ننتظر تسجيلك هـنـا


{ مجلة بعد حيي الرمضانية   )
   
{ مجمع زمزم الطبي العام بحائل   )
   
التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 

بدء إجازة عيد الفطر للمعلمين والطلاب
بقلم : جنون الشوق

قريبا
تتوالى مسيرة العطاء هنا في بعد حيي الى ان يحين قطاف الثمر فيطيب المذاق وتتراكض الحروف وتتراقص النغمات عبر كلماتكم ونبض مشاعركم وسنا اقلامكم وصدق ابجدياتكم ونقآء قلوبكم وطهر اصالتكم فآزهرت بها اروقة المنتدى واينعت . فانتشت الارواح بعطر اقلامكم الآخاذ و امتزجت ببساطة الروح وعمق المعنى ورقي الفكر .. هذا هو آنتم دانه ببحر بعد حيي تتلألأ بانفراد وتميز فلا يمكن لمداها العاصف ان يتوقف ولا لانهارها ان تجف ولا لشمس ابداعها ان تغرب.لذلك معا نصل للمعالي ونسمو للقمم ..... دمتم وطبتم دوما وابدا ....... (منتديات بعد حيي).. هنا في منتديات بعد حيي يمنع جميع الاغاني ويمنع اي صور غير لائقه او تحتوي على روابط منتديات ويمنع وضع اي ايميل بالتواقيع .. ويمنع اي مواضيع فيها عنصريه قبليه او مذهبيه منعا باتاا .....اجتمعنا هنا لنكسب الفائده وليس لنكسب الذنوب وفق الله المسلمين للتمسك بدينهم والبصيرة في أمرهم إنه قريب مجيب جزاكم الله خير ا ........ كل الود لقلوبكم !! كلمة الإدارة



« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: إستفهام لم يصل إلى إجابة؟؟؟؟ (آخر رد :مجرد حرف)       :: رسالة الى شخص لايعرفه سواك (آخر رد :مجرد حرف)       :: صبرك على دنياك لو هي عصيه (آخر رد :مجرد حرف)       :: ........ نايفات ........ (آخر رد :نايف سلمى)       :: 【تجي نبوح .؛ أخاف نبعثر هـَ الكلام جروح ..!】‏ (آخر رد :وتم بعيد)       :: في خواطرنا كلام ... (آخر رد :وتم بعيد)       :: ×( هلوسة بين قوسين )× (آخر رد :وتم بعيد)       :: بين الحنايا ..نبضه تريد الخروج.. (آخر رد :وتم بعيد)       :: ليتَـــك تقــرأ .. !! (آخر رد :وتم بعيد)       :: ♡عِندَما يأتْي الصَبَاحَ ♡ (آخر رد :وتم بعيد)      

الإهداءات
من عروس الشمال : شهر مبارك وكل عام وانتم بالف خير     من من القلب : كُل عام وانتم بخير وتقبل الله منا ومنكم 🌹     من مدري وين : مبارك عليكم الشهر ي شعب بعد حيي     من السحور : مبروك عليكم الشهر جميعاااااااا     من بعد حيي : توضيح مهم :::: الاستايل الحالي لشهر رمضان لايقبل المشاركات او الردود باللون الاسود للخط .     من بعد حيي : اعضاء واداريين ومشرفين ومراقبين وشعرا بعد حيي مبارك عليكم شهر الخير الذي كلّنا في ربوعه غير، نسأل اللّه أن يكتبنا من أهل الخير، وكل عام ورمضان ينور قلوبنا وقلوبكم بالخير ويقوّي إيمانكم وصحّتكم، ويرفع قدركم ويشرح صدوركم، وأن يجعلكم من عتقائه من النار     من السيارة : بعيد العصر ياعمري آخاف الرد يتأخر انا انطرك مادامك ترد برد يسعدني........ بوحيييي     من شهر الخير : شهر مبارك عليكم قبل الزحمه يارب تقبل منا ومنكم الصيام والقيام يارب     من امممم الـوَتَـمْ .. : رَغمَ فرطِ حنيتي تَقْسُو عليّ كُلَّ الأشياء ..!    

 
قديم 02-27-2020, 12:53 PM   #1
مشرفة قسم الاخبار والاحداث


الصورة الرمزية مزون شمر
مزون شمر متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4532
 تاريخ التسجيل :  Apr 2007
 أخر زيارة : 03-26-2024 (05:15 AM)
 المشاركات : 1,883 [ + ]
 التقييم :  38314
لوني المفضل : Cadetblue
النساء الشهيرات بمنطقة حائل



يسرني ان انقل لكم هذه السير الذاتية العطرة لعشر من النساء الشهيرات بمنطقة حائل

ممن خلدت الأحداث اسمائهن .. وحفظ تاريخ المنطقة والمملكة اسهاماتهن في العلم والثقافة والحياة الأجتماعية

ومصدر هذه السير هو كتاب ( نساء شهيرات من نجد )الصادر عن دارة الملك عبد العزيز للدكتورة دلال بنت مخلد الحربي وقد وقع في يدي قبل فترة وطلبت من احد الإخوة نسخ هذه السير لنقلها إلى المنتدى دون تصرف وكما وردت بالمصدر بهدف ان يطلع الجميع على جانب مضيء من حياتنا الاجتماعية بمنطقة حائل قبل نحو قرن من الزمن ولتعم الفائدة ..

ونظرا لأن تاريخ منطقة حائل ثري وغني بالنساء اللأتي تركن بصمة في محيطهن الاجتماعي فانني ارجو من المختصين والمهتمين والباحثين إضافة اسماء جديدة ممن لم ترد سيرهن في كتاب نساء شهيرات من نجد .. والله الموفق

بنية بنت متعب بن عبدالله بن رشيد
ولدت في حائل ابنة لمتعب بن عبدالله بن رشيد الذي تولى إمارة حائل خلال الفترة من 1283هـ/ 1866م إلى عام 1285هـ/ 1869م، ووالدتها كما تقول الرواية الشفاهية من القصيم.
ونشأت كمثيلاتها من نساء آل رشيد بجانب شقيقتها رقية، وأخيها عبدالعزيز، وعندما بلغت سن الزواج تزوجت من ابن عمها بندر بن طلال بن رشيد. ولم تنجب منه.
ومن المؤكد أنها عانت من الخلاف الذي وقع بين أفراد أسرتها وانتهى بمقتل والدها على يد زوجها بندر وإخوته، وإن كنا لا نعرف كيف قضت حياتها في مثل هذا الظرف القاسي، غير أن رواية أحدهم تشير إلى أنها بقيت زوجة لبندر الذي آل إليه حكم الإمارة (1285 ـ 1289هـ/ 1869 ـ 1872م) حتى مقتله على يد عمه محمد بن عبدالله بن رشيد.
ثم تزوجت من حمود بن عبيد بن رشيد، وحظيت بحب عميق منه، يدلل على ذلك نظمه القصائد والأبيات فيها. من مثل قوله:
إن ضاق صدري عقب روحه ربوعي
كزيت توفيق ينادي بنية

من روس قوم طيبين الفروعي
أصله وفروعه مثل فرع الودية

مادك به عرق خبيث الطبوعي
ولا حدثتها نفسها بالردية



وقوله أيضاً:
ما طقتي لك يام زرع عداوه
ولا هي على دحلى ولا هي على شين

مثل الخلوج اللي تعضض حواره
وهو عنده أغلى من جميع البعارين

وقوله
العفو منك بنت متعب تريني
دخلت ما أعرف صبحها من مسيان

سمعت بسطام يجر الونيني
وغديت مثل اللي من.... رويان


وأنجبت بنية من حمود ابناً هو عبد الإله، تعلق به والده تعلقاً شديداً، وتأثر أشد ما يكون التأثر عند وفاته.
وعندما خرج زوجها حمود إلى المدينة المنورة خرجت معه، وبقيت هناك إلى حين وفاته عام 1326هـ/1908م، ثم عادت إلى حائل التي كانت وقتذاك تحت حكم سعود بن حمود بن عبيد بن رشيد (1326/ 1908م، وما لبثت أن توفيت فيها في عام 1327هـ/ 1909م.
ولبنية إسهامات خيرية من بينها وقف مجموعة من الكتب التي تحتفظ بها أسرة آل صالح السالم البنيان في حائل، منها نسخة مطبوعة من القاموس المحيط، ونسخة من شرح منتقي الأخبار للشوكاني في ثمان مجلدات، ومنها مسجد في بريدة قريب من السوق القديم.

علياء بنت عبدالعزيز بن حميّان
تنتمي علياء إلى قبيلة شمر وهي من فخذ آلأ جعفر أحد بطون عبدة الذي ينتسب إليه أيضاً آل رشيد، وبحكم هذا الانتماء فمن المرجح ان ولادتتها ونشأتها كانت في حائل كحال الأسر المتحضرة من شمر، أو في احدى قراها، ويدفع بنا إلى الأخذ بهذا الرأي الأخير ما ورد في أحد المصادر من أن أمير حائل صالح بن عبدالمحسن بن علي (1234 ـ 1251هـ/ 1825 ـ 1818م) بعد خلافه مع ابنيها أخرجها إلى اجدى قرى حائل التي كان فيها أهلها.
فمن مثل هذه المعلومة نرجح أن أسرتها كانت تقيم في احدى قرى حائل وعلى وجه التحديد في قرية من قرى جبل أجا وانها ولدت ونشأت هناك، وكان لأسرتها "آل حميان" شأن في حائل دليل ذلك خلافهم مع أسرة آل علي الحاكمة لحائل قبل حكم أسرة ال رشيد، وأنهم فيما يبدو كانوا يتطلعون إلى الحكم وعندما فشلوا في مسعاهم ساندوا أبناء علي بن رشيد.
وقد اقترنت علياء بعلي بن رشيد الذي وصف بالتقى والورع والشجاعة، ونرجح أن ذلك في عام 1203هـ/ 1789م، لأن ولادة ابنها عبدالله كانت في عام 1204هـ/ 1790م وفقا لرأي بعض الباحثين.
واضافة إلى عبدالله أنجبت علياء من علي بن رشيد مجموعة من الأبناء هم عُبيد وعبدالعزيز، وابنة اسمها نورة، كان آل رشيد يعتزون بها.
ويبدو أن علياء وأسرتها المكونة من زوجها وأبنائها عاشوا في بداية أمرهم حياة بسيطة، وأن الزوج كان يقوم ببعض المهام التي يستشف منها موالاته للدولة السعودية الأولى، فقد كان جابياً لزكاة بادية شمر على عهد الامام سعود بن عبدالعزيز (1218 ـ 1229هـ/ 1814 ـ 1803م).
أما الأبناء فقد كانوا يتطلعون إلى الزعامة والإمارة، وظهر ذلك جلياً في نشاط عبدالله واخيه عبيد وسعيهما إلى تولي إمرة حائل، ولم يكن الوالد علي راضياً عن هذا الطموح أو راغباً فيه وفقاً لرأي بعض الباحثين، في حين ذهبأحد الباحثين إلى أن النفوذ السياسي لعلي كان محدوداً وعليه لم يكن يملك السبل التي تمكنه من الإطاحة بابن عمه والحلول مكانه في افمارة.
ونستقي من مجموع المعلومات التي وقفنا عليها والمتعلقة بعلياء، أنها كانت وراء ذلك الطموح والتطلع إلى الامارة عند ولديها، ولعل ما كان يدفعها إلى ذلك موقف أسرتها من آل علي، ويدعم هذا الرأي ما ذهب اليه احد الباحثين من ان اسباب خلاف آل رشيد مع آل علي، هو ميل آل رشيد إلى أخوالهم الذين كانوا منقسمين على آل علي "فتقويهم بأخوالهم عامل طموح لابن رشيد، وعامل خوف عند آل علي".
وفي الإمكان تبرير حفزها لابنائها وتشجيعهم على السعي إلى طلب الامارة إلى خلاف أسرتها مع آل علي، وكذلك بموقف آل علي منها اذ أخرجوها من حائل إلى احدى قراها، مما يعني انها كانت تشكل خطراً عليهم، ففيما يروى ان عبدالله بن رشيد عندما كان مختفيا في أطراف حائل هرباً من صالح بن علي جعل من زوجته رسولاً بينه وبين والدته تنقل له الحوادث والأخبار، وهذا يعني ان الأم علياء كانت تتلقط الأخبار عن الوضع في حائل وتبلغ ابنها بما يدور داخل المدينة، إضافة إلى ما كان آل حميان يوجهونه به، الأمر الذي دفع أمير حائل إلى تشديد الخناق عليها ثم إخراجها من حائل.
ولعل من أبرز الصور التي توضح قوة شخصية هذه المرأة ورغبتها الأكيدة في أن يتولى ابنها الإمارة قولها في إحدى قصائدها:
عسى يجي عدل وممشاه قادي
وتكثر عذار اللي يدور التحاويش


ولا تمدنا المصادر بأي معلومات عن الفترة المتأخرة من حياة علياء ولا عن تاريخ وفاتها.


هيا بنت صالح بن ناصر الشاعر
ولدت هيا في العقد الأول من القرن الرابع عشر الهجري على وجه الترجيح اعتماداً على تاريخ ميلاد أخيها عبداللها لذي ولد في عام 1304هـ/ 1887م وبالتالي قد يكون ميلادها قريبا من ميلاده.
ووالدها هو صالح بن ناصر بن مبارك الشاعر الذي أورد له علي بن محمد الهندي ترجمة باعتباره أحد علماء حائل. وهو من أسرة اشتهرت بطلب العلم منهم أخوه عبدالرحمن ابن ناصر.
وأما والدتها فهي صفية الموسى الخطيب، التي لا تعطينا المصادر المتاحة أي معلومات عنها. وفي تلك البيئة العلمية نشأت هيا مع أخويها: عبدالله وعبدالمحسن، ومن المرجح أنها تلقت تعليما طيباً على يد والدها مثل مثيلاتها في تلك الفترة، وقد مكنها هذا العلم من أن تفتح كتاباً في منزلها في حي لبدة، كان معروفا في العقد الرابع من القرن الرابع عشر الهجري بـ"كتاب الخطيبة هيا"، كانت تدرس فيه القرآن الكريم لعدد من الفتيات يتراوح عددهن عادة بين خمس عشرة إلى عشرين، وكانت تدرسهن في الصباح إلى أذان الظهر، حيث ينصرفن عقب ذلك، وكانت تتقاضى في مقابل تعليمها للفتيات أجراً نقدياً رمزياً.
وقد توفيت ـ رحمها الله ـ في عام 1347هـ/ 1928م أو عام 1348هـ/ 1929م.


جوزاء بنت بندر بن مقحم التمياط
ولدت جوزاء على وجه التقريب عام 1312هـ/ 1892م في خب التمياط شمال حائل، لأسرة ذات منزلة اجتماعية رفيعة، توارثت مشيخة التومان من شمر، وكان والدها بندر بن مقحم ابن وطبان التمياط كأسلافه شيخاً لعشيرته، واشتهر بالحكمة والشجاعة وقوة الشخصية والمهارة الحربية، وهي صفات قيادية تتأكد من محورين:
الأول: توليه مشيخة عشيرته، وهو منصب غير وراثي بل يتحقق بموجب الانتماء العائلي، حسب العرف القبلي شريطة أن تتوافر في صاحبه صفات قيادية.
الثاني: أن بعض المصار التي وقفنا عليها تحدثت عن مواقف له، تنم في مجملها عن تحليه بتلك الصفات القيادية.
أما والدتها فهي عمشا بنت راشد بن شلاش من آل علي شيوخ عبده من شمر، ومن هنا نجد أن جوزاء كانت تنتمي إلى أسرتين من شيوخ شمر، والمؤكد أن هذا الانتماء أثر في نشأتها فحظيت بتربية مدارها الشجاعة والكرم والجرأة، فأظهرت من طفولتها ما يدل على تمسكها بالمثل العليا، ففيما يروى أنها في طفولتها سمعت بأن أفراداً من قبيلتها قاموا في إحدى المعارك بسرقة العطافة، فأسرعت تخبر والدها بما قاموا به مستهجنة تصرفهم مطالبة بإعادة ما سرقوه.
وفي اعتقادنا أن هناك عاملاً مؤثراً آخر في شخصيتها انعكس على سلوكها فيما بعد، وهو أن نشأتها كانت في عائلة أغلب أفرادها من الذكور فقد كان لها من الأشقاء راكان وعارف ونواف، ومن غير الأشقاء صحن ومحيسن ونايف ومسلط وسلطان ومحمد ووضحى والجازي فتأثرت بذلك المحيط ويتبين ذلك إلى ميلها إلى تلمس مشكلات مجتمعها.
وقد أكسبتها تلك الصفات إضافة إلى منزلتها الاجتماعية شهرة بين الناس فتطلع سادة القوم إلى الزواج منها، وهنا أقدم سعود بن عبدالعزيز بن رشيد 1226 ـ 1337هـ/ 1908 ـ 1919م) على الاقتران بها ليحقق بذلك أمرين:
الأول منهما: الاقتران بامرأة ذات خلق رفيع ونسب عريق.
والآخر: تحقيق هدف سياسي اتبعه أمراء آل رشيد في اختيار زوجاتهم الشمريات من بنات رؤوساء العشائر الكبار، والأفخاذ المشهورة في شمر، من أجل كسب تأييد القبيلة وتعزيز نفوذهم في وسطها، وخلق تحالف سياسي بين حاكم المدينة الحضرية وبين القطاع البدوي من شمر للاستفادة من كل ذلك في الغزوات مع الأطراف الخارجية، كما أن هؤلاء الشيوخ سوف يؤدون دوراً مهماً في مناصرة الأمير الرشيدي الحاكم إذا دخل في صراع مع منافس له من داخل أسرته.
وأتاح لها (أي جوزاء) الانتقال إلى قصر ابن رشيد فرصة التحصيل العلمي فقرأت القرآن الكريم وتعلمت بعض الأمور الشرعية على يد شيخ أعمى، ولا يبدو الأمر مستغرباً إذ عرف عن آل رشيد اهتمامهم بتعليم نسائهم.
وحظيت جوزاء بمنزلة عالية عند سعود بن رشيد فكان يقبل مشورتها ويأخذ بآرائها مقدراً بذلك رجاحة عقلها وما كانت تتمتع به من حكمة، وأثمر زواجها منه عن ابنتين الأولى منهما سميت زهوة، غير أنها توفيت في صغرها، ثم أنجبت ابنة أخرى، أطلقت عليها اسم الأولى غير أنها توفيت أيضاً.
وتعددت الروايات حول حياتها مع ابن رشيد ففي حين تؤكد رواية شفاهية أنها ظلت في عصمته إلى يوم مقتله في عام 1338هـ / 1919م حيث حمل إلى بيتها، تذكر رواية شفاهية أخرى أنها طلقت منه قبل مقتله، وأن زوجاته اللاتي كن في عصمته حين مقتله هن: فهذة بنت العاصي بن شريم الشمري، وشاهة بنت غضبان الوجعان الشمري، ولولوة بنت صالح بن سلامة السبهان، والعنود بنت سالم بن حمود بن عبيد بن رشيد، وتؤكد الرواية الشفاهية الأخيرة ما أشارت اليه مضاوي بنت طلال الرشيد.
وبعد حياتها مع ابن رشيد توالت على جوزاء أحداث وخطوب مكدرة، فقد تزوجت من فهد بن هذال شيخ العمارات من عنزة، وأقامت معه في موظنه بالعراق، وعندما شعر ابن هذال بقوة شخصيتها وما أدى إليه ذلك من مكانة رفيعة لها بين الناس الذين أعجبوا بذكائها وحسن تصرفها وكرمها، بادر إلى طلاقها مردداً انه: "لا يجتمع في البيت كريمين"، فتزوجت من بعده حاكم بن مهيد شيخ الودعان من عنزة أيضاً، وأنجبت له ابنه مقحم الذي سعت إلى تأصيل الأخلاق الكريمة والشهامة والخصائل الحميدة في نفسه، غير أنه توفي وهو في السادسة من عمره، تاركاً في نفسها ألماً وحزناً قاومتهما بالصبر، وأن زاد في أحزانها فقدها لزوجها نفسه، بعد فترة قصيرة.
وتبدو هذه المرأة الجلدة الصابرة، ذات القوة والشكيمة، متعلقة بالحياة، لا يداخلها اليأس، فقد تزوجت بعد وفاة ابن مهيد بعلي السليمان العبيد أحد شيوخ الدليم من طيء المقيمين في الرمادي بالعراق، وطلقت منه لتتزوج من جديد بوطبان بن فيصل الجرباء، وتنجب منه ابنة دعتها شريفة، توفيت في سن صغيرة، ولم يستمر زواجها من ابن الجرباء بل انتهى بالطلاق، وهو آخر أزواجها وفقاً للمعلومات التي اطلعنا عليها.
لقد كانت جوزاء رغم كل الصعوبات التي شهدتها في حياتها، أمرأة صابرة، مؤثرة في مجتمعها بما كانت تقدمه من أعمال الخير، فقد عرف عنها أنها كانت تسعى إلى إصلاح ذات البين، وعتق الرقاب، وحل مشاكل التحيير وغيرها من مشاكل الزواج حتى لقبت بـ"مجوزة العزبان".

فهده بنت العاصي بن شريم الشمري
ولدت في العقد الثاني من القرن الرابع عشر الهجري على وجه الترجيح (1326 ـ 1338هـ/ 1919 ـ 1908هـ) اعتماداً على زواجا من سعود بن عبدالعزيز بن متعب الذي يذكر حسين حسني أنه في عام 1328هـ/ 1910م كان في سن الثانية عشرة من عمره.
ولا توجد إشارة تدل على مكان ميلادها غير أنه يمكننا القول إن ولادتها كانت في المنطقة التي كانت تحل فيها عشيرتها (اليحيى من عبدة من شمر).
ووالدها هو العاصي بن شريم أحد فرسان شمر وشيخوها، ورث مشيخة عشيرته اليحيى عن أسرته، ووصف بأنه كان: "فارساً مغواراً لمع اسمه في وسط نجد وشمالها، تهابه العشائر وغزاتها وتضرب له ألف حساب".
وكان لفهده من الإخوة أربعة هم مطني وسلطان وغازي، وأخت واحدة هي شيمة، وتوضح المكانة الأسرية الرفيعة لفهدة أن نشأتها كانت في أسرة كريمة أكسبتها كثيراً من الصفات النبيلة، وأسهمت تلك المكانة التي كانت تتمتع بها أسرتها في زواج سعود بن عبدالعزيز بن رشيد بها، لتحقيق هدف سياسي اتبعه أمراء آل رشيد في الزواج من بنات شيوخ شمر لتدعيم التحالف معهم وتقوية اواصر العلاقة بين القبيلة والأمراء.
وكانت فهدة أولى زوجات سعود، ومن المرجح أن زواجها منه كان وهي في سن صغيرة نظراً لصغر سن سعود نفسه في تلك الفترة الذي تذكر الرواية الشفاهية أنه تزوج وهو في الخامسة عشرة من عمره، وأن مولد ابنه مشعل من فهدة كان في عام 1331هـ/ 1913م، ويؤكد على ما ذهبت اليه الرواية الشفاهية ما أشير اليه في لغة العرب من أنه في عام 1332هـ/ 1914م كان في السابعة عشرة من عمره، وله ولدان فقط.
ووفقاً للأحداث التاريخية التي شهدتها مرحلة حكم سعود بن عبدالعزيز يمكن القول إنها عانت مما كان يسود حائل من اضطراب ومشاحنة، وإنما كانت واقعة تحت سيطرة فاطمة بنت زامل بن سبهان جدة سعود. التي يؤكد المؤرخون أنها كانت المتنفذة في عهد حفيدها، وأنها كانت: "تحكم نساء القصر بيد من حديد".
وبعد مقتل سعود في عام 1338هـ/ 1919م تسارعت أحداث حائل فكان سقوطها على يد الملك عبدالعزيز في 29 صفر 1340هـ/ 31 اكتوبر 1921م، وحرص الملك عبدالعزيز بما عرف عنه من جانب إنساني كبير، وبعد نظر على توثيق الصلة بينه وبين آل رشيد، فأولى نساءهم عنايته، وعلى وجه الخصوص أرامل سعود بن عبدالعزيز فتزوج بفهدة في عام 1340هـ/ 1922م وتبنى ابنها.
وترى الباحثة أن من الأساب الأخرى التي دفعت بالملك عبدالعزيز الى الزواج بها ما كان لأبيها من مكانة رفيعة، وقد توثقت العلاقة بين الملك عبدالعزيز والعاصي بن شريم منذ سقوط حائل، فأصبح الأخير من أبرز المساندين للملك عبدالعزيز، وشارك معه في بعض الأعمال الحربية من بينها وقعة السبلة في عام 1347هـ/ 1929م. وأنجبت فهذة للملك عبدالعزيز عبدالله وشقيقتيه صيتة ونوف. وتوفيت فهدة في الرياض، عام 1353هـ/ 1934م.


وضحى بنت هاشم بن فرج الغريس
ولدت في روضة رمان عام 1345هـ/ 1926م وتنسب إلى آل جري من قبيلة طيء، وهي من أسرة كان لبعض أفرادها اسهاماتهم الخيرية، فجدها فرج بن مبارك الفريس كان من أعضاء هيئة النظر التي تأسست سابقاً في مدينة الروضة في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري واستمرت في العمل إلى عام 1395هـ/ 1975م، يختص عملها في حل مشكلات الناس ومعالجة قضاياهم، ومساندة كل عمل خيري يفيد المجتمع، ثم انتقلت عضوية هذه الهيئة إلى عمها يوسف بن فرج الغريس. أما والدها فكان فلاحاً، عاشت في كنفه حتى زواجها.
تعد من شاعرات حائل المشهورات، لها قصائد متداولة، من بنيها قصائد ضمنتها معاناتها في الحياة مع زوجها محمد بن فهد الرقابي آل جري، الذي سافر في طلب الرزق فغاب سبع سنوات عنها، مما اضطرها إلى أن تطلب من والدها تخليصها منه. ومما جاء في إحدى قصائدها المعبرة عن معاناتها، الأبيات التالية:
يابو فرج عطنا سريع مرده
عساك لي حيد بتالي حياتي

يايبه أنا لي سبع سنين استعده
واشيب عيني كان هذي حياتي

واونتي ونة جضيع المخدة
قعدت مثل اللي غدن بايراتي

ولما تحقق لها الطلاق من ذلك الزوج، تزوجت من إبراهيم بن عوض العامر ورزقت منه أبناء.
وتنوع شعرها على قصائد تعالج بعض المشاكل الاجتماعية، وقصائد في النصح والإرشاد، كما برعت في شعر الرثاء، وتعد قصائدها في رثاء اختها "رقية" ذات قيمة شعرية مؤثرة، ومما جاء في إحداها:
البارحة عيني عن النوم عيت
وهلت دموع حرقن حد جاله

ياليتني ما جيت لم البنية
ياليتني ما جيت مثناه جاله

اللي شماله منزل به رقية
واكبدي اللي عد سم غناله

يالقبر ما تنباج تطلع رقية
وإلا أنشدك يالقبر باللي جرى له

كما نظمت قصائد فكاهية، تدل على أنها تتمتع بشخصية ساخرة مرحة، ولها أيضاً قصائد كثيرة في مناجاة أخيها الشاعر سالم، وأبيها، وزوجها. وما تزال الشاعرة وضحى تعيش في مدينة حائل بين زوجها وأبنائها.


حسناء بنت سليمان بن سالم السويداء
ولدت حسناء السويداء في روضة رمان بمنطقةحائل، واختلف في تحديد تاريخ ميلادها فذكر أحدهم أنها ولدت في عام 1285هـ/ 1868م، في حين جعله آخر عام 1290هـ/ 1873م، ويلاحظ أن الفارق بين التاريخين ليس كبيراً مما يعني انها ولدت في فترة بينهما، ولا يعد هذا التفاوت غريباً نظراً لعدم العناية في ذلك الوقت بإثبات تاريخ الميلاد على وجه الدقة.
وتنتمي حسناء إلى أسرة آل جناح من بني خالد، وهي أسرة أنجبت مجموعة من الشعراء المشاهير من بينهم زيد بن عبدالرحمن السويداء (الأول) وزيد بن عبدالرحمن السويداء (الثاني) ومحمد بن راشد الحمد السويداء. وقد أثرت هذه البيئة الشعرية في شخصية حسناء وساعدت على صقل موهبتها فنظمت الشعر، واشتهرت به في بلدتها، وإن غلب عليها شعر الحكمة.
وتميزت شخصية حسناء بصفات منها، الأنفة وحدة الطبع، مما أدى إلى عدم توفيقها في حياتها الزوجية فطلقت أكثر من مرة، مما تسبب في معاناتها إلى زاد منها فقدها جميع أولادها الذين أنجبتهم، وهم في سن صغيرة، وهو ما دفع بها إلى أن تندب حظها في بيتين شهيرين تقول فيهما:
واحظي اللي عمي ما يشوف
أصقه ولا يوحي الداعي

ومقعطل ما يقيف وقوف
محسولة كثر الأوجاعي

وزاد من مصابها فقدها آخر أطفالها، وهو في الثامنة من عمره، بعد أن أنجبته وهي على أعتاب سن اليأس، وكان فقدها له في حادثة أليمة أذ كان ضمن مجموعة من أقرانه في أحد البساتين يلتقطون ما يسقط من النخيل من البسر الأخضر، وفي هذه الأثناء كان هناك مجموعة من الصيادين الذين يطوفون بالبساتين لصيد الطيور الموسمية، فأطلق أحدهم رصاصة أصابت الطفل في مقتل، توفي على إثرها، وعندما عرض الأمر على قاضي البلدة حكم بالدية باعتبار الحادثة غير متعمدة، ولم يرضِ الحكم حسناء التي نظمت قصيدة تظهر فيها عدم قناعتها بالحكم ولوعتها على طفلها القتيل، منها الأبيات التالية:
واجرحي اللي كبر أجا والرعيلة
كبر الهضاب اللي تدارج بها الما

كبر العقاب وما زمى من طويلة
من خشم رمان إلى خشم سلمى

والله لواني غلام لا شيله
لا احلف الا يدرج على حلقه الما

والله لاحطه عند ضاف الجديله
بمتنه ينقل لها اللبن والما

وظلت حسناء بعد هذه الحادثة في حالة حزن شديد، وعاشت تحت رعاية أخيها ناصر بن سليمان السويداء إلى أن توفاها الله عام 1325هـ/ 1933م، وعند آخر عام 1355هـ/ 1936م.
ورغم أن المهتمين بجمع الشعر الشعبي يؤكدون على غزارة شعرها إلا أنه ظل في صدور الرواة الذين تناقص عددهم مع الوقت، ولم يتبق إلا قلة منهم لا تحفظ إلا القليل من شعرها.


موضي بنت حمود بن عبيد بن رشيد
ولدت في حائل، على وجه الترجيح في العقد التاسع من القرن الثالث عشر الهجري، لأن شقيقها ماجد كان في السادسة عشرة من عمره عند زيارة آن بلنت Anne Blunt عام 1297هـ/ 1880م.
عرف والدها حمود بن عبيد بن رشيد بمساندته وتأييده لابن عمه محمد بن عبدالله بن رشيد (1289 ـ 1315هـ/ 1872 ـ 1897م) وكان له دور بارز في إيصاله إلى الحكم، كما كان شاعراً مبرزاً له قصائد متداولة وقد لفتت شخصيته أنظار الأوربيين الذين زاروا حائل في حياته ومن بينهم آن بلنت.
أما والدتها فلم نقف على اسمها، غير ان المتداول أنها من المزيريب من سنجارة من شمر، وقد أورد بعض الباحثين، معلومة عن زوجات حمود تفيد ان احداهن هي بنت جرسان النحدرة من فخذ الزميل من شمر، الأمر الذي يدفعنا إلى الاعتقاد بأنها والدة موضي، لأن المزيريب من الزميل.
ونشأت موضي في أسرة كبيرة، إذ كان لها من الأشقاء ماجد وسالم، ومن غير الأشقاء مهنا وشقيقتيه لولوة وهيا، وسلطان، وفيصل وشقيقته وضحى، وسعود وشقيقته دوشة، وعبيد وشقيقته نورة، ومتعب وشقيقته منيرة، وبسطام وعبد الإله. وحظيت موضي بمكانة خاصة بين إخواتها فكانوا يعتزون بها، لكونها كبرى أخواتها.
تزوجت موضي من ابن عمها عبدالعزيز بن متعب بن رشيد (1315 ـ 1324هـ/ 1897 ـ 1906م) فأنجبت له متعباً ومشعلاً ومحمداً ومنيرة، وبعد وفاة زوجها آل حكم إمارة آل رشيد إلى ابنها متعب (1334هـ/ 1906م)، ومع ثبوته لهذا المنصب عاشت مأساة تعد من المآسي الكبيرة التي حلت بأسرتها، ففجعت بمقتله ومقتل أخويه على يد أخوالهم، ومن هنا كان هول الفاجعة على نفسها، فإذا كان المقتولون أبناءها فالتقلة إخوانها.
وملخص تلك الفاجعة أن إخوتها سلطان، وفيصلاً، وسعوداً تآمروا على قتل أبنائها متعب ومشعل ومحمد، ولإحكام خطتهم وتسهيل تنفيذ مؤامرتهم حثوا أختهم على الخروج إلى الحج مع ابنتها منيرة وعمها عبدالله بن عبيد بن رشيد، غير ان شعور الأم جعلها تحس في داخلها بشيء من هذه المؤامرة فكان أن توجهت إلى اخيها سلطان تسأله عن حقيقة ظنها، ويورد محمد العلي العبيد في مخطوطته حواراً دار بينها وبين اخيها يتضح منه ما كان يخالجها من ألم وشعور خفي بأمر جلل يدبر لابنائها فقد: "أخذت المصحف وألقته في حجر أخيها سلطان، فقالت له يأ خي أنا دخلت عليك بالله ثم بما في حجرك إن كنت ناوياً لأولادي غدراً، وإن كان الذي حملك عليه طمعاً في الملك أن تبقيني أعزلهم عنك، وأن تكون أنت مكانهم بالحكم لتسلم حياتهم لي"، فحاول أخوها أن يبدد شعورها بأن استكبر ذلك واستعظمه أمامها فقال لها: أيحسن من مثلي أن أقتل أولاد أختي مع أني لم أذكر منهم إلا الجميل، وقد جعلوني والداً لهم، فكيف يوحي لي إيماني أن أتطرق على ذلك، سبحانك هذا بهتان عظيم، فثقي بالله أن مقامي عندهم كصفة عبد لهم حارس عليهم، وعاهدها بالله ثم بحرمة هذا الكتاب الذي بين يديها ثم بحرمة الكعبة التي هي حوّلت وجهها شطرها أنهم لم يمسهم بسوء ولا خطر بباله شيء من ذلك.
وطمأن هذا الحديث موضي فخرجت من حائل في 12 ذي القعدة 1324هـ/ 27 ديسمبر 1906م، وبعد مرور أربعة أيام على خروجها، نفذ إخوتها مؤامرتهم فقتلوا أبناءها.
ووصل هذا الخبر إلى أسماع موضي وهي تؤدي مناسك الحج، وعندما وصلت إلى المدينة المنورة توفيت.
ومن المؤكد ان وفاتها كانت بسبب شدة معاناتها وصدمتها من هذا الفعل الشنيع

________________________________________________
طريفة بنت عبدي بن علي بن رشيد
ولدت طريفة في حائل، (1251 ـ 1263هـ/ 1847 ـ 1835م) وحظيت برعاية واهتمام والدها
عبيد بن علي بن رشيد شقيق مؤسس الإمارة الرشيدية عبدالله بن علي بن رشيد الذي كان محباً للعلم حريصاً على جمع الكتب ووقفها، أسس مكتبة عهدها أبناؤه من بعده، حتى غدت حافلة بأمهات الكتب المطبوعة والمخطوطة.
وقد يسرت لها نشأتها في تلك البيئة العلمية تحصيل قدر طيب من التعليم والثقافة.
أما عن حياتها الزوجية فمن المعروفأن والدها حملها إلى الرياض وزوجها هناك بالإمام عبدالله بن فيصل (1282 ـ 1288هـ/ 1871 ـ 1865م) (1291 ـ 1307هـ/ 1889 ـ 1875م) بعد زواجه من ابنة عمها نورة بنت عبدالله بن رشيد، وكان هذا التصرف مثار نقد العائلة الرشيدية التي رأت فيه انتقاصاً من قدر عبيد، وواجهه بحقيقة هذه النظرة وازدرائهم له ابن أخيه متعب بن عبدالله بن رشيد (1283 ـ 1285هـ/ 1869 ـ 1866م) في حوار أثار نقمة عبيد وحنقه على ابن أخيه، وبالتالي أوعز إلى أبناء طلال بن عبدالله بقتله.
ولتفسير هذه النظرة المستهجنة نوضح أنه وفقاً للأعراف النجدية فإن من المعيب حمل المرأة إلى مكان إقامة الرجل للزواج بها، والصواب وفقاً لتلك الأعراف أن يتم الزواج في مكان إقامة أسرتها.
وعاشت طريفة مع الامام عبدالله بن فيصل، في فترة كانت منطقة نجد تشهد خلالها نزاعا بين أبناء الإمام فيصل بن تركي، وعلى وجه الخصوص بين عبدالله وأخيه سعود، الذي استمر حتى بعد وفاة سعود عام 1291هـ/ 1875م، بخروج أبنائه على عمهم، وفي 30 المحرم 1305هـ/17 سبتمبر 1887م أقدم محمد وعبدالله وسعد أبناء سعود، على خلع الإمام عبدالله وزجوا به، ومعه زوجته طريفة في السجن.
وأدت هذه الحادثة إلى إفساح المجال لتدخل آل رشيد في شؤون الرياض، وكان الهدف الظاهري مساندة الإمام عبدالله بن فيصل الذي تربطهم به رابطة المصاهرة، وتشير بعض المصادر إلى أن محمد بن عبدالله بن رشيد (1289 ـ 1315هـ/ 1897 ـ 1872م) هب إلى مساعدة عبدالله، لأنه استنجد به، وفي مصدر آخر نجد إشارة إلى أن من الدوافع التي دفغت بابن رشيد إلى نجدته أن بنت عبيد كانت عنده آنذاك، ويذكر حسين حسني أن الإمام عبدالله خرج من السجن بمساعدة أبن أخيه محمد بن سعود بن فيصل، وكان متزوجاً من ابنته، غير أن طريفة بقت فيه، وهو المر الذي دفع بابن رشيد إلى التوجه نحو الرياض "بقوة كافية".
ويجعل إدوارد نولد E. Nolde الوضع الذي كانت فيه طريفة أساساً لتدخل ابن رشيد، فهو يذكر أنها هي نفسها أرسلت إلى ابن عمها محمد بن رشيد تخبره بوضعها، وأن رسولها التقى بابن رشيد في مكان قريب من شقراء، فسارع بالقدوم إلى الرياض حال سماعه بالخبر.
وفي كل الأحوال يمكننا القول ان ابن رشيد اتخذ من علاقة المصاهرة، ومن الوضع الذي كانت فيه طريفة ذريعة للتدخل في شؤون الدولة السعودية، جاعلا من إنقاذها وزوجها هدفاً ظاهرياً في حين أن الهدف الحقيقي كان لتحقيق أطماعه التوسعية، وقد ألمح إلى هذا الموقف لوريمر J. G. lorimer بقوله: "إن عبدالله تزوج بنورة أخت محمد المحببة، وبعد موتها تزوج بابنة من بنات عبيد، وهكذا ارتبط بأسرة آل رشيد برباط مضاعف من المصاهرة".
ولما تم إخراج طريفة من السجن، طلب الإمام عبدالله من ابن رشيد السماح له بالإقامة في حائل، فرحب بذلك فانتقل إليها وبقي فيها مدة سنتين، ثم عاد إلى الرياض ومعه طريفة في عام 1307هـ/ 1889م حيث توفي بعد فترة وجيزة من عودته.
أما طريفة فتزوجت من أخيه محمد بن فيصل، وهو الأمر الذي أدى إلى توطيد نفوذ آل رشيد على الرياض مرة أخرى، إذ أبقى محمد بن رشيد بعد موقعة المليداء عام 1308هـ/ 1891م محمد بن فيصل أميراً على الرياض، يرتبط سياسياً بإمارة ال رشيد وهو ما يشير إليه نولده في وصفه لحادثة شهدها بنفسه فيقول: "وفي يوم 2 مارس 1893م (14 شعبان 1310هـ) حضر الأمير محمد ال سعود أمير الرياض إلى المخيم ليوم واحد، لقد كان رجلاً في حوالي الأربعين من العمر ويتمتع بسمعة مفكر عربي ضليع، ولكنه سياسياً مجرد تابع لابن رشيد.
وبقيت طريفة زوجة لمحمد بن فيصل حتى وفاته عام 1311هـ/ 1894م.
ولا تمدنا المصادر المتاحة بمعلومات عن حياتها بعد وفاته، ووفقاً للرواية الشفاهية فان طريفة لم تنجب أطفالاً من زوجيها، ومن المرجح أنها كانت تقيم في قصر في مدينة الرياض ينسب اليه الموضع المعروف ب"طريفة" وسط الرياض.
وكان لطريفة اسهامات خيرية تنم عن روح مفعمة بحب الخير تمثل في مساندتها للعلم وطلابه من خلال وقف الكتب وتشجيع طلاب العلمن فكان أن وقفت كتاب الفواكه العذاب في الرد على من لم يحكم السنة والكتاب لأحمد بن ناصر بن عثمان، وجاء نص وقفيتها كالتالي:
"يعلم من يراه بأن هذا الكتاب المسمى بالفواكه العذاب والذي يليه وقف لله لا يباع ولا يرهن ولا يوهب ولا يبدل، (فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم) وثوابه لطريفة بنت عبيد الرشيد رحمها الله تعالى، وكان الوكيل القائم على ذلك ابن أخيها ضاري الفهيد، وجعل النظر له مدة حياته ثم الصالح من ذوريته بعده، ومن بعدهم على طلبة العلم في بلد حائل، شهد بذلك الشيخ عبدالعزيز بن صالح بن مرشد، وشهد به وكتبه ابنه عبدالرحمن، ولله خير الشاهدين، حرر في 21 جمادى 1314هـ".
كما كان لها وقف مادي على طلبة العلم في الرياض وكان القائم على هذا الوقف في فترة من الفترات محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ.
وتوفيت طريفة في مدينة الرياض، ولم نقف على تاريخ محدد لوفاتها الا أننا نعتقد أن وفاتها كانت قبل 21 جمادى الأولى 1314هـ/ 27 أكتوبر 1896م، وهو تاريخ مثبت على الوقفية المشار إليها سابقاً، تضمنت ترحما عليها مما يعني وفاتها قبل ذلك التاريخ.


نورة بنت عبدالله بن علي بن رشيد

إبنة عبدالله بن علي بن رشيد الذي آل إليه حكم حائل خلال الفترة من 1251 ـ 1835م إلى 1263هـ ـ 1847م من زوجته سلمى ابنة الأمير محمد بن عبدالمحسن بن علي (ت 1234هـ/ 1819م)، وبحكم هذا الانتماء ولدت نورة في حائل، في آخر العقد الخامس من القرن الثالث عشر الهجري على وجه الترجيح.
ولعلها سميت بنورة تيمناً باسم عمتها نورة علي بن رشيد، شقيقة والدها.
نشأت في بيت إمارة، وحظيت برعاية والديها، وكانت في طفولها ترتبط بعلاقة حميمة مع شقيقها الأصغر محمد فكانت: "شقيقته المحبوبة ورفيقة صباه".
وعندما بلغ محمد مبلغ الرحال وتولى شؤون الإمارة الرشيدية كان كثيراً ما يعتزي بها في جل مواقفه الرجولية والبطولية، وإذا قصد بشفاعة أو طلب خوطب بـ: "أخو نورة"، ويؤكد هذا الاعتزاء على ما كانت تتمتع به نورة من أخلاق وصفات حسنة، علاوة على قربها الشديد منه.
كما وصفت بالجمال، واشتهرت بذلك بين سكان شبه الجزيرة العربية، والمرجح أن خصالها الحميدة وجمالها، ومكانتها الاجتماعية وشرف نسبها هي التي دفعت الامام فيصل بن تركي (1250 ـ 1254هـ/ 1834 ـ 1838م) (1259 ـ 1282هـ/ 1843 ـ 1865م) إلى خطبتها لابنه عبدالله من والدها عبدالله بن رشيد، الذي كان يرتبط به بعلاقة جيدة، وكان ذلك في فترة بين عامي 1259/ 1843م و1260/ 1844م على وجه التقريب، عندما كان عبدالله بن رشيد في زيارة للرياض. فوافق على طلب الامام فيصل مشترطاً ان يتم الزواج في حائل، فكان له ما أراد وبعد ان تمت مراسم الزواج، توجهت نورة إلى الرياض في صحبة اخيها الاكبر طلال، كما يذكر ضاري بن فهيد الرشيد.
ويعد زواج نورة من عبدالله بن فيصل بن تركي "استثنائياً" في أسرة آل رشيد لوقوعه خارج إطار الاسرة والقبيلة، اذ كانت المصاهرة تتم عادة في محيطهما وفقا للتقاليد السائدة آنذاك. وقد عزز هذا الزواج علاقة أسرة آل رشيد بآل سعود، وقوى من نفوذ عبدالله بن رشيد على الأخص، ومن سطوته أمام أعدائه بحكم علاقته بالامام فيصل التي ازدادت رسوخاً بهذا الزواج، ونستشهد بموقف اهالي القصيم الذين كانوا على عداء معه، إذ أفزعهم خبر زواج نورة من ابن الإمام فيصل، وأيقنوا بأن الإمام فيصل سوف يكون مع عبدالله بن رشيد وأصبحوا يرددون: "صار معه علينا في كل حال". ورغم أن نورة قد أنجبت لعبدالله ابنه تركي، إلا أن هناك خلافاً بين المؤرخين حول حياتها معه، فمنهم من ذهب إلى القول بأنها طلقت منه، في حين يرى آخر أنها توفيت وهي زوجة له، وسواء أخذنا بالرأي الأول، أو بالآخر فان ما نرجحه أن حياتها الزوجية انتهت قبل عام 1285/ 1869، وهو العام الذي قتل فيه أخوها متعب بن عبدالله (1283 ـ 1285هـ/ 1866 ـ 1869م) على يد أبناء أخيه طلال.
ويجدر بنا الإشارة إلى أن علاقة النسب هذه بين الامام عبدالله بن فيصل (1282 ـ 1288هـ/ 1865 ـ 1871م) (1291 ـ 1307هـ/ 1875 ـ 1889م) وشقيق نورة، محمد بنعبدالله بن رشيد كانت وراء مساندة الأخير لعبدالله بن فيصل ضد أبناء سعود بن فيصل عام 1305هـ/ 1887م، حيث توجه إلى الرياض مظهراً أنه: "أتى إليها ليدافع عن الإمام الشرعي، خاصة أنه خال ابن ذلك الإمام تركي بن عبدالله".


والله الموفق .


 
 توقيع : مزون شمر



 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

(عرض الكل الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 13
, , , , , , , , , , , ,
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:03 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010