[align=center]هل شاهدتم دموع وبكاء والد الشايع العائد من
الجهاد بالعراق.. لكي تعودوا للبصيرة!!
هل شاهدتم دموع وبكاء والد الشاب احمد الشايع وبالخلف والدته وهي تنتظره لتضمه لصدرها المليء بالحزن والاشتياق والألم بعد أن اصبح شابا شوهته الحرائق بأفكاره؟!
في برنامج «عودة البصيرة» على قناة المجد عدنا للخلف اشهر ماضية لنتذكر أن العملية الانتحارية التي تسببت بعدد كبير من القتلى كانت بسبب شاحنة تفجرت وحسب وكالات الأنباء كان يقودها شاب سعودي أو كما يطلق عليهم «انتحاري إرهابي»، ولكن القدر أنقذه والنتيجة 70٪ نسبة الحريق بجسمه، والسؤال المر بالفعل: كيف سيكون شعور الشاب احمد الشايع إذا أعدناه لصور الانفجار وشاهد القتلى الأبرياء والدمار الذي أوقعه بهم!!
سلمت - جواز سفري - وأموالي لمن استقبلني «من مجاهدي العراق على حد زعمهم» لكي أتفرغ لقتال المشركين في ساحة الجهاد العراق!!
من ابسط الأمور التي خالفها الشاب الشايع تسليمه وببساطة لجواز سفره الذي أؤتمن عليه من قبل البلد الذي احتضنه وترعرع من خيراته، ليكرر علينا السؤال الذي يؤرقنا باستمرار: هل وصل بهؤلاء الشباب الذاهبين للجهاد بالعراق أن تكون عندهم الحياة رخيصة لهذا الحد وهم يذهبون «للمجهول» وينظمون تحت لواء عصابات تجعلهم وقودا لاعمالهم الإجرامية وتستغل جوازات سفرهم لإرهاب أهلهم وإخوانهم في وطنه بعد أن يستغلها الإرهابيون الذين استغلوهم!!
لو تابعت عزيزي القارئ وباستمرار للقنوات الفضائية العراقية أصابتك حالة من الدهشة وأنت تشاهد قتله عراقيين عندما تعرض على التلفاز اعترافاتهم بقتلهم الأبرياء من رجال الأمن العراقيين ليس بدافع الجهاد وليس بدافع الوطنية أو خلافه ولكن الصدمة الكبرى أن ثمن هذه العمليات فقط «خمسون دولارا» أي «مائة وثمانون ريالا فقط»، ماذا لو شاهد وبتعمق شبابنا هذه الاعترافات في العراق، هل سيفكرون أن أجسادهم وأرواحهم تستحق التضحية لهذه الدرجة تحت شعار محاربة المشركين!!
تحزن كثيرا وأنت تشاهد صورة احمد الشايع قبل العراق، وتزداد حزنا وأنت تشاهده يفقد أغلى ما عنده من صحة وعافية بسبب أفلام شاهدها واستغلها أصحاب الأفكار الشاذة لإيهامه انه سيكون صلاح الدين عصره!!
هل سيدعي أصحاب الأفكار الشاذة أن اعترافات وحديث احمد الشايع كان تحت ضغط وتعذيب كما يدعون باستمرار عندما يعود أبناؤنا إلى رشدهم ويظهرون إعلاميا لتوعية إخوانهم الشباب، لنرد عليهم وببساطة: ماذا سيخسر احمد الشايع اكثر مما خسر بعد أن أنقذه الخالق عز وجل من موت انتحاري إجرامي، لن يعرف هل كان يعلم التخطيط له ام لا لو انه مات!!
أعيدوا النظر وبتمعن لبكاء والد احمد الشايع، شاهدوا كيف يضم هذا الأب «روحه» المتمثلة بابنه الشاب احمد، وهو الذي سبق أن عاش فقده واخبر عن موته، وفكروا كيف هي الليالي مرت عليه وعلى والدته المسكينة وهم ما بين فقدانه وإعلان وفاته، وما بين اتهامه بالإرهاب وقتل الأبرياء، وما بين وجوده في العراق بالعناية المركزة لمدة ثلاثة اشهر ما بين الحياة والموت، واستمعوا وبتمعن لتجربته مع الجماعات المشبوهة بالعراق، وشاهدوا اهتمام مسئولي بلاده به ورعايتهم الصحية له وشاهدوا اكثر واكثر الثوب السعودي الأبيض الذي ارتداه وهو عائد لوطنه، ثم وجهوا السؤال وبكل ألم : هل هذا هو الجهاد الذي حثنا ديننا عليه، هل من يقوم بذلك لديه أي فكر سوى الجهل والتغرير من الفئات الضالة!!
«عودة البصيرة» ندعوها لشبابنا ممن يعتقدون أن قتل الأبرياء في العراق هو الجهاد، ندعوها لمن سيتم استغلالهم كوقود مميتة لإشعال الفتنة ما بين السنة والشيعة بالعراق بدافع الجهاد، و«عودة البصيرة» نتمناها لمن تأثروا بالأفكار الهدامة واصبح تفجير المسلمين الآمنين والمدنيين الأبرياء في وطنهم الحبيب «السعودية» هو الجهاد والثمن لدخول الجنة.
نحن نحتاج لاعترافات وآلام وندم الشباب العائدين لرشدهم ليكون جيلنا الحالي والقادم اكثر «فطنة» من إرسالهم بشاحنات ملغومة لقتل الأبرياء والأطفال وهم لا يعلمون، وتلك الكارثة الأكبر!![/align]
العرض الشجري
