الموضوع للخروج من الرتابة المملة
.
.
.
.
.
يحكي أن مرض الجنون نزل في نهر يجري في مدينة ..فصار الناس
كلما شرب منهم احد من النهر يصاب بالجنون ...وكان المجانين يجتمعون
ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء ..
.
.
واجه الوالي الطاعون وحارب الجنون ..
.
حتى إذا ما أتي صباح يوم استيقظ الوالي وإذا زوجته قد جنت
وصارت تجتمع مع ثلة من المجانين تشتكي من جنون الوالي!
.
.
استدعى الوالي الوزير :
.
.
يا وزير ... زوجتي جنت أين كان الحرس ؟
.
الوزير :
.
قد جن الحرس يا مولاي.
.
الوالي :
.
اذن اطلب الطبيب فورا.
.
الوزير :
.
قد جن الطبيب يا مولاي.
.
الوالي :
.
.
ما هذا المصاب .. من بقي في هذه المدينة لم يجن ؟
.
رد الوزير :
.
للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المدينة لم يجن سوى أنت وأنا.
.
الوالي:
.
يا الله ماهذا .. أأحكم مدينة من المجانين!!
.
الوزير :
.
عذرا يا مولاي .. فان المجانين يدعون أنهم هم العقلاء
ولا يوجد في هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا.
.
الوالي :
.
ما هذا الهراء ! هم من شرب من النهر وبالتالي هم من أصابهم الجنون !
.
الوزير:
.
الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهر لكي يتجنبوا
الجنون .. لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب.. ولن يسمع كلامنا منهم
أحد .. لأنهم أصبحوا الأغلبية .. وهم من يملكون الحق والعدل
والفضيلة ..وهم الآن من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون .
.
.
هنا قال الوالي :
.
يا وزير أغدق علي بكأس من نهر الجنون
إن الجنون أن تظل عاقلا في دنيا المجانين.

.
.
التعليق والنقاش:
.
.
بالتأكيد الخيار صعب عندما تنفرد بقناعة تختلف
عن كل قناعات الآخرين والواقع المحيط بك .
.
هل ستسلم للآخرين ؟
.
وتخضع للواقع ؟
.
وتشرب الكأس ؟
.
.
علما أن التاريخ يحدثنا أنه أحيانا لا يكتشف الناس
الحق إلا بعد مرور سنوات طويلة على صاحب الرأي المنفرد.
.
مثلا

.
غاليلوا الذي اثبت أن الأرض كروية لم يصدقه
أحد وسجن حتى مات !وبعد 350 سنة من موته اكتشف
العالم أن الأرض كروية بالفعل وان غاليليو كان العاقل
الوحيد في هذا العالم في ذلك الوقت.
.
.
السؤال موجه للجميع :
.
.
هل تفضل أن تكون مجنونا مع الناس ؟
.
.
أو أن تكون عاقلا وحدك ؟
*******************
القصة مستوحاة من الخيال
اترك المتصفح لكم حفظكم الله