اللقاء : الثاني . مع اشهر الفرسان ( الجنازه . رحمه الله )
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مسائكم : صباحكم (: جوري
اليوم لقائنا مع ثاني اشهر الفرسان
وهو حوار مع أهم وأشجع فرسان شمر والجزيره العربيه
يعد من الـشـجـعـان الأفـذاذ
أوصى له عـمه محمد العبد الله الرشيد بالحكم بعده , اشتهر بالشجاعة المنقطعة
النظير , فشـُهد له بذلك قضى أول سنين حكمه باستقرار في وأمضى بقية سنوات حكمه بحرب وضـرب
وطعان , قاد جيوشه بنفسه .
سمي (( عبد العزيز الجنازة )) نظرًا لتعلقه بالحرب والطعان , فقد علق روحـه
على طرف سيفه . خرج من يقاتل تسع سنوات متواصلة , ولم يرجع لها إلا جنازة .
ولولادة والده حكاية غريبة , لاشك أن شمر يحمدون الله يوم عصى العبد سيده
وعاش والد الفارس الذي لم يذكر من يعادله شجاعة وقوة في التاريخ الحديث . .
حتى لا نستبق الأحداث .. نترككم مع بعض التفاصيل . فهذه قصــه :
في فترة من الفترات كانت الخلافات في قد وصلت إلى حد القتل بين أبناء العمومة
لذا اضطر الفارس عبدالله العلي الرشيد للخروج خارج البلدة بعد خلافه مع أبناء عــمه
وكان عبده " حسين" يرافقه وكانت زوجة عبدالله تصر على الخروج معهم فـرفـض ,
وأمرها بالرجوع وعندما خرجوا من البلدة إذا هي خلفهم , ولم تـلبس حـذاءًا , وكانت
على وشك الولادة أيضًا , فصعـب أن يرجعوها للبلدة أو أن يتركوها , فأخذوها معهم . .
ولما كانت زوجة عبدالله الرشيد أميرة وزوجة أمير فلقد كانت تعرج أثناء مشيها حافية القدمين
على الأرض الوعرة , وحين رآها عبدالله الرشيد ضاقت نفسه بما هي عليه ,
وأنشد هذه الأبيات :
أرم النعول لمغزل العين يا حسيـن
وإلا أقطع لها من ردن ثوبك ليانه
يا حسين والله مالها سبت رجليـن
يا حسين شيّب بالضمير اهكعانـه
سبت : ما يلامس الأرض من القدم .
اهكعانه: المشي أعرج .
حثاث : الأرض الوعرة .
ولأن امرأته كانت على وشك الوضع , أمر ابن رشيد خادمه حسين أن يبقى معها
في غار حتى تلد جنينها , وأمره أيضا أن يتخلص من الجنين , ويأتي بأمه حتى
لا يعيق مسيرهم , وخوفا أن يسمع أحد الأعداء صوت الصغير ويدل على مكانهم .
بقي حسين حـتى أنجبـت المـرأة ابنها , وحـمـلـه حسين وكان يرتدى المرودن
( هو ثوب ذو أكمام واسعة ) ووضع الصغير فيه , ثم لحق بعمه وعندما قربوا
منه, سمع ابن رشيد صوت الطفل , فقال : يا حسين لماذا لم تتخلص منه ؟
فقال حسين : أفا يا عمي أتخلص من شيخ ٍ من شيوخي !
فأصبح الولد هو متعب بن عبدالله الرشيد والد عبد العزيز المتعب الشهير بالجنازه .
نعود الآن للجنازه . .
كان إذا عاد في المساء لا يخرجون السيف من يده إلا إذا وضعوها بالماء الساخن فترة , نظرا لتجمد الدم
بين يده وسيفه! عُـرف بنخوته " أخو رثعه " , والتي فرق بها عن جميع آل رشيد , الذين كانت نخوتهم
" أخو نورة " عدا عبد العزيز المتعب , ومما يـُـروى أن أصحابه لم يشبعوا من رؤية وجهه , فـقد كان
ينزل " عقاله وغترته " حتى جبينه ويضع طرفها على فمه نظرًا لحدة طبعه .
وحين نذكر مثل هذا القائد العسكري , فلا بد أن نتعرّض لأحد
أهم معاركه التي خاضها , وانـتـصر فيها انـتـصارًا كبـيـرًا .