عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2014, 09:27 PM   #1
مراقب عـــام


"فارس" غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22766
 تاريخ التسجيل :  Apr 2014
 أخر زيارة : 03-25-2019 (03:08 PM)
 المشاركات : 3,211 [ + ]
 التقييم :  3673
 اوسمتي
العطاء 
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

::الثمرات النفسية للإيمان بالقضاء والقدر::



::الثمرات النفسية للإيمان بالقضاء والقدر::







للإيمان بالقدر ثمرات نفسية جميلة تعود على صاحبها بالراحة، والطمأنينة والسكينة، وتُضفي عليه أمناً، وهدوءَ بال، ومن ذلك ما يلي:





1_ محاربة اليأس:




فالذي لا يؤمن بالقدر يصيبه اليأس، ويدِبُّ إلى روُعه القنوط؛ فإذا أصيب ببلية ظن أنها قاصمة ظهره، وإذا نزلت به نازلة حسب أنها ضربة لازب لن تبارحه.




وكذلك إذا رأى ما عليه الباطل من صولة وجولة، وما عليه أهل الحق من ضعف وتخاذل ظن أن الباطل سيستمر، وأن الحق سيضمحل؛ فاليأس سم قاتل، وسجن مظلم، يُعَبِّسُ الوجه، ويصد النفس عن الخير، ولا يزال بالإنسان حتى يهلكه، أو ينغص عليه حياته.





أما المؤمن بالقدر فلا يعرف اليأس، ولا تراه إلا متفائلاً في جميع أحواله، منتظراً الفرج من ربه، عالماً بأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسراً.




وتراه موقناً تمام اليقين بأن العاقبة للتقوى، وللمتقين، وأن قدر الله في ذلك نافذ لا محالة، فلا يتسلل إليه اليأس مهما احلولكت ظلمة الباطل؛ فاعتماد القلب على قدرة الله، ولطفه، وكرمه يستأصل جراثيم اليأس، ومنابت الكسل، ويشد ظهر الأمل الذي يلج به الساعي أغوار البحار العميقة، ويقارع به السباعَ الضاريةَ في فلواتها





2_ قوة الاحتمال:




فالمؤمنون بالقدر حقاً هم أقوى الناس نفوساً، وأكثرهم احتمالاً، وأقلهم جزعاً _ كما مر في المبحث الثاني _ والذين لا يؤمنون بالقدر يجزعون لأتفه الأسباب، بل ربما أدى بهم الجزع إلى الجنون، والوسوسة، وتعاطي المخدرات، وقتل النفس.



ولذلك يكثر الانتحار في البلاد التي لا يؤمن أهلها بالقضاء والقدر، كأمريكا والسويد، والنرويج، وغيرها، بل لقد وصل الأمر ببعض البلاد إلى فتح مستشفيات للانتحار!




ولو بحثنا عن أسباب انتحارهم لوجدناها تافهةً جداً، لا تستدعي سوى التغافل وغض البصر عنها؛ فبعضهم ينتحر؛ لتخلي خطيبته عنه، وبعضهم بسبب رسوبه في الامتحان، وبعضهم بسبب وفاة المطرب الذي يحبه، أو الشخص الذي يعجبه، أو بسبب هزيمة الفريق الذي يميل إليه وهكذا. . .



وقد يكون الانتحار جماعياً، والعجيب في الأمر أن غالبية المنتحرين ليسوا من طبقة الفقراء حتى يقال: انتحروا؛ لضيق معيشتهم.


بل إنهم من الطبقة الغنية المغرقة في النعيم، بل ويقع الانتحار من المشاهير، بل ومن الأطباء النفسيين الذي يُظَنُّ أنهم يجلبون السعادة، ويحلون المشكلات!




ترى لو كانوا يؤمنون بالله وبقدره، هل يكون هذا مصيرهم؟





3_ القناعة وعزة النفس:




فالمؤمن بالقدر يعلم بأن رزقه مكتوب، وأنه لن يموت حتى يستوفيه، وأن الرزق لا يجلبه حرص حريص، ولا يمنعه حَسَدُ حاسدٍ، وأن الخلق مهما حاولوا إيصال الرزق إليه، أو منعه عنه فلن يستطيعوا إلا بشيء قد كتبه الله له.




ومن هنا ينبعث إلى القناعة بما أوتي، وإلى عزة النفس والإجمال في الطلب، وإلى التحرر من رق الخلق ومنَّتِهم.



ولا يعني ذلك أن نفسه لا تطمح إلى المعالي، وإنما يعني القناعة بما يأتيه من عرض الدنيا بعد فعل الأسباب، بعيداً عن الشح، والهلع والتكالب، وإراقة ماء الوجه.


وبالجملة فالذي يحسم مادة رجاء المخلوقين من القلب هو الرضا بقسم الله _عز وجل_ فمن رضي بحكم الله وقسمه لم يبق لرجاء الخلق موضع في قلبه.


ومن جميل ما يذكر في هذا الشأن ما ينسب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-قوله:






أفادتني القناعة كلَّ عزٍّ***وهل عزٌّ أعزُّ من القناعهْ



فَصَيِّرْها لنفسِك رأسَ مالٍ***وصَيِّر بعدها التقوى بضاعهْ



تَحُزْ ربحاً وتَغْنى عن بخيلٍ***وتنعم في الجنان بصبر ساعهْ








وقال الشافعي -رحمه الله-:







رأيت القناعة كنز الغنى***فصرت بأذيالها مُمْتَسك



فلا ذا يراني على بابه***ولا ذا يراني به منهمك



وصرت غنياً بلا درهمٍ***أمُرُّ على الناس شبه الملك






 
 توقيع : "فارس"

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس