قصة عبدالرحمن التميمي ؟؟؟؟
نزل عبدالرحمن التميمي ذات يوم إلى السوق في قرية بنجد . . . ودخل عند الصائغ صانع الذهب فلفتت انتباهه ابنة هذا الصائغ . . . فقد كانت على درجة كبيرة من الجمال وتعلق قلبه بها . . . فلم يعد يبرح دكان والدها , وقد كان يسمى عبدالرحمن المطوع من شدة تدينه . . . وهو كذلك ولكنه أحب تلك الفتاة وقد كان البدو لا يزوجون الصائغ ولا يتزوجون منه . . . وهذا عبدالرحمن يحب الفتاة ولا يبرح مكانه أمام دكان والدها . . . حتى انتبهت له . . . فخطبها من والدها وتزوجها شريطة أن يبقى زواجهما سراً بينهما . . . ومضت مدة والتميمي في رغد مع زوجته . . . فحملت وأخبرت صديقتها التي أشارت عليها أن لا تبقي الأمر سراً لحفظ حق ولدها . . . فانتشر الخبر وعرف إخوانه بما حصل وحضروا له بالقرية وقالوا له نريدك للذهاب معنا . . . فرفض . . . فأخبروه . . . وخرجوا به من القرية وقصدوا البر . . . وصادف أن رأوا غزالاً في إحدى الأشجار نائماً فمد أحدهم سلاحه عصاه أو سهمه حسب ما كان متوفراً في ذلك الوقت يريد قتل الغزال فرجاه عبدالرحمن أن لا يقتله فقد ذكره بزوجته . . . إلا أنه لم يستمع له وقتله . . . ونزلوا . . . فقال له اخوته عليك الآن أن تطلقها . . . فلم يقبل . . . فأصروا عليه وهو يرفض . . . فقالوا إما أن تطلقها أو نقتل أحدكما إما أنت أو هي فطلب منه مهله يصلي بها ركعتين ويستخير الله . . . فابتعد عنهم قليلاً وصلى الركعتين وأخذ يبتهل إلى الله ثم كتب هذه الأبيات
يقول التميمـي الـذي شـب متـرفمدى العمر ما شيء في زمانـه جـاه
يا ركب يللـي مـن صحّـي تقللـوامـن نجـد للريـف المريـف مـداه
رحلنا مـن جـو عكـلا وقوضـواعلـى كـل هبـاع اليديـن خـطـاه
طووا بنـا الدهنـا والإنسـان مالـهإلا أن مـا يكـتـب علـيـه لـقـاه
لقوا جازيـن فـي دوحـة مستظلـهحمـاه عـن لـفـح السـمـوم ذراه
خذوها فلا بالرمح زرقن ولا العصـاولا قلطـوا حبـل العقـال عـصـاه
غشاها لذيذ النوم والنـوم كـم غشـامن النـاس حـذرن وابتلـوه عـداه
فقلـت نحوانـي ومثـلـي مثلـهـميشكـي اليـا مـن الزمـان وطـاه
دعوها بيلـن كـود مـن ذي فعايلـهيجزى علـى فعلـه يشـوف أمنـاه
يا شمل يا مامونة الهجـن هـو ذلـيإلـى دار مـن يصعـب علـى لقـاه
ادقاق حجل أطراف يا ناق وإن طـراعلى البـال زاده مـن عنـاه شقـاه
محا الله قصرن حـال بينـي وبينهـانجمـن مـن المولـى يهـد أبـنـاه
أبغي الياهـد العـلا مـن قصورهـاتذهـل عطيـرات الجيـوب حـيـاه
يظهر عشيري سالمن مـن ربوعهـاهـذال مطـلـوب الفـتـى ومـنـه
ألا عيـنـي اليـاريـت صاحـبـيجضعيعن لغيـري واحترمـت لقـاه
يصيـر مملوكـن لغيـري ويهتـويوساقيـه مـا ينحـي علـيّ بـمـاه
دع ذا وسل وأيها المـلا فـي محلتـمسـرا يفتـح الظلمـا شعـاع سنـاه
لا تكـن بأمـر الله تطلـق أركونـهعزايلـه وصـف السـحـاب أرداه
حـوراك تبنـي والذراعيـن زجـنمن الريـح زعاجـن وطـار سنـاه
وطا ما وطا واللي محا بعد مـا نجـاغطا ما وطا واللـي وطـاه غطـاه
محا ما محا واللي محا بعد مـا نحـامحا مـا محـا واللـي نحـاه محـاه
عصا ما نصا واللي عصا بعد ما نصانصا ما عطا واللـي نصـاه عطـاه
وإن كان لي ظن وهاجوس خاطـريقـد حـال بيـن البازميـن غـشـاه
مـن باعنـا بالهجـر بعنـاه بالنيـاومن جذ حبلي مـا وصلـت رشـاه
إلا قفا جزا الأقـا ولا خيـر بالفتـىيتبـع هـوى مـن يطيـع هــواه
خليلي يشادي خاتـم العـاج وسطـهتقـول انفـرج لـولا البـريـم زواه
خليلي خلا قلبي مـن الولـف غيـرهعفـت إلا خـلا والخـدون حــذاه
خليلي ولو جا البحـر بينـي وبينـهذبيـت روحـي فـوق غيـة مــاه
خليلـي لـو يرعـا الجـراد رعيتـهأهظلـه مـن حشمـتـه ورصــاه
خليلي لـو يـزرع زريعـن سقيتـهمن الدمع وإن شـح السحـاب بمـاه
خليلي لو يبـرز علـى الثـرا ريقـهإذا سكـر والتاجـر يزيـد شــراه
خليلي ولو يطـا علـى قبـر ميـتبأمـر الولـي حاكـاه حيـن وطـاه
خليلـي معسـول الشفاتيـن فاتـنـيكمـا فـات لقـاي الدلـي رشــاه
كن عن صغير السن حذرن ولا تكـندنـو عـن الياشفتـه بـس سـفـاه
أن كان ما جاوز ثـلاث مـع أربـعوعشـر فـلا يشفـي الفـؤاد لـقـاه
تعاديه ما يـدري تصافيـه مـا درىما سمع من غالبـي الحديـث أحكـاه
عضيت روس أناملي فـي نواجـديوقلـت آه مـن حـر المصيـبـة آه
لـو أن فـي قـول آه طـب لعلتـيكثرت أنـا فـي ضامـري قـول آه
ولما أكمل عبدالرحمن القصيدة وقع على وجهه وهم يظنونه ساجداً . . . فانتظروا وطال انتظارهم , فلما رفعوه وجدوه قد فارق الحياة . . . قتله الحب قبل أن يقتلوه
|