بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم لاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك ، وأصلح لنا
شأننا كله ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أما بعد:
الجزء الثالث من موضوع اللباس
لقد صعدت أجيال تنكرت لماضيها وأعراقها ، التي أصّلتها وحكمتها شريعة الإسلام
أقحم الناس أنفسهم في الميدان ، وجعلوا التحسين والتقبيح خاضعاً لممارسات
الحضارة الغربية وطيشها،
تبدّل الوزّان وبقي الميزان مختلاً، وقبّه مائلاً ، وصناجه ضائعة ،
حتى أن أحدنا ليجد بين الأم وابنتها ، أو الأب وابنه في صورة اللباس وما يشاكله
من البون الشاسع ، ما يعادل قرناً كاملا،
ألا ما أكثر الأحياء فينا وهم قتلى ، ذكور وإناث يلبسون لباساً لم يفصل لهم،
ولم يُقس عليهم ، وإنما خيط لغيرهم فأخذوه بلا إصلاح، ومشوا به فرحين كما
يمشي الطفل بحُلة أبيه يتعثر بها فيسقط سقطات يكون بها محلاً للضحك والتندر.
إن الخلل الذي تعيشه جملة من الشعوب الإسلامية في قضية اللباس والستر ، إنما منشؤه
من ممارسات خاطئة في كيفية التعامل مع الحضارة المدنية في كافة شؤونها الحياتية،
إن الإصابة بحمى اللباس ليست على درجة واحدة بين المسلمين ،
إذ أن منهم من شمل السفور والتشبه نساءه ورجاله أو الكثرة منهم ،
ومنهم من ظهر فيهم واستعلن ، وإن لم يعم ويشمل،
ومنهم من بدأ يقرع أبوابهم ، ويضع إحدى قدميه إن لم تكن وضعتا كلتاهما
حدثوا ولاحرج عن انهماك المجموع ، بما يسمى على لغة العصر ( الموضة )
حيث يتلاعب مصممو اللباس بنفسيات الجنسين ، في جذب أنظارهم تجاه كل لباس مستحدث
مهما كان انسلاخه من معاني الرجولة ، أو سمات الأنوثة العفيفة المصونة،
استنزاف للأموال ، واستخفاف بالرعاع ، ونشر للفاحشة كيفما نشر ، بعرض المفاتن وسبل
الإغراء ، حتى أصبحت الموضة تَكِأة للإثراء، ووأداً للعفاف لدى كثير من الشعوب ،
والزمن كفيل في أن يقنعوا جمهور اللاهثين في قبول الإحداث المتجدد، المتراوح بين انتشار
ما يلبس دون الركبة أوفوقها، أو ما يُفتح من الجانبين ،
ليبدو ما يتمنى المرء المسلم معه الموت،ولا أن يرى يوماً ما شيئاً من ذلك في محارمه ،
ولا أن يكون ضحية المشاهدة لما يستفز العيون من محاجرها مشرئبة
لتتقد كوامن الشهوة كالنار المتأججة في الصدر ،
إنه التفنن في إذابة الأعراض، وإغراء الشعوب بما يبعدهم عن ربهم وخالقهم
إنه التفنن في تعويد المرأة أن تبدو سافرة ، وعلى أن تقنع نفسها بأن حياتها ومستقبلها
مُرتهن بما تبديه من إغراء وتفنن في عرض التقاسيم البدنية عبر مدارك الأزياء المتجددة التي
ربما كان المشي بها أصعب من مشي على حبل مما بها من ضيق ، أو كمشي المجندل بالحديد،
ولن تستطيع صعود درجة إلا بكشف ساقيها ،
والمتحجبة منهن ربما تفننت في تقشيب الحجاب ، وإحالته إلى وضع أشد فتنة من ثوبها وصورة
وجهها ، ولطالما فتنت بعض العباءات السود ألباب الرجال ،
فكم من عباءة هي في الحقيقة أشد ماتكون إلى عباءة أخرى تسترها،
أما الشباب فحدثوا ولا حرج عن تململهم بلباسهم الرجولي ، وغدو في إشفاقٍ مشين بلباس أهل
الفن والمجون ، حتى لقد أصبح المرء الغيور يرى من أحوالهم ما يحترق به بصره مرة تلو الأخرى
أهكذا زي شباب المسلمين،
أهكذا نرى شباب المسلمين ،
إن أحدنا ليضع كفه على ذقنه ، ويقرع سنّه حيرة، يسائل نفسه :
لِمَ ؟، ومم؟، ولأي شيء يستنكف الناس لنداءات الفطرة ، وحدود شِرعة الله ومنهاجه ؟
إن مرد ذلك كله إلى إفساد البنت والشاب ، إذ معظم ممتهني دور التصاميم والأزياء هم
من اليهود في عواصم الغرب ، فهم بيوت الألبسة ومصمموها ، وهم أساتذة التجميل ودكاكينه.
انتهى الجزء الثالث من موضوع ــــــــ اللباس
انتظروا الجزء الرابع إن شاء الله تعالى
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
العرض الشجري
