عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2017, 03:22 AM   #1

مشرفة أقسام



الصورة الرمزية غيوض
غيوض غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19084
 تاريخ التسجيل :  Jan 2011
 أخر زيارة : 12-13-2018 (02:19 PM)
 المشاركات : 2,680 [ + ]
 التقييم :  3294
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 اوسمتي
مشرفه مميزه شكر وتقدير مميز نفحات إسلامية 
لوني المفضل : Darkorchid

اوسمتي

Ham11 ياغافلا وليالي الصوم قد ذهبت








الناس في رمضان على ثلاثة أقسام:

قسم ظالم لنفسه؛
لم يصم شهر رمضان صوماً حقيقياً فلم يحفظ حدوده ولم يتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ,
فلم يصم لسانه عن اللغو والبهتان, ولم يصم سمعه عن سماع الباطل والخنا وكل ما يغضب الرحمن,
ولم تصم عيناه عن النظر المحرم الغفلان, ولم تصم بطنه عن أكل الحرام,
ولا يداه وقدماه عن الفحش والبهتان,
فهذا كان حظه من صومه العطش والجوع وتحصيل الذل والخنوع,
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ.
(أخرجه أحمد 2/373(8843) و"النسائي" في "الكبرى" 3236 و"ابن خزيمة" 1997الألباني: ( صحيح )
انظر حديث رقم: 3488 في صحيح الجامع )

قال الشاعر:
إذا لـم يكنْ فـي السمـعِ مِنّي تَصَوُّنٌ *** وفي بصـري غَضٌ، وفي منطقي صَمْتُ
فحَظّي إذًا مِن صومِي الجوعُ والظمأ *** وإن قُلتُ: إني صُمْتُ يومًا فما صُمْتُ

فهؤلاء لم يأخذوا من الإسلام إلا اسمه ولا من الإيمان إلا رسمه,
فهم قد وقفوا عند مرتبة الإسلام ولم يتجاوزها بعد إلى مرتبة الإيمان.


والقسم الثاني: قسم مقتصد؛
صان نفسه عن كل ما يغضب الله وحفظ صومه من اللغو والباطل,
كما قال جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه:
إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من الحرام والقبيح، وليكن عليك وقار الصيام ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك
(ابن رجب: لطائف المعارف 168).

قال الشاعر:
يا غَافِلاً وَليالِي الصَّومِ قَد ذَهَبَتْ ** زادَتْ خَطَايَاكَ قِفْ بِالبَابِ وَابْكِيهَا
وَاغْنَمْ بقيـةَ هذا الشَّهْرِ تَحْظَ ** غرستَـهُ مِنْ ثِمَارِ الخيـرِ تَجْنِيـهَا

وهؤلاء هم من تجاوزوا مرتبة الإسلام إلى مرتبة الإيمان ولكنهم بعد لم يصلوا إلى مرتبة الإحسان.

والقسم الثالث: هم من سبقوا بالخيرات وتنافسوا على تحصيل الحسنات,
فهم المحسنون الذي وصلوا إلى مرتبة الإحسان فعبدوا الله حق العبادة وراقبوه حق المراقبة,
فهم المتميزون في صومهم وعبادتهم وأخلاقهم,
فلم يصوموا كما يصوم الناس بل جعلوا صومهم خالصاً لله رب العالمين
فصانوه من الشوائب وحفظوه من السفاسف والمعايب,
فصارت ألسنتهم تلهج بالذكر والدعاء, وقلوبهم يلفها الصفاء والنقاء.
فقرئوا القرآن وتدبروا معانيه,
وقامت قلوبهم بالليل تصلي لله وتناجيه.


قال الشاعر:
يا شهرُ كم لي فيكَ مِن إشراقةٍ * * * تَطوي الظلامَ وتَنشُرُ الأعراسَا
أنبتَّ بالتقوى شِعَابَ قلوبِنا * * * وسَقَيْتَ بالآيِ الكِرامِ غِراسَا
نَفحاتُكَ الغَنَّاءُ رِفْدُ سعادةٍ * * * تَستنزِلُ الرحَمَاتِ والإيناسَا
ونسائمُ الأسحارِ تَذهبُ بالضَّنَى * * * وتُهَدهِدُ الوِجدانَ مما قاسَى
وبكلِّ سانِحَةٍ مَآثِرُ سُنَّةٍ * * * مِن نُورِ أحمدَ أشرقَت نِبْراسَا


وهذه الأقسام الثلاثة هي التي عناها الله - تعالى - في محكم تنزيله
فقال سبحانه: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ *جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ) [سورة فاطر: 32-35 ].

قال الواحدي:
( فمنهم ظالم لنفسه ) وهو الذي زادت سيئاته على حسناته
( ومنهم مقتصد ) وهو الذي استوت حسناته وسيئاته
( ومنهم سابق بالخيرات ) وهو الذي رجحت حسناته.
(تفسير الوجيز للواحدي 1/.893).

وقال الرازي:
( فَمِنْهُمْ ظالم ) وهو المسيء
( وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ ) وهو الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً
( وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بالخيرات ) وهو الذي أخلص العمل لله وجرده عن السيئات.
تفسير الرازي 12/497.


قال السعدي:"
( فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ) بالمعاصي، [التي] هي دون الكفر.
( وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ) مقتصر على ما يجب عليه، تارك للمحرم.
( وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) أي: سارع فيها واجتهد، فسبق غيره،
وهو المؤدي للفرائض، المكثر من النوافل، التارك للمحرم والمكروه.
فكلهم اصطفاه الله - تعالى - ، لوراثة هذا الكتاب، وإن تفاوتت مراتبهم، وتميزت أحوالهم، فلكل منهم قسط من وراثته، حتى الظالم لنفسه، فإن ما معه من أصل الإيمان، وعلوم الإيمان، وأعمال الإيمان، من وراثة الكتاب،
لأن المراد بوراثة الكتاب، وراثة علمه وعمله، ودراسة ألفاظه، واستخراج معانيه".
(تفسير السعدي 689).

مودتي


 
 توقيع : غيوض



شكرًا سليكو