سينما بعد حيي

اليوم الأحد 24 / 4 / 2006

دبي- لميس حطيط

افتُتحت، على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية الثلاثاء 18-4-2006، الدورة 12 للمهرجان القومي للسينما المصرية. بدأ الاحتفال بعرض باليه يصور الصراع بين الخير والشر في السينما المصرية، وعُرض الفيلم الروائي "شيء من لا شيء"، إخراج احمد بدرخان والد المخرج علي بدرخان وبطولة نجاة علي وعبد الغني السيد سيناريو محمد رفعت. الفيلم من إنتاج عام 1938 ويعرض لأول مرة منذ 68 عاماً بعد أن تم ترميمه بمبادرة من اليونيسكو.

كما عُرض الفيلم التسجيلي "أمل زينب" للمخرجة منى مجاهد إحدى المكرمات في الدورة الحالية. وتكرم الدورة الحالية، إلى مجاهد، الناقد حسن شاه والمخرج علي بدرخان والفنان محمود ياسين والفنانة لبلبة.

شهد الافتتاح حضور نخبة كبيرة من النجوم، من بينهم السيناريست وحيد حامد الذي يشارك في المهرجان بفيلم "دم الغزال"، والمخرج هاني خليفة ومحمود حميدة ويشاركان بفيلم "ملك وكتابة"، وليلى علوي وأميرة العايدي وغادة إبراهيم وعبير صبري والفنانة المعتزلة شهيرة زوجة الفنان محمود ياسين. فيما غاب عن الافتتاح المخرج سعيد مرزوق رغم عضويته للجنة التحكيم في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

بتنافس في الفعاليات التي تستمر حتى 26 ايربل الحالي، 26 فيلماً روائياً طويلا و133 فيلماً تسجيلياً.


"الإجازة الأخيرة" بالإمارات

في الإمارات، يُعرض فيلم "الإجازة الأخيرة" Last Holiday، الذي يقوم على حبكة مكررة، تناولتها العديد من الأفلام العربية والعالمية. فيروي قصة شخص يعيش في الظل مفضلاً ألا يتصادم مع الواقع، مؤجلاً أحلامه إلى ما لا نهاية.

لكنه يعرف فجأة انه سوف يموت بسبب مرض خطير بعد أيام قليلة، فإذا به يقرر أن يحيا أيامه الباقية كما لم يعش من قبل. وإذا بكل مواهبه الخافية تتفجر ليسفر عن شخص يمتلئ بالحيوية ويستحق أن يكون في بؤرة الضوء حتى لو باتت ساعاته معدودة.



تلك هي الحبكة التي ظهرت في فيلم بريطاني يحمل نفس الاسم في عام 1950 من بطولة الممثل أليك جينيس، مما يجعل من المخاطرة أن تحاول السينما الأمريكية إعادتها، وربما لن تجد بالفعل جديداً في هذا الفيلم إلا شيئاً واحداً مهماً: أنه من بطولة النجمة السمراء كوين لطيفة.

وعلى الرغم من توقع الأحداث، إلا أن ذلك لا يعين انتفاء المتعة لدى المشاهد، تلعب كوين لطيفة دوراً أساسياً في إضفاءها. لا نستغرب خلال الدقائق الأولى من الفيلم أن تبدو كوين لطيفة في دور امرأة خجول، وهو ما يتناقض تماما مع صورتها التي يعرفها بها جمهورها، لكن هذه الصورة سرعان ما تظهر في المشاهد التالية. إنها جورجيا بيرد، مع ملاحظة أن اسم البطل في الفيلم البريطاني القديم كان "جورج بيرد"، وهي تحيا حياة يومية رتيبة، بين تمارين الغناء في الكنيسة، وعملها بائعة في محلات كراجين الفاخرة في نيوأورليانز. تخفي هيامها بزميلها البائع شون ماتيوز (إل إل كوي، مغني الراب الذي تحول بدوره إلى التمثيل) الذي يميل إليها أيضا لكنه متردد مثلها في الإعلان.

تعود جورجيا من العمل في المساء إلى منزلها، حيث تحيا وحيدة إلا بضع لحظات مع طفل من أبناء الجيران، تراقب دروس الطهي في التلفزيون وتحاول تقليدها ببراعة، لكنها لا تأكل ولا تستمتع بطهوها لأنها تخاف من زيادة وزنها، وهكذا فإن جورجيا قد أجلت الاستمتاع بالحياة، بينما جمعت أحلاها في دفتر أطلقت عليه "كتاب الاحتمالات"، وضعت فيه صورا ومقالات عن المطاعم الشهيرة، وصورة عريس وعروس لصقت مكان وجهيهما وجه زميلها شون ووجهها.

في اليوم التالي، يرتطم رأسها بباب الخزانة، في حادث عرضي، لتظهر الأشعة وجود نقاطا معتمة في مخها، ما يدل على إصابتها بمرض خطير لن يمهلها إلا ثلاثة أو أربعة أسابيع على الأكثر، بينما لن يستطيع التأمين الصحي أن يغطي تكاليف العملية التي قد تنقذها، لأنها تتطلب مئات الآلاف من الدولارات.

بعد تخطي صدمتها، تقرر البطلة أن تعيش الحياة التي كان خجلها يمنعها من عيشها، فتسترجع كل مدخراتها، لتنفق كل قرش معها على الثياب والسفر، وأيضاً الطعام الذي كانت تحرم نفسها منه خوفا من السمنة.

قد تكون هناك ملاحظات عدة على الفيلم الذي لا يذهب إلى آخر الشوط في الكوميديا أو الرومانسية، لكن حضور كوين لطيفة يضفي الحيوية عليه، بالإضافة إلى دقة اختيار الممثلين الآخرين. وربما لم يكن هناك الكثير من الإبداع عند كاتبي السيناريو جيفير برايس وبيتر سيمان ليضيفاه إلى الحبكة الأصلية لفيلم عام 1950, التي كتبها جيه بي بريستلي، كما لم يظهر توهج فني للمخرج وين وانج، لكن الفيلم يحقق أهدافه على نحو شديد النعومة، فهو يهدف إلى إمتاع المتفرج وبث روح التفاؤل في وجدانه دون فجاجة أو مبالغة.


دلال الأبناء

كما يعرض في الصالات الإماراتية واللبنانية، الفيلم الرومانسي الكوميدي Failure To launch. ويتحدث عن "تريب" (ماثيو ماكونووي)، الذي يرفض ترك منزل العائلة والاستقلال بحياته، رغم بلوغه الخامسة والثلاثين.



ولأن والديه ضاقا ذرعا به، قررا اللجوء الى خدمات المعالجة السريّة بولا (ساره جسيكا باركر) التي ستعمل على جعله يتعلق بها ويسعى لبناء مستقبل مشترك معها بعيدا عن البيت العائلي. ماثيو ماكونووي نجم ساحر وجذاب ومليء بالكاريزما و الحيوية من دون اي شك. ومن السهل جدا ان يقنعنا بشخصية الرجل الذي لا يزال يحتفظ بملامح الولد الشيطان والمشاغب والمدلل وغير الناضج الذي يرفض هجر منزل اهله للاستقلال وبناء عائلة خاصة به. لكن رغم براعته في تجسيد هذه الشخصية على اكمل وجه، الا انه من المستحيل بناء كل اساسات الفيلم على كتفيه وحده.

ماثيو يعاني في الفيلم مما يسميه علم الاجتماع وعلم النفس "الفشل في الانطلاق". بدوره الفيلم "اسم على مسمى" لأنه فشل بدوره في الانطلاق، وخصوصا مع وجود ثغرات عديدة. ابرز هذه "المطبات" عدم وجود "كيمياء" بين ماثيو والممثلة ساره جسيكا باركر، والتي من دونها لا يمكن المشاهدين ان يتفاعلوا مع تلك العلاقة، وهذا ما جعلنا نشعر نوعا ما بالملل.

كما لم ينجح الفيلم في اقناعنا رغم فكرته الطريفة، ورغم احتوائه كل المكونات التقليدية في افلام الكوميديا الرومانسية مثل الثنائي العاشق والاصدقاء المجانين والظرفاء والمواقف والمقالب الطريفة. فمنذ البدء سنشعر ان الفيلم لا يقدم جديدا، حتى اننا سنحزر تباعا ماذا سيحصل.


يعرض في الدوحة

عندما يتصل غريب" WHEN A STRANGER CALLS، لا يقدم هذا الشريط، وهو من أفلام التشويق والغموض، مع بعض الرعب، أيه إضافة على هذه النوعية من الأفلام. ما يبرر ربما ما يتحدث عنه النقاد بأن الجديد الوحيد في الدراما هو التفاصيل، وليس صلب الحكايات.



تدور الأحداث حول مراهقة صغيرة تقوم بالعمل في أوقات فراغها كجليسة لطفل إحدى الأسر، لكن الرعب يبدأ مع تلقيها لمكالمات غامضة كل حين يسألها فيها المتحدث ان كانت قد هدهدت الطفل في هذه اللحظة أم لا وكأنه يراها. حين تتصل الفتاة بالشرطة لمتابعة مصدر المكالمة تظهر سلسلة من المفاجآت التي ربما كانت هي الجديد التي تحمله حكاية الفيلم.

RUMOR HAS IT: غالباً ما تعدنا الأفلام بظهور رجل أحلام البطلة، إما لينتشلها من الظلم والقهر، كما في قصة ساندريلا، أو لينقذها من حياة التشرد، أو غيرها من الحبكة المتغيرة بتغير القصة. لكن السر في هذا هو التوقيت، وهو بالضبط ما تعاني منه بطلة هذا الفيلم، إذ تلتقي بالرجل الذي تحلم به في وقت تستعد للزواج من آخر.

تدور القصة حول سارة، الصحفية الموهوبة التي تعيش حياة مضطربة بعد أن وافقت علي الزواج من صديقها جيف دون اقتناع كبير. كما أنها تشعر بالإحباط في عملها الذي لا يعطيها الفرصة لاثبات موهبتها وقدراتها. وفي هذه الفترة المفعمة بالانفعالات، وفي عرس شقيقتها، تلتقي فجأة بالرجل الموعود، الذي يلعب دوره النجم كيفين كوستنر، المليونير الغامض الذي تربطه علاقة سرية بأسرتها تتكشف أسرارها مع الانجذاب والتقارب الذي يجمع بينهما في الوقت الذي تستعد فيه للزواج.

الظلام THE DARK: يلعب بطولة هذا الفيلم النجمان ماريا بيلو وشين بين. تجمع الأحداث بين الغموض والرعب والتشويق والخيال الجامح، في مزرعة يحيط بها الظلام والهواجس وهي مملوكة للأب الذي كان قد انفصل عن زوجته وابنته ويحاولون الآن جمع شمل العائلة من جديد في هذا المكان الغريب. لكن الأحداث لا تمهلهم إذ سرعان ما تختفي الابنة سارة في ظروف غامضة فور وصولها مع أمها إلي المكان.

تظهر للأم فتاة صغيرة تخبرها أنها كانت قد ماتت منذ ستين سنة وعادت من جديد للحياة وأنها هي من يملك مفتاح سر هذه المزرعة واختفاء ابنتها لتبدأ سلسلة من الأحداث المثيرة.

JOKAR