الدرس الاول في مدرسة الحج
الدرس الاول
فيما تغمر العالم الإسلامي فرحة أيام الحج ومناسكه التي شرعها الله _سبحانه وتعالى_ تطهيراً ورحمة لعباده، تنطق الأقلام، وتسطر الحناجر، وقفات إيمانية وروحية وعلمية وتربوية وجهادية، تنهل من مدرسة الحج نماذج وأفكار وعبر كثيرة.
فلا يوجد في الدين الإسلامي ركن أو نهج أو عمل، إلا وكانت حكمة عظيمة وراءه، دبرها العزيز المنان، وكشف بعضاً منها لأولي العلم من الناس، يتدبروا فيها عظمة الخالق وجبروت مالك الملك، ورحمة الرحمن الرحيم.
دروس لا تنتهي:
ومن هذه الوقفات التربوية التي كتبت الكثير من الأقلام عنها دون أن تستطيع الإحاطة بأقل قليلها، أو تحديد معانيها ومرامها، ما يحدد الأستاذ فهد الجهني بالقول: لعلنا نقف مع بعض الدروس والعبر التي نتعلمها في مدرسة الحج، وإن شئت فقل "جامعة الحج"، ولسنا نقصد الحصر ولا العد إنما هي إشارات وإضاءات تبين روح الإسلام وعظمته.
1) الوحدة والاجتماع واتحاد الصف:
ما أعظم هذه المعاني وضرورتها ودورها في نهضة الأمة وهي واضحة جلية في شعيرة الحج، فالمسلمون يقدمون من كل مكان على الأرض مختلفون في بلدانهم وألوانهم ولغاتهم وأسمائهم، لكنهم اجتمعوا واتحدوا وتوافقوا زماناً ومكاناً ظاهراً وباطناً في الحج، وهم مع ذلك اتحدوا باطناً بحيث لو سألت أي حاج لِمَ قدمت إلى الحج؟ لَما تردد وأجابك بأنه قدم طاعة لله _عز وجل_ وطمعاً في عفوه ورحمته، والله _تعالى_ يقول: "ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ" (البقرة: من الآية199) لتكون أفعال الحج واحدة ومظاهر الوحدة والاجتماع بين الحجاج في المناسك ظاهرة لا حاجة لتفصيلها، إذن لو لم يكن في الحج إلا هذه الفائدة هذا الدرس نتعلمه ونرجع به إلى أوطاننا لكفى – والله – و لكان له الأثر الواضح والنقلة النوعية نحو سمو الأمة الإسلامية وعزها.
منقول للفائدة (اخوكم العملاق)
|