.. ~ مظاهر الاحتفال بالعيد عند أهالي حائل بين المــآاضي والحاضر ~ ..

فكرة :ماجد الشبيب


إعداد : خالد السليمي .. يوسف السليمي .. ممدوح العنزي (إخبارية حائل )حائل:
من الماضي إلى الحاضر تختلف مظاهر الاحتفال بالعيد بمنطقة حائل ، وتعددت أقوال أهل حائل حول مظاهر الاحتفال بالعيد بين الماضي والحاضر، فالطقوس الماضية اختلفت عن الحاضرة مع أحداث الحياة المتطورة .. وقد التقت " إخبارية حائل " بعددٍ من الأهالي الذين أبدوا آراءهم حول مظاهر العيد التي اعتبرها بعضهم تغيرت كثيرا عن الماضي ، فيما اعتبرها آخرون لم تختلف كثيرا ، أوان اختلافها بسيط

الشيخ عليان الطهيمي عضو مجلس منطقة حائل سابقا ورجل الأعمال المعروف في منطقة حائل ذكر أن العيد الحالي لا يختلف كثيرا عن العيد الماضي, فالاختلاف بسيط, والعيد الحالي أفضل من الماضي، وذلك بتوافر الوسائل الحديثة والحضارية التي من أهمها وسائل الاتصال والمواصلات، واصفا ذلك التطور الحاصل بنعمة الله ـ عزوجل ـ, فاليوم يتعايد الناس في وقت واحد في جميع أنحاء العالم. وعن الطقوس التي اعتادها الناس في الأعياد في الماضي، فهو المعايدة داخل المسجد ومن ثم الانتقال إلى المنازل والأسواق معايدة من لم تتم معايدته داخل المسجد. ويقضي الناس في الماضي باقي أيام العيد في التزاور لأقاربهم خارج المدينة, ونوه الطهيمي إلى أن العادات الحسنة والرجولية ما زالت باقية في حائل، وما زال يحرص عليها الأبناء ورثا عن آبائهم وأجدادهم، ولله الحمد.






وتحدث الشيخ/ نعيم وصل الحنيني الذي أكد أن أبرز مظاهر العيد في السابق، هي معايدة الكبير والجار، إذ يعدان من أهم الأعمال التي يفعلها الناس في الماضي، والجار كان أهم من الأقارب في ذلك الوقت. وعن الاستعداد للعيد، ذكر الحنيني أن من أهم تلك المظاهر شراء ملابس العيد من سوق الملابس التي كانت تقع بالقرب من مركز سماح سنتر حاليا. وقد كانت عبارة عن خيام للتجار يعرضون بها بضاعتهم المختلفة. وعن الإعلان عن العيد ذكر الحنيني أن علم العيد يأتي إليهم عن طريق الراديو الذي يكون عند أحدهم، وأيضا كان هناك المدفع الذي يطلق أكثر من خمس طلقات إعلانا للعيد، حيث كان يطلق طلقة واحدة عند الإفطار.





الأستاذ/ محمد يعقوب القديري فلسطيني - معلم سابقا في مدينة حائل ومقيم حاليا في حائل ـ، قال: إن العيد في الماضي جميل, وكان الجميع في استعداد له.. وقد كانت النساء ليلة العيد يقمن بإعداد طعام العيد استعدادا لوضعه للرجال بعد عودتهم من صلاة العيد, ليبدأ التعايد المعتاد بين العائلة، ومن ثم الأقارب والأصدقاء. وأبان القديري أن العائلة الواحدة الآن توسعت في البناء والسكن فنجد أحدهم في حي والآخر في حي آخر.






وأوضح الشيخ علي سعد السعدي أنه قديما كان مسجد أهالي حائل واحد يجتمع فيه للصلاة جميع أهالي مدينة حائل والقرى المجاورة له سواء في الشمال أو الجنوب, ويبدأ العيد من المسجد، حيث تجمع الأسرة والأقارب ومن ثم الذهاب إلى أداء العرضة السعودية قرب سوق عفنان ــ وحاليا دوار عفنان ــ، ومن ثم التوجه إلى ميدان سباق الخيل وهو متنزه الأمير سعود حاليا، حيث يتم هناك استقبال أمير المنطقة لأبناء حائل. ومن ثم العودة إلى إكمال العيد بين المنازل وسط حائل.





وأما الأستاذ/ موسى عبد العزيز السويداء فقد أوضح أن للعيد خاصيته في الماضي, حيث الحرص التام على التجهيز للعيد قبله بيوم أو يومين, وأبان السويداء أن الموروث الحائلي خلال الأعياد ما زال موجودا. كما أبان السويداء أنه سابقا كان لكل منزل عائلة طريقته الخاصة في الاحتفال بالشكل الجمالي الذي تراه تلك العائلة مناسبا.






أما رجل الاعمال الشيخ /عبيد عبد الله السليمي فقال للعيد في الماضي رونقه وميزته وللحاضر أيضا رونقه وميزته, ففي الماضي كان الكبير والصغير يفرح بقدوم العيد أكثر من اليوم, وما زالت الفرحة ـ ولله الحمد ـ مستمرة بقدوم العيد حتى في زمننا الحاضر، لكن تختلف عن سابق زماننا.
فقبل العيد بأيام يبدأ الاستعداد له بالتحضير, وهذه مناسبة دينية عظيمة يجب علينا نحن المسلمين الاحتفاء بها، وكيف لا ورسولنا ــ صلى الله عليه وسلم ــ قد احتفل به ولبس الجديد، وأوضح صلى الله عليه وسلم أن للمسلمين عيدين هما عيد الفطر (الذي نعيشه اليوم) وعيد الأضحى.

وأبان السليمي أنه كان في الماضي التعايد يحمل نوعا من المتعة المشقة في الوقت ذاته كون المعايد يذهب إلى من يريد معايدته في بيته.. وقد يجده قد ذهب هو الآخر لمعايدة أحد أقاربه أو جيرانه أو أصدقائه، وهذا مغاير للحاضر الذي نجد أن المعايد يحدد الوقت المناسب للزيارة لمن يريد معايدته سواء بالجوال أو حتى الإنترنت في هذا الزمن. وأوضح أن الضيف في السابق ينزل عند المضيف في بيته طيلة أيام الأعياد الثلاثة، وأما اليوم فبتوسع العمران وزيادة الخيرات من حكومتنا الرشيدة أصبح الضيف يستأجر لأهله في منزل يكون عادة قريب من المضيف، وهذا يعود أيضا إلى توسع عائلة الرجل الواحد الذين كانوا صغارا سابقا، واليوم ــ ولله الحمد ــ تجد معهم أبناءهم مما يضفي على العيد وخاصة على كبار السن رونقا آخر في ظل وجود أحفادهم بينهم في العيد.

وشكر السليمي الله ــ عز وجل ــ على توالي النعم والخيرات التي لم تكن متوافرة في زمن مضى.. كما شكر حكومة خادم الحرمين الشريفين على الحرص على مواكبة التطور العالمي الذي نشهده الآن الذي سيشهده أبناؤنا من بعدنا إن شاء الله.
وفي ختام حديثه، رفع أحر التهاني والتبريكات إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وسمو أمير منطقة حائل وسمو نائبه وإلى جميع الأسرة المالكة والشعب السعودي والمجتمع الحائلي بمناسبة حلول عيد الفطر لعام 1431هـ، سائلا الله أن يديم الأمن والأمان على هذه البلاد.




كما تحدث الشيخ راضي الرفاع الهاملي الشمري عن العيد في الماضي وحاضرا ,حيث افاد الهاملي بان الاصل في العيد والكرم والجود باقي بين ابناء حائل منذ قِدم الزمان ,الا ان هناك تغيرا بسيطا لوحط على العيد خاصة عند الجيل الحالي من الأبناء الذين اعتادوا على التقدم والتطور في حياتهم وجميع اعمالهم ,وقد وظف هؤلاء الجيل في التعبير عن فرحتهم بالعيد,فاليوم الرسائل النصية أصبحت من اهم المعايدة في جميع الأعياد حيث كان الزمن السابق يفتقد لها .
وعرج الهاملي على ان أبناء مدينة حائل هم أسرة واحدة سواء في عيد الماضي او عيدنا اليوم ,فلايكاد تجد بيتا من بيوت اهالي حائل الا ودخله خلال ايام العيد معظم معرافهم من مدينة حائل من أي قبيلة كانت ,فالمكان واحد والزمن زمن فرحة العيد.
في السابق كان للعيد وضعا خاصا لدى الأطفال سواء بنين او بنات فنجد الشوق والتلهف للعيد يأخذ بهم مأخذ كبيرا وما ان ترى استعداد اطفال اليوم للعيد وأطفال الماضي الا ولاحظت ان هناك فرق ,فالحرص على الظهور بمشاعر الفرحة بالعيد نوعا ما قل لكن مازال موجودا ونام لان لايضمحل في ظل استخدام التكنولوجيا الجديدة التي اغنت عند بعض الناس من الزيارة لاحبابهم في منازلهم او مكان تواجدهم بالعيد.
وسال الله الهاملي ان يحفظ بلادنا من كل مكروه,كما هنأ الحكومة الرشيدة ممثلو بخادم الحرمين الشريفين وولي العهد وسمو النائب الثاني وسمو امير منطقة حائل والى كافة الاسرة الحاكمة والشعب السعودي والحائلي على وجه الخصوص.




الشيخ مهدي بن حسني بن وطبان التبيناوي أوضح ان العيد في حائل لايختلف كثيرا سواء عند البادية او الحاضرة ,وبين التبيناوي أن الجاليات والدخلاء على منطقة حائل من خارج المنطقة او حتى المملكة كانوا منبهرين من عادات اهل حائل وخاصة بمناسبة العيد ,وعن طريقة العيد ماضيا قال التبيناوي ا ناهل حائل كانوا ومازالوا يضعون العيدية التي تكون عبارة عن ذبائح امام المسجد لكي يضمنوا اكبر عدد ممكن من المواطنين لتناول العيدية .وكانت كل ايام العيد الاربعة بحائل ايام فرح ,وكان في الماضي استقبال العيد عبارة عن شراء الملابس ,كما ان السوق لم يكن مزدحما كوقتنا الحاضر وهذا يدل على سعة الرزق والتوفيق من الله.
وشدد التبيناوي في نهاية حديثه على عدم الإسراف في الولائم بالعيد واستعرض تجارب لهم سابقا في الحاجة لمثل هذه الانعام حامدا الله عز وجل على هذه النعمة ومخوفا في الوقت ذاته المسرفين من عدم استمرار النعمة في حالة الإسراف بها وصرفها بغير وجه محمود.





وتحدث الأستاذ/ محمد بن عبد الكريم السيف عضو مجلس منطقة حائل قائلا: "إن للعيد في الماضي رونقه (برستيجه) الخاص، حيث يتميز اليوم الذي قبله باسم يوم النشور ويعني نشور الأطفال للفرحة به والاستعداد له.. كما أن ليلة العيد أو ليلة الخشرة أو الحقاق لها طابع خاص. وأوضح السيف أنه وبعد التسعينيات الهجرية، التي بها تطورت مدينة حائل، فقد انفتحت المنطقة على الجديد وتحسنت ظروف الناس المعيشية.



الدكتور سعود القاسم من جامعة الدمام (من أهالي حائل) ذكر أن فرحة العيد عند الجميع رجالا ونساء ورغم البساطة التي كانوا يعيشونها كانوا يخططون للعيد، ويشعرون بسعادة حقيقية, وعادت ذاكرة الدكتور سعود إلى الوراء، متذكرا ما كان يفعله وقت صغره، حيث أوضح أنه وزملاءه الصغار كانوا يسهرون ليلة العيد، وذلك انتظارا ليوم العيد للبس الجديد.. كما كان حبهم لمعرفة أعياد الجاليات المقيمة في حائل له طابع خاص, وأوضح القاسم أنه على الرغم من تغير نمط الحياة إلا أن الصفاء والإخاء موجود لدى أهالي حائل.





المهندس عبد الرحمن السيف رئيس شركة سبكيم حرص على قضاء العيد في حائل، كون عائلته وأقاربه في حائل على رغم ترعرعه في منطقة المدينة المنورة، ومنها إلى العمل في مدينة الجبيل الصناعية. وذكر السيف أن من أهم مظاهر العيد هي زيارة الأقارب وخاصة كبار السن، حيث يجتمع أبناء العائلة بمنزل أكبرهم سنا, وكل عائلة في حائل معروف مكان كبيرهم الذي يجتمعون عنده.