الرجال في زمن البوتكس
عيادات التجميل تزدحم بهم
الرجال في زمن البوتكس
إن كنت تظن أن عمليات التجميل للنساء فقط فأنت واهم جدا، إذ لم تعد عيادات جراحة التجميل حكرا على النساء، بل أصبحت تزدحم بالرجال أيضا، والعدد يتزايد شهرا بعد آخر. وقد يعتقد البعض أن هذه العمليات تجذب كبار السن أكثر، لكن المفاجأة أن الغالبية العظمى من الذين يجرون عمليات التجميل من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و35 سنة. فما الأسباب التي تدفع بالرجال، خاصة الشباب منهم، إلى عيادات جراحة التجميل؟ وما العمليات الجراحية الأكثر رواجا بين الرجال؟ الإجابة في التحقيق التالي.
منذ سنوات قليلة كان وجود رجل في عيادة لجراحة التجميل أمرا نادر الحدوث، وكانت الغالبية العظمى من زبائن هذه العيادات من النساء الباحثات عن الجمال الدائم، الآن تغير المشهد فتجد في صالة الانتظار خليطا من الجنسين، وإن كانت بعض العيادات تحدد يوما للرجال الراغبين في عدم الإحراج.
إقبال متزايد
زبائن عيادات التجميل في الكويت من الرجال، ومعظمهم يتراوح أعمارهم بين 20 و35 سنة، في تزايد مستمر كما يقول استشاري جراحة التجميل محمد خلف إبراهيم:
عدد الرجال الذين يجرون جراحات التجميل في تزايد مستمر، والغالبية العظمى منهم من الشباب، بل إن عددا كبيرا من المراهقين بدأ يعرف طريقه إلى هذه العيادات أيضا. فقد جاءني مراهق يبلغ من العمر 15عاما، وطلب مني إجراء جراحة تجميل لتعديل أنفه، لكننا نرفض إجراء أي جراحة تجميل لمن هم أقل من 18 سنة إلا بحضور ولي الأمر. وأحيانا يعود هذا المراهق برفقة ولي أمره، لكن في حالات أخرى يرفض الأب إما بسبب العادات والتقاليد، أو خوفا من إجراء العملية، أو لعدم اقتناعه بالموضوع من الأساس.
وهؤلاء الشباب يدخلون إلى عيادات التجميل بلا خجل وقد اتخذوا قرارهم باجراء العملية ولديهم معرفة كاملة بمراحل العملية التي يريدون إجراءها. بل إن الكثير من الرجال ممن يجرون عمليات التجميل يتباهون بها بين أقرانهم إلى درجة أن البعض يعتقد الآن ان من لم يجر عملية تجميل أو من لا يفكر في إجرائها هو الاستثناء، وان القاعدة السائدة بين الشباب هي إجراء عمليات جراحة التجميل.
أسباب رواجها
ويحدد خلف الأسباب التي تدفع الشباب إلى إجراء جراحة تجميل قائلا:
هؤلاء الشباب الذين نطلق عليهم جيل الإنترنت والفضائيات يتابعون باستمرار آخر التطورات في جراحة التجميل، ويعرفون أحدث الجراحات والأجهزة، وبالتالي يتخذون قرار إجراء جراحة التجميل مزودا بكم هائل من المعلومات التي تبدد خوفهم من إجراء الجراحة، عكس كبار السن الذين يتخوفون من إجراء أي عملية نتيجة عدم متابعتهم للتطور الهائل الذي وصلت إليه جراحة التجميل.
أيضا من أهم الأسباب التي تدفع هؤلاء الشباب إلى عيادات التجميل الأمل في الحصول على وظيفة مرموقة، حيث يعرف هؤلاء الشباب أن بعض المهن تتطلب مظهرا معينا، وقد يكون لدى أحدهم عيب ما يريد إصلاحه بعملية تجميل من أجل الوظيفة.
ولا نستطيع أن ننسى أن الشباب يحرصون على متابعة أخبار المشاهير العرب والعالميين من الفنانين والمطربين عبر الفضائيات العربية والأجنبية، ويتأثرون بهم. وليس سرا أن بعض هؤلاء المشاهير يظهرون بين فترة وأخرى بنيولوك جذاب اكتسبوه عن طريق جراحة تجميل، فيريد الشاب تقليدهم، وليس غريبا أن نسمع من شخص يريد أنفه مثل أنف هذا المطرب او ذاك الممثل.
الشفط والأنف في المقدمة
وعن أكثر عمليات التجميل الرائجة بين الرجال في لكويت يقول د. خلف:
أكثر عمليات التجميل رواجا بين الرجال هي على التوالي عمليات شفط الدهون خصوصا من منطقة البطن، وعمليات تجميل الأنف التي تجرى بشكل شائع سواء تلك التي تقوم بتصغير الأنف أو تكبيره أو رفعه، ثم عمليات شد البطن. وبعدها تأتي المواد المكملة مثل الحقن بالبوتكس والحشوات التي تحقن في الوجنات ومعالجة الخطوط ما بين الأنف والفم، ثم السنفرة الجراحية للقضاء على حب الشباب، وأخيرا تأتي عمليات زراعة الشعر. وعمليات التجميل هذه تجرى في الكويت، لكن بعض الرجال يفضل إجراءها في الخارج، ليس بدافع السرية فهي متوافرة هنا أيضا، ولكن لأن البعض يجري العملية ذاتها في الخارج بسعر أقل.
استقرار نفسي
ويرصد د بدر العمر، أستاذ علم النفس، ظاهرة إجراء الرجال لعمليات التجميل من الناحية النفسية فيقول:
في البداية عندما نتحدث عن نظرة علم النفس لإقدام الرجال على عمليات جراحة التجميل لا بد أن نفرق بين نوعين من الرجال: الأول يعاني نفسيا بسبب عيب ما في شكله أو هيئته أو مظهره، فيلجأ إلى عمليات التجميل لتلافي هذا العيب ومن أجل أن يبدو في مظهر يشعره بالاستقرار النفسي. وهنا لا نستطيع أن ندين من يلجأ إلى هذا النوع من عمليات التجميل.
والنوع الثاني ربما يكون لديه هاجس البحث عن الشباب الدائم، فيعتقد أن الوسيلة التي تساعده على ذلك هي الذهاب إلى عيادات التجميل. لكن تصرف هذا النوع غير مقبول اجتماعيا بصورة عامة، وربما يكون مقبولا أكثر من المرأة على اعتبار أنها تبحث عن الجمال الذي يميزها وهي حجة تنتفي لدى الرجل الذي يتمتع بمظهر مقبول.
لا شك في أن المتابع لظاهرة إجراء الرجال لعمليات التجميل سيلاحظ أن أغلب من يقدم على هذه العمليات من الشباب، لماذا؟
أنا أعتقد بعيدا عن الافتراضية المرضية للموضوع أن الأمر مجرد موضة انتشرت بين هؤلاء الشباب، وساعدت على رواجها عدة أسباب: أولها الوفرة المادية التي يعيشها بعض هؤلاء الشباب حيث يستطيعون دفع تكلفة مثل هذه العلميات بسهولة، وربما يقدمون عليها كنوع من التجريب والتجديد، وإن كنت أعتقد أنه حتى الأشخاص ذوو الدخل المحدود ربما تكون لديهم الرغبة في إجراء عمليات التجميل أملا في وظيفة قد تتطلب مظهرا ما توفره هذه العمليات.
والسبب الثاني هو تقدم عمليات التجميل في العالم الذي نحن ليس بمعزل عنه.
لكن لا يجب أن نتعامل مع الموضوع كظاهرة مرضية، فكل ما في الأمر أن البعض ممن يمتلك الإمكانات المادية ولديه هاجس الوسامة والشباب الدائم يقدم على مثل هذه العمليات.
القبس الكويتيه
|