عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2010, 06:03 PM   #1

مشرفة قسم التعليم



الصورة الرمزية قلبي عذابي
قلبي عذابي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 13848
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 12-29-2012 (08:51 PM)
 المشاركات : 11,038 [ + ]
 التقييم :  50
 اوسمتي
مميز الماسنجر الاول في مسابقة أجمل صورة رمضانية 
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

Icon40 ][~> الحب التكنولوجي <~][






كيف تحول حب قيس لـ ليلى ..
إلى حب تكنولوجي في أيامنا ..؟؟ !!




إنها التكنولوجيا من جديد ,
تتسلل أيضاً إلى عالم العشق تقلبه رأساً على عقب ,
تعيد صياغته بلغة جديدة و أدوات مغايرة.


فبعد أن لبس قيس الجينز,

واستبدلت ليلى كحلتها العربية بالسيليكون

تحولت النجوى بينهما إلى ما يسمى البلوتوث

وغيّر الحمام الزاجل هندسة أعشاشه
لتصبح شبكات للبث ترسل وتستقبل
رسائل العشاق الجاهزة
وكلمات الغزل المعلبة


وبدلاً من لوعة الشوق وحرقته
التي اكتوى منها العديد من شعراء العشق العذري
أصبحنا اليوم في عصر السرعة
وما عاد من الضروري أن ينتظر قيس محبوبته عند عين الماء لساعات وساعات
فتعليمة على الموبايل و تكون ليلى جاهزة .‏

والأغرب .. أن ليلى هي التي تبدأ بالتعليمة غالباً ..
لتوحي لقيس أن الوقت مناسب للحديث معها
في غفلة عن الأهل والعيون المراقبة وعن العوازل ..

ويدفع قيس .. ثمن فاتورة الجوال .. ألافاً .. ألافاً ..
فيتعلم طريقة جديدة للتحايل على ليلاه
كي تدفع هي الفاتورة بدلاً عنه ..

والحب بينهما .. يزداد .. ويزداد ..
خاصةً وأن الحديث الغزلي المتراخي والتافه
يترافق مع المشاوير والحفلات والرحلات والرقصات والمرح ..
والعلاقة الإباحية أحياناً ..
مما يجعل لكل قيس عشرات الليلى ..
كما أن لكل ليلى .. عشرات القيس ..
وتتأجج الغيرة .. بينهما التي تُطفئها أي ليلى ..
وقيس مازال قيس .. محباً ..
وإن كان الإخلاص ينقصه والعفة غائبة عنه ..

هو قيس بحلة ٍ جديدة .. يحب ليلى الجديدة .. وتحبه ..
وإن لم تحبه لا بأس .. هناك ألف ليلى تعوضه .. عن ليلاه ..


الحقيقة اليوم :

لدينا مشكلة حقيقية في مجتمعنا الشرقي
فعلاقة الرجل بالمرأة تشكل عقدة لدينا
لذلك أي تطور أو دخيل على مجتمعنا
سيؤثر بشكل أو بآخر على هذه العلاقة .‏

وجميع المحبين قد وحدوا عبارات غزلهم المستوردة
فإذا استلطفها أحدهم أو رغب حبيبها بمصالحتها
فلا يحتاج الأمر إلا بضع ثوان
حتى تصلها رسالة جاهزة كوجبة سريعة طهيت بالميكرويف
ورحم الله جميل بثينة الذي كان يقضى أياماً وليالي
يستلهم قصيدة يناجي محبوبته .‏


التكنولوجيا الحديثة
قضت على الحالات الإبداعية الشعرية
وتبخر عدد الشعراء حتى الجفاف

التكنولوجيا جردت الحب من الأحاسيس
بل وقضت على درجاته واستسهلته
فمن يفقد محبوبته بإمكانه عبر أي جهاز موبايل
أو كومبيوتر الاستعاضة عنها في التو واللحظة .‏


و غيرة الحب أخذت مظهراً تكنولوجياً أيضاً

فبدل من أن يغار حبيبها من نظرات المعجبين
أخذ يغار من الموبايل والانترنيت
فعند لقائها معه يمضي قيسها أغلب وقته
في التفتيش بـ المسيجات
والبحث عن مرسل البلوتوث المجهول .‏


وظهرت حالة من الانتقام التكنولوجي أيضاً ‏

يقول المثل : من يحب لا يكره
ولكن حبيب اليوم ونتيجة لخلاف مع محبوبته
وبعد الفراق
يفاجيء محبوبته بعد فترة
أنه قام بتركيب صورتها على الموبايل
بشكل فاضح وبثها لجميع من يعرفونها .‏


بعضهم يرى أن علاقة العشق التي تنشأ عبر الانترنيت
هي حب العقل للعقل..

حيث يمتد طريق الود من شرق الأرض إلى غربها نحو المجهول
قافزين فوق المشاعر والأحاسيس والعاطفة
والنتيجة في أغلب الأحيان صدمة
يبدو أكثر الصدمات طرافة ً
حينما يكتشف أحدهما أن من راسله وأحبه
ينتمي لنفس صنف جنسه .

والسؤال هنا لو كان شاعرنا بشار بن برد
في أيامنا هذه فهل كان سيقول:‏
التشات يعشق قبل العين أحياناً ?‏

والخوف كل الخوف أن تستيقظ ليلى في أحد الأيام
فتجد أن قيس المودرن استبدلها بكبسولة من الدواء
إذا ما شعر بالشوق إليها .‏

وأن الأولاد يأتون متى شاء ..
لأن هناك أمهات جدد .. حاملات للجنين ..

وربما الأب والأم .. قررا الاحتفاظ بجنين جاهز لزرعه في رحم أي امرأة

وفي أي وقت شاؤوا ..
هم الثلاثة /الأب و الأم و الحاضنة/ ..
يزرعونه .. ليحصلوا على ولد اليوم ..

فكيف تتصورون .. أن يكون الحب ..
بين أولاد الأنابيب ,
المزروعة في رحم نساء أخريات ..




فتصوروا ...
يا رعاكم الله .. !!!


 
 توقيع : قلبي عذابي

,,,,,
,,,
,
,,,
,,,,,