السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقف أمام رأسي إبنتي ذآت الأربعة عشر ربيعآ. تسرح شعري الذي لم يتبق منه الآ قليل وهي تخبرني عن جمآلي اليوم تقص عليّ بصوت تتقطعه العبارآت عن إعجآب بأستاذتهآ برسمهآ مخبرة إيآها أن لهآ
مستقبلآ بآهرآ فيه ..
المستقبل الذي ترك كلتآنآ أني لن أكون متوآجدة خلآله �� فالمرض الذي آبى إلآ أن يقعدني بالفرآش .. أقر الأطبآء أنه لن يمهلني أكثر من بضعة أسابيع على الأكثر .. جملة سمعتها ابنتي الكبرى صدفة لكنّهآ سمعت عبثآ اخفاءهآ عني ..
أحس بالأسى على صبية بعمر الورد وهي تفيق كل صباح هلعآ مهرولة نحو سريري لتضع كفهآ الصغير أسفل أنفي بآحثة عن نفس يطمئنهآ اني لا زلت حية أُرزق .. تقوم بكل أعمآل المنزل صبآحآ .. تحآول طهي وجبآتي المفضلة وهي التي لم يسبق لهآ قلي بيضة . لتمضي بقية يومهآ تتأملني وأمامهآ لوحآتها ترسم بها كل تفآصيل ملآمحي .. كأنها تحفظني بين أوراقهآ من النسيآن .. تخبرني عن أدق مشآعرهآ البعيدة .. ستغدو طبيبة جرآحة كما حلمنآ معآ .. إبنتها الأولى ستسميهآ بإسمي .. وستحج بيت الله نيابة عنّي .. بل وتحضر لي فسآتينهآ جميعآ لتسألني بالحآح أيهآ ترتدي بكل منآسبة ! على الأقل أعلم أنهآ ستغدو فآتنة يوم حفل المدرسة السنوي..
بفستانهآ الزهري المنفوش .. وستبدو الآجمل في زفاف قريبتنآ بردائهآ ذي الطروز النآعمة .. أدرك محآولتهآ البائسة لجعل جزءآ من حيآتهآ القآدمة .. لكن قلبي يعتصر ألمآ فتلك اللوحآت ستغدو لعنة تذكرهآ بمرارة فقدآني كلمآ لمحتهآ .. وفي الحفل ستكون جميع رفقآتهآ رفقة امهآتهن .. ستصففن شعورهن وتنظرن نحوهن بغبطة .. لكن بنيتي ستظل وحيدة في طرف القآعة تخفي دموعهآ البريئة .. وفي زفاف - إن أجبرت على الحضور طبعآ - ستختنق صغيرتي بنظرآت الشفقة التي ستغدقهآ عليهآ الحاضرآت .. ما سيجعلهآ تنزوي عنهن منتظرة انتهاؤه ��
لذا أتوسل إليك وأنا التي إخترتك حتى قبل وفآتي أن تتشبثي بهآ بعمق .. أن تكوني لهآ زوجة أب .. لكن بطعم أم