عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2025, 03:06 AM   #9
ملكة الإستطبل


الصورة الرمزية اسكادا
اسكادا غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 12377
 تاريخ التسجيل :  Nov 2008
 أخر زيارة : 10-23-2025 (03:30 AM)
 المشاركات : 1,586 [ + ]
 التقييم :  16365
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue

معرض الوسام



يا ديوانية “بعد حَيّي”…

دخلتُ الصالة وما لقيت أحد. الكراسي مرتّبة كأنها تنتظر خطى أصحابها، وضوء خفيف من الشباك يلمّع طاولة القهوة. قلت: خلّني أترك لكم رسالة… يمكن تجون وتلقون أثر صديق سبقكم بالدعاء والاشتياق.

رسالة على الطاولة

فنجان قهوة:
تركت فنجانًا نظيفًا على الصحن، فالقهوة مثل السلام: تُقدَّم قبل الكلام. إذا جيتوا قبلي، صبّوا لكل قلبٍ رشفة، وخذوا من هدأة المكان نَفَسًا طويلًا… هنا نرتاح من ضوضاء اليوم.

طبق تمر:
حطّيت تمر، لكل واحد منكم سبع تمرات، والباقي للغايب الذي نحسبه حاضرًا بذكره. التمر وعدٌ صغير بأن الحلا باقي، وإن مرّت علينا أيام مُرّة.

دفتر صغير:
وضعت دفتراً بعنوان “نكتب حين نحضر”. كل واحد يدخل يخلّي سطرًا: سؤال، خاطرة، نكتة، أو حتى نقطة ساكتة. المهم نخلّي أثر. كلامنا هنا يبقى مثل تعويذة ودّ، نرجع نقرؤه فنبتسم.

مفتاح على المسمار:
علّقت مفتاحًا قديمًا وكتبّت جنبه “القلوب تُفتح قبل الأبواب”. إذا ضاقت بالكلام الحناجر، خلّوا المفتاح في موضعه، وافتحوا الباب للسكينة أولًا.

رسالة قصيرة للغائبين:
“اللي غاب، علامه غاب؟ ترى الأماكن تشتاق لخطاه أكثر منا.” إذا لقيتوا واحد من أهل الديوانية بعيد، سلّموا عليه منّي وقولوا له: المقعد محفوظ والقلوب أوسع.

قاعدة الجلسة:
“لا نُثقل على أحد، ولا نُجامل كاذبًا، ونرفع الكلام الجميل كما تُرفع الراية.” الديوانية ما كانت يومًا لعدد الكراسي، بل لثقل المعنى ودفء الصحبة.

فكرة اليوم:
خلّونا نسوي “دور التحايا”. أول داخل يكتب ثلاث تحايا—واحدة للي حضر، وواحدة للي تأخّر، وواحدة للي ناوي يرجع. نعلّم الغياب كيف يُربّى على الرجوع.

ركن على السريع:
ورقة صغيرة معلّقة بعنوان “على السريع”. نكتب فيها إشعارات لطيفة:
تمّ اشتياقنا… نرجو حضوركم القريب.
القهوة على الموقد، والحكاية على طرف اللسان.
من فاته المزح، ما فاته الود.

خاتمة على حافة الباب
طلعت وأنا ألتفت: المكان فاضي لكنه مليان بكم. إن مرّ أحدكم بعدي وقرأ هذه الرسالة، فليضَع نقطةً في الدفتر، كأنها قبلة على جبين الرفقة.
وأنا أقولها بصوتٍ يسمعه الغايب قبل الحاضر: يا أصحاب الديوانية… تعالوا، فقد اشتدّ حنين المكان لأسمائكم



 
 توقيع : اسكادا

أنا هنا لأفجر الصمت بكلمات، ولكني لن أضمن ماسيحدث بعدها..!


رد مع اقتباس