السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المتأمل للأحداث في الساحة العربية يعرف أن دوام الحال من المحال
وان سياسيات القهر والاستبداد والظلم لا يمكن أن تدوم
وان الشعوب إذا تحركت لا يقف أمامها احد يقول شاعر
من يوقف البحر إن هاجت عواصفه
من يحجب الشمس عن أفاق دنيانا
ويقول شاعر تونس إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
في الماضي تحركت الجماهير في إيران فأسقطت الشاه الذي كان يسمي نفسه شاه شاه (أي ملك الملوك)
وكان يمتلك اكبر قوى في الشرق الأوسط ويعيش في ترف عظيم وغنا فاحش
ولكن لسان حاله في الأخير يقول بعدما أغلقت الدنيا في وجهه (ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانية)


ويموت في مصر وهو طريد شريد
وفي السودان هبت الجماهير على جعفر نميري وعصفت به الرياح
وقصفته العواصف فهرب إلى مصر نفذا بجلده تاركا ورآه كل ما بناه وشيده وجمعه وكنزه
والآن في تونس تحصل المفاجأ التي لم يتوقعها احد ولم تخطر على بال
تتحرك الجماهير كأمواج البحار لا يقف إمامها شي
وكالأعاصير والرياح تقتلع أشجار العائلة الظالمة وفروعها المنتشرة مثل الاختبوط
في طول البلاد وعرضها وترمي بهم خارج البلاد فسبحان الله القائل
(كم تركوا من جنات وعيون)
وفي الجزائر نزل عليهم مطر التغير فتحركت الأرض واهتزت وربت وانبت من كل زوج بهيج
فخرج الجميع يهتفون بسقوط الطواغيت غير آبهين بمنع المسيرات ولا بالقوات الأمنية
شاعرين أنهم أقوى من الجيش والأمن والأسلحة والرصاص وتنفس الناس هواء الحرية
وفي مصر الكنانة مصر الأزهر مصر الحضارة
التي تحكم بقوانين الطواري لأكثر من ثلاثين سنة
لا صوت فيها لعدل ولا احترام لقانون خرجت الجماهير تهتف ياحسني يا مبارك الطيارة بانتظارك
ويا جمال قول لابوك الشعب ما بيحبوك
خرجت الجماهير كالأسود الضارية بعد هبوب رياح التغير على مصر
حملة حبوب اللقاح من تونس الخضراء فهبت الجماهير على رجال الأمن فلاذوا بالفرار
والجماهير وراءهم يرشقونهم بالحجارة ويطاردونهم بالشوارع
منضر عجيب قلما ترى مثله ولا تزال الشوارع مثل فوهة البركان
تقذف بحممها على كل من يقترب منها رافعة صوتها بالتغير ولا تقبل
بأقل من اقالة الرئيس فهو كبيرهم الذي علمهم السحر
وفي اليمن يمن الحكمة يمن الفقه تحركت الجماهير تدع للتغير
ويهتفون لا لتأبيد لا لتوريث لا لتعديلات الدستورية
خرجت المسيرات السلمية استجابة لنداء الشرفاء الذين دعوا لخروج الجماهير سلميا
وفي الطرف الآخر خرج أعضاء المؤتمر خرج المقطرون الذين هم ملكيون أكثر من الملك
في ظاهرة غريبة تمتاز بها اليمن ولا غرابة فقد
استولى الحزب الحاكم على مقدرات الشعب وثرواته
وحول الدولة إلى مؤسسة خاصة لأعضاء حزبه يسرحون فيها ويمرحون
دون حسيب أو رقيب فكل من لا يحمل بطاقة المؤتمر
فهو ضد الدولة ومتآمر وعميل فالسياسة عند المؤتمر يا معنا أوضدنا فكل مسؤل من خارج المؤتمر
يخير بالبطاقة أو يعزل ويحل محله مؤتمري ولو كان لا يفهم شيئا
سياسيات الديمقراطية في العالم إذا فاز حزب معارض على حزب حاكم
لا يحق له أن يغير إلا من نائب وزير فما فوق ومادون ذلك تضل الأمور على ماهية عليه
هذا في الغرب
اما في اليمن فقد غيروا حتى الفراشين
سياسة فاشلة تجرع الشعب منها الجرع والمرض والفقر والبطالة
فالوزارات تحولت إلى عصابات للظلم والرشوة والمحسوبية والحزبية الضيقة والمصالح الشخصية
كل هذا جعل المواطن الشريف يبحث عن مخرج من نفق الاستبداد والاحتكار للسلطة الى الحرية
والتداول السلامي للسلطة التي كفلها الدستور والقانون
ايها الاخوة والاخوات ان رياح التغير قادمة على كل الطواغيت والمستبدين وسوف تقتلعهم وترمي بهم خارج البلدان
لتريح منهم العباد والبلاد ان شاء الله