عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2006, 10:40 AM   #1


الصورة الرمزية JOKAR
JOKAR غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2826
 تاريخ التسجيل :  Mar 2006
 أخر زيارة : 10-13-2007 (06:42 PM)
 المشاركات : 4,022 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
أحلام ممنوعة ولكن تخيلوها ...



نستيقظ على أحلام باهتة عبدت ليلنا بجماليات نعشقها في زمن اللاواقع ... نكتشف أن شارعنا الطويل الذي رسمه الليل في شكل ألوان محبتنا لا يتعدى أرصفة الشتات التي تبدل الورود بوخزات الحقيقة التي تفرض ذاتها على نبضنا المسكون بتفاعلات اختارها الصدق والنقاء الملحوف بندى الصبح ..!!

هو الندى الذي سرعان ما يتلاشى عن ارض الحقيقة فتتيبس فينا الأحاسيس مرة أخرى وتجف صحارينا لنعاود البحث عن ذواتنا في عالم آخر مختلف بعد أن يحط الليل أشجانه على مخداتنا من جديد ...فهو الندى الذي يلامس الجزء العاري من عتمتنا فيجردنا وينقلنا إلى بحر انغماسنا في أحلام نعشقها ولا نلمسها وهو الهامش الذي اختاره ليلنا لرصيف وجودنا الإنساني في أحشاء رغباتنا ....!!

نستيقظ على آلاف التساؤلات التي تنغرس في معلم انبعاثنا اليومي فتذوب الإجابة عند لحظة التعري من الواقع .. أهي اللحظة التي تجرنا إلى عالم نجهله فنعشقه وننهمر فيه ... ونتجمد فيه ولا نتقبل الخروج منه لأي سبب ... وهل تجرنا الأحلام إلى الهروب من حقيقتنا أم أن حقيقتنا تجرنا إلى أحلام يقف العجز أمامها عاجزا عن النطق بوحي الرسالات ... وهل تعترينا عواصف العشق في بطن الليل فنتسلق حبال الشمس برغبات تقطر ألما مجفف لا يمكن استئصاله على مر الزمن لندخل في واقع اللاواقع فتمطر أحاسيسنا خيالا هستيريا تقتات عليه أفئدتنا وتحتسيه مشاعرنا في عالم مجهول سيبقى مجهول ...!؟

حتما الكل فينا يعاود الركون إلى أمنياته المدفونة تحت صحارى جفافه ويعود إلى منبعه الإثم ليلعن كل الحضارات في عرف أنثى مزقتها الأحاسيس وهرئتها الأمنيات .. حتما يقف فينا المعلوم والمجهول ليحدد مسارنا في وقت غابت فينا إرادة الفعل عن تحديد بوصلتنا المعطوبة ... فمن منا لم ينام ليله على ذراع أحاسيسه ومن من منا لم تأخذه نبضاته إلى أحشاء انبعاثه الأول ومولده الأول وكينونته ألصغيره في الجزء المنسي من عدالة الكون ...!؟

لنتخيل جميعا كيف ننطق وكيف نهرب وكيف نعبر إلى أهدافنا وكيف ينسج الحلم مشاعرنا وكيف تنبسط اللحظة على همسات قد نكتشف بلحظة أنها عابرة على أجسادنا وقلوبنا وعقولنا ومخيلاتنا وكيف تنام فينا آلهة الحب لتنشر في غرفنا الباردة حرارة الأمنيات وعلى أسرتنا ورودا وفي أجوائنا فراشات الحب ... تخيلوا كيف ننبعث في صبحنا وقد تبدلت ورود الياسمين بأوراق الخريف لتصبح صمامات القلب كمصافي النفط وأوردة العشق كأنابيب التنفس الاصطناعي في غرف الإنعاش والعناية المركزة ....!

تخيلوا كم هو البعد عن الحقيقة وإعلان الطلاق على الواقع يأخذنا إلى إعلان الاستسلام لكل زفير وشهيق ولرفع الرايات التي مزقتها أحلام ورؤى فأضحت بالية كخرقة عجوز لم تجد من بواقي أنوثتها سوى البقاء ... تخيلوا عندما ننجرف إلى أنفسنا كم يجرفنا الصدق إلى نقاء الرب في ابتهالات المؤمنين وتسبيحات الملائكة تخيلوا لو حلقنا بارتفاع رايات النصر التي رفعتها أزمنتنا كم سنرى أن الارتفاع والسمو على رغباتنا التي تتبختر في أركان هزيمتنا وفي جوف فضيحتنا ينقلنا إلى قدرية البقاء وعذرية الحب وعنفوانية العطاء ..

تخيلوا أننا لا نصحوا كل يوم على هزيمة عامة سرعان ما تتجلى في هزائمنا الشخصية وتلقي بظلالها على أجندتنا اليومية وأحاسيسنا العفوية ومخيلاتنا الوهمية .. تخيلوا كيف سيشق الفجر نصرنا على اللحظة التي تربكنا وتعصرنا فتهزمنا وتقتلنا ...!

تخيلوا أننا نكفر بفناجين العرافات ونطارد العفاريت في كل الطرقات.. وندنو من ضمارئنا ..من مخداتنا.. ومن أنفسنا ومجلسنا كيف نعيد المجد في زمن آت ... تخيلوا كيف نعزف ليلنا الآن في جوف الشهوات ونطل من نافذة أمنياتنا على اندثارنا وتبعثرنا في أوطاننا وعلى أرصفة الشتات ... تخيلوا لو غزلنا قصيدة وجودنا في بيوت الشعر واعتكفنا عن ممارسة البغاء في كليبات الأغنيات .. تخيلوا لو أصبحنا على وطن يوخز فينا كل الأمنيات ... تخيلوا الحب في شوارعنا وأزقتنا .. في فيافينا ومآقينا...في حدودنا ومرامينا ... في قلوبنا وعطائنا وعشقنا لانبعاث الصبح مع ندى الوطن على أوراق وجودنا وبقائنا ومحبتنا ...تخيلوا أن يكون لصباحنا وطن ... لحبنا وعشقنا ونصرنا وطن ...تخيلوا ...!!

الكاتب: جلال الدين

JOKAR


 
 توقيع : JOKAR



رد مع اقتباس