عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2008, 08:00 PM   #1


الصورة الرمزية بقايا حلم
بقايا حلم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2747
 تاريخ التسجيل :  Feb 2006
 أخر زيارة : 11-04-2013 (03:57 AM)
 المشاركات : 18,027 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
من احاديث السمر



من احاديث السمر

لقطة غليس ...



اللقطة ما يوجد ساقطا فيلتقط من مال أو متاع أو غيره.. و«غليس» هذا الذي أضيف إلى اللقطة.. شرير مشئؤم.. ذهب من أهله لطلب السلب والنهب، والبحث عن الجريمة.. فوجد من هم على شاكلته، فكونوا عصابة تلتمس الغرات، وتتبع الغفلات. اغاروا يوما على عرب فشعروا بهم وخفوا للفتك بهم، ففتكوا وأبادوهم، وظل رمق قليل في غليس، ومكث في مكان المعركة ثلاثة أيام يقاسى جراحه، ويعاني الآمه، ويحثوا التراب على الجوارح التي يراها حوله تنهش لحوم رفاقه.. وإذا بظعن يقبل فيه رجل وامرأته وابلهم وماشيتهم، فعرجوا على مكان المعركة، ووجدوا هذا حيا، فرقوا له ورحموه، وأرادوا أن يعملوا فيه خيرا، وينالوا بسببه أجراً، ويبذروا فيه معروفا.. فحملوه وظلوا يداوون جراحه، ويطعمونه خير طعام، ويعطفون عليه كل العطف حتى برئ واستكمل قواه.

وفي غيبة من صاحب البيت راود زوجته عن نفسها، فماطلته لكي تتخلص منه بأسلوب مناسب.. ولما قدم زوجها أخبرته الخبر. وجعلت تتفاهم على الطريقة التي تسرحه بسلام، حيث عملا الخير أولا، ولا يريد ان ان يكدراه ثانيا. وكان طرف من هذه المناقشة يصل إلى أذنه، فظن أنهما يدبران أمرا لاغتياله، فابطن سوءا.. ولما رقد صاحب البيت تسلل إلى بندقيته فأفرغها في رأس صاحب البيت، وقامت امرأته فزعة مرعوبة، وامتطت صهوة الفرس، وهامت على وجهها في ظلام الليل وحتى الظهر من اليوم الآخر، حيث وجدت فريقا تلجأ إليهم، فسقطت على الأرض فغمى عليها، ولما أفاقت أخبرتهم بكامل القصة، ووصفت لهم هذا الرجل بأوصافه الخَلْقِيّة، وعلاماته الفارقة.. وكان ابن لهم شرير جاءهم خبره أنه قتل من قتل من اللصوص في المكان الفلاني، كان يحمل هذا الأوضاف تماما، فلعله كان مصابا ولم يمت ففعل هذه الجريمة.

قال الشيخ أبو العائلة: ان هذه الأوصاف تنطبق كل الانطباق على ابننا فلان، فاثنان منكم ينطلقان على فرسيهما، ويتعرفان على هذا الشرير.. فاذا وجدتماه فلانا الذي ينطبق النعت عليه فاقتلاه، وأتياني بالابل وسائر المتاع لاهدئ روع هذه المرأة، وأعيد إليها شيئا مما فقدته.. وفعلا ذهبا فوجداه أخاهما فقتلاه، واستاقا الابل وحملا المتاع وسلمها الشيخ للمرأة، وبقيت لديهم في جوار عزيز، واطمئنان وأمن.

وهكذا يقضى على الجريمة في وسط لا تسوده غير عاطفة الخير، ولا يحكمه الا تعالى النفوس عن الرذيلة، وحبها لشيوع الفضيلة..


واستشهد بعضهم على هذه القصة بهذه الأبيات:

الطيَّب ما ينبذر بالهيس

يجراك بالعكس بافعاله

علي وردت سواة غلبيس

باللي من المعركة شاله

عقب الجمايل ومره ابليس

جازاه بالبوق واغتاله



ملحوظه / ملطوووووش


 
 توقيع : بقايا حلم



رد مع اقتباس