|
ردا على حمود أبو طالب في دعوته لمنع الحجاب في المستشفيات
رداً على د. حمود أبو طالب
أيحترم الحجاب في مستشفيات الغرب ويدعى إلى إسقاطه في معقل الإسلام ؟!
المدينة السعودية
الأحد 24 صفر 1429 - الموافق - 2 مارس 2008 - ( العدد 16384)
عبد اللطيف بريك الثبيتي
***
في مقال له بعنوان " ممنوع الاقتراب " بجريدة المدينة الأحد 17 صفر 1429 ، ( العدد 16377) دعا الأخ د. حمود أبو طالب بطريقة شبه صريحة إلى منع الحجاب في المستشفيات السعودية !
واحتج لذلك بعبارة نقلها عن مسئولة في إحدى الدول تبرر فيها لقرار منع النقاب في المستشفيات بمبررات واهية تلقاها الدكتور و بنى عليها مقاله ، مع أن ما ذكرته من مبررات لا تتجاوز مستوى الدعاوى التي تحتاج لما يثبتها .
وفيما يلي إطلالة سريعة على بعض ما نقله د. أبو طالب من تلك المبررات :
*( النقاب يعد عائقا لعملية التواصل بين الممرضة والمريض )!
لم يبين ما التواصل الذي يعيقه النقاب بين الممرضة والمريض ؟!
هل يمنعها النقاب من الكلام ؟
من سماع كلام المريض ؟
من رؤيته ؟
إذا كان كل هذا ممكن بسهولة مع وجود النقاب ، فماذا بقي من أنواع التواصل يحتاج إليه المريض مع الممرضة ؟!
وما علاقة كشف الوجه بهذا التواصل ! .
مع أن الأصل تعامل المريض مع ممرض ، و المريضة مع ممرضة .
* ينقل الكاتب حجة أخرى تجعل المرء يتعجب إلى حد التبسم ولن أقول الضحك :
(إن النقاب يساعد على انتشار العدوى )!!
لماذا ؟!
( لعدم تمكن الممرضة من تطهير يدها من مريض لآخر ؛ لأنها ترتدي قفازاً)!!
أنا أسأل هنا كل من يطلع على هذه العبارة :
ما دخل تطهير اليد بكشف الوجه ؟!
هل سمعتم بيد تلوثت لمجرد أن صاحبتها ترتدي النقاب ؟!
هذا التعليل يشبه ما تعلل به الذئب عندما أراد أكل الحمل فادعى أنه يعكر الماء الجاري بشربه منه مع أن الذئب في أعلى النهر والحمل في أ[****][****][****][****] !
لو كان النقاب سببا في نقل الأمراض لما ُسمح بارتدائه في المستشفيات
المتقدمة في أوربا كما في هذا الخبر :
لندن : أ ف ب
وفر مستشفى بريطاني في شمال غرب إنجلترا رداءً طبيا جديداً صُُمم على شكل البرقع لتمكين المريضات المسلمات من تغطية أنفسهن بالكامل عند تنويمهن بالمستشفى تماشيا مع تعاليم الدين الإسلامي، ويُعد هذا الرداء ذو اللون الأزرق هو الأول من نوعه في بريطانيا وتمت حياكته في مستشفى برستون الملكي وسيكون متوفرا لمن أرادت ارتداءه ابتداء من 1 نوفمبر القادم.
ويشير مسئولوا المستشفى إلى أن الرداء ُصمم ليغطي جسم المرأة المسلمة كاملا من الرأس حتى أخمص قدميها لتوفير الراحة للنساء المسلمات عند دخولهن للمستشفى وحاجتهن للخضوع للإجراءات الطبية.
وأضافوا أن المريضات المسلمات شعرن بسعادة "غامرة" وأنه أثار انتباه ورغبة
العديد من المستشفيات في أرجاء البلاد.
انتهى الخبر .
خبر يسر القلب ويثير العجب في الوقت نفسه حين يقرن بمطالبة الدكتور في مقاله المذكور ؛ ففي الوقت الذي يُحترم الحجاب الشرعي في مستشفيات أوربا ، تأتي الدعوة لمنعه من المستشفيات من كاتب في بلاد الحرمين !
و صاحبنا لم يكتف بنقل كلام غيره ممن يهاجم الحجاب ويدعو لمنعه بل أيد ذلك وجزم به مدعيا أن
(المشكلة في " النقاب " المبالغ في تفاصيله ، وليس الحجاب) .
ولا أدري لماذا تعمد الكاتب التمييز بين النقاب والحجاب وهو يعلم أن الحجاب إذا أطلق خاصة في بلاد الحرمين كان المراد به تغطية الوجه !!
ربما ليصل إلى أن تغطية المرأة وجهها لا يعتبر من الحجاب الواجب عليها !!
هذا ما يظهر من كلامه .
حاول الكاتب في سبيل إثبات دعواه خلق جو من الخوف عن طريق استخدام عبارة "مشاكل صحية" ، و عبارة " إشكالات أمنية في منتهى الخطورة "
كل ذلك من أجل النقاب في المستشفيات !
فهو ينبه إلى أن هناك
(آلاف الأبحاث حول انتشار العدوى وغيرها من المشاكل في المرافق الصحية؛ بسبب عدم التطبيق الدقيق للاشتراطات الإلزامية لزي العاملين في هذه المرافق )
ولعل القارئ يلاحظ أن آلاف الأبحاث التي أشار إليها بشكل عام ليس فيها بحث واحد متخصص يمكن الاعتماد عليه في أن النقاب سبب في انتقال العدوى في المستشفيات ، وليس فيها إشارة إلى النقاب صراحة ، ولو كان لديه شيء من ذلك لما مال إلى هذا العبارة الموهمة .
أشار أيضاً إلى أن النقاب يؤدي إلى :
(إشكالات قانونية يمكن أن تكون في منتهى الخطورة).
فهلا أخبرنا بهذه الإشكالات التي في منتهى الخطورة ؟!
فذلك أفضل من أسلوب التعميم والتهويل الذي لم يعد يشتريه أحد .
المقال مع ذلك يتذبذب بين فكرتين مختلفتين ، فهو يؤيد منع النقاب بإطلاق ، وفي الوقت نفسه يرى أن المشكلة تكمن في «النقاب» المبالغ في تفاصيله!!
ولم يبين لنا التفاصيل التي يريدها !
وما هو شكل النقاب الذي يتفق مع طرحه الداعي أصلا إلى منع النقاب !
وهل فكَّر في الجانب الشرعي للموضوع ، وسأل أهل العلم قبل أن يكتب فيه !
أم أن المراد هو إجبار بناتنا و أخواتنا من العاملات في القطاع الصحي على التخلي عن حجابهن بأي وسيلة .
إما ترك الحجاب ، أوترك العمل !
من الأمور التي علل بها الكاتب لمنع الحجاب الذي تعمد تسميته نقابا :
أنه يجب أن يكون الزي موحداً لأصحاب المهنة الواحدة .
و تعليله هذا لا يستقيم مع حال من ينقل عنها ، فهي لا تلتزم بزي موحد يجمعها بكل موظفي الدائرة التي تعمل فيها !
ومن جهة أخرى لا يصح احتجاجه به هنا لأن
زي الممرضات في كل مستشفياتنا موحد ،وإذا وجد من تتهاون بحجابها لزم مطالبتها به كما فعلت الوزارة مشكورة لا العكس .
والسؤال الآن :
هل نجبر بناتنا وأخواتنا على كشف وجوههن رغم حرمة ذلك شرعاً
ومن لا توافق تحرم من العمل ، من أجل أن لا يرى أبو طالب ( خليطاً غير متجانس) كما يقول !
هل هذا هو الدفاع عن حقوق المرأة ؟!
أم أن المرأة ليس لها حق في المحافظة على حجابها الشرعي في أماكن عملها !!
أيحترم الحجاب في مستشفيات الغرب ويُدعى إلى إسقاطه في معقل الإسلام !
أخيراً أنقل هنا جزءاً من كلام للدكتور سمير عبد الله لنجاوي مدير الشئون الصحية بمحافظة جدة عن عندما سئل عن إجبار الفتاة العاملة في المستشفيات على كشف وجهها حيث قال :
إن هذا الأمر لا يقبله الدين ولا الشرع ولا العرف ولا التقاليد بل هو حجر عثرة في طريق السعودة.
وشدد على ضرورة تهيئة الأجواء في طريق السعودة مع مراعاة الالتزام بالتعاليم الإسلامية والتقاليد العربية الأصيلة والمحافظة على الالتزام بالحجاب.
|
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
العرض الشجري
