الموضوع: حوار مع عانس
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2005, 06:03 PM   #1

اداري



الصورة الرمزية سهر
سهر غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 90
 تاريخ التسجيل :  May 2004
 أخر زيارة : 09-10-2012 (10:19 AM)
 المشاركات : 31,536 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
حوار مع عانس



قالت : ( إنه ليحزنني كثيراً أن أذهب إلي حفلة زفاف ، وذلك لأن قطار الزواج بدأ يفوتني ، ولم يتقدم إليّ أحد حتي الآن ، وكم كنت أتمني لو أنني كنت أنا جالسة مكان العروس ، ولكن لا حيلة )

كما إنني أتضايق كثيراً عندما تتحدث صديقاتي وأهلي أمامي عن الزوج والأولاد ، وأنا امرأة لي عواطفي ومشاعري ، وأحب أن يكون لي بيت وأولاد ولكن مرة أخري لا حيلة لي .

لقد مللت الحياة ، وتعبت من مجاملات الناس .
هذا ما قالته إحدى العوانس من النساء ، وأنا أسمعها وهي تتحدث بهذه الكلمات بنبرة حزن وأسي .
قلت : يا أختي الكريمة أيمكنك أن تعدي نعم الله التي أنعمها عليك ؟
قالت : ولكنها لا تحصي ولا تعد !!
قلت : فلم الحزن إذن ؟! إن كلامك هذا فيه جانب كبير من الصحة ، ولكن هل تنتهي الحياة إذا لم تتزوجي أو لم يتقدم إليك أحد ؟!

صحيح أن العنوسة رمز الوحدة والفراغ ، ولكن الله تعالي منحنا قدرات وإمكانات لو استثمرناها لجعلنا من الألم سعادة .

إن الإنسان المتفائل والإيجابي هو من يصنع السعادة بيده ، ولقد سمعت مرة رجلاً يقول : إن السعادة في الزوجة والأولاد ، والحصول علي المال ، ومرت الأيام وتزوج صاحبنا وخلف الأولاد وازداد رصيده في البنك وما زال يقول أين السعادة ؟! ويبحث عنها .

أختي الكريمة : لنتعلم كيف نحول الألم إلي سعادة ، إن من يعمل الريجيم يحرم نفسه من الطعام وهو يتألم من ذلك ، ولكن الذي يقلب له الألم إلي سعادة ، طموحه إلي تخفيف وزنه وتخيله لصورة نفسه وهو رشيق ، وكذلك الصائم يكون عنده الألم سعادة عندما يتذكر الأجر العظيم ، والثواب الجزيل ، فكل واحد منا لديه طريقة خاصة في التخلص من الألم والشعور بالسعادة ، وبعض الناس أخطأ الطريق ، فتجدينه عند شعوره بالحزن والألم يدخن سيجاره أو يتعاطي المريجوانا ، أو يسرف في الطعام أو يسيء إلي الآخرين ، وبعضهم يعرف كيف يستثمر وقته ويجعل من ألمه سعادة فيمارس الرياضة أو يتعلم الجديد ، أو يكثر من الاطلاع والقراءة ، أو يقوي علاقته بربه ويحرص علي حفظ القرآن ، أو يوظف نفسه في الخير ويساعد الآخرين ، ولنا في مريم ابنة عمران – رضوان الله تعالي عليها – أسوة حسنة حين نذرت نفسها لله ، ويمكنك أن تنذري نفسك لله تعالي .
وأنا أسألك الآن : ما الطرق التي تتبعينها لتتفادي الألم والاستعاضة عنه بالسعادة ؟ أمسكي بالقلم والورقة واكتبي ما الأسباب التي تجعلك سعيدة ، افعلي ذلك الآن ، لكي تخططي لحياتك الآن وتتعاملي مع الواقع بنفسية إيجابية ومرنة .

ثم إنه من قال لك إن كل المتزوجات سعيدات ، ومن أخبرك بأن العنوسة مشكلة ومأساة ؟ هل هي الصحف والمجلات ؟ أو التجارب والواقع ؟ أنا في الحقيقة لا أري العنوسة مشكلة ، كما أنني لا أري الزواج سعادةٍ ، فكم من عانس سعيدة ؟ وكم من متزوجة شقية ، ولكنني أري السعادة في الرضي بالقدر ، وأن أتعامل مع القدر بنفسية إيجابية .

لعل من أسباب شعورك بالألم هو الفراغ فلو استطعت أن تحددي هدفك في الحياة ، وأن تجيبي عن هذه الأسئلة : ما الذي حققته في الحياة ؟ ما الهدف الذي ستقدمينه لمجتمعك ؟ وما هدفك لوالديك ؟ وما هدفك لنفسك ؟ لو استطعت أن تحددي إضافتك إلي الحياة ثم أن تجدولي وقتك لتحقيق هذه الأهداف فإنك ستنسين حينها إنك عانس ، وستوجهين طاقتك إلي ما فيه خير لك في الدنيا والآخرة .

وأقول لك أختي الكريمة أنني أعرف ما يدور في نفسك الآن ؟! تقولين إنه يتكلم كلاماً لا أختلف معه عليه ، ولكنه تجاهل الحاجات النفسية والفطرية التي تطلبها المرأة في عصر كثرت فيها الفتن ، وقل فيه الصالحون ، وأنا أقول لك : لا ، لم أتجاهل ولم أنس ، وإن ما ذكرته صحيح وواقع ، ولكن الذي يجعل الإنسان يعاني من ذلك هو الفراغ والصحبة السيئة ، فإذا استطعت أن تملأي وقتك بما هو مفيد واخترت صحبة صالحة ، فعندها ستخف المعاناة عنك ، ثم أكثري من الدعاء بأن يحفظك الله ويرعاك ، فهو الغني ونحن الفقراء ، كما أنصحك بالابتعاد عن أماكن الريبة والفساد لتحافظي علي طهارتك النفسية والفطرية .

والآن وبعد هذه الجولة النقاشية أريد منك إذا ذهبت إلي حفل زفاف أن تقولي عسي الله أن يبارك في العروس والحمد لله علي كل حال

منقول عن الاستاذ
جاسم المطوع
اختكم سهر


 
 توقيع : سهر






ربيّ لآاعلَمْ مَاتحمِلهٌ الايّامٌ ليّ لَكنْ( ثِقتيّ ) بِانكَ معّي تكفَينيْ






رد مع اقتباس