[align=center]
مقدمة :
لا تغضب ولا تثور ايها الماضي ،،،
فقد اتيت الى هذا الدنيا حر ،،، وعشت بها حر ،،،، وعندما اتظاهر
بنسيانك ،،،، فانا حر ايضـــا ،،،
^
^
^
ذات مساء تناولت معطفي الاسود ،،،، وارتديت قبعتي السوداء ،،،
وخرجت اجوب الشوارع والذكريات ،،،،
سالكا طريقي المعتاد ،،،، لقهوتي المعتاده ،،،،
وبينما انا امشي ،، استوقفتني احدى محطات الماضي الاليم ،،،،
هكذا وبدون ادنى مقدمات ،،،،
وعلى باب تلك القهوة الزجاجــي ،،،
رأيتهـا ،،،
ارتعشت قدماي ،،، حاولت الثبات ،،،والسير بخطى متوازنـه ،،،
كانت مجرد محاولة يائسـة لابــداء قوتي وجبروتي ،،،
اهملـت النظر اليها تجاهلاً للموقف ،،،
وماهي الا لحضات حتى عادت بي عيناي لعيناها مرة اخرى ،،،،
ليتعانقا عناق الغرباء ،،،،
عناق الهجر ،،، عناقٌ يحفه الصمـت والالم ، ،،
عرفتها فورااااا ،،،، يا آلهــي كم انتي صغيرة ايتها الدنيـا ،،،
تبادلنــا النظرة تلو النظـرة ،،، هل عرفتني ؟؟؟؟
ربما لا ،،،، فوسامتي قد اخذتها السنين ،،،،،
اكملت سيري حتى اقتربت منها ،،،،
وما زلت اردد بيني وبيني ،،، هل عرفتني ؟؟
سؤال اخذ يصول ويجول في رأسي ،،،
اكتفت بالتحديق ،،،،، كعادتها ،،،،
هي كما هي ،،، وكما عهدتها ،،، لا تملك من الاسلحة سوى نظرة ساحرة ،،،،
وابتسـامة كأهازيج النوارس ،،،
وكوب قهوة ساخن ،،، يكاد يصل الى شفتيها ولا يصل ،،،،
كان الصـمت الرهيــب يخيـُــم على المكـان ،،،
رائعه تلك المخلوقة الغجرية ،،،، تمسك القهوة بيدها الشمال ،،،،
وتلف قدمها اليمنى فوق اليسرى ،،، معتدلة القامـه ،،، ممشوقة القوام ،،،
،،، انيقة حتى في لف قدميهـا ،،،،
خطوت بجانبها بهدوء تام ،،، تجاوزتها ،،،،
عادت الرعشه الى قدماي مرة اخرى ،،،،،
هل عرفتني ؟؟؟؟ ليس بعد ،،،،
بحثت عن كرسي في القهوة لاجلس ،،،، فلم اجد ،،،،
اتممت سيري بتعثر الى القهوة المجاورة ،،،،،
شعرت بحاجة الى العوده ،،،، لنظرة اخرى تحدد موقفي ،،،،،
عدت ،،،،
اقبلت اليها بتأمل ،،،
وحضر الماضي متبخترا ،،،، وصالت بي الذكريات وجالت ،،،،
تذكرت الضحك ،،،
اللهو ،،،، الغنج ،،،،، الدلع ،،، الوفاء ،،،،
الحب الطاهر ،،، تذكرت العفة
سرت بسرعه اكثر ،،،، احسست بتقدمي في العمر فجأة ،،،،
في حين بقيت هي كما هي ،،، لم تتغير ،،،،
وفجأة زاغ بصري الى السماء ،،، انشد الرحمة ( الطف بي يا ربي )
وما هي الا دقائق ،،، عدت بنظري مره اخرى ،،،،
لم اراها ،،،، اين ذهبت ،،،،
سالت هنا ،،، هناك ،،،،
لا فائدة ،،،،
اضطررت للرحيل ،،، ولمحتها في اخر الطريق تبتعد وتبادلني النظرات ،،،،
ستعود هنا ذات يوم ،،،
وستجد الخبر بأنتظارها ،،،، ثمة رجل سأل عنها ،،،، هل ستعرف ؟؟؟
هنـاك في احدى زوايـا القهـوة تركــت قلبــي ،،، ومنديل معطر برائحة العشـق
الخــالد ،،، وجرح غائر ما زال ينزف ،،،
فربما تعرفني حين تعود ،،،،،،
خاتمـة :
كم انتي فوضويه ايتها الصدفة تداهميننا بدون ترتيب ،،،،
وتتركيننا بدون ترتيب ،،،،،،
لا قمر يولد ( وذكرى خالده ) [/align]
[/align]
العرض المتطور
