإنما كما يذكر الهمداني كان نزوحهم بعد ذلك إلى جهة تيماء والى دومة الجندل من إقليم الحجاز.
وكذلك ما كان من شيوع ذكر طيء خلال القرن الثالث الميلادي في كل من نجد والحجاز , حتى صارت طيء ترادف كلمة العرب في سائر أنحاء الجزيرة عند الفرس والسريان وغيرهم من الأمم المعاصرة.
ومما يدعم ذلك الرأي انه لم تكن إحدى بطون طيء لتقوى على انتزاع بلاد الجبلين من بني اسد وفقا لرواية ابن خلدون , لولا غلبة تلك البطون الطائية وانتشارها في تلك المناطق والجهات , وهكذا تظهر أهمية تلك الهجرة الكبرى الأخيرة بقيادة أسامة بن لؤي إلى الجبلين , وكان سيد طيء آنذاك.
كما تفيد رواية ابن خلدون أن نزول كل من بني فطرة وبني الغوث كان في فيد ، وفي سميراء في جوار بني اسد أولا , ثم صارت لهم الغلبة على هذه القبيلة فكان نزولهم عندئذ في أجا وسلمى ووادي حائل واستقرارهم بعد ذلك فيها.
ويذكر أبو عبيد السكوني أن أجا نزلت به ثعل احد بطون طيء , وان سائر بني الغوث وبني نبهان كان نزولهم بسفح سلمى , أما بنو جديلة البطن الثالث من بطون طيء فلم يكن لهم في الجبلين نصيب , يتضح ذلك من رواية ابي عبيدة عندما اشترط عمرو بن الغوث حينما صارع زعيم جديس فقتله , وهكذا نزلت جديلة السهل أو الوادي بين الجبلين.
وقد أطلق ابن الكلبي على هذا الوادي اسم حائل , ولم تمض فترة من الزمن حتى شاع ذكرها على بلاد طيء جميعها , ويشير إلى ذلك الهمداني عند حديثة عن الريان احد قمم جبال أجا فيذكر أن في أسفله أدنى مياه حائل , وكما يصف القرية حائل فيقول: "هو بلد مثل يد المصافح يرى فيه الراكب من مسافة نصف نهار في وسطه رملة يقال لها رملة الاطهار".
ومن الواضح أن حائل لم يكن لها شأن يذكر قبل نزول الطائيين بواديها , واستحواذهم على السهل والجبل , حيث ارتبط اسمها بأمجادهم وأيامهم , وان غلب عليها اسم الجبلين ( أجا وسلمى ) أو جبلي طيء.
لم تكن حائل هي الموطن الوحيد للبطون الطائية بطبيعة الحال بل كانت خلال العصر الجاهلي هناك مواطن أخرى لها أقدم منها مثل فيد وسميراء والاجفر التي نزلوا بها قبل غيرها من المنازل , وقد حظيت بالشهرة مثل مدينة فيد منذ العصر الجاهلي.



يتبع

نزف المشاعر 05-22-2004 03:21 PM


أيام الطائيين مع قبائل العرب الأخرى::

كان من أهم تلك الحروب إلى خاضتها قبائل طيء ما وقع بينها وبين قبيلة اسد المجاورة لها , فقد عملت تلك القبائل منذ نزولها على التوسع والاستيلاء على مواضع الكلأ والماء , فمن ذلك محاولة الطائيين امتلاك "الحساء" المنسوب إلى ريث , وعلى موضع آخر يسمى قراقر , يقول عنه ياقوت: وهو قاع ينتهي إلى وادي حائل تسيل إليه أودية ما بين الجبلين , وكان منزلا يقع إلى الطريق المتجه إلى مكة حيث كانت تدعية كل من اسد و طيء كما يذكر البكري. موضعا ثالثا كان محل نزاع يسمى "ظلامة" وهي قرية أخذتها اسد من بني نبهان القبيلة الطائية فسموها ظلامة لأنهم أخذوها ظلما.
كانت الغارة والحرب سجالا بين الطرفين حيث كانا يتعاقبان النصر والهزيمة ,حتى اجتمعت غطفان واسد كما يقول الطبري: "فأزاحوها عن دارها في الجاهلية غوثها وجديلتها فَكره ذلك عوف - وهو ذو الخمارين عوف الجزمي - وقطع ما بينه وبين غطفان وتتابع الحيان على الجلاء , وأرسل عوف إلى الحيين من طيء فأعاد حلفهما وقام بنصرتهم فرجعوا إلى دورهم".
وقد أعقب ذلك أن بذلت شيوخ اسد جهودهم في سبيل الصلح وعقد حلف مع طيء , فتم ذلك في عداد الجيرة أو الجوار و أصبح يقال لبني اسد وطيء الحليفان وذلك بعد حروب لم تدم طويلا بينهم وكما يقول القلقشندي: "بعد أن ملكت طيء ديار بني اسد الواقعة من جهة الشرق والجنوب من الجبلين بعد أن كانوا نازلين بها ".
كان من اشهر أيام العرب التي وقعت بين الطائيين وبني اسد بعد عقدهم الحلف بينهم يوم ظهر الدهناء , وكان سبب العودة إلى نشوب الحرب , أن بشر ابن ابي حازم الاسدي كان قد هجا اوس بن حارثة , فطلبه اوس فلجأ الى قومه بني اسد , فرأوا أن تسليمه من العار عليهم فأبوا ذلك , فجمع لهم اوس وكان سيدا مطاعا في قومه من بني جديلة وبني رومان حيث تلاقيا بظهر الدهناء , فأوقع بهم أوس وظفر بهاجية بشرا بعد أن تمكن من قتل الكثيرين منهم.
ومن الأيام التي تذكرها مصادر التاريخ والأدب ما وقع بين قبيلة عنترة العبسي والطائيين , فقد تعاقبت بينهم الغارات والحروب , والتي كان من أهمها تلك الغارة التي شنها بنو ثعلبة من بقية جديلة على بني عبس , وأدت إلى قتل عنتر بن شداد العبسي. وقد بلغ من شهرته حينذاك في أعمال الغزو والقتال شأن بعيد , حيث ظل بنو رومان الطائيين يفخرون بذلك فترة طويلة.
ومن الجدير بالذكر أن تفاخر طيء بقتلها عنتر , لم يكن مثيرا للعصبية التي عرفت بعد ذلك بين عرب الجنوب وبين عرب الشمال العدنانين , فقد أشارت المصادر إلى تحالف كل من بني جديلة مع بني شيبان والى محاربتهما عبس في ذلك الوقت.
كما يذكر ابن الاثير من أيام العرب يوم النسار , وكانت طيء قد تحالفت مع كل من اسد وغطفان على بني عامر آنذاك , فكان لقاؤهم بالنسار بين تلك الجبال التي عرفت بذلك , حيث قاتلوا بني عامر قتالا شديدا , فكان أن غضبت تميم , لما نزل بهم , فتحالفوا معهم , حتى لقوا طيء ومن حالفها في يوم الجفار بعد ذلك , فقاتلت طيء اشد ما قاتلت مع عامر يوم النسار.
ولم تكن قبائل طيء لتسكت عن هزيمتها , فقد نهض زيد الخيل بن مهلهل الطائي المشهور يومئذ , فجمع أخلاطا من بطونهم وجموعا أخرى من الصعاليك , فغزا بهم بني عامر ومن جاورهم من العرب , ويصف الاصفهاني نقلا عن ابي عمرو الشيباني تلك المعركة بعد أن سار إليهم زيد الخيل فيقول: فصبحهم من طلوع الشمس فاستعدوا له وفزعوا إلى الخيل فركبوا , فكان أول من غدر بهم , فلقى جموعهم من بني غنى بني اعصر فاقتتلوا قتالا شديدا ، ثم حلت الهزيمة ببني عامر فاستحر القتل بعد ذلك بغنى , فكان من بين قتلاهم الفرسان والشعراء.
وقد اشتهر زيد الخيل النبهاني بالشجاعة والفروسية , قبيل ظهور الاسلام , ومما يذكره الاصفهاني أن عامر بن الطفيل سيد بني عامر أغار على بني فزارة , واستاق نعما لهم كما اسر امرأة منهم , فلما أدركه زيد الخيل برز له عامر , فطلب منه رد النعم التي حصل عليها , وخيرة بين ترك الغنيمة أو قتاله , فتخلى عن الظعينة والنعم في مقابل إطلاق سراحه ، يقول الاصفهاني: فقبل زيد بذلك الشرط فجز ناصيته واخذ رمحه واخذ الظعينة والنعم فردها إلى بني بدر الفزاريين وبطبيعة الحال فما كانت غنى لتبقى على هزيمتها حيث عملت على جمع لفيف من بني عامر قبيلتها فغزوا طيئا وقتلوا وأدركوا ثأرهم منها.
ولما علمت بنو عامر بما جرى لسيدهم نحوه عن رئاستهم وأقاموا عليهم علقمة بن علاثة بدلا من ابن الطفيل , وخرجوا لقتال بني نبهان قوم زيد , ومعهم الشاعران المعروفان الحطيئة وكعب بن زهير. ولما علم زيد بذلك جمع قومه فلقيهم بالمضيق فقاتلهم وأوقع بهم الهزيمة , وتم اسر الشاعرين وقوما معهم , فطلبوا قبول الفداء فيهم.
ومن أعمال الغزو والغارة التي قامت بها قبائل طيء بعد أن أصبحت من الكثرة بمنطقة حائل , حتى صار كل بطن منهم يغزو بمفرده بعد أن غدا قبيلة مستقلة , منها ما وقع بين قبيلة نبهان وقيامها بغزوة فزارة , وقد حاربت فزارة حتى كادت الهزيمة تحل بالنبهانين لولا شجاعة زيد الخيل , وقد انضمت إلى فزارة قيس من بني سليم فهزموهم , ثم حمل زيد الخيل على فزارة بعد ذلك ومن حالفها فأوقع بهم الهزيمة , يقول زيد الخيل:
جلبنا الخيل من أجا وسلمى تخب نزائفا خيب الركـــــاب
جلبنـا كـل طـرف اعـوجــــي وسلهبة كحافية الغـــــراب
كنسـوف للـحزام بـمـرفقيها شنون الصلب صماء الكعاب

ومن اشهر تلك الغارات التي حدثت بين بني الغوث إحدى قبائل طيء وبين بكر بن وائل القبيلة العربية المعروفة , فقد حدث أن أغار حاتم بن عبدالله الطائي على راس جيش من قومه , واشتد القتال بينهم ولكن الهزيمة حاقت بهم وقتل منهم الكثير , كما تم اسر جماعة منهم وكان حاتم من بينهم وبقي في الأسر حتى تم فداؤه.


حرب الفساد بين قبائل الطائيين::

نشبت هذه الحرب بين قبيلة الغوث وبين جديلة , وتعاقبت بينهم حتى طال أمدها وبلغت مائة وثلاثين عاما حيث يذكر المسعودي إنها لم تكن حربا كسائر الحروب.
أدى ذلك إلى نزوح بني جديلة إلى بلاد الشام , وقد عرفت تلك الجهة التي نزحوا إليها بحاضر طيء , ويشير البلاذري إلى ذلك الموضع بالشام فيقول: انه بعد حرب الفساد التي وقعت بينهم حين نزلوا الجبلين فتفرق منهم سائر بني فطرة وتفرق باقون منهم في البلاد حيث لحقوا بحاصر قنسرين من إعمال حلب وخالطوا هناك الأسباط وغيرهم وتزوجوا منهم.
أما ابن حزم فهو يحدد تلك البطون التي نزحت من قبيلة جديلة الطائية من بلاد الجبلين إلى الشام فيقول: "وجلوا كلهم عن الجبلين في حرب الفساد , فلحقوا بحلب وحاضر طيء , حاشا بني رومان بن جندب بن سعد بن فطرة فبقوا في الجبلين".
وهكذا لم يبق من جديلة إلا بنو رومان بمنطقة حائل , وكان من اشهرهم تيم بن ثعلبة , وكان يقال لبنيه بعدها مصابيح الظلام ومنهم السيد المشهور اوس بن حارثة بن لأم ممن سبقت الإشارة إلى زعامته في حربهم مع قبيلة اسد وانتصاره عليهم.
وقد لعب ملك الغساسنة الحارث بن جبلة دورا في إصلاح ذات البين بين جديلة والغوث , حتى توقفت الحروب بينهما , فلما مات عادت تلك القبائل إلى حربها من جديد , فكان يوم "اليحاميم" بينهم من اشهر أيام العرب , يصف ابن الاثير أحداث هذا اليوم فيقول: فالتقت جديلة والغوث بموضع يقال له "غرثان" فقتل قائد بني جديلة وهو اسبع بن عمرو لأم.
كما شهد عدي بن حاتم هذا اليوم وكان زيد الخيل يعمل على وقف القتال والتداعي إلى الصلح بينهم يقول عدي: "واني لواقف يوم اليحاميم والناس يقتتلون إذ نظرت إلى زيد الخيل قد احضر ابنيه مكنفا وحريثا في شعب لا منفذ له وهو يقول: "أي بني ابقيا على قومكما فان اليوم يوم التفاني , فان يكن هؤلاء أعماما فهؤلاء أخوال".
وقد دارت الحرب يومئذ على "مناع" إحدى مواضع أجا , حين أقبلت قبائل الغوث كل قبيلة عليها رئيسها منهم زيد الخيل وحاتم بن عبدالله الطائي الجواد , حيث التقوا بجديلة بعد اجتماعها على اوس بن حارثة , وقد اقتتلوا يومئذ قتالا شديدا فانهزمت جديلة وقتل منها الكثير.
ولم يحضر حاتم بن عبدالله الطائي هذه الحرب فكان مجاورا لبني بدر من جيرانهم آنذاك وكان من جراء يوم اليحاميم أن نزحت بقية جديلة من حائل , يقول ابن الاثير: "ولم تبق لجديلة بقية للحرب بعد يوم اليحاميم , فدخلوا بلاد كلب فحالفوهم وأقاموا معهم".



حرب الفساد بين قبائل الطائيين::

نشبت هذه الحرب بين قبيلة الغوث وبين جديلة , وتعاقبت بينهم حتى طال أمدها وبلغت مائة وثلاثين عاما حيث يذكر المسعودي إنها لم تكن حربا كسائر الحروب.
أدى ذلك إلى نزوح بني جديلة إلى بلاد الشام , وقد عرفت تلك الجهة التي نزحوا إليها بحاضر طيء , ويشير البلاذري إلى ذلك الموضع بالشام فيقول: انه بعد حرب الفساد التي وقعت بينهم حين نزلوا الجبلين فتفرق منهم سائر بني فطرة وتفرق باقون منهم في البلاد حيث لحقوا بحاصر قنسرين من إعمال حلب وخالطوا هناك الأسباط وغيرهم وتزوجوا منهم.
أما ابن حزم فهو يحدد تلك البطون التي نزحت من قبيلة جديلة الطائية من بلاد الجبلين إلى الشام فيقول: "وجلوا كلهم عن الجبلين في حرب الفساد , فلحقوا بحلب وحاضر طيء , حاشا بني رومان بن جندب بن سعد بن فطرة فبقوا في الجبلين".
وهكذا لم يبق من جديلة إلا بنو رومان بمنطقة حائل , وكان من اشهرهم تيم بن ثعلبة , وكان يقال لبنيه بعدها مصابيح الظلام ومنهم السيد المشهور اوس بن حارثة بن لأم ممن سبقت الإشارة إلى زعامته في حربهم مع قبيلة اسد وانتصاره عليهم.
وقد لعب ملك الغساسنة الحارث بن جبلة دورا في إصلاح ذات البين بين جديلة والغوث , حتى توقفت الحروب بينهما , فلما مات عادت تلك القبائل إلى حربها من جديد , فكان يوم "اليحاميم" بينهم من اشهر أيام العرب , يصف ابن الاثير أحداث هذا اليوم فيقول: فالتقت جديلة والغوث بموضع يقال له "غرثان" فقتل قائد بني جديلة وهو اسبع بن عمرو لأم.
كما شهد عدي بن حاتم هذا اليوم وكان زيد الخيل يعمل على وقف القتال والتداعي إلى الصلح بينهم يقول عدي: "واني لواقف يوم اليحاميم والناس يقتتلون إذ نظرت إلى زيد الخيل قد احضر ابنيه مكنفا وحريثا في شعب لا منفذ له وهو يقول: "أي بني ابقيا على قومكما فان اليوم يوم التفاني , فان يكن هؤلاء أعماما فهؤلاء أخوال".
وقد دارت الحرب يومئذ على "مناع" إحدى مواضع أجا , حين أقبلت قبائل الغوث كل قبيلة عليها رئيسها منهم زيد الخيل وحاتم بن عبدالله الطائي الجواد , حيث التقوا بجديلة بعد اجتماعها على اوس بن حارثة , وقد اقتتلوا يومئذ قتالا شديدا فانهزمت جديلة وقتل منها الكثير.
ولم يحضر حاتم بن عبدالله الطائي هذه الحرب فكان مجاورا لبني بدر من جيرانهم آنذاك وكان من جراء يوم اليحاميم أن نزحت بقية جديلة من حائل , يقول ابن الاثير: "ولم تبق لجديلة بقية للحرب بعد يوم اليحاميم , فدخلوا بلاد كلب فحالفوهم وأقاموا معهم".


علاقة الطائيين بالمناذرة في الحيرة::

ارتبطت قبائل طيء في الجبلين برابطة الدم والعصبية بإخوانهم الذين نزحوا إلى الحيرة فنزلوها منذ القرن الثالث الميلادي حيث شاركوا في تأسيسها.
ويذكر ابن الكلبي أن ملك الحيرة عمرو بن المنذر عقد حلفا مع الطائيين على أساس ألا ينازعوا في أرضهم ولا يغزوا ولا يفاخروا عليهم , ولكنه حدث أن خرج عمرو لغزو اليمامة , فلم يصب منها شيئا , وفي طريق عودته , مر بمنازل طيء , فشجعه احد رجالات بني تميم زرارة بن عدس على غزوها والنيل منها قائلا له: "لا ينبغي لأي ملك إذا غزا أن يرجع ولم يصب فمل على طيء فانك بحيالها ".
استجاب الملك لرأيه , فمال إليهم فأسر وقتل منهم وغنم , فما لبث بعد رجوعه إلى الحيرة أن اخذ عمرو بن ملقط الطائي يحرض الملك على زرارة التميمي , وهكذا عملت قبائل طيء على الثأر من تميم لما جرى من زعيمها زرارة , وكان عمرو بن المنذر قد ترك ابنا له عنده , فلما شب رمى بضرع ناقته , فكان أن شد عليه احد رجال تميم فقتله وهرب.
انتهزت طيء الفرصة , وأخذت تحرض ملك الحيرة عليهم والخروج معهم حتى اقسم ليقتلن منهم مائة إن ظفر بهم , وسار في طلبهم حتى بلغ أوارة , وكان عمرو بن ملقط على مقدمة جيشه آنذاك , حيث قاتلوهم وانتصروا عليهم , وتمكنوا من اسر الكثير منهم , يقول ابن الاثير: "فأتوه (يعني الملك) بتسع وتسعين رجلا سوى من قتلوه في غارتهم فقتلهم" ، وهكذا ثأرت طيء لنفسها من تميم وصار يوم اوارة الثاني من أيام العرب المشهورة.
عادت بعدها علاقة الطائيين إلى سابق العهد من المودة والحلف مع ملوك الحيرة , فصار شيوخهم ورؤساهم يفدون إلى الحيرة فينالون من الحظوة والمكانة لديهم.
وفي عهد النعمان بن المنذر عمل كسرى فارس على إخضاع منطقة حائل في نجد لسلطانه , فأرسل إلى النعمان فاستجاب لطلبه وسيّر جيشا إليهم بعد أن شجعه احد الطائيين وهو اوس بن سعد حيث قال له: "أنا أدخلك بين جبلي طيء حتى يدين لك أهلها".
ولكن بني سنبس من قبيلة الغوث قبلوا التحدي ورفضوا دخول جيش ملك الحيرة بلادهم , فاستعدوا لمنازلة أعدائهم , كما تجهز حاتم الطائي مع قومه بني اخزم للقاء المغيرين عليهم , وكانوا يجاورون إخوانهم السنبسين من جهة الشمال , يقول حاتم في موقف اوس الطائي المتخاذل يومئذ:
و لقد بقي بجلاد اوس قومه ذلا وقد علمت بذلك سنبس
حاشا بني سنبس انهــــم منعوا زمار ابيهم ان يدنســوا
وتواعدوا ورد القرية غــــدوة وحلفت بالله العزيز لنحبـــس
وهكذا وقف بنو سنبس مع بني أخزم قوم حاتم ضد هؤلاء المغيرين فحالوا دون تحقيق السيطرة عليهم , ولم يقبلوا بالخضوع لسلطان المناذرة أو الفرس ولعل فشل النعمان في تحقيق أهداف كسرى فارس كان احد تلك الأسباب الهامة التي أدت إلى غضب كسرى , فلم يلبث أن أرسل في استدعائه إلى عاصمة ملكة بالمدائن حينذاك.
وعلى الرغم من تلك العلاقة التي كانت تربطه مع الطائيين , إلا انه عندما طلب منهم أن يمنعوه فأبوا عليه لا خوفا من كسرى ولكن لأمور سياسية أخرى ، فأقبل حتى نزل بني شيبان في ذي قار سرا حيث لقي هانئ بن مسعود الشيباني , فأودعه أهله وماله , وتوجه إلى المدائن وقد بعث ملك الفرس إليه من قيده وأرسله إلى خانقين لحبسه فيها , وكان موته قبل الإسلام فلما مات استعمل كسرى اياس بن قبيصة الطائي على الحيرة.

نزف المشاعر 05-22-2004 03:24 PM

يتبع
 

علاقة شيوخ طيء بالغساسنة::

كان يسكن بلاد الشام عناصر اغلبها عربية منذ العصور القديمة , حيث نزحت من داخل الجزيرة مثل العمورين أو التعمرين والكنعانيين والانباط , كما نزحت قبل الإسلام إليها من قبائل كلب وغسان وعذرة وجذام وغيرها, حتى صارت تكون غالبية سكان الشام.
ومن أهم القبائل التي نزحت إليها إبان حرب الفساد التي اشرنا إليها كانت جديلة التي نزحت نحو قنسرين وحلب من أرض الشام فصارت تعرف بحاضر طيء.
وكما يذكر ياقوت فتنه لم يبق من جديلة إلا بني رومان , حيث نزح جلهم إلى الشام , أما ابن الاثير فأنه يشير إلى أن البقية الباقية منهم كان نزوحها بعد هزيمتهم في يوم اليحاميم المذكور. وهكذا أقامت تلك البطون الطائية بأرض الغساسنة في الشام.
وتتضح علاقة الغساسنة مع الطائيين في الجبلين في اهتمامهم الدائم بما كان يجري بينهم من غارات وحروب , والعمل على إيقافها ومحاولة الإصلاح بينهم , فمن ذلك ما بذله الملك الغساني الحارث بن جبلة في سبيل رأب الصدع بين القبائل الطائية وقد نجح في ذلك , لكن بعد وفاته عادت الحروب بينهم.
كما تبدو العلاقة الوثيقة قبيل ظهور الإسلام بهؤلاء الطائيين , وذلك عندما اتجه كثير منهم إلى اعتناق النصرانية والتي انتشرت في بلاد الشام آنذاك , يتجلى ذلك في حديث عدي بن حاتم وقوله: "كنت ملك طيء آخذ منهم المرباع وأنا نصراني , فلما قدمت خيل رسول الله صلى الله عليه و سلم هربت إلى الشام , وقلت الحق بأهل ديني من النصارى فلما قدمت الشام أقمت بها".
كما تتضح مظاهر هذه العلاقة الحسنة بالملك الغساني في قيامه بإهداء سيفين إلى الفلس صنم طيء المعروف وقد بقيا معلقين به في مكانه , حيث كان ذلك منصوبا بالحبس.


علاقة الطائيين بملوك كنده في نجد::

قدم حجر بن عمرو المعروف بأكل المرار إلى نجد ونزل ببطن عاقل , وكان اللخميون في الحيرة قد ملكوا من تلك البلاد ولا سيما بلد بكر بن وائل , فنهض حجر بهم وحارب اللخميين وأنقذ أرض بكر منهم , وقد استطاع أن ينتزع جانبا من تلك النوايى التي كانت تحت سيطرة اللخميين المناذرة.
سار النضر في ركاب ابنه الحارث , حيث كتب له النجاح في توسيع مملكة كنده في نجد , وبلغ من قوته انه تمكن من ضم إمارة الحيرة , وان يجلس على عرش المناذرة وذلك في النصف الأول من القرن السادس الميلادي.
وعلى الرغم من محاولته غزو بلاد الشام , إلا أنه لم يسع نحو غزو بلاد الجبلين القريبة منه , كما حاول النعمان بن المنذر وقد أصبحت سائر القبائل تهاب ملك كنده وتستنجد به , يذكر ابن الاثير انه لما أصاب بنو عامر من تميم فأنهم دعوه أن يغزو معهم , فكان أن وقع ذلك اليوم المعروف "بيوم ذي نجب" من أيام العرب.
ولما سار حجر بن الحارث ديار بني اسد بعد ذلك في جنوب جبلي طيء تمكن من التغلب عليهم فقتل الكثير من أشرافهم , واسر بعضهم , مما ترك الأثر السيئ في نفوس القوم , وعقدوا العزم على الانتقام منه , وما لبثوا أن نفذوا وعيدهم حيث تمكنوا من قتله.
وتتضح علاقة كنده مع الطائيين عندما لجأ امرؤ القيس بعد مقتل أبيه إلى قبائل العرب الأخرى لنجدته وفي مساعدته على الأخذ بثأر أبيه , والانتقام من بني اسد , وكان هؤلاء في حلف مع قبائل طيء.
فقد سار امرؤ القيس نحو بلاد الجبلين حيث نزل على المعلى بن تميم من بني ثعلبة , ثم على شيخ بني اخزم من ثعل , وبني عمه عمرو بن ربيعة من سكان أجا آنذاك.
كذلك كان نزول الشاعر الكندي المعروف على بني جرم وزعيمهم ثعلبة بن عمرو بن الغوث , وهكذا ظل يتنقل أمير كنده امرؤ القيس بين قبائل طيء وشيوخها عساه يجد عونا منهم على قتلت أبيه , ولكنة لم يوفق في مسعاه.
وعلى العكس من ذلك فقد حدث أن أغار احد أفراد بني لأم على إبله , ويذكر ابن الأثير أن الذين أغاروا على إبله قوم من جديلة يقال لهم بنو زيد فأخذوها منه , وكان بنو ثعل على ما يبدو حماة إبله آنذاك , يتضح ذلك من شعره في تلك المناسبة:
تبيت لبوني بالقرية امنـا واسرحها غبا بأكناف حائـل
بنو ثعل جيرانها وحماتها وتمنع من رماة سعد ونائل
كما يتضح من رواية ابن الاثير أن الحرب وقعت بين قبائل طيء بسبب امرؤ القيس , وخاصة بعد أن انتقل إلى رجل من بني ثعل يقال له حارثه بن مر , فهو يصف موقفهم حينذاك قائلا: "وكانت أمور كبيرة , فلما راى امرؤ القيس أن الحرب قد وقعت بسببه خرج من عندهم" ، ولا شك أن الطائيين لم يكن في صالحهم إذ ذاك تقديم يد العون له , ففي ذلك ما كان يثير حفيظة المنذر ملك الحيرة عليهم فيعمد إلى غزو بلادهم , لا سيما وانه لم يكن قد مضى من الوقت الكثير عندما راح المنذر ينتقم من ملك كنده حيث التقى بهم فيما عرف بيوم "اوارة الأول"وقد وقع قبل يوم "اوارة الثاني" ، ويمكن القول بان الطائيين كانوا يعملون على حرية بلادهم وعدم وقوعها تحت سيطرة المناذرة أو غيرهم من القوى التي كانت تسعى في سبيل إخضاع المنطقة كالفرس , وذلك في أعقاب نزولهم سميراء وفيد في جوار بني اسد واستقرارهم في الجبليين منذ القرن الثالث الميلادي.


لمحات تاريخية:: عند ظهور الإسلام

في أعقاب الخلافة العباسية

تواترت الروايات أن بعض سكان الجبلين كانوا يعتنقون الديانة المسيحية قبل بزوغ الإسلام. ومن الأدلة على ذلك إن (عدي بن حاتم الطائي) عندما وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة على رأس وفد طيء كان يضع في عنقه صليبا من ذهب ..فقال له صلى الله عليه وسلم: يا عدي أخلع عنك هذا الوثن.
ويقال أنه كان في الجبلين كاتدرائية حسب الديانة المسيحية وبعضهم عبد الأوثان .. وكان في جبل أجا صنم (الفلس) وهو الصنم الذي حطمه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه .. غير أن نور الإسلام ما لبث إن بزغ ساطعا فطغى على ما سواه وقضى عليه ... ومما يؤكد هذه الروايات إن حنظلة بن أبي عفراء بن النعمان والذي ينتهي نسبه إلى طيء .. كان قد تنصر .. وبنى ديرا على شاطئ الفرات بالجزيرة .. لا يزال يعرف بـ (دير حنظلة الطائي). ولم يكون دخول طيء وهي إحدى القبائل التي تقطن الجبلين الإسلام دفعة واحدة .. وقد ذكر كتاب المصادر أن أول اتصال بين الإسلام وطيء .. تم في السنة الخامسة الهجرية .. عندما وجه الرسول صلى الله عليه وسلم سرية بقيادة أبي عبيدة الجراح إلى أسد وطيء وقيل في السنة السادسة للهجرة .. وقد وجهت إلى أجا وسلمى.
في السنة التاسعة للهجرة بعث الرسول صلى الله عليه وسلم سرية علي بن أبي طالب التي حطمت (الفلس) واستولت على الممتلكات والأنعام .. وكان من بين السبايا من النساء (سفانه) أخت عدي بن حاتم الطائي .. الذي هرب إلى الشام فلما مثلت بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم قالت:
يا محمد .. هلك الوالد.. وغاب الرافد فإن رأيت إن تخلي عني.. ولا تشمت بي أحياء العرب .. فإن أبي كان يفك العاني , ويحمي الذمار , ويفرج عن المكروب , ويطعم الطعام , ويفشي السلام , ولم يطلب إليه طالب حاجته فرده .. أنا ابنة حاتم. فقال صلى الله عليه وسلم: هذه خصال المؤمنين حقا .. لو كان أباك مسلما لترحمنا عليه .. خلوا عنها فإن أباها يحب مكارم الأخلاق. والله يحب مكارم الأخلاق.
أما عدي بن حاتم فقد عاد من الشام .. والتحق برسول الله صلى الله عليه وسلم .. في قصة إسلامه المعروفة ، (قال عدي: بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث بعث فكرهته أشد ما كرهت شيئا قط ، حتى كنت في أقصى أرض مما يلي الروم ، فكرهت مكاني ذلك ، فقلت: لو أتيت هذا الرجل ، فإن كان كاذبا لم يخف علي ، و إن كان صادقا اتبعته ، فأقبلت ، فلما قدمت المدينة استشرفني الناس ، وقالوا: جاء عدي بن حاتم ، جاء عدي بن حاتم فأتيته ، فقال لي:(يا عدي أسلم تسلم ، قلت بلى) ، قال:(ألست ركوسيا "دين بين النصارى و الصابئين" تأكل المرباع "أي الربع من الغنيمة دون أصحابه")؟ قلت: بلى، قال: (فإن ذلك لا يحل لك في دينك) فتضعضعت لذلك ، ثم قال (أسلم تسلم ، فأظن مما يمنعك أن تسلم خصاصة تراها بمن حولي ، و أنك ترى الناس علينا إلبا واحدا ، هل أتيت الحيرة؟ قلت: لم آتها وقد علمت مكانها ، قال:(توشك الضغينة أن ترحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت و لتفتحن علينا كنوز كسرى بن هرمز)، قلت: كسرى بن هرمز؟ قال:(كسرى بن هرمز) مرتين أو ثلاثا ، (وليفيضن المال حتى يهم الرجل من يقبل من ماله صدقه). قال عدي: فلقد رأيت اثنتين ، و أحلف بالله لتجيئن الثالثة ، يعني فيض المال).
وقد كان لطيء وأهل الجبلين .. إسهاما كبيرا في نصرة الدين الحنيف .. والفتوحات الإسلامية .. والجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله. وبعد إن انتقل الرسول العظيم محمد عليه الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى ، وتولي خلافة المسلمين أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، تمردت بعض القبائل العربية عن أداء الزكاة ، فقال الصديق قولته الشهيرة (والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه) ، فأرسل خالد بن الوليد رضي الله عنه لقتال من ارتد في منطقة الجبلين ممن منع الزكاة ، وبعد أن وصل إلى قرب جبل أجا ، هبط لمناصرته جمع كبير من قبيلة طيء بقيادة (عدي بن حاتم الطائي) واشتركوا مع خالد في موقعة (بزاخة) وأبلوا فيها بلاء حسنا. واستشهد منهم عدد كبير. وانتهت المعركة بنصر المسلمين .. وهرب من سلم من المرتدين ، منهم طليحة بن خويلد ألأسدي .. وقد استشهد في هذه الموقعة الصحابي الجليل (عكاشة بن محصن) ودفن في "الشري" قرب قرية طابه بجبل سلمى وقيل قرب قرية النعي , ولم يقم للمرتدين قائمة بعد ذلك في منطقة الجبلين.


حائل في أعقاب الخلافة العباسية::

في فترة منتصف القرن الثالث الهجري كان الصراع على أشده في أجزاء الدولة العباسية ، وقد صاحب ذلك ظهور الفرق الدينية و تدخل الوزراء و أصحاب المطامع في شئون الخلافة. ولهذا فقد شغل المؤرخون بتلك الأحداث و لم يكن للصحراء العربية نصيب من التدوين و الأخبار بالقدر الذي يمكن أن يوفر المادة الكافية التي تربط أحداث القبائل في أنحاء نجد ، لذا فقد أصبحت الروايات و الملاحم و الأساطير من الأمور المألوفة في ذكر بعض أحداث نجد و صراعات القبائل فيها.
أما بالنسبة للطائيين في الجبلين فقد ظلت بطون منها في مواقعها في أجا و سلمى و ما حولهما من السهول وموارد المياه ، وقد قامت و نهضت بطون منها و أصبح لها شأن في نجد كلها ، حيث بدأت في التوسع نحو الجنوب الشرقي من نجد و الجنوب الغربي من جنوب نجد حتى مشارف الحجاز.
ولكن يبقى تاريخ حائل غامضا منذ القرن الخامس الهجري و حتى بداية القرن العاشر ، ولكن ذلك لا يلغي وجود النشاط الإنساني فوق أديم تلك المنطقة وبقاء سكانها من بطون طيء و القبائل الأخرى التي كانت تقيم معهم أو حولهم في تلك الربوع.


لمحات تاريخية:: منذ القرن الثاني عشر الهجري

آل علي | آل رشيد | العهد السعودي



لقد ثبت لدى المؤرخين أن شمر بطن من طيء ترعرع على أرض الجبلين و انتشر في سهولها و جبالها ، وقد ورثت شمر طيئا في السلطة و المكان حتى أصبحت تمثل الثقل لدرجة أن معظم بطون طيء الأخرى انصهرت في اسم القبيلة البديلة التي هي شمر. ومنذ ذلك الوقت بدأت الإشارة إلى وجود قبيلة شمر كقوة في الجبل ، وردت في بعض الحوادث التي دارت في القرن العاشر ، حيث أوردها العصامي في "سمط العوالي" عندما ذكر أن شريف مكة غزا شمر عام 963هـ. إذا فقد كان ظهور شمر على مسرح الأحداث في منطقة الجبلين كقوة تتفاعل مع الأحداث كان في مطلع القرن العاشر الهجري.



آل علي::

كانت لعشيرة "عبده" مكانتها القوية في حائل زمنا غير قصير. وظلت لزعمائها كلمة مسموعة في قبيلة شمر بالذات بعد أن أصبحت في عداد هذه القبيلة. وكان في طليعة أولئك الزعماء آل جرباء. وقد كانت زعامة بلدة حائل كبرى بلدان حاضرة قبيلة شمر لأناس ينتمون إلى "عبده" و هم آل علي. إلا أن المعلومات عن آل علي خلال القرن الثاني عشر الهجري ، الذي شهد تغير تاريخ منطقة نجد بقيام دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، معلومات نادرة جدا. بل إنها تكاد تنحصر في ذكر أسماء بعض الأفراد الذين تولوا الإمارة فقط. ومن هولاء "محمد بن عيسى بن علي" الذي كان مشهورا بالكرم إلى درجة كبيرة.
كانت مساكن آل علي في أسفل بلدة حائل في مكان يعرف بـ "السويفلة". ثم بنى زعماء تلك الأسرة لهم قصرا في مكان يقال له "الوشيقي" على بعد ثلاثة أكيال من مساكنهم الأولى. ومن خلال القليل المتوفر في التأريخ فأن أول أمير من آل علي عرفه السكان المتأخرون في منطقة حائل هو :
1- محمد بن عيسى بن علي آل علي: الذي كان مشهورا بالكرم إلى درجة كبيرة.
2- محمد بن عبد المحسن بن فايز بن محمد بن عيسى بن علي آل علي: تولى الأمارة أكثر من ثلاث وثلاثين سنه وقد أغتاله (الحبشى) أحد رجال (ابراهيم باشا) حيلة في مقصورة (الداحس) وتقع على جانب وادي جبل عيرف الجنوبي سنه 1234هـ وحمل رأسه معه وقيل أنه أغتاله في بيته. ودفن في مقبرة الزبارة بحائل وقبره لايزال معروفاً إلى اليوم.
3- صالح بن عبد المحسن بن علي: تولى الأمارة بعد مقتل أخيه مباشرة على الأرجح سنه 1234هـ.
4- عيسى بن عبيد الله بن علي: تولى الحكم على حائل في سنة 1253هـ بمساعدة القوات التركية و تمكن من جعل عبدالله بن رشيد يغادر حائل. إلا أنه وفي نفس السنة تمكن عبدالله من استرداد الحكم والهيمنة عليه ، والقضاء نهائيا على نفوذ آل علي في حائل.


آل رشيد::
آل رشيد ينتمون إلى الفخذ الذي ينتسب إليه آل علي وهو آل جعفر أحد بطون عبده. وقد كانوا أبناء عمومة إلا أن خلاف وقع بين أمير الجبل في ذلك الوقت "صالح بن عبدالمحسن" و الأخوة "عبدالله بن رشيد" و "عبيد بن رشيد" ، بسبب ضعف رأي و ميل أمير الجبل إلى الدعه و السكون بينما كانت قبيلة عنزة بقيادة "سعدون العواجي" تضايق بادية شمر في مراعيها غير البعيدة من حائل. فخرج مئة و خمسون رجلا من حاضرة الجبل لنجدة قبيلة شمر رغم معارضة الأمير. وقد كان الأخوين "عبدالله" و "عبيد" ممن خرج لمساعدة تلك القبيلة ، و أبلي بلاء حسنا في معركة انتهت بانتصار شمر على عنزة. وهذا ما أغضب الأمير "صالح" فقام بنفي الأخوين من بلدة حائل.
كان لعبدالله بن رشيد مشاركة مع الإمام فيصل بن تركي - في وقت لاحق - بتخطيطه الجيد و تنفيذه البارع في عملية القضاء على مشاري بن عبدالرحمن وقد كان الأخير معارضا للإمام فيصل. كان لتلك المشاركة الأثر الكبير في نفس الأمام فيصل مما دعاه إلى مكافأة "عبدالله بن رشيد" بتعينه أميرا لجبل شمر و عزل "صالح بن عبدالمحسن بن علي".

1- عبد الله بن علي آل رشيد: بداية حكمه سنه 1254هـ الموافق 1838م إلى سنه 1265هـ الموافق 1848م وقد مات موتاً طبيعياً . أنتزع الأمارة من آل علي بعد صراع طويل ومرير وبعد أن أثبت لأبناء الجبلين هو وأخوه عبيد غيرتهما على المنطقة ضد القبائل التي كانت تهاجمها وتنهب وتسلب وتهين كرامة المواطنين , وأستطاع بالشجاعة والأقدام تأديب هذه القبائل المعادية وطردها عن حدود المنطقة.
2- طلال بن عبد الله بن رشيد: قتل نفسه سنة 1285هـ فقد أصيب بمرض فقال له الطبيب إدا زال المرض ولم تمت فتصاب بالجنون فقتل نفسه.
3- متعب العبد الله بن رشيد: وهو أول قتيل من الأسرة قتله أبن أخيه بندر بن طلال بن رشيد سنه 1285هـ.
4- بندر بن طلال بن عبد الله بن رشيد: قتله عمه محمد العبد الله بن رشيد سنه 1289هـ في أسفل شعيب الأديرع.
5- محمد العبد الله بن رشيد: مات موتاً طبيعياً سنه 1315هـ وقد أزدهر حكم الرشيد في عهده وأمتد فشمل الرياض ووادي الدواسر و الجوف.
6- عبد العزيز بن متعب بن رشيد: قتل في روضه مهنا سنة 1324هـ على يد أنصار الملك عبد العزيز آل سعود في أحدى غزواته.
7- متعب بن عبد العزيز آل رشيد: قتله خاله سلطان بن حمود آل عبيد سنة 1326هـ.
8- سلطان بن حمود العبيد آل رشيد: قتله أخوه سعود سنة 1326هـ وتولى الأمارة.
9- سعود بن حمود العبيد آل رشيد: قتل سنة 1327هـ بعد عودة السبهان بسعود بن رشيد من المدينة وهم أخوال الأمير سعود.
10- سعود بن عبد العزيز آل رشيد: قتله عبدالله بن طلال بن نايف بن طلال بن عبد الله آل رشيد في موقع يقال له ( الغبران ) في شرق جبل أجا , طمع بالحكم فقام أحد رجال سعود وهو درعان الدرعان بقتل عبد الله في الحال , وكان قد خرج للنزهة وأعادوهما جثتين على بعير واحد سنة 1338هـ.
11- عبد الله بن متعب بن رشيد: وقد تولى الأمارة فترة قصيرة من الوقت فخاف على نفسه وهرب والتجأ إلى الملك عبد العزيز سنة 1339هـ فأستقبله وأكرمه.
12- محمد الطلال بن رشيد: وعلى يديه انتهى حكم آل رشيد في 29 صفر سنة 1340هـ ، وبدأ الحكم السعودي.


العهد السعودي::

وقد بدأ العهد السعودي في يوم الاثنين 29 - 2- 1340هـ الموافق 2 نوفمبر 1921م حيث:
1- عهد المغفور له جلالة الملك عبد العزيز بإمارة حائل إلى إبراهيم السالم السبهان 1340هـ.
2- الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي ..وقد تسلم إمارة حائل أواخر عام 1341هـ وبقي في الأمارة لمدة 50 عاما إلى إن استقال من عمله 28 صفر 1391 هـ.
3 - الأمير فهد بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود وقد توفي بعد فترة قصيرة .. لا تزيد على بضعة أشهر.
4- الأمير سعد بن فهد بن سعد آل سعود 1392هـ.
5 - الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود 1400هـ.
7- الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالرحمن آل سعود أمير منطقة حائل الحالي منذ العام 1999م-1420هـ.

نزف المشاعر 05-22-2004 03:26 PM

يتبع
 

أجمل القصائد التي قيلت في حايل:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ
حائل ...
يا حائل التاريخ ويا تاريخ حائل ...!!
حائل...
يا حائل العراقة ويا عراقة حائل...!!
استميحك عذرا لأنني لا اقدر على إعطائك حقك...!!
لا أضيف شيئا جديدا ..!!
فأنت حائل...
جذور التاريخ الذي سطر الفصول عنك وعن أهلك
تضرب في الأعماق راسية وراسخة وقد مرت عليك
يا حائل أزمان وأزمان وأجيال بعد أجيال.
لكنك تظلين وتبقين حائل المميزة.
يا جنتي أني على الجبلين ما
أسلمت غير جوانحي وقيادي
وطن لو استلهمت غير صروحه
لبلغت من درك السرى ميعادي
حائل...
يا حائل الحب ويا حب حائل...
لا أريد أن أرود كتب التاريخ...
ولا أريد أن أفتش القواميس والمعاجم اللغوية..
فقد حفظ وعرف كل شئ عنك...
وعن رجالك وإبطالك الأفذاذ...
نعم لقد عرفت يا حائل قديما وحديثا..
عرفت يا حائل قبل أن ينطق أمرؤ القيس قوله:
أبت أجا أن تسلم العام جارها فمن شاء فلينهض لها من مقاتل
تـبـيـت لبـونـي بالـقـريـة آمـنـا وأســرحـهـا غـبـا بـأكـنـاف حـائـل
وعرفت أيضا قبل أن يقول احد الشعراء:
لعمـر لـنور الأقـحـوان بحائل ونــور الــخــزامــى مـن آلا وعـرفج
أحب إلينا يا حميد بن مالك من الورد والخيري ودهن البنفسج
وعرفت يا حائل منذ قدم الزمان...
فأنت حائل مركز الحضارات القديمة..
الحضارات التي عاصرت الآشوريين والبابليين..
وأنت حائل التي شهدت وعايشت
حضارات..أزمنة.. رجلات قديما وحديثا.
وأنت حائل الحديثة...
حائل "بنت الجبلين"...
حائل "جوهرة المملكة"..
وحائل عروس الشمال...وحائل زهرة الجبلين.
وحائل النظافة... وحائل الوعي.. وحائل التطور.

د. محمد بن حمد الكثيري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حائل ملهمة الأمجاد**

غـلب الـهــوى مـنـي رزيـن فـــــــؤادي
فنفـضــت كـل تـمــنـعــي وعـنـــادي

وطـويت فـج البيـد يعـصـفـني الطـــوى
لأورد فـي الـجــــبــلــيــن بـلـغـــــة زاد

دار لـهــا بـرد الـنـعـــيم ووشـيـــــــــــه
ورحـيـــقــه للـــمـستـهيـم الــــصـادي

تـتـعـانق الأفــنــان فـيــه فـكــأنـكـمـــا
بســط الجـمــال بـــه حــدائـق عــــــاد

وتـلامـس الآمــال وحـــي سـمــائـــــه
فـي فـــتـنـة ونـــدى وطــول نـجـــــــاد

روض أغـن لـه مـن الـسـحر والهــــوى
ومـن الـبـلابــــل رنـــة الانــشـــــــــاد

يـنـسـاب فـيـه مـع الـنسـيـم إذا ونـى
بــرد النــمـيـــر الـــوالـــه المـنــقــــــاد

ويـروده والـورد مـعـقــــد تـبــــــــــــــره
آرام مــــجـــــد خــرد الإيــــــــــــــــــراد

حـور عـلى كـف الـنـعـيـم سـوانـــــــح
يـخـطـرن فـي خـــفــر وثـــوب رشــــاد

فـكأنـمـا ركـعـــت عـلى مـرآتـــــــــــــه
صـــور الـهــــوى مـلـهــبـة الاكــبــــــاد

يا جـنـتى لولا التــعـــلق لا حبـتــــــي
قـلـبـي هـــواك ولأعـتـــزلـت بـــــلادي

لكننـي ويـد الــوفــــاء تـحـوطـنــــــــي
أتـــقـاســـم الـنــجــــوى بـلا أفـــــــراد

قــلبـي لـحـائل والـهـوى في مـعبـدي
وشــــــــوارد للـــــــزغـــب مـن أولادي

غـرر من الحـب المـقـدس مـا خـبــــــا
منـــهــا عــلى الغـــصــنين قــدح زنـاد

يا جـنتـي أني على الجــبـليـن مـــــــا
أســـلمــت غيــر جـوانــحـي وقـيــادي

وطـن لـو أسـتهـلـمـت غـير صـروحـــه
لبـلــغـــت مـن درك الـــســري ميــعاد

ونـفـقـت لـم أبـلـغ مــوارد عـزتـــــــــي
ونــــشــرت ثـــوب رزيــنـي وجــــدادي

لكنـمـا فـي النـفـس مـن عـطر السنـا
مـنـذ شمت حـائل قــد بـنـى مـيلادي

شـوق يـعـانـقــه أجـا ويـحــوطـــــــــــه
سـلــمــى بــكــل مـــحــبــــة وودادي

جبـلان مـا شــهـدا على غـيـر الـهدى
والـنــبـل والــتـمـكـين والإســــــــــعاد

حـفـظـا لـشـمّــــر كـل مـجـد تـالــــــد
وطـريـف شـــمّــر مـخـصـب الأبـعـــــاد

يا أمــة لـم تـبـن مـن أجـامـهــــــــــــــا
غـيــر الكـرامــة والـنــدى الــوفـــــــــاد

لله أنـت فـمـا عـزفــــت سـمـاحــــــــة
ألا وأنـــت لــهـــا أعـــز عــمــــــــــــــاد

ما بـيـن فــتـيان عـلـى قـمـم الـعـــــلا
وشـيـــوخ مـــجـــد شـامـــــخ الأطـواد

فـي كـل مـلـحـمــة لـهـم يـد مـاهــــر
أري وأبــــــدع ســــنــــة الأمـــجــــــاد

للـجـود مـنـهــم لـيـلـه ونـهـــــــــــــاره
مـــا دل يــــوم غيــــرهـــم بــــرمــــــاد

يـقـرون لـو شـحـح الـنـمـاء وأعـــــذرت
كـــف الـــسمــاء بـنـيـلـهـا الـــــــــوارد

ويـهــللـون إذا المـطــالـب احجـمـــــت
فـــي مـــورد للــمــوت غيـــــر مـهــــاد

فـكـأنـهـم خـلـقـــوا وفـي أرواحـهـــــم
عـــصـف الـقــــضــاء وعــصـمـة العـبـاد

للـغـوث فـيـهـم والـشـهـامـة مـــــــورد
أعـــيــا مـــوانــح بـــكــرة الأجـــــــــواد

يـتـسـبقـون الى الــفـــداء كـأنــمـــــــا
نـدبــــوا الـى صـــدر بـــلا اجــهـــــــــاد

هـم للـســلام وللـحـمــام جـوانــــــــح
وعــلــى الـمــكـارم أحــكــم الـقـصــاد

عـزوا فـكـان لـغـيرهـم صـلـف الـغــوى
تـربـــت لـــغـــــايـتـــهم يــــد الـحـساد

ابراهيم الدامغ


دع عنك نهباً **

دَعْ عــنـْــكَ نــهَــبـاً صــيــحَ فــي حَــجَـراتـــه
ولـــكـــنْ حـــديــثــاً مــا حــديــثُ الــرّواحــل
كـــــأنَّ دثَـــــاراً حَـــــلـّــقـَــتْ بـــلَــبُـــونــــــه
عُــقــابُ تَــنــوفـــيَ لا عـــقـــابُ الــقــواعــل
تَـــلَـبـــعّــــبَ بــــاعـــثٌ بـــذمّـــة خَــــالــــــد
وأودى عــصـــامٌ فـــي الـــخــطُــوبِ الأوائـــل
وأعْـــجـــبــنــي مـَــشْـــيَ الــحُـزُقــّة خَـالـد
كــمْــشــي أتــان حُــلِّـئــت فـي الـمـنـاهـل
أبَــــتْ أجَــــأ أن تُـــسْـلــمَ الــعــامَ جـــارهــا
فــمــنْ شـاء فــلْـيــنـهـض لـهـا مـن مـقـاتـل
تَـــبـــيــتُ لَـــبُــونـــي بــالـــقُــريّـــة أمّـــنــــا
و أسْـــرحـــهـــا غـــبـَـــاً بـــأكـــنـــاف حـائـل
بـــنُـــو ثُـــعَـــل جـــيـــرانُـــهـــا وحُـــمَـاتــهــا
و تُــمـْـنـــع مـــن رُمــــاة سَـــعْــــد و نـــابــل
تُـــــلاعــبُ أوْلادُ الــــوُعُـــــول ربــــاعــــهــــــا
دُوْيــنٌ الـــسّـمـاء فـــي رؤوس الـــمــجـــادل
مُـــــكـــــلّلـــــــةً حَــــــمْــــــراءَ ذات أســــرّة
لــهـــا حَـــبَـــكٌ كـــأنـــهـــا مـــن حـــبــــائــل

أمرؤ القيس
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مخافة أن يقال لئيم**

أمـا والـذي لا يَــعْـــلَـمُ الـغَـيــبَ غَـيـرُهُ
ويُحيـي الـعِظـامَ الـبِـيـض وَ هـيَ رَميمُ
لقـد كنتُ أطوي البطنَ والـزّادُ يُشتهى
مَــخــافَـــةَ يـــوْمـــاً أنْ يُــقــالَ لَـئــيــمُ
ومـا كـانَ بـي مـا كـانَ واللـيلُ مـلِبَـسٌ
رِواقٌ لــــه فـــــوْقَ الإكــــامِ بَـــهــيـــمُ
ألُـفّ بـحِـلسي الـزّادَ من دونِ صُحبتي
وقـــد آبَ نَـــجــمٌ و اسْـتَـــقَــلّ نُـجُــومُ

حاتم الطــــــائي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
حائلية **

أتـيـت أعـبــر مــن بــحر الهـوى لجـجـا
حـتـــى لـقـــيتك طـلق الـروح مـبتـهجـا
لـثـمـت جـبـهـتـك الـسـمـراء أعــرفـها
للـكـبــــر مـنــــطــــلـقـا للـعـز مـنـعـرجـا
سـرحــت عــينـي فـي وجـه ملامـحـه
السـحــــر فـيهـا وحـلـو الـهيـبـة امـتزجا
ياحائل المجـد كـم مـجـد شمـخـت به
تـنــــدي الـشـواهــق مـن تـذكـاره ارجـا
مـا زلـت تـبـتـكـريـن الـمـجـد مـلحـمـة
إن شــاعــر هــزجــــا او فــارس لــهـجـا
ما زال حـاتـم يـقـري الـضـيف مـاتـركت
نـيـران حـاتـم فـي لـيـل الضيـوف دجـى
سفي البطولات لـم يــصـدأ ولا تـعـبت
أكـف مــــن علـمـوه الضـرب والـوهـجــــا
يا حائـل المـجـد مـجدي أن أكـون هـنا
أنـيـخ قـلبـي فـي سلـمـى الـرؤى وأجا
هـديـتـي بـضـع أبـيـات ولـو سمحــــت
لـنـا الأمــــانـي لأهــديـنـا لـك الـمـهـجـا
د.غازي القصيبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الأرز إلى الجبلين**

أبـــا حـاتـــم نـــوديـــت يـــومـا بـحـائـــــــل
وأيــقــضـــنـــي الــتـــاريــــخ بــــيــــن الأوائــــل
رددت الـــى قـــومـــي بــهـا في مقـانـب
مـــن الـــعــــــــرب الأحـــــرار أو فــــي مـحافـل
وقـالــت لـــي الأفــيـــاء فـــي كــل منـزل
نـــــلاقــــــيــــك أهــلا يــاغــــريــــب الـمـنـــازل
بنـــو طـــيء والــعــبـقـــريـــة تنتتـمـــــي
إلــى الــمـثــل الأعـــلى بـهـــم فـي الشمائـل
تـــنـــاديــــك أجـــــداد عـــــظـــام وأمـــــة
هي الشمـس لـم تـبـرح لـظـى فـي المشاعل
تــنـسـم نـسيــم الــجـواد مـن عهد حاتـم
وقــــــــف بـــــيـــــن آثـــار بــــــهـــا ومــــعـاقـل
رمــــال وأشــــواق فـــفـــي كــــل حبـــة
مـــن الــرمـل تــاريـــخ الــنــدى فـي الـقبائــــل
يقـولـون لـي فـيـهـا مـن الـبـحـر جـئـتـنــ
ا فـــقـلـــت لــعـــمــري تـــلك إحـدى المسائـــل
أنــا الـــبـــدوي الـــــقـــــح يـــآ آل طــيء
ولـدت لـــــقـــومـــي حــاتــــمـــا مــن سـلائــل
ومـــا عــاشـــت فـــي لـبــنـان إلا كـطـائر
تــــنـــقـــل فـــي الأفـــنــــان بــيـن الخـمـائـــل
أغـنــي بـــكـــم والـــبـحر يــسـمـع والدرا
مـــن الأرز لـــــم تـــنـــكــــر غـــــنـــاء البـلابـــل
آنــا الـعـــربـــي الـــمـــسـتـبـد بشــاهـق
عــلــى جـبــلـــي ســـلمـى حـليـفا لـصواهــل
ألــم تــــحـمـل الافـــاق صـــوتـــي مـدوي
ا بـــأي كــــــتــــــاب الله بـــــيـــــن الرســائــــــل
إذا جـــاد لـبـــنـــان بـــشـــاعـــر نـهـضـــة
فــمـن طـــيء فـــي الــجــــود دمـــع الـجــداول

سليم الرافعي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الألق المتوهج**

طـاف الـنسـيم عـليلا فـي روابـيهـــــــــــا
يـصـافح الـحمر قـاصيها ودانـيهـــــــــــــــــا
يـنساب فـي الـظل مـخـتالا بـمشيتـــــــه
يـطـارد الـحر فـي أكـناف واديـهــــــــــــــــا
يـرشه مـن رذاذ الـطـل آوانــــــــــــــــــــــه
ويـعـتريه بـأثـواب يـوشـيهـــــــــــــــــــــــــا
مـتوجـا عـرفه مـن كـل ضـاحكــــــــــــــــة
مـن الـريـاض صـبـا نـجـد يـنـاغـيهــــــــــــا
................مزيتي وألهـي خصـني فيهـا................

ذوب مـن الشـهــد فـي مـاها تـحــــــــلاه
تـزل فـي لـذة بالـريـق حـلــــــــــــــــــــواه
تـكــاد تـشـرق إن بـادرتـه عجــــــــــــــــلا
مـن فـرط خـفـتـه يـخــتل مجـــــــــــــــراه
يـروي الـصـدى إذا مـص فـي مـهـــــــــــل
لا يـنـتـهي الـشـرب الا قـد تـمـنــــــــــــاه
قـد عـقـمـته فـصـوص فـي نـقاوتـهــــــــــا
مـثـل الـيواقـيـت يـغـشـاهـا فتجـالـــــــــه
..............فشف عن لون كأس عند ساقيها................

فـاحـت روائـحهــا مـن بـيــــــــــــــن أردان
عـرف الـخـزامـى وأنـفال بـريضـــــــــــــــان
سنـابـل لـربـلـة الـزرقــاء تـسـنـدهـــــــــا
شقـائق الشيـح فـي أزهــار نـيســــــــان
وصـافـحتـهـا مـع الإشـراق سـابـحـــــــــة
بـكـل رائـحـة للـروض تـغـشـانـــــــــــــــي
.............كريحـة الخلدفي أجلى معانيها.......................

وقـبـة ظـللـهــا عـنـد إغـــــــــــــــــــــلاس
زرقــاء صـافـيـة الـبـلور حـســـــــــــــــاس
مــليـئـة بـالـلآلـي فـي توهجـهـــــــــــــــا
تـكـاد تـلـمـسـهـا فـي هـامـة الــــــــراس
تـسابـقـت شهـب الـزرقـاء مـشرعـــــــــة
تـلـوث حـصباءها كـالـمد مـن الـحاســــى
لــولا صـبـيـح تـخـطـى فـي غـلالتــــــــــه
ثـم أستـوى فـوق كـرسي مـن المـــــاس
............يلف في ثـوبه الفضي واديهـا.............................

وفـوق سفـح الأشـم الـورد مـيـدانـــــــــــا
تــطـاولـت فـيـه أجـيــالا وأزمــانـــــــــــــــا
مـع العـصــور تـجـاريـهـا لـتسبـقهــــــــــــا
إلـى المـعـالي تـخب الأرض أحيـانـــــــــــا
تغـــــالب الـمـجـد حـيـنـا ثـم تـلـبـســـــه
تـمـيس في ثـوبـه تـيـهـا وأفـنـانــــــــــــــا
يـلوح في ثـغـرها الإعـجـاب باسـمـــــــــة
تـزجـى رضـاهـا عـن الـمـلبـوس برهـــــان
..............مزهـوة نقشـة الأردان تغريها.........................

سـألتـهـا عـلنـي بـالـوصـف أعرفـهــــــــــا
مـمـن تـكـون ومـن بالـسفـح أوقـفهــــــــا
ما سـر نـظـرتـهـا الحـيـرى وبـسـمــتهــــا
تـكـاد تـقـضـحـهـا لـولا تـصـلـفـهـــــــــــــــا
وحـارسـان أحـاطـاهـا بـمـكرمــــــــــــــــة
عـلى مـدى الـدهـروالأجـيـال تـعـرفـهـــــا
أجـــا يـضـللـهـا إن حـفـهـا وهــــــــــــــــج
أمـا سـلـمـى فـفـي الأحـضان تـكنـفـهـــا
...........إن لفها البرد بالأحشاء تدفيها..............................

بـدا لـي الـجــد فـي أعـلـى مـحـيـاهــــــا
بـبـسـمـة قـد أبـانـت لـي ثـنـايـاهـــــــــــا
وقـد بـدا وجـههــا الـريـان مـؤتـلـقــــــــــــا
كـفيـلـق الـصبـح يـعـطـيـنا مـن خـفـايـاهـا
تـرى الأصـالـة فـيهـا وهـي مـاثـلــــــــــــة
فـي مـقـلـتـيـهـا وتـبـدو فـي مـحـياهــــــا
فـي حـلـيـهـا فـي تـصــامـيـم بـحـلـتـهـــا
ومـا عـلى الـكـف مـن نـقـش حنـاهــــــــا
..........وجمـلة إن يكون النطق من فيها.........................

يـابـعــد حـيي ومـيـتـي لا تـفـاجـيـنــــــي
وعـزوتـي خـذ إجـابـاتـي لتـعــطيـنــــــــي
يـكـفـيـك أنـي مـع الأيـام مـا أنــــــــــدثرت
عـادات أجـدادي الـعـرب الـميـامـيــــــــــن
قـد خـصني حـاتم فـي كـل مـكرمـــــــــة
صـارت سـجـيـتـه أرثـى لـتـغـنـيـنـــــــــي
وشـيـمـة لم تفـارقـهـا قرينـتــهـــــــــــــــا
شهـامـة الــعـرب أدنـيـهـا وتـدنـيـنــــــــي
.............حتىغدت من صفاتي حين أوليها ....................

حتـى أمـرؤ الـقـيـس بالأشــعار أولانــــي
فـقـد تـردد فـي أرجـاء أوطــانــــــــــــــــي
ردت صــدى شـعـره فـي طـيهـا أجـــــــــأ
تـلاع سـلـمـى إلـى أطـراف رمـــــــــــــان
وسـطـــر الـدهـــر أمـجـادي ورددهــــــــــا
فـي جـانـبـيـه بـأنـغـام وألـحــــــــــــــــــان
تـغـوص فـي لـجـج الأمــان مـفـخــــــــــرة
وتـنــثـى حـمـلـهـا دري ومـرجـانـــــــــــي
............مكـنونها ويد الأيـام تبديهـا .........................

وصـاحب الـخـيل وصــاح مـحـيـــــــــــــــاه
وسـيـد الـخـلق مـن بـالـخـيـر سـمـــــــاه
سـفـانـة تـسـحـب الأذيـان مسـرعـــــــــة
والمـصـطـفـى خـصـهـا بالـحـق إيـــــــــــاه
لـلاكـرمـيـن حـقـوق لا يـقـدرهــــــــــــــــا
الا الأولـى عـرفـوا للـفـضـل مـعـنـــــــــــاه
امـا عـدي فـقـد أدى مـهـمـتـــــــــــــــــــه
وصــار فـي رايـة الـتـوحـيـد مـغــــــــــــزاه
.............لينشر الدين في أقصى أقاصيها ........................

ان اللـبيـب وقــد بـيـنــت أعـطـافــــــــــي
ليعـرف أسمـي صـريـحا بـيـن أوصـافــــي
مـكـانـتـي كـل حـي صــار يـعـرفـهــــــــــا
ضـمـنا وجـل تـراثـي ليـس بـالـخافـــــــي
إن عـروس الـشـمـال الـعـز مـفـخـرتـــــي
الـجـود والـمـجـد صـاغـا ثـوبـي الضـافـــي
وحـائـل أسـمـي وأوطـانـي يـفـضـلـهــــــا
مـن مـر فـيـه سويـعــات بأكـنـافــــــــــــي
...........تميل في كفـة الدنيا وما فيها ...............................

عبدالرحمن بن زيد السويداء

نزف المشاعر 05-22-2004 03:28 PM


روافد الإنتماء**

منـــعـــمـــة في شكلهــا وجـــمـــالها
مدللــــة فـــي طـــبـــعهــــا وخصالهــا
كـــأن لـــهـا جـــفـن المــريض وتنبـري
بـــأهــداب هــاتيـــك الجفــون نبالـــها
إذا اسـتــحسـنت همسـا بدت بلـواعج
فـــجــادت بـــأنصـاف الـــثمــان ثــمالها
بوجــــه أســـاريـــر الـدلال تـــشــوبـــه
جفــول غــفـــول لا عليـــهـــا ولا لـــهـا
شـكـــا نـــحـــرها ا ثــنينهـــا وكأنـــمـا
أعـد لـــثـأر يـــقـــصــــدان أغـــتيـــالهـا
فـــشـطـــت بـــجــيد أتـلع عن متونهــا
تـــنـــاهــي بفـــوديـــن تــــزان بخــالها
وغـذت ثـــليلا ســابـــحا تحت خصـره
ا يلامـس أعـلى الـــردف عــند إعتدالهـا
إذا أقــبـــلــت جــو الربــــيـــع أحاطهــ
ا تهـيف بخـــصــــر منه يخشى انعــزالها
تـــروح وتـــغــدو فــي القــلوب وتذدري
بمـــن حـدثـتـــه نـــفســـه بـــوصـــالها
وقـد قـال مـــثلـــث فـي هواهــا مـتيم
ألـــيســت مـــن الـــلائي يـباح قتالهــا
فـــقــلـــت له مـــاذنبـــهـا الئنهـا
تمـــ ـيس إذا طـيـــف الــنســيم استمـالها
تـــرى بـــهجــة تـعـلو تقاســيم وجهها
مـــؤصــلة لا تخــتفـــي بانشــغـــالـــها
تــــلاقـــي جـــفـــا أقرانهــا بابتســامة
إذا أســفـــرت لا لا يـــطقـــن احتمـالها
ومـــا جـــهــلـت منهـن لكـن تجـاهلت
كـأن لـــم يـــكـن شيئا يعـيق اخـتيالها
خـــجــول اذا مـــا حــدثتـــك تـراجعــت
وان أطـــرقـت تـشــكو الأنامل حـالهـــا
مـــهــذبـــة فـــي لـــهــجـــــة حــائلية
مثـــقــفـــة يبـــدو الحــــياء بمـــقـالهـا
تـــلاشـت حـروف فـــي ثـنايـا حــديثها
كمقـــطــوعـــة غنـــاء عنـــد ارتجـــالها
فـتـــاة بـــأكــناف الـــجـبـــال تـرعرعت
لهــا غـــرب نــجـد في عروس شمالها
لهـا فـــي ثراهـــــا مــولـــد وطـــفـولـة
وقـد أيـــنــعـــت بيــــن ثـــنـايا تـــلالهـا
فـــكـــان لهـــا منـــهــا منـــاخ وبيـئـــة
فأضــفـــت لـــهـا مـن سحـرها ودلالها
بـــهـا معـــجـب عــقـلي وقـلبي يحبها
فـــمـن لام مــثلي لـو حــب مـــثالـــها
بنـــفـــســي لـــهــا حـــب أشـك بـأنه
محــــبـــة إغـــراء يـــقـــــيـــن زوالـــهـا
وهـل شـــاركــتـــني حـهــا أم لعلني
أعـيـــش بـــأوهـــام الأمــانـــي حيالها
كـــفـى مـــا أعـاني فالــظــنون متاهة
ونـــفسـي جمــوح فاليـــقــين عقـالها
وقـد زادنـــي شــوقا الـــيهــا ورغـبـــة
جــــدود إلـــيـــهـــــا واردات حـــبالهـــا
لـــهـا مـــحــتـــد يــؤوي أبـاها وأمـــهـا
علـــى قــمــتيه أهلـــهــــا وخـــوالهــا
فـــأنـــعــم بـــهــا طــائية مـــن قـبيـلة
على صـــهــــوات الـجــد تعـلو رجـالها
فـــفيـــهــم خـــصـال قـد تقـل بغيرهم
تواصـوا عـلـــيهـا واسـتخـــصوا عضـالها
أبــــوا الا أن يبـــقــوا مـــوالي ضيوفهم
وتـــزداد عـــنـــد الارتـــــحـــــال رحـالها
تـــرى جـــارهـم يـــعــزي بـهم ثم
ينتـ ـمــي إليهم فيبقـى عـزوة في جبالها
ظـننـــت بـــأن بـــعــد هــذا سأكـتفي
بـــمــا قـل مـــن وصـــف الفــتاة والهـا
ولكـنـــني أصــبـــحت مـلك مشـاعري
تـــؤرقــني ان أمـــعـــــنت في جدالهـا
تــــدور بـــذهـنـــي مـفـردات خواطـري
اذا لـــم أجــاريـــها يـــطــول احـتـــلالها
وإن حـل ذكـــــر للـــجـــبـــال وجدتني
أحـــن الـــى أكـــنافــــــها وظــلالـهـــا
جـبـــال لنـــا فـــيهـا شـــمـــوخ وعـزة
وتـــروي يـــنـــابيــع الســـخا ســهالها
ســـهــال نـــمـت فــيهـا قراها وأثمرت
فـــطـــاب الــجـنا فيهـا وجــادت غلالها
وفـــيهـا البــــوادي وطــنــــت بــمـزارع
لـــهـا فـــي مفــال شـائها وجـــمــالها
بـــهـــا مـــحـــوريـات تـــســح بـــوابــل
على سندسـيات الحـــقــــول ثــفــالها
تـــرى الأرض أضـحـــت خصـبة مثل
أهـ ـلهـــا وجـادت بـــهــم وديـــانها ورمالها
فبـــاتـــت يــحاكيهـــا حمــاها مدينتي
لـــيبـــقـى صــقــيلا بالكمـــال جمـالها
يقـولـــون لـــي صـــفهـــا فقلت أحبهـا
جـرى فـــي عـــروقـي حـــبها فأنـا لها
يـــرى وصـــفهــا مـدحهـا بأفـواه أهلها
كـــذا مدحها وصــفا لـدى من أتـى لها
أقيمـــت بـــشرق الـــدعيجــان وغـربه
فـــســــال وســـمــي حائلا فـــأحـالها
وفــي مكضــم الوديان سـارت فأجنبت
الـــى أن حدث سمـر الصفيــح مجالها
فـــلمـا تنـــاهى شــرقهـا سار غربهــا
الـــى فـــقــرة لا يســـتذيـــر غـــزالهـا
أقيـــمـت عليـــهــــا قـــرية بل مـدينة
لـــهـا مـــن أجــــا تـــاج وفـيــه كمـالها
فـــحـثت خـطـــا أحيـــائهــا نـحـو فـيئة
كأنـي بـــه لــــو أمهــلت لسـعـــى لها
رأتــــه مـثـــالا للشـــمـــوخ فأسرعــت
اليـــه ولـم يـــرنــــو ولـــكـن رنــى لهـا
تـــخـــطــت قـرونـــا طـــفـــلة فــصـبية
وأضـــحـت عـروسـا والنسـيم صـبا لها
إذا زرتـــهــا فـــي أي وقـــت عشقـتها
وفـــي أي ثـــغــر بــسـمة قد تري لهـا
تـــرى الـــسـحر يـغشـاها قريرا وتائهـا
تـــأصــل فـــيهـا صـــبغــــة مـا أوى لها
فــؤادي لـــهــــا مـــلك لأنـي أجـد بهـا
كـيانـــي ومـــنـــه صــغـــته بالوفــا لها
وان سـأل عـــن مـــســتهل قـصـيدتي
يـــقــول فـتـــاة الـــحيّ مـاذا جرى لها
ألـــم يدري أن الـــقـلب رحـب وواسـع
وواحـتـــه تـــصــفـــو الـى من صـفا لها
حـنـــانا وعـــطـــفـــا رحـــمـة ومـحــبة
تـــقايـــضــهـــا عـيـــن الرضـى فتنالهـا
أحـب فـــتـــاتي مـــن خــــلال مدينتي
عـــسى أن يـنـلني حبهــا من خلالـها
بـــهـذا يـــقـــينا قـد تـــلاقــي قـلوبـــنا
وان طـــافـت الأحــلام ألـــقـي خيالـها
كـــفــانـا فـــخــارا انـــنــا ننـــتم مـــعـا
الـــى خيـــر دار حــاتـــم انتــــمي لهـا
بهــا مـنبع الالـــهـام مـــنهـــا مـــصـادر
فكـم شـاعر أوحـت له وشــدى لـــهــا
فلســماؤها توحـي إلـــيه سفــوحهـــا
و صبـــحي فـــعـرنـــون اللـــوا فطـوالها
فـــرمـــان لا بـــل والعــــصـام قصيـــدة
علت فــي سمــاها والخــيال سمـالها
يـــجــــود قريـــضي إن يـجـد ما يجـيده
ويـــبـــقـى هــزيلا إن تــمـطي هزالهـا
سـطــوري رذاذا مـــن نمــيـــر روافــــد
تـغـنـــي بصافيـــهـــا فــؤادي فـــقـالها
وقـــد أظـلـــم الفصحـى فعـذرا لنا
قـد ضــليـــع بتـــنفعــــيـــلاتها وسـجـــالها
بـــذلت لهـا جـــهــدا المـــقل بـــداهـة
إذا اكـتـــفي عـــن قــــائـــل قد أطـالها
خـــتمـت بمـــسـك حائــل في قــلوبنا
فلـــما انطـوت في خفاقي انطـوى لهـا

عبدالعزيز بن عبدالله السليمان الجريفاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
قصة غرام

روحـــي بـــحــايـــل مــــا تــفـارق جـبلها
وحبي لها عــــيّا عـــلى كـــل الاوصـــاف
أفـرش حــــصــاهــــا واتــــوسـد سهلهــا
وأرقــــد بـــحضن جبال سلمى ولا اخـاف
اســــمــح واراضـــيــــهــا واداري زعـلهــا
واشـتاق لـــه شـــوق الطـنايـــا للاضياف
او شـوق سـمــر جــبـال حـايـل لاهلهـــا
وجـاوزت من حبي لـــهـا حـــد الاســراف
وعـينـي بـاجـأ مـا تـســمـع اللـي عذلهـا
وخشـــوم سلمى مثل شذرات الاسياف
قــــصـــــة غــــرام تــــراب حــايـل نـقـلهـا
تحكي على التالين من ما ضي الاسلاف
اجــأ تــــهــــضــــم عــبـرتـه واحـتـمـلـهــا
ولا هـــي بـــعــــادة عـــبرة الحـر تنشاف
وحـوّل عـلى سـمــر الجــبــــال ونـزلـهـــا
عـــن دار ذل عـــقـــب ما شـاف ما عــاف
وسـلـمـــى تـغـنـي لـه قـصـــايـد غـزلـها
علـــى الـــوفـا والـــود وسلـــوم الاشراف
وحـاتـم زرع عــــود الصــخـا فـي جبـلـهــا
وأوقـــد بشـامـــخ ضلعـــها نـــار الاضـياف
وعـنـتـر علـى سـلـمى ركــابــــه عـقـلها
وشحـــوا عـــليه عـيال سلمـــى بالانكاف
دار بــــهـا الشـلـقـان صــاغــــوا مـثـلـهــا
خـــويّهـم شـالـــوه مـــن فوق الاكـتـــاف
وقـصـة معشـي الـذيــــب مـحـدِ جـهـلهـا
يـــا مـــن يعد الذيب من عـرض الاضيــاف
وراع اللـــبــون اللــــي عــلـــيـنـا نزلـهـــا
تـــرعى لـبـــونـــة بـــالـــقـريّة والاكـنــاف
مـالــــوم مــــن روحــــه لـــحــايـل بذلـهـا
وأرخـص لـــهـا قـــلب مـــن الـــود ينــلاف

أحمد فهد العريفي


حايل سقاك السيل

حــايــل ســـقــاك الــســيل غــيــث هــمالي
يـهـمـل عـلى الـســمــراء وعيــرف وصــديــان
بــــرقــــه تـــلالا مــن جـــنــــوب وشــمـــالي
يــا عــل مــاطـــر ديـــــــــمــتــه فــوق بـــرزان
فـي وسـط سـوقــك يــا عــروس الـشــمـالي
يــفـــيــض عــلـى واديـك بــسـتــان بــستــان
وادي الأد يــــرع لأرتـــــوت بـــــه فــــعـــــالــي
والــعــش والـمـســمـى الـى شـعـب عفـنان
فـــي فـــيـــه شــــــرق الأحــــيــمــرعــيـــال
تــرقـد عــلى ســفــحـــه سـوالـيــف فـرسان
هــــذه مـــغــــيــضــــــة والـــزبـــارة تـــلالــي
وهـــذه عـــقــدة والــوســيــطــا لــهــا شــان
يــا زيــــن مـــخــــلاف عـــلــى شـف بــالـــي
يـــم الـــنـــهــايـــد لأمــتـــلــت فـيــه غـــدران
يــا زيـــنـــهـا مـا بـيـــن قــــاعـــد جــبــالــــي
عــــــكــاش طـالـــب مــع مـــليــحــه وركـــان
قـارح مــــــع جــانيـــن بـــالــحـيـــل غـــالـــي
اذا ازهـــــر الــــــحـــوذان فــــوق ام غــبــــران
يـــا عـــزوتـــي يـــا بـــهـــيــة بـــالــجمــالـــي
يــــا درة أوطـــان تــــــبـــاهـــي بـــالأوطـــــان
يـــا ديــــرة مـــنـــزالـــهـــا طــــــي عـــالــــي
انـــا اشـــهــــد انــــك للـــكـرام دوم عــنـــوان
عـــبــدالــعــــزيـــز اللـــي كـــســاها دلالـــي
يـــوم ادلـــقــت لـــه سـورهــا صـــف بـيـبـــان
يــسـتاهــــــــلك مـــقـــول بـــالاول وتـــالـــي
مـن نـسل ابـــو تركـــي ثـــرى ذرب الايــمــان
يـــا عـــزوتــي يـــا طـــربــتــي يــا حــــلالـــي
يــا حـايــل الـــتـــحـنــان قــلبي مــعــــك الآن
يـــا لايــــــمـــي فــي حـــب حــايل تــرالـــي
فــــي شـوق حـايـــل عـــزوة شــوقــهـم بـان
امــرح مـــع الــهــاجـــوس وارســم خـيـالـــي
واكــتــب لــهــا فــي دفــتــر الشــوق عــنوان

حمد الدعيج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يادار

يـــادار لا تــــــذرف عــــلــيـــنــا دمـوعــــــــك
حـــقـــك عـــلــيـــنـــا مـانــصا فـي مـعـاديـك
حـــقــــك عـــلـيـــنـا بـــالـجـفـا مـاتـروعـــــك
نـــعــــاف غـــال اعـمــارنـــا لاجـــل نـرضـيـك
وش عـــــاد لـــوصــــارت حـصـــيـر جـذوعــك
نـــصــبـــر عـــــلــى يـــادار مـــرك و حـالـيـك
مـــا هـــمــنـا يـــادار ريـــــفـــك وجـوعـــــــك
فـــي كـــل حـــالاتـــك نـــحـبـــك ونـغـلـيــك
يـادار حـــنـــا اللـــي نـــطـــحــنـا جـمـوعـــك
يـــوم ان شــيـــخــان الـــقــبـايـــل تــثـاريــك
صـــبيــان حـايـل بالـــقـــســا هـــم دروعــك
وشــمـــر عـيـــال الـعـم ربـــعـــك واهـالـيـك
يـادار ضـــمـــي شـــمـــر فـــي ضـلـوعــــــك
ربـــع تـــهـــل دمـــوعـــهـــا يــــوم تـطـريــــك
دار الـــكـــرم وأصــــلك يـــشـــابـه فـروعــــك
مــا مـــات حـــاتـــم والـــف حـــاتـم بـواديــك
الـجـــود والله و الـــشـــرف مــن طـبـوعـــــك
والـعـــز بـــأرضـــك والـــحـــمــــيـة بـراعـيــك
وأنـــتـــــي مـــثـل عـــذرا تـزيـــنـك ردوعــــك
ولاهـــيـب عـــادتـــنـا نـــبـيــعـك و نـشـريــك
يـــادار مـــاجــــاك الـــجـــفــا مـــن ربـوعــــك
ولايـــلـــعـــنــك يــادار حـــي ربـــى فـــيـــك
يـــجـــيــك مـن نـــاس غـــذتـــهـا ضـروعــــك
مـاهـــم بـــمـــن حــضـــرك ولا مـن بـواديــك
تـــعـيـش مـن درك وتـــأكــل مــع نـجـوعــــك
وتــفـرح بــسـيـاتــك وتــجــحــد حـسـانـيـــك
نــــاس تـــخـلـط نـــجـوعـــهــا مــع نـجـوعــك
ولـيـا امــلـحــت قـامـت مـع الـقـوم تـرمـيـــك
يـــــادار لا تـــــذرف عـــــلـــــيــهـم دمـوعـــك
لـومـك عـلـى اللـي مـن ربــوعك يـجـافـيـــك

أحمد بن فهد العريفي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أخيل براق

أخــــيـــل بـــراق وانـــــا بــابـــرق الـــجـــوف
مـــزن تــــحـــدر شــاق عـــيـــنــي بــروقـــه
بــرقـة عـلى حــد الــوطـا يــسـرق الـشـوف
يـــنــشــال قــلـبــي يــوم انــاظــر شـعـوقــه
أخـــيــل بــرقـــة مــن ركــــان إلــــى نــــوف
وعــسى عــلى مــنــزل ربــوعـي حــقـوقـــه
عـسـاه وسـم ويـتــبــع الــوســم بــصــيــوف
حــتـى هــشـيـم الــقـشـع تـبـرض عـنـوقــه
ودي بشـــوفـــة مـــاطـــره مـــار مـــكـــتـوف
تـــكـــتـــيــف طــيــر خـــادمــيــن سـبــوقــه
عــلـمـي بــهـا مـن قــبـل مـانـطـري الـحـوف
والـــيـــوم يـــافـــهـــاد رشـــفـــت مــــروقــه
هـــذا زمــان يـــاهـلـي مـــثــل مــاتــشــوف
مـــن رقــــع الــــدنــــيـا تــــبــذه فــتــــوقـــه

خلف بن سلمان بن رشدان بن خميس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــ

أغليك يا دار

أغـــليـــك يا دار بـــك الخــال والعـــــــم
وقــلبـــي وتــفــكــيري ودمــي وروحــي
أغـــلي تـــرابه وأغلي الضـلع الأدهــــم
وجــو يـــخـلـــي كــل صــدر شـــروحـي
أحبـــهــا باللـيـــل والـيـــل مـالتــــــــم
واحــبــهــــا وقــت المــسـا والصبوحــي
أحبهــــا حـــب عـليه اللحــــم صـــــــم
حــتى يــحــطــــون الجــسـد بالضروحي
انـــا بـــحـبه ناشـف الـــرأس مغــــــــم
وغـلاه غــطـــى فــوق عــالــي طموحي
غـــلاه فـــوق العـد والكـيـــف والكـــــم
مــا يــنــقري رقــمـــه طــويـــل فضوحي
دار بـــهــــا من دور حـاتـــم مكـــــــــارم
مــن مــطلــع الإســلام قــبل الفتوحــي
وقـــامـــت بها الأحفـاد تنهـج وتهتــــــم
فــي طــيب أهــلهـا كــل مخلوق يوحي
ويـــاويل حالي كـان بعـده علـــي تــــم
ويــا حــسرتــي ون كــان طـــول نزوحي
تكـــفــــون حـلوا عقـدتـــي لا تحطـــــم
الــحــكــــم لــو كــان مــــانـي لحوحــي
أبـــكـــي قهـر وان جيت عفشي محزم
وقــــول وآعــــــزاه وشـــــــلــون اروحـي
انــــا حـيـــاتي دونهـا كلـــهــــا غـــــــم
سنــي ضــحــوك ومــدمـيـــات جروحـي
مدمـــن على ماها ومدمن على الشم
شمــت هــواهـا يــوم يـــــقـبل يفوحــي
ويـــا زيـــن ضلعه كان بالضـل سلهــــم
وقــام الــحــمـام اللــي بلـــوحـه ينوحي
واضـــحـــك طرب كان الشمالي تنسم
والــبدر فــي جـــو الــعــلـــيا يلوحــــــي
سبحـــان مـــن كمـل جمـالـــه ونظـــم
جــمــع نــفــوده للســـهـل للسـفوحـي
وصـــارت كـآبـــة نور والكـــون معتــــــم
عـــــنـــــدي وكـل فــي ديـــاره بجوحـي
ومرافـــقـة نـــاس بهــا يبـــعـد الهــــــم
اللــي مــجــالــســـهـــم تـــزود فروحـي
أمـــشي مـــع اللي لا حسـدني ولانم
ورافــق الــرجــل الــشـريف السموحـي
نضـــحك مـــع الغـالين والليل مظلـــــم
الــجــــو بـــــارد والــســوالــف مزوحـــي
هـــذا يـــرحـب بـــك وهــــذا يسـلـــــم
وهــذا يــهـلي مــن ضــمـيـــر نصوحـــي
هــــذي مـنـــاي يــــوم قـالوا تكلـــــــم
وضــحــت مــا بالــقلب ماني شحوحــي
حبـــي لـــهـا ما هـو على غيرهــــا ذم
لــكــن بــغـــيره صـار حـــبـــه رجوحـــي
وصـــلـــوا عدد من يسكن القاع والــيم
عــلــى رسـول فــي كــلامـــه وضوحـي

عبدالعزيز بن طلال الصقيري الشمري *

نزف المشاعر 05-22-2004 03:30 PM


العزوة الشمرية

عبدالله آل رشيد:-

اللـي وسم حالي خفي على الناس
وسـم المــحوص بــجال خـطو الركية
الغـوش ركبـوا ضـمـراً مـثــل الاقـواس
حـــيــلً يـــفــتــل حــيــل راع الراديـة
تـعـاطــن المــعبـار مــن عــنــد دواس
وانــا عــلــى الــخــابــور مــالي مطية
وكــلً تذكــر عـــزوة لـــه مــع الــناس
وانــــا اتــــذكــــر عــــزوة الشـمــريــة

الفواري الشمري:-

ياركبيــن ضــمراً مــثل لــون الاقـواس
حــيــل يــفــل حــيــل راعــي الـرديـة
تــنــحــرن داراً ورا غــــــر الاطــعـــاس
ســكــــانــهــا هــم عــزوة الـشمريـة
قــل دك بالــخاطــر ثــمـانين هوجاس
الــشــاوري بــالـكـيـس والنــار حــيـة
لـولا سبـيل هـاس في قونس الراس
بـــتـــل ورا حـــمـــا بـــهــاك الــزويــة
مــزيـت مايبيــس مــعــالـيقي ايبـاس
يبــري جـروح الــقلب لـو بــــه شـفية


شفلح العديلي

الغــوش شدوا ضـمراً تطـوي الامراس
يــــدن مــــنـــي للـــفـــواري وصــيــة
جـانـا جـوابـك يــاحـمـي دن الافـراس
والــعــام جــانــا مــع جــوابــك تــحيـة
وش ذكـــرك داراً ورا غـــر الاطــعــاس
لاصــار لــك عــنــهــا سـنـيــن بـطـيـة
داراً عـلى الطولات بنيت على اساس
حــنــا هــلــه بــالـديــن والــجـاهـليه
ولادك بـالــخـاطـر ثـمـانـيـن هـوجـاس
الــكــيــس بــه مـن حـب صـنعـا نقية
ريـحه عـلى حـامي الضوا يقعد الراس
وشـربك مـن الـفـنـجال يبري الشكية
كــار لــطــلاب الــشــكالة مـن الناس
وتــر راعـيــه يـنـعـس ولاهـي خـفـيـة
يــامــادح الـتـنـبـاك يــاشـارب الـكاس
ومــن الـخــطـا راعـيــه نـفــسـه رديـة
بــواد الـضـيـاغـم مـا لـلابــواب حـراس
يــاتــي لــهــا الـمــشاي مـن كل نية
مــاقــطع الـشمـوط بـه زيــن الالـباس
يــمــيــن نــجــد بــالـسـهــال الـعـذية
ونـحـط بـه مـن مـيـر مـختلط الاجناس
ونـنــهـب مـن الـدنـيـا ولاهـي بـطـيـة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ
اضرب على الكايد

الــقــلــب مــن كــثــر الــهــواجــيــس قــزان
مــا يــســتــريــح مــن الــدهــر ربــع ســاعه

يـــاغــــافــــر الــــزلات يـــــاوال الأحــســــان
تــجــعل مــن الــتــقــوى لــنــفــسي بضاعة

انــــا عــــلــــى لان وربــــعــــي عـــلــى لان
مـــتــــخـــالـــــف راي و راي الــجـــمـــاعـــة

مـــانـــي بـــشـــراي يـــربـــت مــن الــضــان
يــقــنــع عــلــى اشــراك الـبـهم في رضاعه

الــنــاس مــا تــســقــيــك لاصــرت عـطشان
و لايــشــرب الـمــضــمــى سـوى من ذراعه

عــيــب عــلــى اللــي يـتــقـي عـقب ما بان
وعــيــب طـمــان الـنــفـس عــقــب ارتـفـاعه

اضــرب عــلــى الــكــايد إلــى صـرت بلشان
وعــنــد الــولــي وصــل الــرشــا وانـقـطـاعه

امـــا تـــجـــي بـــعـــقـــود حـــص و مـــرجان
والا لــعــل ابــلــيــس يــمــشـي بـشـعـاعـه

عبيد آل رشيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صور و خيال

ذكـراك يـامــوطــن هـلـي فـي خيـالي
مــــانـــســاك أنـــا والله يــادار الأجــواد

مـانـسـى ســهـولـك والـربا والـجـبــال
أقــولــهــا صــدق عــلى روس الأشهاد

كـل مـاذكــرت شـم الـجبـال الـعـوالـي
أشــعــر لــهــيــب بـالــحــشا صار وقاد

مــهـمـا نـأيــــت وأبـعـدتـنـي اللـيـالـي
القــلـب يــخــفـق عنــد طـريــاك يـابلاد

عسـى الـحـيـا يسقي جميع المفالي
يسقي مراتــع ربــعــنــا بأســيــر الـواد

يـادار حـــاتــم يــاعــروس الــشــمـالي
دار أهـــلـــهــا بــالــثـنـاء ذكـــرهــم زاد

مــن عــهــد حــاتــم للــعــصور التوالي
وتـــاريــخ جــوده يــذكــرونــه الأشـهـاد

ورجــالــهــا اللــي يـتــعـبــون الدلالـي
أهـل الـسـخــا والـبــذل في كل ميعاد

إن جــاهــم الــعــانــي وراع الـسوالي
يقــدم لــه المـيـسور من طيــب الــزاد

مــاعــنــدهــم مــنــه ونــغـمـة تـعالي
طـبــع بـهــم مـغـروس رأسيـن الأوتــاد

كــلــمــــة وفـــاء دونــتــهــا بالــكمــال
لـبـلادي اللــي أســســوهـا الأجــــداد

عقيل ضيف الله القويعي *
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عسى الحيا

عسـى الحيـا فـي حـايــل حاير ماه
يسـقـيـك يـادار بـها الجود مـاجــــود

عسـاه كـل أسبوع تمشي شغاياه
أمــيــن يــافـر علـى الخـلـق معبـود

يـخـضـر وطـنـهـا والـعـرامـيس ترعاه
يشبع بها الملهوف ويرتـع بهـا الـذود

يــادار حــاتــم والــذي مــنــزل مــاه
لولا الــوزى مــاكـان نـجـزاك بـصدود

دار غــذتــنــا دايــم الــدوم نــهــــواه
دار غـــذايـــاهــا صنـــاديــد و فهــود

فهد المارك *


يالله ألا ياوالي

يـــالله الا يـــا والــــي الأمــــــــــــر
يــا مــســنــدي و انــت اللطيــــف

انــك تــعــاونــي علــى الصبــــــــر
وزريـــع قـــلــبــي لا يهيـــــــــــــف

ونــيــت ونــة زلــزلــت مصـــــــــــر
وقـــصـــور مــكــة و الشريــــــــــف

عــيــت ذلــولــي تــقطع الجســــر
وصــويــحــبــي يــم القطيــــــــــف

سوانــي يــسنــن عــلــى الجس
ر ســواقهــن عــقــلــه خفيــــــــــف

متــى نــشــد ركــايــبنا العصـــــــر
عــن هــا الــمكــان اللــي يخيــف

لــي صــاحــب خــواتــمه عشـــــر
يــرجــس كــمــا مــهرة شريــــــف

ابــو وســيــط يــنــهصر هصــــــــــر
وقــذيــلــتــه ذيــل العسيــــــــــف

ابــو جــديــل يــنـــشره نشــــــــــر
ثــوبــه عــلــى مــتنه خفيــــــــــف

ماجد الحمود الرشيد *
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ
الخضراء

سـار الـــقـــلــم يـــكـــتـــب حبـــر بـــقــرطـاس
و غـــدى صـــريـــر مـــثــل ضــرس الـــضـــروبــه

و أبــديــت مــن فــكــر بــه الــفــن مــحــتـــاس
يــطــــرب لـــه الــقـــايــل وســهــل ســلــوبـــه

وخــلــيــت لا مــنــه نــوى يــبــنــي الــســـاس
قــايـــل عـــلــيـــهــا صــــار عــنــده أعــضــوبــه

إلـــى نــوى يــبــنــي بــشــيـــــره بــالإفـــلاس
حــيــث أن كــــلامـــي بــخــفــتــه والــعــذوبــه

أحــلــى مــن الـســكــر عــلــى الــدر بــالكاس
بــــفــــام ربــــع بــالــمــجـــالــــس حــكــو بـــه

قــلــتــه وانــا بــقــلــبــي رثــع كــل هــوجــاس
رثــعـــه أســـبـــور و الـــخـــطـــر عـــايــنــو بـــه

والـــمـــال بــالـــصــحــة مــهــو لــزود وإفـــلاس
وكــل يـــتــمــنــى طــلــعــتــه ولا هــقــو بـــــه

وإن عــــدت الـــعـــربــــان فــضــل و نـــومـــاس
وعــــدت أفـــضــــال اعــيــال غــلــبــا أنـتهو بــه

وإضــيــوفــهــم يــقــلــط لــهم صحون و اطياس
وامــن اللــحــم فــوق الصــحــون رجــومــو بـــه

وادلال بـــــن مـــركــــــيـــات ومــــحــــمــــــاس
للــضــيـــــف و الـــمــســيــر ومــن رحــبــو بــه

وهـــم قـــبــلــهــم عــابــيــنــهــن لكيف الراس
مــقــطــان ومــنــدي وبــالــســفــر يعــتــنو بــه

مــســاكــنــهــم مــن بــين سلمى و الأطعاس
و أجـــا يــــمـــيــن والــــجــلــد مــن جــنــوبـــه

إلــــى ذكــرتــه حـــل بــالـــقــلــب هــوجـــاس
مــــن مــــاه وهــــواه ومــــن يـــســكـــــنــونــه

أتــــرابـــهــــا جــــوهــــر ورضــــامـــهــا مــــاس
وغــيــد تــســابــق الــطــلع قــبــل امــحسـوبه

منـــبــوتــهــا ربـــلــه و صــمــعــي وبســبــاس
والقـــحـــويان اللـــي عـــلى الـــثمــان وصفوبه

وخـــطــمـــي ونــفـــل لــه ريــحة تــقعد الرأس
ورقــــــم ورقــــــوق الـــــزبـــيـــدي بـــصـــوبــه

وغــــــر ونـــــصــي ورمــــــرام لـــــه أجـــــراس
وحــــــلـــولا وحــــــمـــاز بـــيـــاض إكـــعـــوبـــه

ونــــعــنـــاع وشــيــــح والــجــعــد زين الأنفاس
والـــحـــمـــصيص اللـــي بـــلبـــنهم رمـــو بــــه

وأسلـــيـــخ وعــــاذر مــنــبــتـه وسط الأطعاس
وكـــراث وأرطـــي بـــالـــجـــلـــود أد أدبـــغــو به

وعــــرفــــج زرمــث يــلــقــي بــروســه أدبــاس
وجـــنـــبـــه وجـــفـــن والـــعـــلـــنـــدي طلو به

وجــهـــــق وحـــــمــــاض نـــواويـــره أجــنـــاس
وحـــوى وربـــحــــــلـــي واللـــذاذة عـــقـــوبـــه

وخــرشــف دبــابيـــســـه تــقــل قــني حــراس
والـــطـــرف الأبـــيـــض بـــالـــمـــواسـد حشوبه

ودعــــاع بــــه حــــب الــــى مـــنــه انـــمــاس
يـــا مـــا هــــــل الــــــديـــــره امـــرار أنـــذوبـــه

وأقــلــيـــقلان وقـــفـــعــي وأفــــروع لـــه راس
وحــــــزا وبـــخـــتـــري نـــبـــت كـــله مثـــو بــه

و أكــحــيــل لــه عــروق بــهــن حــمـر الأوراس
وأخــــــزامـــــا وزفــــــري يــــــمـــده رعـــو بـــه

وحــبـــق لابــــــان رحـــــتــــه وســـط جـــلاس
وعـــهـــيـــن مـــثـــلـــه نـــبـــت لــو صفـــو بـــه

وحــنــوه ونـــقـــد أورودهــــن كـــنــــها طـياس
وأقــــار وأمــــــرار حـــلـــيـــبه أطـــعـــمـــو بـــه

ونــقــيــع وســـلا والــسكـــب زيـــن مـــلماس
وأعـــبـــيـــثران وصـــخــــــــــر عـــالـــجـــو بـــه

وقــريـــــص ورثـــه بـــذوقـــها الأفـــم يــنـــلاس
وجــــيـــد وأعـــضـــيـــد وجـــثـــجاث كبـــو بـــه

وأسنـــيسله وتـــربــه مـــعـــه جــملة أجــناس
وأســـلـــيكه والـــثـــعـــلوق عـــلك لـــقــو بـــه

ورغــل ورخـــام وأســعـــدان عــقـب الأحمـاس
وحـــمـــحم ومـــكـــر الـــقـــيـــض كــله قضو به

واربـــــيـــان ولــزيـــق يــتــــعــــلــق بــلــمــاس
وأصـــفـــار وشـــرشيـــر ومـــليح احمضـــو بـــه

وجــمـــيــم مــنـــبـــوتـــه بــلــيــحـــان مـــلاس
وذقـــنـــون وخـــبـــيـــز الـــمـــدن كـــبـــبو بـــه

وجــلــــوه لـــجـــفـــن لأشهــــب الدمع حـباس
وأم اللـــبـــن لـــمـــجهول جـــرح شـــفـــو بـــه

والـــديــدحــان اللـــي حــلي أحـــمـــر الــلاس
يـــازيـــن حـــــمـــاره بـــلـــبسة الأرض ثـــوبـــه

وأرض عــــذبــــه مـــا أنــسفـك فـــوقه أرجــاس
مــــــريــــــة كــــن الـــشـــواطـــي ثـــغـــو بـــه

ولا شــيــف لـــه رقـــم بـــخـــوارط وقـــرطــاس
ولامــــــد بــــــه بــــــيـــب ولا حــــــفــــــروبـــه

محمد عيسى الهذال *
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيس بن وجرة:

مـن مبلغ عـمرو بن هند رسالة
إذا استحقتها العيس تندى من البعد

أيـوعدني و الـرمل بيني و بينه
تـبـيــن رويــدك مـا أمـامـه مـن هـنـد

ومـن أجـا حـولي رعـان كـأنه
ا قـبـائـل خـيـل مـن كـميـت ومـن ورد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليد:

مـريـة حـلـت بـفيـد وجاورت
أهل الحجاز فأين منك مرامها

بمشارق الجبلين أو بمعجر
فـتـضـمـنـتـهـا فـردة فرخامها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حسان بن حنظلة الطائي:

تـلك إبـنتـة العدوي قالت باطلاً
أزرى بــقـومـك قــلـة الأمـوال

إنـا لعمـر أبـيـك يـحـمـد ضـيفنا
ويسـود مـقتـرنا عـلى الأقلال

غـضـبـت علي أن اتصلت بطيء
و أنـا امـرؤ مـن طيء الاجبال

و أنـا أمـرؤ من آل حية منصبي
و بنو جوين فاسألي أخوالـي

و إذا دعوت بني جديلة جاءني
مـرد على جرد المتـون طـوال

أحــلامـنـا تـزن الـجـبـال رزانـة
ويـزيـد جـاهـلنـا عـلى الجهال


جابر بن جريش:

ولـقـارانـا يـا سـمـي بـحـائل
نرعى القرى فكامسا فالأصفر

فالجزع بين صنباعة فرضافه
فـعـوارض هو البسابس مقفرا

لا أرض أكثر منك بيض نعامه
ومـذانـبـا تـندري وروضا أخضرا

نزف المشاعر 05-22-2004 03:36 PM


الموضوع: تعريف بالبيت القديم في حائل::


نستطيع القول أن البيت القديم في حائل هو ذلك المسكن الذي يضم أسرة بأكملها. ومشيد من الطين والخشب بتعاضد أبناء الحي بعيدين عن العمالة الوافدة وبأجرة رمزيه تكاد تكون مجرد حصوله على وجبة غداء أو عشاء .

فمنهم المتخصص ببناء الحيطان ومنهم المتخصص في تجريد العسيب للأسقف ومنهم المتخصص في ترميل الأسقف وذلك بربط العسيب بأخشاب الأسقف التي تحضر من خشب شجر الأثل . وقد عايشت تلك الفترة في أواخر الثمانينيات بعد الثلاثمائة وألف للهجرة النبوية ، حيث شاهدتْ كيف يتم بناء الحائط من الطين وتركيب الأبواب والأسقف وتبليط السطوح بالطين وإنشاء الميلة ( وهي أعمدة لتكوين القبب أمام الأحـواش وفي السطوح ) وسنتطرق بالتفصيل ما أمكن عندما نتحدث عن كل جزء من أجزاء ذلك البيت وبأسمائها المتعارف عليها في تلك الأيام ومرجعيتها باللغة العربية .

عبدالرزاق بن حمود الشغدلي*



(1)الباب الطالعي :-

وهو أول إطلالة تواجه القادم للبيت القديم بعد أن يدخل الحارة أو الحي . وأشهر تلك الحارات في حائل في ذلك الوقت حارة السويفله ولبده وبرزان وسرحه والعليا والزباره وعفنان ومغيضه .

( والحاره )[1]
عبارة عن ممر لايتجاوز عرضه في الغالب أربعة أمتار ويصل طوله إلى مائتين متر ولايأخذ غالباً شكل الإستقامه ويتخلله ممرات صغيره مسدودة وعلى جانب تلك الممرات تقع البيوت القديمة المتراصصة في مبانيها إلى حد أنه ومن شدة التراصص والتداخل بين تلك البيوت تجد أن الغرف السفلية مملوكة لشخص وبعض الغرف العلوية مملوكه لشخص آخر .

ونعود بالحديث عن الباب الطالعي والذي بمثابة المدخل الرئيسي للبيت القديم وقد عرّف الباب في اللغة
[2] بأنه المدخل أو الطاق الذي يُدْخل منه وبمعنى مايُغْلق به ذلك المدخل من الخشب وغيره وجمعه أبواب وبيبان كتاج وتيجان ويقال أيضاً أبوبه .

قال الشاعر : -

هتــاك أخبية ولاج أبوبه يخلط بالبر منه الجدّ والينـا


(2)المرزاب:-

لم أجد في قاموس اللغة العربية تعريف لكلمة (المرزاب ) وقد تكون كلمة فارسية بدليل التعريف لكلمة المرز في اللغة
[1]
وتعني الحباس الذي يحبس الماء فارسي معرب والجمع مروز . ومرزبان في الحديث ؛ أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم . قال هو بضم الزاي أحد مرازبة الفرس وهو الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك وهو معرّب .
وفي لهجتنا العامية المرزاب هو قطعة خشبية تصنع من خشب الأثل بطول لايتجاوز المترين ويحفر من خلالها مجرى لنزول مياه الأمطار من على سطوح البيوت القديمة يوضع له فتحة في الحائط الخارجي ويثبت من خلالها على سطح البيت بواسطة خلطة من الطين أو الجص . وأحياناً يصنع المرزاب من الزنك على شكل ما صورة مبرومة منحنية في آخرها تجاه الأرض بانحناء لايتجاوز عشرين سنتمتر وهناك طرق أخرى لتصريف مياه الأمطار من فوق سطوح المنازل القديمة باستخدام
( السيالة )

[2] وهي مجرى يحفر بالحائط الخارجي باتجاه الأرض حيث يخرج المطر من خلال الفتحة بالسطح عبر ذلك المجرى ويطلى عادة بالجص أو الأسمنت العادي كي لا يتسبب نزول المطر وغزارته في تشقق جوانب الحائط الطيني للبيت القديم .




(3) السويق:-

يعرّف السويق في اللغة
[1] بأنه ما يتخذ من الحنطة أو الشعير وجمعه أسوقه ويقال السويق المقل الحتى والسويق النبق الفتي . وقال شيخنا هو دقيق الشعير أو السلت المقلو ويكون من القمح والأكثر جعله من الشعير . وقال أعرابي يصفه هو عدة المسافر وطعام العجلان وبلغة المريض . وفي الحديث ؛ فلم يجد إلا سويقا فلان منه وقال أبو عمرو السويق ( الخمر ) ويقال لها أيضاً سويق الكرم .


وأنشد سيبويه لزياد الأعجم :ـ

تـكلفـني سويق الكـرم جـرم وما جرم ومـا ذاك السويق

ومـا عرفت سويق الكرم حرم ولا أغلت به مذْ قام سـوق

ومثنية السويق ( عقيبة بين الخليص والقديد ) والسواق كزناد الطويل الساق عن أبن عمر وأنشد للحجاج :ـ

بمـخدر من المـخاديـر ذكـر يهتذ رومـي الحديد المستمر

عن الظنابيب وأغلال القصر هذك سواق الحصاد المحتضر

( المحذر ) القاطع (الحصاد ) بقلة . وقال ابن عباس السواق ( طلع النخل إذا خرج وصار شبراً ) وقيل السواق هو ما سوق وصار ساق من النبت .

والسويق في عاميتنا هو المدخل الرابط بين الباب الطالعي والباب الوسطي والذي هو مدخل النساء إلى داخل البيت غالباً وباب القهوة هو مدخل للرجال إلى مجلسهم . ويأتي السويق على هيئة طريق غالباً مسقوف وبه من أعلى فتحة من خلال السطح مطلة على الباب الطالعي تستخدم عند إجابة صاحب البيت أثناء وجوده بالسطح لمن هو عند الباب الطالعي خاصة في أول الليل عندما يتجه أصحاب البيت لتلك السطوح للنوم بعيدين عن أجواء المكيفات المستحدثة . ويطلق على تلك الفتحة اسم ( الفاج )

[2]والسويق عادة يكون بطول ثمانية أمتار تقريباً ويصل عرضه إلى اثنين متر ومكسية حوائطه الداخلية بالجص الأبيض ليعطيه جمالاً . ويتخلله باب القهوة وهو مماثل للباب الطالعي من حيث تركيبه عدى أنه يكون مصنوع من خشب أخف من الباب الطالعي وهو من أجمل الأبواب في البيت القديم إذ يزدان بالنقوش الدائرية والمثلثة والزخارف ذات الألوان الحمراء والزرقاء والسوداء والصفراء وهو الباب المخصص لمجلس الرجال وسمي ( باب القهوة ) لأن مجلس الرجال يسمى القهوة .

كذلك يتخلل السويق ( الباب الوسطي ) وهو الذي يتجه من خلاله الداخل للبيت وعادة يستخدم من قبل النساء وهو مشابه للباب الطالعي من حيث تركيبه ونوعية الخشب المستخدم في صنعه . عدى أن الضبة من النوع الطويل تكون من الداخل وتفتح بواسطة حبل يخرج إلى الجهة المقابلة للباب عن طريق خرم صغير فيهزْ ذلك الحبل حتى تنفتح الضبة وتسمى تلك الهزة باللهجة العامية
( بالقرقعه )

[3] والكلمة العامية الشائعة ( قرقع الباب ) تعني محاولة فتحه من خلال ذلك الحبل وعملية فتح الضبة بواسطة القرقعه تحتاج لإنسان متدرب وماهر إذْ يصعب على صغار السن فتحها . وتتم تلك العملية بمسك الحبل باليد اليسرى وهزّه لأعلى بينما إصبعان من اليد اليمنى تكون ممسكة بلسان الضبة ما بين الحائط والباب وعندما يتم تحريك الحبل لأعلى يدفع اللسان بالإصبعين للخلف حيثما أرتفع قفل الضبة والتي تسمى بأسنان الضبة . وقد مارست بنفسي فتح مثل هذا النوع من الضبة وفي بداية حياتنا وعندما كنا صغاراً يصعب حقيقة إجادة فتحها من قبلنا إلاّ بالممارسة والتكرار . وما أحلى ما نسمع في تلك الأيام من ترديدات لبعض الأناشيد التي تتعلق بالباب والقرقعة .


(4)الليوان

تكون مغطاة ويعرف الليوان[1] بالإيوان وهو المكان المتسع من البيت يحيط به ثلاث حيطان [ فارسية ] .

وفي لهجتنا العامية الليوان هو ذلك المكان الذي عادة ما يكون مفتوح من جهته الأمامية يشبه القبة حيث يحيط به ثلاث حيطان ويأتي في الغالب قبل المجلس الخاص بالرجال [ القهوة ] وهو بمثابة مكان جلوس للرجال في أوقات الصيف ويكون الليوان أحياناً فوق سطح مجلس الرجال في الدور العلوي من البيت القديم وله درج مستقل قرب مجلس الرجال ويشتمل أحياناً على كمار ووجار لإيقاد النار وحيطانه في الغالب بالجص المزخرف ومقدمته المفتوحة تغطى أحياناً بالشبك الناعم لكي لا تتسلل الطيور من خلاله سواءً العصافير أو الحشرات أو الخفاش الذي عادة ما يخلد للنوم في مثل هذه الأماكن فيحصل لها الاتساخ من دمائها .




--------------------------------------------------------------------------------

[1] تاج العروس ج6 ص : 388 .

[2] الفاج : يعرف في كلام العرب بأنه التفريج بين الشيئين كمثل الرجل إذا فاجّ بمعنى باعد إحدى رجليه عن الأخرى ليبول . لسان العرب ج10 ص : 186 .

وابتعاد السقف عن السقف فيما بينهما سمي بلغتنا العامية فاج وهذا المسمى قريب من الاسم في لغتنا العربية .

[3] القرقعة : قرقع قرقعة بمعنى أسمع صوتاً جافياً كصوت وقوع الحديد على الحديد أو نحــو ذلــــك [ عامية ] . المنجد. في اللغة والإعلام ص : 624 .

5)السقف:-

وتعرف هذه الكلمة باللغة العربية[1] أنها سقف البيت وهي كالسقيف كأمير سمي به لعلوه وطول جداره (وسقوف وسقف ) وقرأ أبو جعفر سقفا من فضة بالفتح والباقون بضمتين .

وقال الفرّاء سقف إنما هو جمع سقيف وان شئت جعلته جمع الجمع فقلت سقف وسقوف ( وسقفه كمنعه ) يسقفه سقفاً جعل له سقفاً والسماء سقف الأرض قال الله تعالى: { والسقف المرفوع } والسقف يطلق على النعام وأسقف وهي أنثى النعام .

وقال ابن السكيت ومنه أشتق ( أسقف النصارى ) وهو أعجمي تكلمت به العرب وهو العالم في دينهم ويأتي فوق القسيس ودون المطران .

والسقيفة هي الجبارة من عيدان المجبر وجمعه سقائف .

قال الفرزدق :ـ

وكنت كذي ساق تهيض كسرها إذا انقطعت عنها سيور السقائف

والسقيفة لوح السفينة يقال سفينة محكمة السقاف أي الألواح قال بشر يصف السفينة :ـ

معبدة السقائف ذات دسرٍ مضبرة جوانبها رداح

وهي كل خشبه عريضة كاللواح والسقيفة ( ضلع البعير ) يقال هدم السفر سقائف البعير أي أضلاعه نقله الزمخشري والأزهري وأنشد الصاغاني لطرفة:ـ

أمرت يداها فتل شزر وأجنحت لها عضداها في سقيف منضد

والأسقف الرجل الطويل شبه بالسقف في طوله وارتفاعه .

وفي لهجتنا العامية السقف هو ذلك الغطاء الذي يغطي الغرف ومداخل البيت القديم وهو عبارة عن مجموعة من أخشاب الأثل صفت فوق الحيطان الخاصة بالغرف أو المداخل بمسافة تبعد عن بعضها مقدار ثلاثين سنتمتر تقريباً ومغطاة ( بالعسيب )[2] وهو ورق النخل بعد تجريده من السعف . ثم يوضع السعف فوق العسيب ويغطى بطبقة من الطين . وتحتـوي الأسقف أحيــاناً علــى ( كواسير )[3] وهي عارضتين من خشب الأثل الغليظة الحجم تكون موجودة ما بين أميله القبب أو في وسط المجالس الخاصة بالرجال والتي تسمى القهوة عندما يكون المجلس كبير ليكون الكاسور بمثابة جسر معلّق يصف عليه خشب السقف من الجهتين وغالبا ما يعتمد صاحب البيت القديم على رفع تلك الكواسير على سكان الحي حيث يجتمعون معا لرفعها فوق الحيطان لثقلها وشدّة سمكها .





--------------------------------------------------------------------------------

[1] تاج العروس ج6 ص ص : 140ـ141 .

[2] العسيب : عظم الذنب كالعسيبة أو منبت الشعر ، والجريدة من النخل مستقيمة دقيقة يكشط خوصها أو التي لم ينبت عليه الخوص من السعف يسمى عسيب . قاموس المحيط ص : 106 .

[3] كواسير : الكسر بمعنى الجزء من العضو ، أو ما تكسر وتثنى على الأرض منها ، والكسرة هي القطعة من الشيء المكسور . القاموس المحيط ص ص : 423 ـ 424 . *

*والكواسير هي جمع لكا سور وأعتقد أن تسميتها بلهجتنا العامية قد اشتقت من لغتنا العربية لكون الكاسور هو ما انكسر من الأثل على هيئة خشبه غليظة وتعتبر جزء من عضو .


(6)الحوش

وتعرف هذه الكلمة باللغة العربية[1] بمعنى الحظيرة. عراقية نقله الصاغاتي ويطلقه أهل مصر على فناء الدار، والحوش أسم قرية والحوش أن يأكل المرء من جوانب الطعام حيى ينهكه ، والحوش بمعنى القرابة والرحم . والحواشه تعني الأمر الذي يكون فيه الإثم والقطيعة ويقول لأتغش الحواشه . وأنشد أحد الشعراء :ـ

غشيت حواشة وجهلت حقاً وآثرت الغواية غير راضى

والحائش جماعة النخل لا واحد له قال الأخطل :ـ

وكأن ظـعن الحي حائش قرية دان جنــاه طيّــب الأثمار

والمحاش أثاث البيت وأصله الحوش وهو جمع الشيء وضمّه وأنشد النابغة :ـ

جمّــع محا شك يا يزيد فإنني أعددت يربوعاً لكمْ وتميما

وفي لهجتنا العامية الحوش هو عبارة عن الفناء الذي يلي الباب الأوسط والذي يتوزّع من خلاله بقية أجزاء البيت والحوش عادة يكون مربع الشكل يصل طول ضلعه أحياناً إلى ثمانية أمتار ويزدان وسطه بنخلة أو شجرة من الترنج وهو المتوفر في تلك الأيام ويستخـدم في أرضيته الحــجر مــن نـوع ( الصفاء )[2] وهي فروش عريضة من الحجر وأحياناً يستعاض عن الحجر بالإسمنت لكون الحوش مكشوف وعرضه لسقوط الأمطار عليه وهذا بالطبع يساعد على عدم تكوّن حفر في أرضيته من جرّا كثرت المشي عليه .


--------------------------------------------------------------------------------

[1] تاج العروس ج4 ص: 302 .

[2] الصفا : وهو ما يسمى أيضاً الصفيح أو الصفائح وهي الحجارة العريضة الرقيقة . المنجد في اللغة والإعلام ص : 427


7)القبة:-

فالقبة اسم مفرد لاسم جمع وهي ( القباب )[1] وكلمة القبة بضم القاف هي من البناء معروفة وقال أبن الأثير هي من الخباء بيت صغير مستدير وهو من بيوت العرب وتعني أيضاً ما يرفع للداخل فيه ولا يختص في البناء .

وفي لهجتنا العامية هي ذلك الجزء المفتوح على الحوش وهي عبارة عن مساحة مسقوفة تأتي أمام الغرف الداخلية يصل عرضها أحياناً إلى ثلاثة أمتار وتشتمل على كواسير توضع على الميلة وهي أعمدة مبرومــة معمـولـة من الجص والحجـر والواحد منها يسمى ( ميل )[2] وعادة يحتوي أحد تلك الميله على مراءه صغيرة تثبت عليه بالجص يستعملها غالباً الرجال ويوجد في حوائط القبب ( أخلّه ) ومفردها خلال سبق تعريفه ويعلّق به وسائل الإضاءة أو بعض الملابس ويوجد في القبب رفوف يوضع بها بعض الأغراض . والقبة تعتبر مكان الجلوس في الصيف للوقاية من حرارة الشمس وتلقي البراد عبر مقدمتها المفتوحة . ومن الظريف أنه في أيام رمضان عندما يكون في فصل الصيف كناّ نخلد للراحة وقت الظهر بتلك القبب فنحضر غطاء شفاف يسمى شر شف ونقوم برشه بالماء ونستعمله كغطاء عند النوم بتلك القبب للحصول على هواء بارد صحي بعيدين عن هواء التكييف المصنّع من ما يسمى بالفريون .



(8)الماقد

الموقد باللغة العربية[1] هو موضع النار ، والوقود هو الحطب . قال الله تعالى { أولئك هم وقود النار } . والو قد نفس النار .

قال الشاعر :ـ

صحوت وأوقدت للهو ناراً ورد علي الصّبا ماأستعارا

ومعنى أوقدت للهو يعني تركته وودعته .

وفي لغتنا العامية ـ الماقد ـ هو ذلك المكان المشابه لدار المسخن من حيث لون الجدران السوداء التي كستها أثار الدخان وهو ما يقصد به حالياً المطبخ والذي يطبخ به جميع الوجبات لأهل البيت ويستخدم في الطبخ عيدان الحطب أو بواسطة ما يسمى ( الطباخة )[2] وهي موقد يشعل بواسطة القاز وهي صغيرة مدورة أو مربعة الشكل ويطبخ عليها الطبخات الخفيفة ويوجد بالمطبخ أدوات الطبخ القديمة منها ( الصاج )[3] وهو مدور الشكل يأتي بعضه على شكل نصف دائرة ليسهل إشعال النار أسفله وكذلك يسهل خلع القرص من فوقه عندما ينضج ويطبخ عليه أيضاً الرغفان والمقشوش والمرقوق وجميعها أكلات قديمة تحضّر من دقيق القمح وقلّما تجد في جيل الأمهات الحاليات من تجيد تحضير مثل تلك الطبخات. وعادة ما يستخدم في رفع القدر أو الصاج للطبخ لوضع النار أسفله أدوات رفع تسمى ( الهوادى)[4] وهي مصنوعة من الطين أو الحجارة مخروطيّة الشكل يصل ارتفاع الواحدة منها عن الأرض عشرين سنتمتراً تقريباً ويوضع ثلاث منها تحت القدر أو الصّاج لرفعه .

وبالمناسبة فالهوادي تستخدم كعبارة تعجب لدى الأمهات القديمات ( كمن يطلب مثلا من أمه الذهاب مع أحد ما لأي مكان فترد الأم بسخرية وتعجب لعدم الرضا بذهاب أبنها ـ والهوادي ـ والمقصود حسب الظن بأن يحمل الابن معه الهوادي وهي بالطبع غير مستساغه كطلب الابن الأذن بالذهاب غير مستساغ لدى الأم ).

وكبديل للهوادي يستخدم ما يسمى ( المر كاب )[5] والمصنوع من الحديد وله ثلاث قوائم ويوجد بالماقد ما يسمى ( المركاة )[6] وهي إناء مدور من النحاس يوضع به الماء داخل المطبخ للطبخ أو غسيل الأواني وتأتي فوهتها أوسع من قاعدتها ويصل قطرها متر واحد وهناك أداة شبيهه لها تسمى ( الرواة )[7] وهي التي يحضر بها الماء لوضعه بالمركاة ومن أدوات الطبخ القديمة قدور النحاس وتصنع من النحاس بالذات لتعطي الأكل أثناء طبخه حرارة عالية تسرع في نضجه ومن أجمل وأندر تلك القدور ( قدر الهريسة ) وهو صغير الحجم ضيق الفوهة ليعطي حرارة أعلى للهريس للإسراع في نضجه حيث الهريس يعتبر من أطول المأكولات مدّة في النضج إذ يصل طبخه على ما يزيد على خمس ساعات ومن أدوات الطبخ ( الصنايا )[8] وهي التي يوضع بها الطعام للضيوف وعند الأعياد ولها أحجام مختلفة منها ما يسع الذبيحة ومنها ما يسع الذبيحتين أو أقل من الذبيحة وهي مصنوعة من النحاس عبارة عن صحن محمول على قاعدة مدوّرة يصل ارتفاعها إلى ستين سنتمتراً.ومن أدوات الطبخ بالماقد ( الطّبق )[9] وهو شبيه بالصحن متوسط الحجم مصنوع من العسيب والخوص يستخدم في تنقية الحب من الشوائب كحب الرز أو أتحنطه أو الكمّون عن طريق تقليب الحب فوقه أو رفع الحب بهز الطبق باليدين لأعلى وقبل رجوعه لداخل الطبق تنفخ الشوائب بالفم فتخرج خارج الطبق . ومن الأدوات أيضاً بالمطبخ ( المنخل )[10] وهو أداة لتنقية الحب أيضاً لكن قاعدته من الشبك الناعم ينزل من خلالها جميع الشوائب بالحب . ويوجد بالماقد ( الخاشوقة )[11] وهي عبارة عن ملعقة مصنوعة من الخشب ذات حجم كبير تستخدم لتحريك الطعام أثناء طبخه أو لتذوّقه ، وهنـــالك أداة أخرى مشــابهة للخاشوقة وتؤدي نفس الغرض تسمى ( الكفكير ) لكنه مصنوع من المعدن وقاعدته بها ثقوب لنزول المرق من خلالها عند تحريك الطعام ويوجد بالماقد ما يسمى ( الميخف ) وهو عبارة عن قطعة خشبية مدوّرة محضّرة من جذوع النخيل بسمك الجذع وبطول واحد متر بها حفرة بالوسط يوضع بها حب الحنطة لهرسه بواسطة عصا مبرومة بسمك اليد تسمى عصا الميخف وعادة ما تتعاون امرأتين بعصائين يتعاقبن الدق بالميخف بشكل منضّم ويرددن أزاعيج غنائية من أبيات شعبية . ويطحن في الميخف بعض البهارات كالكموّن والصرار وغيره . ( والملقاط ) من أدوات تحريك النار داخل الماقد .

وما أجمل تلك الأيام عندما يهم أصحاب البيت القديم لإصلاح أرضية الماقد بوضع الطين على أرضيّته ورصه قبل نشوفه (بالمطبابه) وهي عبارة عن قطعة من الحجر مدوّرة يتناوب أصحاب البيت في استخدامها بضرب الطين بها ليشتدّ تماسكه وتبل بالماء بين فترة وأخرى لكي لا يعلق الطين بها والماقد من أكثر الأماكن التي تحتاج صيانة أرضيته بالذات لكثرة الحركة فيه وتعرّضه للمياه .

--------------------------------------------------------------------------------

[1] لسان العرب ج 15 ص ص : 362ـ363 .

[2] الطبّاخة : هي عصارة الشيء بعد طبخه أو ما فار من رغوة القدر بعد طبخه . لسان العرب ج 8 ص : 116 .

وهنا نستنتج أن مسمى الطبّاخة في لهجتنا العامية مأخوذ من الطبخ وهي التي تجعل المطبوخ عليها ذو رغوة أو عصارة .

[3] الصّاج : صجّ صجاً بمعنى ضرب حديد على حديد فصوّتا . والصجج والصجيج صوت وقع الحديد على الحديد . المنجد في اللغة والإعلام ص : 416 .

وهنا نستنتج أن الصّاج مأخوذ لفظه في لغتنا العامية من الصج أو الصجيج لكونه مصنوع من الحديد ويحدث صوت عند الطبخ عليه من جرّا ضرب الحديد على الحديد عند استخدام اليد الحديدية المخصصة له والتي يخلع بواسطتها ومن فوق الصّاج الرغيف عند استوائه ويستعاض عن تلك اليد بسكين حديدية لخلع الرغيف عقب استوائه .

[4] لم أستدل على تعريف لغوي لتلك الكلمة

[5] المر كاب : يقال ركّبه تركيباً : وضع بعضه على بعض فتركّب وتراكبْ ، والرّكيب : المركّب في الشيء كالفص ومن يركب مع آخر . القاموس المحيط ص : 85 .

ومن هنا نستنتج أن كلمة المر كاب في لغتنا العامية مشتقة من التركيب وضع الشيء على بعضه كوضع القدر على حامله وهو ما سمي بالمر كاب .

[6] لم أستدل في قواميس اللغة على مسمى عربي لهذه التسمية .

[7] لم أستدل في قواميس اللغة على معنى لهذه التسمية .

[8] الصنايا : هي جمع صينيّة ، ومعنى الصّاني هو اللازم للخدمة والنّاصي . لسان العرب ج 7 ص : 425 .

وأعتقد أن الصينيّة مشتقة من الصّاني وهي أداة من أدواته غالباً تختص بتقديم خدمة الشاي أو القهوة

[9] الطّبق : هو غطاء كل شيء والطّباق سميت بذلك لمطابقة بعضها على بعض أي بعضها فوق بعض أو بعضها مطبّق على بعض . لسان العرب ج 7 ص : 120 .

والطّبق بالعامية هو ما طبق بعضه على بعض لكونه مصنوع من العسيب على شكل دوائر مرصوصة مربوطة بسعف من ورق النخل على هيئة صحن عميق وأعتقد أن تسميته تلك مشتقة من لغتنا العربية لوجود التشابه بالصفة .

[10] المنخل : هو ما ينخل به . القاموس المحيط ص : 956 .



(9)المغسل أو المغيسل:-

في اللغة العربية[1] يعرّف المغاسل والمغتسل بأنها جمع الموضع الذي يغتسل فيه وتصغيره مغيسل والجميع المغاسل أو المغاسيل .

قال الله تعالى : { هذا مغتسل بارد وشراب ‎} صدق الله العظيم .

والغسل بالضم الماء القليل الذي يغتسل به .

وفي لهجتنا العامية المغسل أو المغيسل يعنى مكان الغسيل ويكون موقعه في الغالب قريب من العشه ويصل طوله إلى مترين وعرضه قد يقل عن ذلك وتكْسى أرضيته ( بالصفا ) وهو حجارة عريضة بسمك خمسة سنتمترات تؤخذ من أسفل الأرض الجبلية في الغالب وذلك لحماية أرضيته من مياه الغسيل وبعد ظهور الأسمنت تم الاستغناء عن الصفا بالإسمنت وعادة يكون بابه مغطى بالقماش الغليظ أو يكون له باب من الخشب محكم الفتحات ويوجد داخل المغيسل (الحنفية ) وهي وعاء الماء مصنوعة من الزنك مستديرة الشكل طويلة وبأسفلها صنبور صغير يخرج الماء من خلاله عند فتحه ويوضع أسفل الحنفية طبّاخة في ليالي الشتاء لكي يكون الماء ساخناً في الصباح والبديل لذلك قديماً يستخدم ( السموّر ) وهو شبيه بالحنفية لكنّه مصنوع من النحاس ومجهّز في أسفله مكان للفحم يعلوه ماسورة تمر من وسطه لتمرير الدخان من أعلاه عند إشعال الفحم أسفله ويعتبر تشغيله أكثر كلفة من استخدام الطباخة لما يتطلّبه من كثرة في استخدام الفحم وتجديد أشعا له اثنا الليل.


(10)الخان

وكلمة الخان تعني في اللغة العربية[1] الحانوت أو صاحب الحانوت وهي كلمة فارسية معرّبة كمثل ( خان التجار )
وتأتي أيضاً بمعنى[2] السلطان عند الأتراك وجمعها خانات وهي الحانوت محل نزول المسافرين ويسمى الفندق فارسية .
وفي لهجتنا العاميّة الخان هو ذلك المكان الذي يستخدم للاستحمام أو للاستنجاد بالأخص. وعادة يكون على شكل حوش صغير مسقوف نصفه وأسفل السقف به فتحة للاستنجاد تكون أعلى حفرة تسمى الزرّابة أو أعلى بئر ناضب من الماء . وحوش الخان يستخدم من قبل الأطفال خوفاً من سقوطهم بالزرّابه أو البئر . وعندما يرغب أحد الدخول للخان ينادي عن وجود أحد لعدم وجود أبواب على تلك الأماكن وذلك من باب الأدب .

(11)القصير

القصر من البناء معروف[1] وقال اللحياني هو المنزل . وقيل كل بيت من حجر (قرشيّة ) سمي بذلك لأنه تقصر فيه الحرم أي تحتبس وجمعه قصور قال الله تعالى : { ويجعل لك قصورا } والمقصود الدار الواسعة المحصّنة وقيل هي أصغر من الدّار وتأتي بمعنى مقام الإمام وقصارة الدار ، مقصورة منها لا يدخلها غير صاحب الدار .

وفي لهجتنا العاميّة القصير هو ذلك المكان الواقع غالباً أسفل الدرج وله باب صغير وهو أصغر من الدار يستخدم في تجهيز اللبن حيث يتم مخضه بواسطــة ( الصميل ) وهو عبارة عن جلد من جلود الأغنام يعمل مماثل للقربه يوضع بداخله اللبن الرّائب فينفخ بالفم ويربط وبداخله الهواء ويحرّك للأمام والخلف بعد تعليقه بحبل في سقف القصير وحتى يتكوّن اللبن وينشأ منه الزبد والذي يوكل عادة مع التمر أو يجمع ويصنع منه السمن الطبيعي أو ما يسمى بالعامية السمن البرّي بعد قشدة بالطحين وقلما تجد من تبدع في صنع القشدة في تلك الأيام لأنها تحتاج لمهارة وما أجمل تلك الأيام عندما نتهافت أمام باب القصير حيث نصفّ على هيئة طابور لنأخذ من أمهاتنا نصيبنا من اللبن بواسطة طياس صغيرة بعد تناول وجبة الغداء حيث يوزّع من قبل من قامت بإعداد اللبن في ذلك اليوم لكون العمل في البيت القديم يقوم على مبدأ التعاون بين النساء فيه سواءً الأمهات أو زوجات الأبناء فتارة تقوم واحدة بالطبخ وأخرى تعدْ اللبن والثالثة تعدْ الشاي والقهوة ثم تستبدل الأعمال بينهن إماّ بالشهر أو الأسبوع تعاون يسوده روح المحبة والإخاء بينهن بعيدات عن الغيرة والحسد وتجد المرأة في البيت القديم من جرّا هذا التعاون تجيد كل فنون الطبخ القديم اللذيذ في طعمه وإعداده .


إضافة على الموضوع


تزخـر منطقة حائل بالعديد من المواقع الأثرية والنقوش والكتابات القديمة كشاهد على ثراء المنطقة بالتراث والحضارات منذ زمن بعيد إذ يعود تاريخ بعض النقوش والرسوم في أكثر من موقع بالمنطقة إلى عصر ما قبل الميلاد بالآف السنين .. وهي بحق تعتبر واحة من أغنى مناطق شبه الجزيرة العربية وأثراها خاصة بالرسوم الصخرية والنقوش بالذات المصنف منها بالثمودي حيث وصل عدد النصوص في أحدى المواقع الأثرية بمنطقة حائل حسب إحصائية أعدت من قبل الفريق الأثاري التابع لوكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف السعودية إلى حوالي 5431 نقشا ثموديا .. ورغم أن البحث عن المناطق الأثرية بالمنطقة سواء الظاهر منها للعيان أو المطمورة تحت أنقاض الأطلال أو المدفونة تحت الأرض لم يكن كافيا ويحتاج إلى وقت وجهد كبيرين فقد تجاوز عدد المواقع الأثرية المكتشفة بالمنطقة والمسجلة رسميا حتى الآن أكثر من 65 موقعا .. وقد تم بالفعل سياج بعضها وحراستها من قبل وكالة وزارة المعارف السعودية للآثار والمتاحف حرصا منها على بقاء هذه النقوش والمعالم الأثرية بعيدا عن متناول العابثين وكشواهد حيّة على تاريخ المنطقة الحضاري .
والحقيقة أن الآثار بمنطقة حائل جديرة بالعناية والاهتمام فقد أدهشت الكثيرين من زوار المنطقة وعشاق الآثار بالمملكة كما حظيت بقسط كبير مما كتبه بعض الرحالة والمستشرقين الذين زاروا المنطقة خلال القرنين الماضيين ..

وقد تناول دراسة النقوش الأثرية بحائل العديد من العلماء أمثال العالم الألماني مولر سنة 1893م بنشر دراسته التي تضمنت عددا من هذه النصوص تلاه العالمان الألماني ليتمان سنة 1904م والفرنسي هاليفي ثم جاء بعد هما العالم فاندن براندن بدراسته عام 1905م .. كما تطرقت إلى بعض النقوش بمنطقة حائل الليدي آن بلنت في كتابها رحلة إلى بلاد نجد التي كتبته إثناء زيارتها للمنطقة عام 1879م .. ثم توالت الدراسات عن النقوش الأثرية بمنطقة حائل ففي عام 1974م قام البلجيكي جام بنشر النصوص الثمودية واللحيانية والمعينية التي استنسخها الألماني أوتينج وبرفقة الفرنسي هوبر إثناء رحلتهما لمنطقة حائل ما بين 11 /10 /1883 م وحتى 25 /3 /1884م .. كما قام الباحثان الكندي وينت والأمريكي ريد بزيارة منطقة حائل عام 1970م تمكنا خلالها من تصوير 205 نقوش أغلبها ثمودية يعود تاريخ بعضها إلى القرن الثامن والسابع قبل الميلاد .
أما بالنسبة للراغبين بزيارة المواقع الأثرية بحائل حاليا فتمنح لهم تصاريح خاصة من الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة حيث أنها الجهة المسئولة عنها وهي تمثل وكالة وزارة المعارف للآثار والمتاحف .
وتنقسم الآثار بحائل إلى ثلاثة أنواع أحدها على هيئة نقوش ورموز ورسوم وكتابات على واجهات الجبال وقطع الصخور ويعود تاريخ أغلب هذا النوع إلى ما قبل الإسلام بزمن بعيد .. وثانيها على شكل أطلال ومعالم لمباني قديمة .. إما ثالثها فهي على هيئة مدافن ومقابر وأماكن قديمة وهي تحتاج إلى عمليات تنقيب وبحث مضنية ومدروسة لاكتشاف ألغازها ومضامينها .




مدينة موقق ..
مساهمة من الأخ الكريم الطوياوي .. الرياض في 1/11/1423هـ :

تقع مدينة موقـق ( إحدى المدن الرئيسة بمنطقة حائل ) في الجهة الغربية من منطقة حائل على طريق ( حائل ـ العلا ـ تبوك ) وعلى بعد 75 كيلومتر من مدينة حائل ما بين خطي عرض 27 درجة و25 دقيقة وطول 41 درجة و8 دقيقة وعلى ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر .. ويفصلها عن مدينة حائل جبل أجا الشهير بعرض 30 كم .. حيث تقع مدينة حائل على سفح الجبل من جهة الشرق ومدينة موقق على السفح الأخر لأجا من جهة الغرب .. كما يحدها شمالا كثبان صحراء النفود الكبرى .. وموقق مدينة تاريخية غنية بالأحداث فقد زارها الكثيرون من الرحالة والمستشرقين ممن زاروا حائل قبل عشرات السنين .. كما كانت مورد ماء قديم وقد جاء ذكرها في اشعار الصحابي الجليل زيد الخيل الذي سماه خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم بـ ( زيد الخير ) عندما أشهر إسلامه .. حيث قال زيد الخير :
ونحن وردنا جو موقق بعدكم بني شمــجي خطــية وحـوافر
وكل كمـيت كلقـناة طـمرة وكل طمر يحسب الغوط حاجزا
يتوفر بمدينة موقق خدمات عامة وخاصة لا حصر لها .. من أبرزها الخدمات التعليمية والبنكية والاتصالات وخدمات المستشفيات إلى جانب معالم سياحية جذابة .. وهي مدينة حالمة تشتهر بالبساتين والمناظر الطبيعية الخلابة .. كما أن جوها عليلا صيفا شديد البرودة شتاءا.
ولأهمية مدينة موقق سواء من حيث التاريخ أو الموقع أو الجو أو ما تحويه هذه المدينة من أرض خصبه وموارد اقتصادية عدة وغيرها من مواصفات مدن المستقبل القابلة للتوسع والانتشار فهناك أيضا اهتمام كبير ومميز من قبل الدولة السعودية تجاه هذه المدينة .
فمن أبرز المشاريع التنموية التي تم اعتمادها مؤخرا بمدينة موقق وتشهدها حاليا :

أولا : مستشفى موقق العام بسعة 50 سريرا بديلا عن مبنى المستشفى المستأجر حاليا .. والتكلفة الإجمالية للمشروع 22 مليون ريال .. الشركة المنفذة شركة رجب وطيب بالرياض .
ثانيا : سد وادي الرضفين بموقـق .. تم تسليم الموقع بعد انتهاء العمل به من قبل شركة المسهر .. التكلفة الإجمالية للمشروع 5 مليون ريال .
ثالثا : سد وادي الرتيق بموقق .. تم البدء بالمشروع من قبل مؤسسة الرخيص بحائل ..التكلفة الإجمالية للمشروع 2 مليون ريال .
رابعا : خزان مياه بسعة 200 متر مكعب وارتفاع 24 متر .. والانتهاء من شبكة مياه موقق للأحياء الجديدة بطول 18 كم .
خامسا : تكملة شبكة الهاتف لجميع الأحياء والمخططات الجديدة بالمدينة .. وكذلك تكملة الإنارة وتعبيد جميع الأحياء والمخططات السكنية بموقق .
خامسا :البدء في تنفيذ الدائري الشرقي والدائري الغربي بموقق .




مدينة فيد ..
مساهمة من الأخ الكريم عبدالله الشمري .. حائل في 3/11/1423هـ :

تقع مدينة فيد بمنطقة حائل ( شرق جبل سلمى ) وتبعد عن مدينة حائل 110 كم , وهي تعتبر واحدة من أشهر المدن التاريخية والأثرية ليس بمنطقة حائل فحسب ولكن حتى على مستوى المملكة , فلمدينة فيد تاريخ عريق عبق غني بالأحداث يمتد إلى ما قبل الإسلام بمئات السنين , والحقيقة أن مدينة فيد تعتبر برأي الكثيرين واحة غنية بالآثار والتحف القديمة نذكر منها على سبيل المثال قصر خراش وهو مبنى ضخم من الحجر الأسـود ( البازلت ) ويتكون من دورين , ومقابر قبل الإسلام وكهوف وأنفاق عظيمة تحت الأرض طول أحدها يتجاوز كيلو متر , وعين زبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد رحمهما الله , أيضا هناك بقايا برك متصلة بقنوات , وبقايا رحى كبير وأعمدة وأطلال مدينة مغمورة تحت الأرض بحاجة ماسة للتنقيب عن بقية أجزاءها , وغيرها الكثير , وقد ساعد على حفظ الآثار بفيد تحضر أهلها منذ نشأتها وتعاونهم فيما بينهم لتطويرها وإظهارها بصورة تليق بالمدينة المواكبة مع كل الأزمان , فرغم أن مدينة فيد ينقصها في الوقت الحاضر بعض الخدمات المدنية العامة التي تليق بحجمها ومكانتها التاريخية إلا أن حرص أهلها وجهودهم النبيلة قد جعلت من فيد مدينة نموذجية يقصدها ويتغنى بها الكثيرون من الكتاب والشعراء , ومن أبرز جهود أهلها فقد أنشئوا لجنة من أبنائها لتحسين وتطوير مدينتهم , فمن حيث النظافة جمعوا التبرعات من أهلها لشراء سيارة خاصة لجمع النفايات وتشجير شوارع المدينة , كما قاموا بجمع التبرعات لأنشأ طريق فيد ـ تخاييل على حسابهم الخاص وغيرها .
ويتوفر بمدينة فيد مدارس للجنسين حتى المرحلة الثانوية العامة , ومركزا للرعاية الصحية الأولية يفتقر لعدة كوادر طبية , وناد رياضي يحمل أسمها أحتل خلال السنوات الماضية المراكز الأولى على مستوى المنطقة في عدة ألعاب كالطاولة والطائرة والقوى وغيرها , كما يوجد بها خدمات عامة لا تليق بسمعة ومكانة فيد سواء من حيث الكثافة السكانية أو تاريخها المجيد .
يتطلع أهالي فيد وزوارها أن يولي مجلس المنطقة اهتماما أكبر لهذه التحفة الغالية من وطننا الكبير كما يليق بمكانتها وحجمها أسوة بغيرها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــ

تؤكد الآثار المنتثرة على واجهات عدة جبال بمنطقة حائل وبمواقع مختلفة من أرجائها على أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ أزل .. إذ تشير أغلبها إلى عصور تمتد إلى أكثر من سبعة الآف سنة قبل الميلاد , تصفح ( الآثار بحائل ) , وفي العصر الجاهلي قبل الإسلام توطنت في ربوع حائل واستقرت بين جبالها بعض القبائل العدنانية كقبيلة أسد وتميم وغطفان ثم جاءت بعدها على أثر انكسار سد مأرب باليمن جنوبا القحطانية الطائية التي تنتمي لها قبيلة شمر أكبر القبائل تمثيلا بالمنطقة حاليا من حيث عدد السكان , وتاريخ منطقة حائل غني وحافل بالأحداث فقد ولد وعاش بها رجالا حفروا أسمائهم بقوة في ذاكرة التاريخ أمثال حاتم الطائي الذي لا يزال ضريحه معلما بقرية توارن على بعد 55 كم شمال غرب مدينة حائل , كما عاش بها أبنه عديّ وامرؤالقيس وعنتر بن شداد وزيد الخير وقبلهم الزير سـالم ورجال تاريخ لا يحصون , فقبر عنتر ومقامه موجودين ببلدة النعي عند سفح جبل سلمى , ومواطن الزير سالم بشرق حائل في رياض سميراء لا تزال تتغنى بقصصه .. لكن كما هي الحال بالنسبة لسائر مناطق شبه الجزيرة العربية فقد مرت منطقة حائل بعد سـقوط الدولة العباسية على يد التتار عـام 656هـ ( 1258م) بحقبة زمنية مظلمة امتدت قرابة 544 سنة وغلب عليها طابع الغزوات والصراعات بين القبائل والعشائر المتنافسة خاصة على مناطق الرعي , فندرة المعلومات والمخطوطات عن تلك الحقبة لم تسعف المؤرخين والباحثين في معرفة الوضع السياسي والاجتماعي الذي كان سائدا بمنطقة حائل آنذاك , والرؤية لم تتضـح إلا منذ مطلع القرن الثالث عشر الهجري عندما نشأت إمارة آل علي ومن ثم جاءت بعدها إمارة آل رشيد وبدأ الرحالة والمستشرقون يجيبون أرض شبه الجزيرة العربية

منقوووول وكل الشكر للاخت هبوب الشمال على مجهودها الرائع

تم النقل مع الحذف والتعديل
:D
اخوكم نزف المشاعر


The End 05-23-2004 02:19 AM

يا هلا والله ومسهلا
 
ارحبو والله اخوي نزف المشاعر
ومشكور على ها المعلومااااات
وعلى ها الابياااااااااااااااات الشعرية
وعلى نسب القبيلة
ومشكور اخوي وربي لا يحرمنى من مجهودك على النقول
وعلى ها التعب فية لأنجاح الموقع
اخوكم
النهايه

نزف المشاعر 05-23-2004 02:36 AM

هلا وغلا اخوي النهايه مشكور على المرور المعطر

مهما فعلت يالغالي شي بسيط في خدمة بعد حيي

تقبل فائق الاحترام والتقدير

اخوك
نزف المشاعر

الـ ساري 05-23-2004 06:57 PM

رووعه من رائــــــــــــع ياراااااااااائع
 
الف الف الف الف الف الف الف شكـــــــــــــــــــــتر نزززف يالغالي على المعلومات اللي مانعرف الكثير منهاااا


ربي يسلمك نزززززززززف ماقصرت وربي أغـــليـــك يا دار بـــك الخــال والعـــــــم
وقــلبـــي وتــفــكــيري ودمــي وروحــي
أغـــلي تـــرابه وأغلي الضـلع الأدهــــم
وجــو يـــخـلـــي كــل صــدر شـــروحـي
أحبـــهــا باللـيـــل والـيـــل مـالتــــــــم
واحــبــهــــا وقــت المــسـا والصبوحــي
أحبهــــا حـــب عـليه اللحــــم صـــــــم
حــتى يــحــطــــون الجــسـد بالضروحي
انـــا بـــحـبه ناشـف الـــرأس مغــــــــم
وغـلاه غــطـــى فــوق عــالــي طموحي






يسلموووووووو اناملك يانزززززززف


اخوك ال ساري

نزف المشاعر 05-23-2004 07:18 PM

هلا وغلا
 
هلا وغلا اخوي ال ساري منور المنتدى والله لا يهينك على المرور

كل ما سويت لعيونك قليــل **** ياعسـاني منحرم منك ابــد

مهما سويت بحق حائل قليل والله يقدرنا على خدمة اهلها وخدمتها

تحياتي واشواقي

اخوك

نزف المشاعر

الشرقاوووي 05-26-2004 12:01 AM

هاي
 
ماقصرت اخوووي نزف
وربي اهل حائل على العين والراس اخوي ..........




ومعروفه فعايلهم .........................



احوكم
الشرقاووووي

نزف المشاعر 05-26-2004 12:59 AM

هلا وغلا
 
هلا وغلا فيك الشرقاوي منور المنتدى ومشكور على المرور المعطر تسلم والله لايهينك

تقبل فائق الاحترام والتقدير

اخوك
نزف المشاعر

الـ ساري 06-25-2004 10:44 PM

يسلموووووووووووووووووووو نزززززززززززف الغالي كلك ذوووووووووووووق




معلومات كلها مفيده

الف شكرررررررررررررر




اخوطك ال ساري


الساعة الآن 11:12 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010

mamnoa 5.0 by Abdulrahman Al-Rowaily