قالت لي: ياصاحبة العينين الثرثارتين ..
هذه الأيام تبدين كثيرة الصمت
حديثك في كل جمع لنا يقل بل يكاد يندر
تسمع ثم تبتسم ولا تعلق ..
لكن ما إن أنظر لعينيك حتى أرى فيهما حديث طويل ..
وحكايات كثيرة متشابكة
عيناك ثرثارتان ياصديقتي تخبرني بأسرارك مهما أخفيتيها ..
فرددت عليها:
لا أدري أتمدحينني بقولك أم تذمينني..((أتثرثر عيناي))!!!!!!!!
عجبا منك ألا يكفيك كل هؤلاء المثرثرين لتبحثي عن ثرثرة العيون ..
ألا يكفيكِ أيتها المشاكسه ما نسمع من ثرثرة هنا وهناك..
ألا تكفيكِ ثرثرة إعلامنا وقنواتنا المخيبه
ياصديقتي نحن أكثر الناس ثرثرة ..
ألا ترين كلما جد في الساحة ممن يريدون السوء بالإسلام
وبالمرأه المسلمه المحجبه المحتشمه((تحت غطاء حقوق المرأه))
نشجب ونستنكر وندبج المقالات..
أو ترين نعد بوعود أكبر منا ومن قدرتنا ومن فهمنا ..
أتجردينني من ميزة الصمت التي جاهدت نفسي لأصل إليها ..
ثم تصمينني بأني ثرثارة العين ..
أي أسرار أخبؤها لتراها أنتِ ؟
وأي حديث قالته لكِ عيناي .. وأي أسرار أفشتها لك ..
لا تتوهمي حديثا لم يقال ولا تحلمي بحديث سيقال ..
فما أصعب الوهم ..
فدعِ عيني .. فأنا لاأكاد أبصر بهما جيدا حتى أجعلهما تعبران عني ..
أما الثرثرة....
فأعترف أني إذا أردت ثرثرة فتحت فم القلم وبدأت بحديث طويل ..
لكن لا يقرأ حروفي سوى من أحب ..
حتى هذا الحبيب مل ثرثرة قلمي ورحل ..
فأظن أن قلمي سيختار الصمت يوما مثل صاحبته ..
ياصديقتي ..
دعيني أتعلم ميزة الصمت ..
وسأبحث عن نظارة سوداء لأخفي بها عينين تعاندان قراري وتثرثران لكِ
وأخشى أن تخونني وتثرثر لغيرك فأصبح بلا أسرار..