قال مركز "بخيت للاستشارات المالية" إن عددا من المستثمرين يعتقدون أن التصحيح الذي حدث بسوق الأسهم السعودية خلال الفترة من 25 فبراير/ شباط – 27 مارس/ آذار 2006، طال جميع الأسهم بدرجة متساوية أو متقاربة وهو تصور خاطئ لأنه يوجد فارق كبير في مقدار التأثر بهذا التصحيح.
وأوضح في تقرير أصدره الخميس 13/4/2006 إن أكثر الخاسرين كان سهم "الشرقية للتنمية الزراعية" بواقع 78 % بينما لم يخسر سهم "البنك السعودي الفرنسي" إلا 3 % فقط، وأن مؤشر "بخيت لأكبر 20 سهم مضاربة" تراجع 67 % وأن 9 شركات خسرت أكثر من 70 % من قيمتها، فيما كان هبوط المؤشر العام للسوق بنسبة 25 %.
وأشار إلى تراجع أسهم "بيشة للتنمية الزراعية" 76 % و"السعودية للأسماك" 75 % و"الجوف للتنمية الزراعية" و"تصنيع مواد التعبئة والتغليف" 74 % و"حائل للتنمية الزراعية" و"المنتجات الغذائية" 73 % و"المواشي المكيرش المتحدة" و"القصيم الزراعية" 71 % و"الباحة للاستثمار والتنمية" 69 %، وكلها من شركات المضاربة.
من ناحية أخرى كان الأقل خسارة البنك السعودي الهولندي بواقع 6 % و"السعودي البريطاني" 7 % ومجموعة "سامبا المالية" 14 % مصرف "الراجحي" 16 % والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) و"الاتصالات السعودية" 20 % والبنك "العربي الوطني" 21 % وبنك "البلاد" 23 % و"جرير للتسويق" 24 %.
وأكد أن الشركات الأكثر انخفاضاً هي أسهم مضاربة ارتفعت منذ بداية العام بنسب عالية دون وجود مبررات استثمارية ومعظم هذه الشركات إما تحقق خسائر أو أن أداؤها المالي ضعيف مقارنة بسعرها السوقي، أما الشركات الأقل انخفاضاً فهي ذات مراكز مالية قوية (ما عدا بنك البلاد والذي لديه محفزات استثمارية مستقبلية).
وبين أن الاستثمار في أسهم الشركات ذات العوائد الجيدة هو أكثر أمانا من الاستثمار في أسهم المضاربة التي تعتبر عالية المخاطر نتيجة تذبذبها السعري وكون الإشاعات هي المحرك الرئيسي لها.
وذكر أن شريحة كبيرة من المستثمرين تتخذ قراراتها الاستثمارية بناءا على الإشاعات، وأنهم يلجأون لهذا الأسلوب لعدم وجود مستوى مرتفع من الوعي الاستثماري الذي يمكنهم من اتخاذ قراراتهم باستقلالية تامة وبناءً على أسس استثمارية صحيحة.
وقال إنه لايمكن إلقاء اللوم على صغار المستثمرين لضعف وعيهم الاستثماري وذلك لأن مفهوم الاستثمار في سوق الأسهم يعتبر جديداً على شريحة كبيرة، إذ أن موجة الدخول في السوق بدأت مع طرح شركة "الاتصالات السعودية" عام 2003م وبعدها توالت أعداد كبيرة من المستثمرين في الدخول للسوق، وان خبرة 3 سنوات تعتبر قليلة جدا مما يبرر ضعف الوعي الاستثماري.
وأضاف أن الارتقاء بالوعي يحتاج لكثير من الوقت والجهد من كافة الأطراف ليتحول المجتمع السعودي إلى الادخار الاستثماري، وأن الأطراف المعنية هي البنوك التجارية والجهات الإشرافية والتنظيمية مثل هيئة السوق المالية والمراكز الاستشارية المتخصصة والشركات الاستثمارية الجديدة عبر تقديم خدمات التحليل والبحوث الاستثمارية، والهيئات الإعلامية الخاصة (منتديات الانترنت ومجموعات التواصل عن طريق رسائل الجوال وغرف المحادثة الافتراضية).
سيئات المنتديات
وأشار إلى أنه كان من المتوقع أن تقوم المنتديات بسد فجوة كبيرة في تثقيف المستثمر، إلا أنه و للأسف فقد كانت سيئات هذه المنتديات أكثر بكثير من حسناتها، وباتت تشكل خطراً على "صحة المستثمرين المالية" وسوق الأسهم السعودية بعد أن أصبحت هذه الوسائل مرتعاً خصباً لبث وتناقل الشائعات التي تخدم في الغالب مصالح بعض المتلاعبين في أسهم المضاربة الذين يقومون بترويج الشائعات لتحقيق مكاسب كبيرة على حساب صغار المستثمرين.
وأكد أن من أبرز سيئات هذه المنتديات هو عدم معرفة من يكتبون فيها والمصالح الحقيقية خلف هذه الكتابات مع العلم بأن هناك بعض الكتاب يكتبون بأكثر من اسم بهدف إيجاد صورة لدى القارئ بأن هذا الرأي هو لأكثر من شخص، وبالتالي تصديقه كما يتم حذف المشاركات أو إلغاء معرفات من لا يتفق مع "توصيات" المشرف على المنتدى.
ولم يستبعد أن تكون هناك أيادي سوداء خفية تهدف إلى التأثير السلبي على الاقتصاد السعودي من خلال خلق بلبلة في سوق الأسهم السعودي، فمن المستفيد من بث الإشاعات والتهم والقذف بالمؤسسات العامة والخاصة والقائمين عليها!.
وذكر أنه يقف خلف معظم هذه المنتديات أشخاص ذوو منافع خاصة يشكلون "لوبيات" للعمل لمصالح مشتركة، وللترويج للأسهم التي يملكونها من أجل رفع قيمة محافظهم الخاصة.
العربية
JOKAR
العرض الشجري
