عندما نصف شخص انه "بلا خجل" فهذا يعتبر اهانه له لان الخجل لا يزال يشكل رادعا للانسان عن القيام بكثير من الافعال السيئه. فالانسان بطبيعته يخجل عندما يكتشف الناس انه كاذب،
او غشاش،اوبلاامانه او بلا وفاء، ويحرص على ان يظهر امام نفسه وامام الاخرين في صورة الشخص البرئ من العيوب التي تسيئ الى سمعته .
الا ان الانقلاب في عالمنا ادى الى انقلاب الكثير من المقاييس فبات بعض الناس ينظرون الى الخجل كأنه عيب من العيوب ويعتبرون الشخص الخجول شخصا ضعيفا وعاجز عن تدبير اموره في عالم يتطلب فيه النجاح في بعض الاعمال مقدارا معينا من الوقاحه والكذب والرياء والفظاظه، بل وان الاساءه احيانا الى الاخرين بات ينظر اليها وكانها ضرب من ضروب ممارسة الانسان لحريته.
والخجل صفه اتصلت تقليديا بالمراة اكثر ما اتصلت بالرجل. وفي ادابنا وتقاليدنا ان الحياء زينة المراة، وهنا ايضا حصل انقلاب على هذه الصفه الاخلاقيه.
فاصبحت المراة تحت حجة المساواة بالرجل، تمارس افعال تسيء الى اثمن ماتتميز به وهو الحياء من الاندفاع وراء الميول التي يمكن ان تسيئ اليها والى الاخرين.
ان الخجل المبالغ فيه قد يصل الى حد المرض الذي يلجم الطاقه ويشل القدرة على الفعل. والتصرف من دون اي خجل مرض ايضا يفقد صاحبه ثقة الاخرين به، والصحيح ان يوازن المرء بين هذا وذاك، فلا يكون اسير التقليد ولا ريشه خفيفه في مهب التغيرات التي تعصف بعصرنا و بعالمنا

هل الخجل ضروري في حياة الرجل؟ والى اي حد يصل خجل الرجل؟
هل فقدت المرأة خجلها الذي تميزت به في وقتنا الحاضر؟
هل الخجل يقف عائق امام تحقيق الاهداف والرغبات للانسان؟
كيف نحافظ على الخجل دون ان يكون له رد سلبي في حياتنا؟
كيف نخرج من دائرة الخجل دون ان نؤثر او نمس العادات والتقاليد اي في الاطار المسموح به؟