بسم الله و الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله وصحبه و من والاه
اما بعد ..,
فمع التقصير في حق الله
و التفريط في حق النفس
كان لابدمن محاسبة النفوس و مجاهدتها حتى تتخلى عن الرذائل و تتحلى بالفضائل
فإذا هم الانسان بذلك وجد من ينازعه و يقول له : لاداعي لجلد الذات و تأنيب الضمير
لقد صار اقصاء الدين عن الحياة و فلسفة الذنوب و المعاصي سمه من سمات العصر الذي نعيشه لهذا كان لزاما علينا جلد ذاتنا او بمعنى اخر ان نحاسب و نجاهد انفسنا...
و النفوس ثلاثة :
النفس الاماره بالسوء و هي مأوى الشرور ومنبع الاخلاق الذميمه فيجب مجاهدة هذه النفس
النفس اللوامه: فهي النفس التي دائما تلوم صاحبها .. لما قلت هذا ؟ لما فعلت هذا ؟ فهي نفس المؤمن الذي نجده دائما يلوم نفسه اذا تجرأ بذنب او معصيه قال الحسن البصري : ان المؤمن لا تراه الا يلوم نفسه دائما
النفس المطمئنه: هي النفس التي انخلعت عن الصفاة الذميمه و تخلقت بالاخلاق الحميده
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا و زنوا اعمالكم قبل ان توزنوا فإنه اهون عليكم في الحساب غدا ان تحاسبوا انفسكم اليوم و تزينوا للعرض الاكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافيه .
قال الحسن : المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله و إنما خفّ الحساب يوم القيامه على قوم اخذوا هذا الامر من غير محاسبة , ان المؤمن يفاجئه الشيء و يعجبه فيقول "و الله اني لأشتهيك و انك لمن حاجتي و لكن و الله مامن حيلة اليك , هيهات حيل بيني و بينك, و يفرط منه الشيء فيرجع الى نفسه فيقول : ما اردت الى هذا مالي و لهذا و الله لا اعود الى هذا ابدا " ان المؤمنين قوم اوقفهم القرآن و حال بين هلكتهم و ان المؤمن اسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته لا يأمن شيئا حتى يلقى الله
وقال مالك بن دينار : رحم الله عبدا قال لنفسه الست صاحبة كذا , الست صاحبة كذا , ثم زمها ثم خطمها ثم الزمها كتاب الله فكان قائدا لها
فما يمنعما من ان نقول اننا عباد مذنبين خيره سبحانه الينا نازل و شرنا اليه صاعد يتحبب الينا بالنعم رغم غناه عنا و نحن نتبغض اليه بالمعاصي و نحن اليه محتاجون و قد اصبحنا في نعم الله مالا نحصيه مع كثرة ما نعصيه فلا ندري ايتهما نشكر اجميل ما يسر ام قبيح ما ستر , نتشرب بالانتساب لهذا الدين فهل اقمناه في حياتنا الخاصه و العامه
ام هزاع