السلعة

تلقت الصفعة الثانية….
كانت تسير في الطريق وأحدهم
اخبرها بأنها ذائعة الصيت
كانت تركض في الممرات اليومية
وكان باب المخرج يركض ورائها...
يريدها أن تخلعه من جذوره
وأن تفتح على مصراعيه
كان الصوت ينادي الحقيقة الكاذبة
التي تأن بداخلها
لقد اخبرها أحدهم أنها لم تعد احتكارا
لكائن من كان..
وأخبرها بكلمات تندس من وراءه
عباراته الزائفة
أنها سلعة مطلوبة
وعليها أن تحدد...متى؟..وأين؟..وكيف؟..ولمن؟
اخبرها النورس من قبل..
عندما كانت تبكي على الموج الغارق
أنها ساذجة.. ويجب أن تتحرر من بربريتها!
وتخلع عباءات البدائية من إنسانيتها!
ويجب أن تحترف الخداع لفترة
فقد أصبحت مهنة رائجة
في الأوساط الغوغائية
لقد كان ذلك العابر صادقاً
ولقد كان ذلك الحبيب مقنعاً
وكان (( الشيطان )) سليم الرأي
فقد كانت (( نرجسية )) الباطن
وكانت صادقة فوق العادة
وكانت نادرة أكثر مما يجب
مشكلتها العظيمة.. أنها كانت مميزة!
ولكن مميزة عادية!
لا يمكنها الحوار بلغة العصر
لا سلطة... لا قوة... لا مال
أي بريق بعد ذلك
هو بريق ناقص
مع هذا النقص تبدأ تقتات..
على فتات هزيل...
تدافع عن الكرامة مرة
وتتحدث عن مبادئ القيم
و اللاقيم تارة أخرى
وتبكي الظروف...
وتنزف من الجوع الخُلقي
في وقت أصبح كل من فيه
يهضم كل شيء حتى ألآم الآخرين
ويسكن أصواتهم المنبعثة ..(( بزيفهم))
بكأس من البرود المثلج بهزل الحياة
مسكينة...
اعتقدت أنها قادرة على أن تساير الجميع
وان تضحك الجميع
ببكائها الصامت
كانت تعتقد بأن الكون سينهار
أمام تسامحها الساذج
لينزل على ركبتيه أجلالا
لضيعها الزائف
كانت..! وكانت ! ..
ولا ادري كيف ستصبح
سلعة الماضي تلك!...
هل ستصبح سلعة للحاضر؟
أم أنها سوف ستكون للمستقبل سلعة؟
الجواب سوف أشمعه بالشمع الأحمر
لكي لا تقرؤه !

نشرت في جريدة الجزيرة السعودية .. سنة 1997 م

(( بتصرف ))