عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-2004, 03:19 PM   #2


الصورة الرمزية نزف المشاعر
نزف المشاعر غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10
 تاريخ التسجيل :  Apr 2004
 أخر زيارة : 01-06-2005 (08:14 PM)
 المشاركات : 1,992 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
يتبع




جزيرة العرب مهد أقدم الحضارات::


أكدت البحوث والدراسات العلمية أن جزيرة العرب في العصر الجليدي الرابع 100- 15 ألف سنة قبل الآن. كانت تتمتع بمناخ خصب في جميع فصول السنة , وذلك بخلاف ما آلت إلية فيما بعد حيث انتشرت الصحاري والرمال وعم الجفاف فكانت أوديتها الجافة حاليا أنهارا تغذي حياة حضارية مزدهرة عمادها الزراعة التي تعتبر أهم وأجدى الاكتشافات الإنسانية حتى الآن.
وأكدت البحوث والدراسات أيضا إن الزراعة اكتشفت وطبقت على مدى ألاف السنين , وعندما حل الجفاف في جزيرة العرب فإن ذلك أدى إلى موجات هجرة الشعوب السامية القديمة باتجاه مناطق الجوار - الشام العراق ومصر - فأقاموا هناك حضارات متطورة عندما كانت جميع أصقاع الكرة الأرضية غابات مظلمة مجهولة أو مناطق تكسوها الثلوج ويغطيها الصقيع على مدار السنة.
وتطرقت كثير من البحوث والدراسات العلمية إلى العديد من المواضع في جزيرة العرب التي كانت مهدا لأولى الحضارات البشرية والإبداعات الإنسانية الرائدة , ومن بين هذه المواضع منطقة حائل ولاسيما الجزء الشمالي منها الذي أصبح الآن تغطي معظمه رمال النفوذ.



منطقة حائل منطلق الهجرات السامية الأولى::

حسب المعلومات المتوفرة الآن فإن من الواضح أن الهجرات السامية الأولى من جزيرة العرب اتجهت إلى غرب شمال الفرات حيث تأكد حتى الآن أن موقع تل المريبط الواقع غرب الفرات ثمانون كيلو مترا شرقي مدينة حلب السورية هو أقدم موقع أثري أقامه مهاجرون من جزيرة العرب قبل أحد عشر ألف سنة من الآن. فمن أين أتى هؤلاء المهاجرون , وكيف ومن هم؟
يجيب على هذه الأسئلة الثلاثة العالم العراقي الدكتور أحمد سوسة في كتابه "حضارة وادي الرافدين" الصفحة 56 فيقول: "هناك شبه إجماع على إن المنطقة الجنوبية من جزيرة العرب هي الوطن الأصلي للشعوب السامية التي نزحت من جزيرة العرب إثر الجفاف الذي حل بها في إعقاب الدورة الجليدية الرابعة.
وقد توجهت هذه القبائل إلى شمال الجزيرة العربية ومن هناك توزعوا في الهلال الخصيب , وكونوا حضارتهم فيها وفي جملتها حضارة وادي الرافدين الشمالية , أو الحضارة السامية الغربية , وهذه تتميز عن الحضارة السامية الشرقية , أي الاكدية الجنوبية بلهجتها وأسماء العلم لديها . وكان الساميون الغربيون أعظم بأسا وأشد رغبة في التوسع لأنهم كانوا يحصلون على المدد البشري المتزايد من الصحراء كما هي الحال بالنسبة إلى جميع القبائل البدوية , وهم أقرب الى الكنعانيين الذين استوطنوا غربي بلاد الشام.
وهؤلاء هم أقدم وأول المهاجرين من جزيرة العرب إلى الهلال الخصيب لقدومهم من البادية - بادية الشام - وقد جاءوا إلى شمال وادي الرافدين وهم مزودون بحضارة نهرية وخبرة فنية في حقل الزراعة التي تعتمد على الري واستخدموا هذه الخبرة في ممارسة الزراعة في وطنهم الجديد.
من ذلك يتضح جليا دور منطقة حائل في العصور القديمة فهي أقرب مناطق شبه الجزيرة إلى بادية غرب الفرات ولا يمكن العبور إلى غرب شمال الفرات بالذات إلا من هذه المنطقة.


لمحات تاريخية:: طيء

أيام الطائيين | حرب الفساد | المناذرة | الغساسنة |كندة |



منطقة حائل وهجرة الطائيين إليها::

تمتد جبال الحجاز شمال المدينة نحو الشمال الشرقي حتى مدينة حائل فتكون منطقة مرتفعة كانت تعرف ببلاد الجبلين ( أجا وسلمى ) أو جبلي طيء وذلك بعد نزوح قبيلة طيء من اليمن إليها , كما يطلق عليها جبل شمر , وذلك نسبة إلى اسم القبيلة التي نزحت بعد ذلك وهي إحدى بطون طيء , حيث ذاعت شهرة حائل فغدت قصبة جبل شمر والحاضرة الأميرية الهامة في بلاد العرب في العصر الحديث.
كانت تسكن هذه المنطقة قبل نزوح قبيلة طيء إليها من العرب البائدة عاد وثمود , يدلنا على ذلك تلك النقوش والحفريات وما عثر عليه من آثار ثمودية بها.
أما وقت هجرة الطائيين إلى نجد ونزولهم الجبلين فقد تضاربت الروايات التاريخية في ذلك , فرواية ابن الكلبي تشير إلى وجود بقايا من بني صحار الذين نزحوا من ارض اليمن ، فهو يذكر انه حينما سار طيء بإبله و ولده حتى نزل الجبلين راى شيخا عظيما جسيما مديد القامة على خلق العاديين ومعه امرأة على خلقه , فسألهما عن أمرهما فأخبر الشيخ انه من بقايا صحار , وأنهم أقاموا بهذين الجبلين عصرا بعد عصر , وعندئذ طلب طيء مشاركة الشيخ الصحاري في ذلك الموضع حتى يكون له مؤنسا وخلا , فوافق الشيخ على ذلك , لكنه لم يلبث إلا قليلا حتى هلك , فخلص المكان لطيء وولده.
لكن الرواية الأخرى تقول بأن الطائيين عندما نزحوا من واديهم طريب باليمن إلى الجبلين , وجدوا زعيم جديس بعد أن أفلت من ملك حمير حسان بن تبع , وقد أفضى به الهرب حتى لحق بالجبلين قبل نزوح طيء اليهما ، ويرى احد الباحثين أن هرب الاسود بن غفار زعيم الجديسيين كان في أواخر القرن الثاني الميلادي.
ثم تستطرد هذه الرواية التاريخية حيث تشير إلى قيام الطائيين بمحاربة جديس بقيادة زعيمهم الاسود بن غفار والانتصار عليه , وان الذي حاربه لم يكن طيء (جلهمة) ولكنه هو عمرو بن الغوث بن طيء.
وتذكر هذه الرواية سبب نزوح الطائيين وهجرتهم إلى نجد من اليمن فتقول : انه لما تفرق بنو سبأ أيام سيل العرم سار جلهمة نحو تهامة , ثم وقع بينه وبين عمومته ملاحاة ففارقهم وسار نحو الحجاز بأهلة وماله , ومضى يتتبع مواقع القطر - حتى انه سمى طيئا لطيه المنازل - حتى أوغل بأرض الحجاز , فمكث بها فترة ثم نزح منها إلى وادي حائل في إقليم نجد. لم يكن طيئ جلهمة في الواقع معهم في ذلك الوقت , وإنما كان احد أحفاده وهو أسامة بن لؤي هو الذي قادهم إلى ذلك المكان , عندما عثروا على ذلك الوادي بين الجبلين حيث الخصب والنماء والمناخ المناسب , فأجا ذلك الجبل ووادي حائل وهواؤهما كان أطيب الاهوية حينذاك.
كما يصف هشام بن محمد الكلبي هذا الموضع من حيث خصوبة تربته وكثرة أشجاره : فيقول: "والمكان واسع والشجر يانع والماء ظاهر و الكلا عامر" وحيث الخصب والنماء وكثر النخل في الشعاب والمواشي.
وكانت طيء وبطونها تسكن الجوف من أرض اليمن , وكان مسكنهم واديا يدعى طريبا , وفي وادي أذنه بالقرب من مأرب , كما كانت مساكنهم أيضا في وادي يهريق وبيحان , وكانت إذ ذاك إحدى المدن ذات الحضارة القديمة ، كذلك سكنوا قصور براقش وغيرها من المدن في بلاد اليمن السعيد.
والظاهر أن نزوحهم لم يحدث دفعة واحدة على اثر انهيار سد مأرب سنة 115 ق. م , وإنما حدث ذلك على فترة زمنية , وذلك لان هذا السد قد تعرض للعديد من الانهيارات , وما كانوا يعانونه من سوء الأحوال في أعقاب انهيار في كل مرة , مما كان يدفع بالطائيين وغيرهم إلى التخلي عن مواطنهم حيث الأودية والمناطق الخصبة في كل من الجوف وبيجان واذنه وطريب , وهجرتهم نحو الشمال.
ومن خير الأدلة على ذلك أن هجرتهم هذه لم تقتصر على منطقة حائل وحدها , وإنما كما يذكر الهمداني كان نزوحهم بعد ذلك إلى جهة تيماء والى دومة الجندل من إقليم الحجاز.
وكذلك ما كان من شيوع ذكر طيء خلال القرن الثالث الميلادي في كل من نجد والحجاز , حتى صارت طيء ترادف كلمة العرب في سائر أنحاء الجزيرة عند الفرس والسريان وغيرهم من الأمم المعاصرة.
ومما يدعم ذلك الرأي انه لم تكن إحدى بطون طيء لتقوى على انتزاع بلاد الجبلين من بني اسد وفقا لرواية ابن خلدون , لولا غلبة تلك البطون الطائية وانتشارها في تلك المناطق والجهات , وهكذا تظهر أهمية تلك الهجرة الكبرى الأخيرة بقيادة أسامة بن لؤي إلى الجبلين , وكان سيد طيء آنذاك.
كما تفيد رواية ابن خلدون أن نزول كل من بني فطرة وبني الغوث كان في فيد ، وفي سميراء في جوار بني اسد أولا , ثم صارت لهم الغلبة على هذه القبيلة فكان نزولهم عندئذ في أجا وسلمى ووادي حائل واستقرارهم بعد ذلك فيها.
ويذكر أبو عبيد السكوني أن أجا نزلت به ثعل احد بطون طيء , وان سائر بني الغوث وبني نبهان كان نزولهم بسفح سلمى , أما بنو جديلة البطن الثالث من بطون طيء فلم يكن لهم في الجبلين نصيب , يتضح ذلك من رواية ابي عبيدة عندما اشترط عمرو بن الغوث حينما صارع زعيم جديس فقتله , وهكذا نزلت جديلة السهل أو الوادي بين الجبلين.
وقد أطلق ابن الكلبي على هذا الوادي اسم حائل , ولم تمض فترة من الزمن حتى شاع ذكرها على بلاد طيء جميعها , ويشير إلى ذلك الهمداني عند حديثة عن الريان احد قمم جبال أجا فيذكر أن في أسفله أدنى مياه حائل , وكما يصف القرية حائل فيقول: "هو بلد مثل يد المصافح يرى فيه الراكب من مسافة نصف نهار في وسطه رملة يقال لها رملة الاطهار".
ومن الواضح أن حائل لم يكن لها شأن يذكر قبل نزول الطائيين بواديها , واستحواذهم على السهل والجبل , حيث ارتبط اسمها بأمجادهم وأيامهم , وان غلب عليها اسم الجبلين ( أجا وسلمى ) أو جبلي طيء.
لم تكن حائل هي الموطن الوحيد للبطون الطائية بطبيعة الحال بل كانت خلال العصر الجاهلي هناك مواطن أخرى لها أقدم منها مثل فيد وسميراء والاجفر التي نزلوا بها قبل غيرها من المنازل , وقد حظيت بالشهرة مثل مدينة فيد منذ العصر الجاهلي.



يتبع