عرض مشاركة واحدة
قديم يوم أمس, 11:12 PM   #1
فوق .. موج .. الحرف


الصورة الرمزية كنت .. أحلم
كنت .. أحلم متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24657
 تاريخ التسجيل :  Apr 2022
 أخر زيارة : اليوم (08:44 AM)
 المشاركات : 1,639 [ + ]
 التقييم :  39094
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Slateblue
قصيدة منظومة تاهت في قوافيها





قصيدة منظومة تاهت في قوافيها








في البدءِ...
كانت نغمةً صغيرةً
تتأرجحُ على خصرِ الضوء
تُهدهدُه علي يدٌ
تحملُ وجعَها كوشاحٍ من الحنينِ
تبتسمُ... كي لا يرى الرضيعُ
ظلَّ التعبِ في عينيها.

🟣

ثمَّ صارَ الهواءُ يتذكرُ اسمي
كلما مرَّ يبعثر سطور حكاياتِنا
يهمسُ كانَ يا ما كانَ
بأسطواناتٍ قديمةٍ منهكةٍ مشروخةٍ لا تموتُ
كأنَّ الزمنَ احتفظَ بقِدْحينِ من ضحكاتنا
لوقتٍ أقسى مما نقولُ.

🟣

أمي...
كانتْ تُعيدُ ترتيبَ الخوفِ في صدرها
كما يرصُّ الخبازُ قطعَ الخبزِ على رفٍّ لا يتسعُ أكثرُ
تعرفُ كيفَ تُبقي على دفءِ الفجرِ
حتى لو نامَ الليلُ فوقَ كتفيها
مثلَ ضيفٍ ثقيلٍ لا يُرَدُّ.

🟣

تغنِّي لي بصوتٍ
يوشكُ أن يتقشّرَ من الحنينِ
فتكونُ الأغنيةُ دواءً وجرحًا في آنٍ واحدٍ.

🟣

تعلمتُ منها أنَّ الحبَّ يختبئُ في تفاصيلٍ صغيرةٍ
كأن تُومضَ الأسماءُ في الهمسِ،
فتبدو الكلماتُ كما لو أنّها تحملُ أجنحةً
تخفقُ وتطيرُ إلى صدري
قبلَ أن تنطقَ بالمعنى.

🟣

يا ليلُ...
كم حملتَ من أسراري على ظهركَ الثقيلِ؟
أراكَ تطوي الأيامَ كما يطوي الندى رداءَهُ
تعيدني إلى لحظةٍ كنتُ فيها طفلًا
أعتبرُ أنَّ العالمَ كفٌّ يقرعُ السلامَ.

🟣

أحتارُ أيُّ وجهٍ أعودُ إليهِ
وجهُ الأمِّ الذي يذيبُ العاصفةَ
أم وجهُ الرحيلِ الذي يعلّمني كيفَ أودّعُ؟

🟣

في الحي القديم الذي تهدم بلمحة عيون
كانتْ هناكَ شوارعُ مثلُ عروقِ أوراقٍ جافةٍ
تسيرينَ فيها ببطءٍ
كما لو أنّ لكِ موعدًا مع المطرِ
كانتْ أصواتُ الباعةِ تُشبهُ الطبولَ الخفيفةَ
في صدرِ يومٍ يودُّ أن ينامَ
أتذكرُ رائحةَ القهوةِ
التي تفتحُ النوافذَ كلَّ صباحٍ
تدعو للنهارِ أن يبتسمَ
قبلَ أن يبدأَ جَرحُه.

🟣

يا قلبُ...
كم مرةٍ حَنَتْ لكَ الألحانُ التي عزفتها الورودُ بقيثارة صمتي؟
كم مرّةٍ بقيتَ تهيمُ بلا عنوانٍ
كطائرٍ فقدَ بوصلتَهُ في واديٍ من الرسومِ
تحفهُ تلالُ الظلالِ؟
أخبرتني المرآةُ أنّي أكبرُ
لكني لا أزالُ أختبئُ وراءَ شعرٍ طويلٍ
ليكتمَ ما لم يقُلْهُ اللسانُ.

🟣

نبأتني الأحلامُ
أنّي صغيرٌ بما يكفي
لأنتظرَ معجزةً صغيرةً
تمشي إلى بابي حافيةً
تدخلُ تجثو على وسادتي
فتُنقذني من وجعِ صمتي.

🟣

أحيانًا،
يتسللُ الحنينُ كقمرٍ شبهِ نائمٍ
تحتَ أبوابِ البيوتِ
يَبزغُ في عيونِ النوافذِ
كما يزهرُ الليلُ عندما يتذكرُ خيوطَهُ
وأنا هناكَ، بينَ ضجيجٍ وتنهيدةٍ
أعدُّ ثيابَ الأيامِ لرحلةٍ لم تبدأْ بعدُ.

🟣

أحملُ في حقيبتي
صورًا صغيرةً من ضحكاتٍ باليةٍ
أعرفُ أنّها كافيةٌ لتدفئتي
إن هجمَ عليَّ بردُ الغيابِ.

🟣

أكتبُ اسمكِ على وجهِ الهتانِ
أنتظرُ أن تردَّ الريحُ
فتخبرني أنَّكِ بخيرٍ حيثُ أنتِ
لكنَّ الريحَ تعودُ
حاملةً معها غبارًا من أيامٍ لم نحْملْها سويًا
فتزدادُ المسافةُ بيننا
كحبلٍ يجرُّهُ البحرُ بعيدًا.

🟣

في الليلِ،
أرى الكلماتِ صغيرةً
كَكأسٍ منكسرٍ على حافةِ حلمٍ لم نبلغه بعدُ.

🟣

أجلسُ قربَ نافذةٍ
تحرسها نحلةٌ عتيقةٌ
أستدعي وجهكِ
كما يستدعي العاشقُ آخرَ وردةٍ في حديقتِهِ.

🟣

أغفو على وعدٍ لم نفهمه بعدُ
أستيقظُ على طيفٍ
يقبضُ على أناملي بحنانٍ خفيفٍ
ينزعُ النومَ من جفوني
يخلعُ رداءَ مشاعري
يعرّيها في شمسٍ سرمديةٍ
تشرقُ بحلمٍ من دُجى الظلامِ.

🟣

أنا الكاتبُ الذي يُخبّئُ أوجاعهُ
بينَ أنفاسِ الحرفِ
ويُعيدُ رسمكِ بالصمتِ حينَ يعلو الضجيجُ
وأُقسمُ أنَّ القصيدةَ لا تبدأُ
إلا إذا نطقتِها بِعينيكِ أنتِ.

🟣

فهلْ تدركينَ؟
أنّيَ ما زلتُ أكتبُكِ على "جدار المحال"
آخر سور لم يتهدم من حينا العتيق
وأُنشِدُ وجهيَ في مرايا القوافي
علَّ الحكايةَ التي تاهتْ فيكِ
تعثرُ على طريقِها إليّ.

🟣

يا امرأةً تشظّتْ في حروفيَ
هلْ تدرينَ أنيَ أُعيدُكِ كلَّ صباحٍ
أضمُّ صوتكِ إلى روحيَ
وأربتُ على حرفٍ
يرفضُ أنْ يتوبَ عنْ عشقكِ.

🟣

يا نجمةً أضاءتْ ظلالي
عودي إليَّ كما يعودُ النورُ لِلفجرِ
فإنّيَ ما زلتُ أُنشِدُكِ على حافةِ الحلمِ
وأغمضُ عينيَ لأراكِ
حينَ يُخطئُ البصرُ طريقَهُ إليّ.

🟣

أتخيّلُ أننا نجلسُ معًا
على حافةِ العالمِ
يتأملُ العشاقُ فينا
كيفَ نتبادَلُ قطعَ ضوءٍ صغيرةً
نعلّمُ النجومَ كيفَ ترقصُ
على إيقاعِ خطواتِنا.

🟣

قد يكونُ هذا خيالًا
قد يكونُ وعدًا
لكنّي على يقينٍ واحدٍ
أنّ الحنينَ ليسَ إلا شمسًا صغيرةً
تُصرُّ على أن تشرقَ فينا

وإذا طال ليل الظلام
يقضي حقبه بإشراقة ضوء




الهاشمي محمد
22 أكتوبر








 
 توقيع : كنت .. أحلم

وإنْ حَدَثتِ القمرَ عنّي قُولي لهُ
أُخبّئُ الشَّوقَ في ضِلْعِي وأضمهُ
" وفي صَمْتِهِ، دَفقٌ مِنَ الإلْهامِ "
هُنا صَدَى الحُبِّ يَعبُرُ كَوْنَ أغنيَتي
هُنا الحَنينُ شُجُونٌ دونَ أسْماءِ


رد مع اقتباس