عرض مشاركة واحدة
قديم 07-26-2005, 04:43 PM   #1

مشرف سابق



الصورة الرمزية الفرنسي
الفرنسي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2374
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 12-24-2013 (11:20 AM)
 المشاركات : 769 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
دمووووعي أنهمرت على هذه القصة( دعوة لإنهمار الدموع )



السلام عليكم ورحمة
في صبيحة يومٍ سابق وبينما أنا أتصفح الصحف المحلية وإذ بالكاتب الصحفي الدكتور علي الموسى والذي يتحفنا دائما بصحيفة الوطن السعودية يكتب مقالاً يفتت القلوب .. دعونا نقرأ سوياً هذا المقال .

فلنحرق سيارة واحدة في اليوم

علي سعد الموسى
جاء إلى مكتبي في الصباح الباكر بعد سنين طويلة من آخر لقاء. يصعب أن أسأله عن الوجه الدهني الأحمر الذي اختفى أو عن الشيب الذي غزا أو عن سبب الهيكل العظمي الذي باتت مهمته أن يشد أطراف الجلد الذابل. ثلاث جمل من ـ الاتصال ـ إلا وهو ينهمر في نوبة بكاء يقف لها شعر الرأس. هنا قصته التي أعرفها من قبل. عاش هذا الرجل ـ الستيني ـ حياة عصامية وانتصف به العمر وهو في دائرة الفقر. رزق بأربع بنات ثم ثلاثة رجال من بعدهن في سنوات خمس متتالية. كبر الأولاد ومعهم يكبر الأمل. تخرج الابن الأكبر برتبة ضابط من كلية عسكرية وانتظم الذي يليه في كلية الهندسة. ثالثهم مبدع موهوب، بل ربما كان من العشرين الأوائل في امتحان الثانوية العامة لهذا العام. في إحدى الإجازات ـ الربيعية ـ خرج الإخوة الثلاثة بصحبة العائلة في رحلة برية على أطراف العاصمة وقضوا هناك آخر يوم جميل في هذه الحياة. في الفلاة، وعلى بعد خمسين متراً أو تزيد عن الشارع العام خرج طائش متهور من سيارة حولها إلى صاروخ: ترك كل هذا ـ الخلاء ـ الفسيح وسبح فوق جسدي الابنين الأكبرين وقتل معهما الأخت حتى وهي نائمة في قيلولة بعد يوم طويل.. هل يمكن لمنديل أن يمسح الدموع التي شقت على الخدين مجرى نهرياً بلون الكحل؟ بعد عامين أو تزيد عدنا إلى المربع الأول في خيمة العزاء. أواسيه بالدعاء أن يبارك الله في الابن الثالث وأن يعوضه في الراحلين. يطرح ذات الاستفهام الذي كان إلهاماً لهذا المقال، ولماذا يدفعني الحرص على سقاية الوردة الثالثة طالما أن الفوضى وافتقاد القانون قد يدفعان يداً طائشة لذبح أطرافها في ثانية واحدة. لماذا نربي أولادنا ونتعهدهم بالرعاية طالما أن ـ حرب الشوارع ـ التي تقتل بيننا ضعف قتلى الحروب الحقيقية ما زالت تحت ملء السمع والبصر؟ صحيح أنها كلمات يأس، ولكنها جمل حقيقية. حتى وهذا الرجل الستيني في قمة الانفعال والبكاء إلا أنه يهرب إلى التفاصيل التي عاشها مع ـ ولديه ـ منذ لحظات الولادة حتى يوم الوفاة. كان مدهشاً مثيراً حتى وهو يقترح الحلول براديكالية تصعب على الهضم وإن كانت أقرب إلى الفهم. إنه يقترح أن نحرق كل يوم سيارة واحدة في كل مدينة نختارها من بين كل السيارات التي خالفت نظام المرور في ذلك اليوم. يقترح أيضاً ـ عشرة جنود غلاظ ـ يحملون عشر عصي لتأديب كل خارج عن القانون علناً في مكان المخالفة . أتفق معه أن الأمر تعدى حالة التثقيف والتوعية وأننا بالفعل في حاجة إلى حلول. أتفق معه أننا نحتل المركز الأول من بين كل دول الكون في فوضى نظام المرور لا لعجز في خلق هذا النظام، بل لأن ـ الخرق ـ أكبر من الراقع. إرهاب الشوارع الحقيقي يحتاج إلى نصفه الشعب كي يؤدب نصفه الآخر. قلت: لماذا لا ننزل إلى شوارعنا خمسين ألف شاب كقوة مرور يأخذون رواتبهم من المخالفات؟ أتعرفون لماذا جاء هذا الرجل إلى مكتبي: كي يسحب وردته الثالثة من الجامعة قبل أن تقطفها ثانية موجة جنون قادمة. إنه يأخذ الحل بيديه.

سؤالي للجميع
س/ ماهي وجهة نظركم تجاه الحوادث المرورية المروعة في دولتنا الغالية ؟
س/ ماهي أقتراحتكم لكي نتلافا هذه الموجة العارمة من الضحايا والحوادث والأرقام المخيفة والمذهلة من الوفيات؟

دعونا نتحدث بصدق حتى نجد الحل الأمثل

تقبلوا كامل تحياتي وودي لكم
الـــفـــــــرنسي


 

رد مع اقتباس