مشكلة اعطال التداول !!!

عبّر مستثمرون في سوق الأسهم السعودية عن تذمرهم البالغ إزاء سلسلة الأعطال في أنظمة التداول التي عانت منها السوق في الفترة الأخيرة, ولم يستبعد عدد منهم أن تكون تلك الأعطال متعمدة، يتم تدبيرها وتنفيذها بفعل فاعل في غالب الأحيان, فيما نفى مسؤول مصرفي هذه "الاتهامات" قائلاً إن الادعاء بتعمد الأعطال هو ادعاء غير منطقي؛ لأنه يناقض الهدف الرئيس الذي وجد من أجله أي بنك، وهو خدمة العملاء.

وقال المستثمر بدر الروقي لـ"العربية.نت " إن تعطل أنظمة التداول بات سمة من سمات السوق ويؤدي الى انتشار موجة من القلق بين عموم المتعاملين تجعلهم أقل تركيزا في عمليات البيع والشراء، كما أنها تنذرهم " بخطر قادم حيث ان التجارب السابقة أثبتت أن الأعطال الفنية والتقنية غالبا ما يتبعها هبوط في المؤشر.

واضاف: " فقدت مليوني ريال تقريبا بسبب تعطل نظام التداول في أحد البنوك؛ إذ حرمني من إتمام صفقة رابحة لبيع أسهم إحدى الشركات, وهذه خسارة واحدة في تعطل واحد".

ومن جانبه, قال المستثمر "عايد الشمري" إن الخسائر الناتجة عن الخلل الفني المتكرر أكثر من أن تحصى، لاسيما أنه يحدث في سوق يضم ملايين من المتداولين يتعاملون بمليارات الريالات يوميا.

ووجه المستثمر خالد الشعلان إصبع الاتهام إلى البنوك مباشرة، قائلاً: "هناك نظام تداول في أحد البنوك مشهور بأعطاله الكثيرة، حيث يعطيه المستثمر مثلا أمر شراء أول فيتم رفضه، ثم ثان فثالث فعاشر، والجميع مرفوضة.. ولكن عندما تحين نهاية اليوم ويأتي وقت جرد الحساب يجد ذلك المستثمر نفسه وقد اشترى من الأسهم ما هو فوق طاقته المالية بكثير، لأن تلك الأوامر التي رُفضت نظريا قد تم تنفيذها فعليا، وعندما يعود المستثمر إلى ذلك البنك معترضا، يتعلل المسؤولون فيه بالأعطال الفنية قائلين نحن آسفون.. أنت الآن مدين لنا، فإذا ارتفع السوق فبع ما لديك وأعطنا حقنا، أما إذا هبط فلا حول ولا قوة".

واضاف الشعلان " في احد البنوك، كان النظام يقبل أوامر الشراء ويرفض أوامر البيع،..حتى إنني جربت إعطاء أوامر وهمية على أسهم شركات مختلفة، فكانت النتيجة واحدة، قبول أوامر الشراء ورفض أوامر البيع".


أعطال غير مبررة

من جانبه, أكد المدير التنفيذي لمركز "خبراء البورصة" يوسف قسنطيني أن هذه الأعطال أصبحت غير مبررة وغير مقبولة، و"قلما نسمع بمثلها في الأسواق العالمية"، مشدداً على الدور الحاسم الذي تلعبه الأعطال الفنية في انخفاض السوق، فانقطاع التيار الكهربائي مثلا يؤثر على جميع المتداولين تقريبا ويصيبهم بنوع من الإحباط والخوف من ضياع كل أوامر البيع والشراء التي أعطوها قبل انقطاع التيار.

وأرجع كثرة الأعطال إلى تقادم التجهيزات والبرمجيات والضغط الناجم عن ضخامة وكثرة عمليات التداول، مشيراً إلى أن البطء الحاصل في تنفيذ الأوامر يعتبر نوعا من الخلل المزمن، حيث أن الأمر الذي يحتاج لثوان معدودة، يستهلك وقتا يقارب ربع ساعة لتنفيذه، كما إن معظم عمليات التقاص لا يجري إتمامها في نفس اليوم، بل ترحل إلى يوم لاحق".

ونبه إلى أن هذا الوضع غير سار لكثير من المستثمرين، في ظل التمييز لصالح الكبار، الذين يحصلون على تسهيلات تمكنهم من إبرام صفقاتهم بسرعة تفوق بقية المستثمرين بعدة مرات، هذا علاوة على الوسيط المتواجد في البنك والجاهز لتنفيذ أية أوامر عبر الهاتف، في حال تعطلت أنظمة التداول.

وشدد قسنطيني على اهمية التدريب والتطوير الدائم الذي يضمن اكتشاف المشاكل قبل وقوعها، ووضع الحلول الملائمة لها، والتركيز على تحقيق أكبر قدر ممكن من سرعة الاتصال، باعتبار هذه النقطة مثار شكوى كثير من المتداولين، الذين يعدون أن خدمة الإنترنت لا تزال بعيدة جدا عن مستوى طموحهم، فالسرعات بطيئة وهي خدمة نظرية لا فعلية معظم الأوقات، خاصة في وقت الذروة المشهور بحدوث تقطعات كثيرة، وهذا الكلام ينطبق حتى على خدمة " دي اس إل" التي يصفها البعض بأنها مخيبة للآمال ويطالبون شركة الاتصالات بتحمل مسؤولياتها كاملة في هذا المجال، كونها المزود الوحيد لخدمة الإنترنت في المملكة.


ادعاء غير منطقي

من جهة أخرى, اكد مدير عام قطاع الشركات بالبنك "السعودي الهولندي" عبدالله آل الشيخ أن البنوك تنظر لقضية التداول نظرة استثمارية في المقام الأول، وأن الادعاء بتعمد الأعطال غير منطقي؛ لأنه يناقض الهدف الرئيس الذي وجد من أجله أي بنك، وهو خدمة العملاء.. وفي مجال الأسهم فإن للبنك مصلحة حقيقية في زيادة حجم وكمية التداول، فهذا يعني بالضرورة زيادة العمولات التي يحصّلها على عمليات البيع والشراء".

واضاف آل الشيخ" أن هناك أطرافا عدة تتصل بمسألة التداول منها بطبيعة الحال البنوك، وكذلك الاتصالات.... وإن أي شيء تقني لابد أن يعتريه الخلل مهما كان كاملا، ومن هنا كان التحديث المستمر الذي تعمل عليه هيئة السوق مع البنوك بشكل جاد، للتقليل من أحجام الأعطال.. المسألة فقط مسألة وقت".

العربية

JOKAR