السحور و دواء القلب

09-16-2007, 09:58 AM

السحور الوقت الأفضل لتناول دواء القلب

اجرت الكويت بالتعاون مع اطباء في قطر والامارات والبحرين دراسة حول تأثير الصيام على مرضى القلب تبين منها ان معظم المصابين بامراض القلب الصائمين لم يتعرضوا لاي مضاعفات سلبية.
ويقول البروفيسور محمد زبيد أستاذ أمراض القلب في كلية الطب في جامعة الكويت، واستشاري أمراض القلب والقسطرة ورئيس وحدة أمراض القلب في مستشفى مبارك الكبير، انه على مصاب القلب الراغب في اداء فريضة الصوم ان لا يجهد نفسه، ناصحا اياهم بتناول عدة وجبات بدلا من وجبة افطار كبيرة لمنع الاجهاد المفاجئ للقلب، ونفى في الوقت نفسه اي تأثير سلبي للامتناع عن تناول الدواء خلال فترة الصيام، شريطة أخذ رأي طبيبه الخاص قبل اتخاذ قرار الصيام.
وفيما يلي نص الحوار:
هل يشكل الصيام خطورة على مريض القلب؟
- كلمة 'مريض القلب' تعني أمورا عديدة وأنواعا مختلفة من أمراض القلب. ويختلف أثر الصيام مع اختلاف مرض القلب ومرحلة المرض. ولكن كقاعدة عامة فان الغالبية العظمى ممن يعانون من أمراض القلب يستطيعون صيام شهر رمضان كله أو بعضه وبأمان.
وبهذا الخصوص فاننا في مستشفى مبارك الكبير شاركنا بدارسة كانت الأولى من نوعها مع أطباء قلب في قطر والامارات والبحرين، حيث درسنا حالة عدد كبير من مرضى القلب المترددين على العيادة الخارجية وراقبناهم قبل صيامهم شهر رمضان وبعده. فتبين بعد المتابعة الدقيقة أن الغالبية العظمى منهم استطاعوا صيام الشهر من دون أي مضاعفات.
اذا، كما نفهم فان الصيام لا يشكل خطورة على غالبية مرضى القلب، فمن هي الشريحة التي يشكل الصيام خطورة عليها؟
- نبدأ بأنواع أمراض القلب التي لا يشكل الصيام خطورة بالنسبة لها:
1 - المرضى الذين يعانون من ازدياد في ضربات القلب، قد يكون دائما أو متقطعا. فالغالبية العظمى منهم يستطيعون الصيام.
2 - المرضى الذين يعانون من أمراض صمامات القلب، وذلك يشمل ارتخاء الصمام أو ضيق الصمام، فبمقدور الغالبية العظمى من هذه الشريحة الصيام من غير مصاعب. والقلة منهم تحتاج الى تقييم من طبيب القلب المختص، وهذه القلة هي مجموعة المرضى الذين يعانون ضعفا في عضلة القلب نتيجة الاصابة الشديدة والمزمنة في أحد الصمامات.
3 - المجموعة الثالثة من المرضى هم أولئك الذين يعانون من ضيق الشرايين التاجية، وبسبب هذا الضيق فهم يعانون من الذبحة الصدرية المستقرة، وذلك يعني أن حالتهم مستقرة وقد يصابون بألم في الصدر عند بذل مجهود كبير. على هؤلاء المرضى مراجعة الطبيب المختص حيث إن بامكان الغالبية منهم الصيام اذا اعطوا الأدوية المناسبة وأخذوها بالطريقة الصحيحة. واذا ما حدث أن أصيب المريض بنوبة ألم في الصدر في النهار أثناء الصيام، فعليه أن يسارع بأخذ حبة من التي توضع تحت اللسان كما هو متعارف عليه في الايام العادية، وفي هذه الحالة فان صيام المريض يبطل. ولا يعني ذلك بأنه لا يستطيع الصيام مجددا طوال شهر رمضان ولكن يجب أن يقرر المريض بنفسه ان كان يستطيع صيام أيام أخرى أو أخذ استشارة الطبيب.
4 - مجموعة المرضى الذين يعانون من الذبحة الصدرية غير المستقرة. فان هؤلاء المرضى تتكرر عليهم آلام الصدر ويحتاجون لأخذ المزيد من الأدوية والحبة تحت اللسان. فعلى عكس المرضى السابق ذكرهم فان الغالبية من هؤلاء المرضى لا يستطيعون الصيام. وقلة منهم يستطيعون الصيام بعد تركيز العلاج وتنظيمه مع الطبيب المختص.
5 - شريحة أخرى من المرضى هم الذين اصيبوا بنوبة قلبية (جلطة) مؤخرا وكانوا يعالجون منها في المستشفى. اذا كانت الاصابة بالنوبة القلبية (الجلطة) صغيرة، وكان وضع المريض مستقرا تماما فانه يستطيع الصيام خلال أسبوع تقريبا بعد الخروج من المستشفى. أما اذا كانت النوبة القلبية كبيرة نسبيا فيجب التريث في الصيام، وعندها يجب تقييم الحالة المرضية بدقة لكي تتم معرفة الفترة الزمنية التي من بعدها يمكن للمريض الصيام.
6 - مرضى ارتفاع ضغط الدم، فمع توفر الأدوية الفعالة التي يمكن أخذها مرة أو مرتين في اليوم، فان الشريحة العظمى من مرضى ارتفاع ضغط الدم يستطيعون الصيام من غير صعوبة.
7 - لعل الشريحة التي يجب التعامل معها بحذر هي تلك التي تعاني ضعفا في عضلة القلب بغض النظر عن سبب هذا الضعف.
فقد يكون الضعف ناتجا عن نوبات قلبية سابقة أو انسداد مزمن في الشرايين التاجية واصابات مزمنة لأحد الصمامات أو اختلال في ضربات القلب. وفي كل الأحوال فان ضعف عضلة القلب يؤدي الى ما يسمى ب'فشل أداء القلب' أو 'هبوط في القلب'. وهؤلاء المرضى يجب تقيمهم بدقة من قبل الطبيب المعالج لكي يقرر مدى امكانية صيامهم حيث إن المصابين بضعف شديد وفشل شديد في القلب لا ينصحون بالصيام. لكن المريض الذي لا تكون اصابته بضعف عضلة القلب شديدة، وأعراضه المرضية مستقرة يستطيع الصيام اذا ما تم ترتيب علاجه والالتزام به.

تجنبوا الاجهاد
لمرضى القلب الذين يسمح لهم بالصيام، ماذا عليهم أن يتجنبوا لكي يستطيعوا القيام بهذه العبادة؟
- بشكل عام فان على مريض القلب الذي يصوم أن لا يجهد نفسه واذا أحس بالتعب (وهو الحكم هنا) فعليه أن يفطر. ولعل من المهم أن يعلم الشخص بأن وجبة الافطار (عند آذان المغرب) بحد ذاتها تشكل مجهودا كبيرا على القلب الضعيف، حيث إن الأكل المفاجئ وبكمية كبيرة يشكل جهدا على القلب، خصوصا اذا ما أخذنا بالاعتبار بأن المريض سوف يقوم بعد ذلك بأداء صلاة المغرب والعشاء والتراويح، وبذلك يتضاعف الجهد على القلب من أثر الوجبة الثقيلة والحركة. ويسبب هذا الجهد في كثير من الأحيان لأصحاب القلوب الضعيفة أو ضيق الشرايين التاجية، حدوث مضاعفات مثل آلام في الصدر أو اختناق في التنفس ولذلك أنصح مرضى القلب بتجنب أكل وجبة واحدة عند الافطار واستبدالها بوجبات عدة وخفيفة لا تشكل مجهودا على القلب العليل.

الوقت الأفضل للدواء
كيف يوفق مريض القلب الذي يسمح له بالصيام بين الأدوية التي يتناولها والصيام؟ ومتى يكون الوقت المفضل لأخذ الدواء؟
- جرى تطوير أنواع كثيرة من الأدوية التي يدوم مفعولها يوما كاملا (24 ساعة) وفي هذه الحالة لا يحتاج المرضى لأخذها الا مرة واحدة في اليوم. وعلى ذلك فان معظم أمراض القلب وحتى ارتفاع ضغط الدم تتوفر لهم الأدوية التي يأخذونها مرة في اليوم أو على الأكثر مرتين في اليوم وذلك عند الفطور وعند السحور. أما الوقت الأفضل لأخذ الأدوية فانني أفضل أخذها مع السحور أو قبل السحور بقليل ولو انه قد يكون هناك اختلاف بين حالة وأخرى.
كيف يستطيع مريض القلب أن يتجنب ضيق النفس وسرعة الخفقان عند الافطار؟
- يكون ذلك بأكل وجبة صغيرة ثم يكررها، بدلا من أكل وجبة واحدة كبيرة وسريعة عند الافطار.
هل هناك آثار جانبية لتوقف مريض القلب عن الدواء حتى الأذان؟
- اذا تم أخذ الدواء الصحيح والمناسب في وقت الافطار، فان ذلك يعوض المريض عن عدم أخذ الدواء أثناء فترة الصيام. وعلى المريض الذي عليه تناول الدواء 3 مرات في اليوم أن يناقش الوضع مع طبيبه لكي يتم استبدال الدواء بآخر يؤخذ مرة أو مرتين في اليوم أثناء وقت الإفطار.

القبس