زواج العوانس والخطابات
.
.
.
طرق حديثة لاختيار الزوجة ... منها اللقاء خارج البلاد! ... أهالي يستنجدون بالخاطبات ... ورجال «عوانس» يرفضون الزواج
القطيف، الرياض - شادن الحايك الحياة - 26/11/08//
يبدو أن «المناخ»، في خارج البلاد، مهيأ أكثر لـ اختيار «بنت الحلال»، أو «ابن الحلال»، فلم يعد الاختيار حكراً على الشبان، ولم يعد كابوس «العنوسة» يزور النساء فقط، فالرجال اليوم باتوا «عوانس» يرفضون الزواج أملاً وانتظاراً للفتاة المناسبة، التي يظن أحياناً أنه قد لا يجدها. طريقة جديدة، ربما تضم إلى أنواع الزواج المبتكرة حديثاً «مثل المسيار وسواه»، قد لا تكون منتشرة بعد، لكنها بدأت... ولا يعلم أحد إذا كانت الخاطبات السبب في ابتكارها؟!
تتلخص الطريقة باختصار، بسفرة تعارف، إلى الخارج، تتم بإشراف الأهل ووجودهم، حتى تتوج السفرة، بسفرة أخرى إلى عالم الزوجية «عبر شهر العسل». والسبب في اللجوء إلى هذه الطريقة بالنسبة لبعضهن: «أكثر اطمئناناًً، أسهل إتماماًَ»، عازين ذلك إلى تمكن الشاب من اختيار شريكة حياته من دون وصاية من الأهل، وتتأكد الفتاة من مناسبته وجهاً للوجه.
تقول باحثة في علم الاجتماع، عبير زهدي: «الهروب من التقليدية لم يعد كلاماً في الهواء، أو نحتاً في الماء. بل انقلب إلى واقع حي، إذ خف بريق العادات والتقاليد والمعايير التي تنتقى بها الفتاة، لدى جيل الشباب الجديد، ولم تعد مغرية كما كانت في السابق. وقد يفضل الشاب العنوسة، على الزواج من فتاة لا تفهمه ولا يفهمها، وتسبب له المشكلات اليومية، ويرتبط بها قسراً وغصباً بعد أن تصبح أماً لأولاده». إذاً، في مقابل عزوف أو تأجيل من الشباب، يظهر تساهل من بعض الأهالي، أو زيجات لا عبر لقاءات عابرة أو بالصدفة، بل بتنسيق من خطّابات يقومون بتوفير الأماكن والأوقات المناسبة للقاء! كما أن هذه اللقاءات ليست مُقلقة لأولئك الأهالي، إذ يرون أنها تمنح الأولاد حُرية الاختيار وتحمل مسؤولية القرار، وهي لهدف نبيل وواضح.
منيرة عبدالعزيز، أم لأربع بنات، تفضل أن يتم زواج إحدى بناتها «باختيار وإرادة الشاب نفسه، بعيداً من ذوق والدته وشروط عائلته، لأن اختياره أبعد عن المثالية المزيفة التي قد تخدع أمه أو أخته. كما أن تسهيل هذا النوع من اللقاءات قد يخفف من قرار الشاب أن يكون عانساً، لعدم سهولة اختيار الزوجة في ظل التقاليد والعادات المتشددة». وتقول الخطابة أم عزام إن تلك الطريقة «مُجدية ولا تخالف العادات والتقاليد، أو تؤدي إلى منكر، إذ تكون واضحة وبشكل علني، وتمنح وقتاً أطول للتعارف ولاختيار الشريكـة المناسبة»، مشيرة إلى أن سرعة انتشار هذا النوع من الزواج، يدل على أن البحث عن زوجة أصبح كالمستحيل، بسبب أمهات يبحثن لأولادهن عن فتيات بمواصفات كاملة «فارعة الطول، ناصعة البياض، شبيهة بجسم عارضة الأزياء».
ولفتت إلى أن الشاب اليوم «اختلفت مُتطلباته فأصبح ينظر لزوجة المستقبل بنظرة أعمق لا تقتصر على المظهر الخارجي، فهو يُريد التقارب الفكري ومعرفة استعدادات الفتاة للزواج، ومسؤولياته، ومناسبتها له اجتماعياً». وترى الخاطبة أم عزام: «أن ارتفاع نسبة العنوسة جعل الأهالي في حال استنفار وقلق على مُستقبل بناتهن، إذ يفرون إلى الخارج بحثاً عن اللقاء الشرعي بعيداً من رقابة المجتمع وثقافة العيب»، منوهة إلى أن ازدياد حالات الطلاق «جعل الشاب يتعمق أكثر في شخصية زوجة المُستقبل ومعرفة الكثير عنها وعن عائلتها تفادياً للفشل في الزواج».
ويعزو الشيخ حسين البيات، تأخر بعض الرجال في اتخاذ قرار الزواج إلى «التردد في اختيار الفتاة المناسبة، بسبب الانفتاح الاجتماعي الحاصل، وبدأ الرجل يضع صورة مختلفة عن الفتاة التي يحلم في الاقتران بها، فأصبحت الخيارات مختلفة، وكذلك رفع معيار الجمال الذي بدأ يُرى على مستوى العالم، وهو عائد إلى الانفتاح الذهني، كما أصبح مجال الخروج إلى السفر والانفتاح عاملاً مؤثراً بشكل أو بآخر»، مشيراً إلى «غياب المشاريع الخيرية المتعلقة بالزواج». ويعتزم البيات إطلاق حملة بعد عيد الأضحى، تستمر إلى شهر محرم المقبل، تهدف إلى «وضع انطلاقة قيمية جديدة في كلفة الزواج، والتركيز على الزواج المعنوي، وليس المادي، وعلى علاقة معنوية، وليست ظاهرية، ونتيجتها تقبل الفتاة الزواج بطريقة أكثر موضوعية وعقلانية. كما سيتم طرح أفكار جديدة في الزواج».
وقال: «هناك غياب للتأثير الروحي للمعاني القرآنية، فليس من اللازم أن يكون المقبل على الزواج كاملاً من النواحي المادية كافة، أو من النواحي الظاهرية «الشكل»، فالفكر والروح لهما دور كبير». ويرى الباحث الاجتماعي عبدالله التاروتي «ان الانفتاح الإعلامي، والشروط المطلوبة في الزوجة اليوم، تماشياً مع التقليعات التي تعرض على التلفزيون والإنترنت، فاقمت من ظاهرة الرجال العوانس، وبالتالي النساء العوانس».
|