منتديات بعد حيي

منتديات بعد حيي (https://www.b3b7.com/vb/index.php)
-   منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ (https://www.b3b7.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   تصيد زلات العلماء (https://www.b3b7.com/vb/showthread.php?t=97691)

دلع الجنوب 10-15-2011 10:29 PM

تصيد زلات العلماء
 
بسم الله الرحمن الرحيم


لا ريب أن احترام العلماء وتقديرهم من الأمور الواجبة شرعاً وإن خالفناهم الرأي فالعلماء ورثة الأنبياء ، والأنبياء قد ورثوا العلم وأهل العلم لهم حرمة . وقد وردت نصوص كثيرة في تقدير العلماء واحترامهم ، قال الإمام النووي :


[ باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم على غيرهم ورفع مجالسهم وإظهار مرتبتهم ]. ثم ذكر قول الله تعالى قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) سورة الزمر الآية 9 ، ثم ساق الإمام النووي طائفة من الأحاديث في إكرام العلماء والكبار وأحيل القارئ إلى كتاب رياض الصالحين للإمام النووي ص 187-192 .

وأين هم من قول سعيد بن المسيب رضي الله عنه : " ليس من شريف , ولا عالم , ولا ذي فضل , إلا وفيه عيب , ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه ، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله " ؟

بل أين هم من قول الإمام الذهبي - عليه رحمة الله تعالى - : " إن الكبير من أئمة العلم ، إذا كثر صوابه وعلم تحريه للحق ، واتسع علمه , وظهر ذكاؤه ، وعرف صلاحه وورعه واتباعه ، يغفر له زلَلُه ، ولا نضلله ونطرحه ، وننسى محاسنه ، نعم ، ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ، ونرجو له التوبة من ذلك " ؟


إن باب التشهير بالدعاة لو فتح لم يسلم منه أحد ، وإن تتبع أخطاء الدعاة لذكرها والتشهير بها ليس من باب النصيحة ولا هو من الإسلام , وهو مخالف لمنهج السلف الصالح .



قال ابن عساكر رحمه الله: " اعلم وفقني الله وإياك لمرضاته ، وجعلني وإياك ممن يتقيه حق تقاته :إن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك من ناوأهم معلومة ، وقلّ من اشتغل في العلماء بالثلب إلا عوقب قبل موته بموت القلب]

فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [ " وذكر الثعالبي في آداب الملوك عن علي رضي الله عنه أنه قال : من استخف بالعلماء ذهبت آخرته .

وخلاصة القول أن الكلام في هذه الأمور وصرف الأوقات فيها مضيعة للوقت والحسنات ، وفي الغالب تجد أن هذه الفئة من الناس أقل الناس عملاً وإنتاجاً . وفرق بين اجتناب الإنسان خطأ من أخطأ وحذره من الوقوع فيما وقع فيه غيره، وبين تصيد الأخطاء والانشغال بذم الناس.


كان معاذ بن جبل رضي الله عنه لا يجلس مجلسا للذكر إلا قال: " الله حكم قسط هلك المرتابون، وكان مما قاله يوما: " . . وأحذركم زيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق. قال: قلت لمعاذ: ما يدريني – رحمك الله – أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأن المنافق قد يقول كلمة الحق؟ قال: بلى! اجتنب من كلام الحكيم المشتبهات التي يقال: ما هذه؟ ! ولا يثنيك ذلك عنه؛ فإنه لعله أن يراجع، وتلق الحق إذا سمعته، فإن على الحق نورا .

إن في كلام معاذ رضي الله عنه فوائد وقواعد في التعامل مع زلة العالم منها:
الحذر من زيغة الحكيم وزلته فإنها فتنة، وإن الشيطان حريص على إضلال الناس وتفريقهم بإزلال العالم الحكيم، وإجراء كلمة الباطل على لسانه لترويجها بين المسلمين . يقول ابن تيمية مبينا كيف تكون الفتنة والمحنة للناس بزلة العالم فيقول: " ولكن وقوع مثل هذا التأويل من الأئمة المتبوعين أهل العلم والإيمان صار من أسباب المحن والفتنة، فإن الذين يعظمونهم قد يقتدون بهم في ذلك، وقد لا يقفون عند الحد الذي انتهى إليه أولئك، بل يتعدون ويزيدون زيادات لم تصدر من أولئك الأئمة السادة، والذين يعلمون تحريم جنس ذلك الفعل، قد يعتدون على المتأولين بنوع من الذم فيما هو مغفور لهم، ويتبعهم آخرون فيزيدون في الذم ما يستحلون به من أعراض إخوانهم وغير أعراضهم ما حرمه الله ورسوله، فهذا واقع كثير في موارد النزاع الذي وقع فيه خطأ من بعض الكبار

" .إن الغرض من التحذير من زيغة العالم وزلته هو عدم اتباعه في هذه الزلة أو الاحتجاج بها، إذ الحجة في قول الله وقول رسوله وإليهما ترد موارد النزاع .
إن الحق يجب أن يقبل ممن قاله أيا كان، وأن الباطل يجب أن يرد على من قاله أيا كان .أما كيف نعرف أن هذا القول من العالم خطأ وزلة؟ فبين معاذ رضي الله عنه ذلك بقوله: " اجتنب من كلام الحكيم المشتبهات التي يقال: ما هذه؟ " ، وفي رواية أخرى: " هي كلمة تروعكم وتنكرونها وتقولون ما هذه " ؟ .فزلته ضابطها: أنه يخالف بها جمهور الأمة، والعلماء المجتهدون هم الذين يعرفون ما وافق الحق وما خالفه ، وينكرون على العالم زلته، يقول ابن تيمية: " وهنا أصل يجب
اعتماده: وذلك أن الله سبحانه عصم هذه الأمة أن تجتمع على ضلالة، ولم يعصم آحادها من الخطأ، لا صديقا ولا غير صديق، لكن إذا وقع بعضها في خطأ فلابد أن يقيم الله فيها من يكون على الصواب في ذلك الخطأ. وإذا كان فيها من يأمر بمنكر متأولا، فلابد أن يكون فيها من يأمر بذلك المعروف
" .ويقول الشاطبي رحمه الله: " فإن قيل فهل لغير المجتهدين من المتفقهين في ذلك ضابط يعتمده أم لا؟ فالجواب أن له ضابطا تقريبيا، وهو أن ما كان معدودا في الأقوال غلطا وزللا قليل جدا في الشريعة، وغالب الأمر أن أصحابها منفردون بها، قلما يساعدهم عليها مجتهد آخر، فإذا انفرد صاحب قول عن عامة الأمة، فليكن اعتقادك أن الحق مع السواد الأعظم من المجتهدين، لا من المقلدين " .إن زلة العالم لا توجب هجرانه أو الحط من قدره، لذلك قال معاذ: " ولا يثنيك ذلك عنه فإنه لعله أن يراجع " ، فهذا هو المنهج في التعامل مع العلماء الأجلاء، وهذه هي وسطية الإسلام واعتدال السلف الصالح،

يقول ابن القيم: " معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم
وحقوقهم ومراتبهم، وأن فضلهم وعلمهم لا يوجب قبول كل ما قالوه، وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول فقالوا بمبلغ علمهم، والحق في خلافها لا توجب إطراح أقوالهم جملة وتنقصهم والوقيعة فيهم، فهذان طرفان جائران عن القصد، وقصد السبيل بينهما ... فلا نؤثمهم ولا نعصمهم، ولا نقبل كل أقوالهم ولا نهدرها ... ولا منافاة بين هذين الأمرين لمن شرح صدره للإسلام ، وإنما يتنافيان عند أحد رجلين: جاهل بمقدار الأئمة وفضلهم، أو جاهل بحقيقة الشريعة التي بعث الله بها رسوله، ومن له علم بالشرع والواقع يعلم أن الرجل الجليل قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل مأجور لاجتهاده "
.إنه من الواجب على كل مسلم عدم حكاية الأقوال الضعيفة، أو العمل على نشرها بين المسلمين، فربما سمعها أحد من العامة فاتبعها لجهله، أو عمل بها موافقة لهواه،يقول ابن القيم: " فإذا كنا قد حذرنا زلة العالم، وأمرنا مع ذلك أن لا نرجع عنه، فالواجب على من شرح الله صدره للإسلام إذا بلغته مقالة ضعيفة عن بعض الأئمة أن لا يحكيها لمن يتقلدها، بل يسكت عن ذكرها إن تيقن صحتها، وإلا توقف في قبولها؛ فكثيرا ما يحكى عن الأئمة ما لا حقيقة له، وكثير من المسائل يخرجها بعض الأتباع على قاعدة متبوعة، مع أن ذلك الإمام لو رأى أنها تفضي إلى ذلك لما التزمها .إن إثارة هذه الأقوال الضعيفة للعلماء، والتشويش بها على عامة المسلمين ، والطعن بها على علمائهم ومذاهبهم من حيل أعداء الدين لتفريق المسلمين ، وتشكيكهم في الحق الذي معهم،
يقول ابن تيمية: " ومثل هذه المسألة الضعيفة ليس لأحد أن يحكيها عن إمام من أئمة المسلمين ، لا على وجه القدح فيه ، ولا على وجه المتابعة له فيها، فإن ذلك ضربا من الطعن في الأئمة واتباع الأقوال الضعيفة، وبمثل ذلك صار وزير التتر يلقي الفتنة بين مذاهب أهل السنة حتى يدعوهم إلى الخروج عن السنة والجماعة، ويوقعهم في مذاهب الرافضة وأهل الإلحاد. والله أعلم "





الواصــل 10-15-2011 10:49 PM

الله يجزاك الجنه يارب
كلمات تستحق الوقوف عندها
وموضوع يستحق الاشاده
ودي

دلع الجنوب 10-15-2011 10:56 PM

أسعدني مرورك ياهلا

امير السعوديه 10-15-2011 10:59 PM

منوره دلع الجنوب



اشكرك وجزاك الله الجنه

مخاوية الليل 10-15-2011 11:05 PM

يعطيــــكـ العـــأإأإفيــــــة عالطـــرح,,

,,,تحيـــأإأإتــــي لـــكـ’’

دلع الجنوب 10-15-2011 11:19 PM

النجم الشمالي نورك يالغلاآ وياهلا

مخاوية دلوخ اسعدني مروك الغالي ياهلا

فايز شمر 10-15-2011 11:54 PM

الله يجزاك خير ويعطيك العافيه دلع

رواء الروح 10-16-2011 12:28 AM


مشكوره دلع ع الطرح الطيب

وبارك الله فيكِ

*همس طلآل* 10-16-2011 12:28 AM

يجزاك ربي الخير على الطرح القيم
كل الشكر لك ..

حبي طلال 10-16-2011 02:35 AM

جزاج الله خير

ويعطيج العافيه

~.:ـŤ4κάŕ.:~ 10-16-2011 03:03 AM

يعافيك ربي ي الغلا ..
وجزاك الله خير ..
..

دلع الجنوب 10-16-2011 04:32 AM

أسعدني مروركم الغالي ياهلا

Anfas 10-16-2011 05:37 AM

لافض فوك يادلع وبارك الله فيك وبنقلك ونفع به
وحياك الله بعد غياب انرت القسم والمنتدى باكمله
وللاستزادة اليك الرابط التالي
http://www.b3b7.com/vb/showthread.ph...DA%D3%C7%DF%D1

Lemo0on2h 10-16-2011 08:46 AM

جزااااك الله خير

ويعطيك العافيييييييه

لمسة وفآء 10-16-2011 09:25 AM

الله يجزاك ويجزاء وآلديك الجنه على هالطرح القيم .


الساعة الآن 08:00 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010

mamnoa 5.0 by Abdulrahman Al-Rowaily