عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2012, 07:53 PM   #11

إدارية



الصورة الرمزية ذوق الحنان
ذوق الحنان متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19786
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 06-04-2024 (12:58 PM)
 المشاركات : 38,298 [ + ]
 التقييم :  123120
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon

اوسمتي
مميز المرئيات والصوتيات وسام شكر وتقدير العطاء مميز الماسنجر العطاء مميز ضفاف حره 
مجموع الاوسمة: 12



لقطة من لقاء المصري محمد رشوان مع الياباني ياماشتا

إنها بالفعل إضاءة قوية بالنسبة لصالة ألعاب في مدينة جامعية ، ربما عدة آلاف وات تحاول أن تدخل حدقة العين ، تعمي البصر تماماً ، مثبتة في سقف الصالة يمكنك رؤيتها في حالة واحدة ، عندما تكون في الأسفل ، تحاول أن تبقى على قيد الحياة أمام بطل العالم ثلاث مرات ، أقل قليلاً من مترين ، 96 كيلو فوق الجسد ، 96 كليو من الأحلام المؤجلة بالميدالية الذهبية ، النظر إلى اليمين قليلاً بحثاً عن دعم ما ، فقط ومضات مصورين لا نهاية لها قادمة من أماكن غير معروفة ، والأعلام اليابانية في الجوانب الأربعة ، محاولة إفلات أخيرة ، ظهر يشكل قوساً تحت جسد المنافس ، لثانية تبدو محاولة ذلك الشاب أقرب للنجاح في الهروب كفريسة من تحت سيطرة منافسه ، ولكنها ثانية واحدة ، الأسطورة يحكم السيطرة ، حركة "يوكو شيهو جاتامي" لعقرب يمثل حروف JPN على اللوحة الإلكترونية ، 10 ثوان إضافية والحكم يرفع يده ، إيبون كامل ، لقد انتهى الألم.

العقرب ينهض عن جسد المصري وهو يعرج بقدم واحدة ، أعلام بيضاء تتوسطها دائرة حمراء تكسو قاعة عش النسر بكاليفورنيا ، الإسكندراني مازال محتلاً وسط البساط ، أنفاس متلاحقة ، رداء مفتوح بالكامل لا يخفي جسداً مرهقاً ، من عناء دقيقة وخمس ثوان فقط من ذلك النهائي وخلفها 12 سنة من الأحلام ، ربما يسأل بداخله ما إذا كان قد اتخذ القرار الخاطيء ، نفخة طويلة من الفم في الهواء ونظرة مثبتة على السقف.

في وقت لاحق من مساء نفس اليوم 11 أغسطس ، كانت قطرات الماء وآثار مساحيق التدليك تجد مكانها على أرض الغرفة الخلفية الخاصة بالإحماء ، كلها تقود منضدة ياسهوريو ياماشتا ، شاب مصري في الثامنة والعشرين من عمره يتابع الموقف من وراء نظارته الطبية ، ياماشتا ذلك الاسم الذي كان يتداوله الجميع في أول بطولة عالم عسكرية يشارك فيها رشوان عام 1980 ، بطل العالم عام 1997 وزن فوق 95 كيلو ، والذي تحطمت ركبته في العام التالي أمام سوميو إندو في بطولة عموم اليابان التاريخية ، إندو يحاول الهجوم بحركة كاني باسامي حاول من خلالها إخلال توازن طفل اليابان المدلل ، النتيجة هي خروج ياماشتا بقدم واحدة سليمة ، كان الصوت قادماً من الساق ، أنهى الحكم المواجهة بالتعادل ، حتى أوندو فضل في إلحاق الهزيمة بذلك العقرب الذي لم يخسر مباراة واحدة على مدار ثلاثة أعوام كاملة.

عندما كان رشوان يتدرب في إحدى الصالات بالأزاريطة مطلع السبعينات ، ياماشتا يتابعه من بعيد معلمه نوبويوكي ساتو ، بطل العالم عام 1967 ، في قاعة أشرعتها مفتوحة برفقة عشرات المواهب داخل معبد حديث لرياضة هي أقرب للعقيدة ، بالنسبة لرشوان كان الأمر يتعلق بلاعب كرة سلة سابق أصبح عاشقاً ولهان لتلك الرياضة التي بدأت في غزو القلوب منذ ذلك العقد ، واحد من ضمن ملايين حول العالم.

بعد 12 عاماً أصبح على بعد 10 أمتار من بطل العالم ثلاث مرات ، الذي لم يهزم خلال 196 مباراة طيلة سبع سنوات كاملة ، عقرب مازال يشعر بأنه لم يحقق أي شيء ، بلا ميدالية أوليمبية حتى برونزية ، أسطورة بلا مجد حقيقي ، انسحاب ياباني من ألعاب موسكو 1980 جعل من رحلته لصالة عش النسر ، وحرمان مماثل من الجمع بين وزنين في لوس انجليس ، ليختار في النهاية الرهان على الوزن المفتوح وترك وزن فوق 95 ، فرصته الأخيرة لأن يجد مكانه في متحف وطنه الذي استغرق قرناً كاملاً في معمله الخاص لتقديم رياضة ، هي ربما واحدة من أبسط الرياضات النزالية على مستوى المباديء ، وأكثر الرياضات إشعاراً بالوحدة والقهر ، رياضة لا تطالبك فقط بالفوز ولكن تطالبك بنسيانه أيضاً إذا لم يتحقق عن جدارة.

الشاب السكندري يضمن الصعود للنهائي بعد عناء يوم طويل ، انتهى بثلاثة انتصارات متوالية بإيبون صريح واضح في مباراة منها ، يستوعب مجدداً في رأسه تعليمات مدربه الياباني ياماموتو ، يكاد يرى اللمعان في عين كل من هم في بعثته ، لقد صنع أسطورته الخاصة قبل أن يبدأ النهائي ، أول مصري يحرز ميدالية أوليميبة خلال ربع القرن الأخير ، الآن أصبح وجهاً لوجه مع الاسم الذي كان لا مفر من سماعه في معسكره الياباني قبل الألعاب الأولمبية ، كعقرب لا يمكنه أن يسقط مطلقاً ، الآن يراه مجدداً على المنضدة ينظر إلى السقف غير قادر على مواجهة أضواء صالة الإحماء ، في البداية كانت مواجهة الدور الثاني أمام الألماني الغربي أرثر شنابل ، إنهاء تقليدي بإيبون ، ولكن ياماشتا أنهى فوزه المعتاد بنهوض مصحوب بعرج في القدم اليمني ، كل كوابيس إصابته أمام اوندو عاودت محبيه مجدداً ، ربما كان الأمر أشبه بإنهيار جليدي من قمة جبل.

رؤية ياماشتا وهو بقدم واحدة أمام الفرنسي لوران ديل كولومبو في نصف النهائي ربما قد تكون نقطة التحول في الوزن المفتوح لسنوات قادمة ، إنها طقوس ما قبل استقبال الهزيمة الأولى ، محاولة ديل كولمبو الأولى لضرب قدم العقرب المحطمة تسحب الأكسجين من القاعة ، ضربة أخرى في نفس القدم تجعل ياماشتا يسقط على الأرض ممسكاً بتلابيب خصمه ، ينهض مجدداً متأخراً بكوكا "ربع نقطة" ، 30 ثانية تالية حتى كان ياماشتا يستغل الفرصة الوحيدة التي قد تتاح له ، عقرب يمسك بفريسته لإيقاعها بحركة أوشي جاري ، قبل أن يمسك تماماً بجسم ديل كولومبو مجبراً إياه على استقبال إيبون آخر ، يمكث عدة ثوان بعد قرار الحكم ناظراً حوله كأحد أبطال أغلفة مجلة ناشيونال جيوجرافيك ، نهوض آخر من جسم الضحية ، القدم تكاد تكون مبتورة ، ربما قد ضمن الأسطورة بطاقة النهائي ، ولكنه لا يبدو مستعداً لخوضه ، إذا كان هناك شخص واحد يمكنه أن يكتب اسمه من ذهب ، أن يحطم قلب ياماشتا فهو رشوان ، ضربة واحدة للقدم اليمني المعطوبة ، ويمكن بعدها الاحتفال وانهاء الأمر بأسرع مما يمكن تخيله. الآن 197 مواجهة دون خسارة واحدة ، ولكنه على وشك أن يصبح الفوز الأخير.

بطل منتصر يحتفل به رفاقه في منتصف ستاد أوليمبي ، البطل يحمل في يده فرعا من سعف النخيل ، قطعة مرسومة على تلك الميدالية الذهبية ، ربما المرة الوحيدة إلى جانب النقوش الخاصة بميداليات أمستردام 1928 التي يحتفل فيها رياضيون بالرياضي المنتصر ، ذلك الاعتراف الكامل بأحقيته ، كلها مسألة دقائق في ظل رؤية ياماشتا ساحباً قدمه كطفل يحبو إلى الحلبة ، قادما للتو من جلسة علاج أخيرة بها بعض اليأس ، قطع في الوتر الخلفي للركبة ، الفرصة الذهبية لإجبار ذلك العنيد على رؤية المصابيح في سقف أي صالة جودو من أي نوع ، رداء أبيض يلفه حزام أسود ، هذا هو كل تملكه.

رشوان يبدو في حالة عدم ارتياح للموقف بأكمله ، يبدو أنه يريد الابتعاد عن الجانب الأيمن بأكمله ليامشتا ، يحاول المناورة على الجانبين للعثور على لحظة لإنهاء حالة الإمساك التي تسيطر على الموقف خلال العشرين ثانية الأولى ، يقرر الهجوم أخيراً على القدم اليسرى التي يرتكز عليها ياماشتا ، الأخير يتمكن من تنفيذ يوكو شيهو جاتامي سريعة تسقط رشوان على الأرض استعداداً للتحكم نهائياً على أرض البساط ، السكندري يظهر مقاومة حقيقية ، ربما هي المقاومة الأشرس التي عرفها الياباني ، رشوان بدا وكأنه يصارع للبقاء على قيد الحياة أمام "موبي ديك" بشري ، تلك الرغبة المؤلمة في إبقاء الرأس بعيداً عن البساط ، رؤية شخص ما يدفع ثمن قراره النهائي ، قرار خوض مواجهة شريفة ، القرار الذي تعلمه منذ تركه لكرة السلة والدرس الأول في الأزاريطة بعدم مهاجمة موقع الإصابة الخاص بخصمه ، شاشة عرض النتيجة تنتظر توقيع الإيبون ، دقيقة مرت وأنت ترى نفسك وحدك تهبط لسفح الجبل ، أنت في القاع وكل ما تراه هي الأضواء الصناعية المثبتة في السقف انتظاراً لنهايتك المحتومة.

خمس ثوان تالية كان رشوان ينظر للسقف وحيداً ، مطلقاً نفخة في الهواء استعداداً للنهوض ، لم يعد هناك أي ألوان ذهبية ، فقط عناق متبادل بين المصارعين ، حزام يكاد يحتفط بوقار الرداء الأبيض ، يحمل آثار الهزيمة ، الختم بكونك الضحية رقم 198 ، الوقوف في طقوس التتويج على يسار البطل ، لتسلم القطعة المعدنية المنقوش عليها احتفال المنافسين بالفائز ، رشوان يمد يده لمساعدة ياماشتا على الصعود للمنصة ، مجرد شاب سكندري بنظارة طبية بطاقم أبيض تتخلله ثلاثة خطوط بثلاثة ألوان مختلفة ، وعلى الظهر مطبوعة Egypt بنفس طراز الثمانينات ، ناظراً للسقف بأضوائه حيث موقع أعلام أربع دول ممثلة على المنصة ، دون أن يترك الجميع في موقف طرح السؤال الأخير ، هل اتخذ ذلك المصري القرار السليم؟

شاهد نهائي وزن 96 كيلو جرام في الجودو بأولمبياد لوس أنجيليس 1984 وأخلاق رشوان واكتفاءه بالفضية:



http://www.youtube.com/watch?feature...=iNi5tV3GYR0#!


 

رد مع اقتباس