البورد الأمريكي في الامراض الباطنية ، الصدرية ، العناية الفائقة والنوم
استشاري امراض الباطنية ، الصدرية والعناية الفائقة م.ناصر
في الفترة القصيرة التي بدأت أمارس فيها مهنة الطب كاستشاري للأمراض الصدرية منذ عودتي لفلسطين ، وجدت الكثير من الأخطاء فيما يتعلق بفهم مرض الربو الشعبي وعلاجه مما يؤثر سلباً على صحة المريض وطريقة تعامله مع مرضه وطريقة فهمه له ، وهنا استغل هذه الفرصة لكي أسرد بعض الحقائق عن بعض المفاهيم الخاطئة المتعلقة بهذا المرض .
أولاً : وجدت أن معظم مرضى الربو الشعبي يخافون من مجرد ذكر كلمة أزمة ويفضلون استخدام كلمة ( حساسية في الصدر ) لاعتقادهم أن مرض الأزمة هو مرض معيب يقصي صاحبه عن وظائفه كإنسان عامل أو كشخص منتج في المجتمع وخاصة في حالة الإناث اللواتي تربين على أن هذا المرض ( عيب) .
ثانياً : هناك اعتقاد شائع جداً بين مرضى الربو الشعبي أن المرض يأتي ثم يذهب بالسرعة التي أتى بها بمجرد أخذ بعض المضادات الحيوية وإبرة الوريد ، وهنا أود أن أنوه أن هذا الاعتقاد ليس خاطئاً فحسب بل خطير على صحة المريض مستقبلاً لأنه يؤدي إلى وصول المرض إلى مراحل متقدمة جداً تنتهي بالمريض إلى الموت البطيء المحقق في غضون فترة أقصر جداً مما يتخيل المريض نفسه ، والحقيقة أن هذا المرض مزمن ويحتاج إلى علاج لفترة طويلة باستخدام الأدوية المناسبة لحين أن يتم وصول المرض لمرحلة يسهل معها تخفيف العلاجات والتوقف عنها في كثير من الأحيان .
ثالثاً : رأيت أن الكثير من المرضى يخافون جداً من مجرد ذكر ( البخاخات) ويرفضون مجرد فكرة أنهم سوف يستخدمونها اعتقاداً منهم أن البخاخة تبصم صاحبها بهذا المرض (الخطير !!!! ) وبهذا يعرف جميع من يتعامل مع المريض أن عنده ربو وهذا في اعتقاد المريض عيب شديد يجب التكتم عليه ، وهناك جزء آخر من المرضى من يعتقد أن استخدام ( البخاخات) يؤدي به إلى الإدمان أو التهابات الرئة بسبب فكرة خاطئة وصلته إما من شخص ليس عنده علم عن هذا المرض أو للأسف كما رأيت في بعص الأحيان من الأطباء أو الصيادلة .
رابعاً : لاحظت وبشكل كبير أن أكثر من 90 % ممن تعدو عقدة (البخاخات) لا يستخدمونها بالطريقة الصحيحة وذلك بسبب عدم تلقيهم التعليمات عن كيفية استخدامها .
خامساً : في الحقل الطبي وجدت أن معظم الأطباء يتعاملون مع مرض الربو الشعبي بعقلية قريبة جداً من عقلية المريض ، ولذلك لا يحاولون أن يأتوا بالذكر نهائياً عن الطريقة المثلى للعلاج لاعتقادهم بأن المريض لا يريد أن يسمع غير ما يعرف ، مع أن ما يعرفه المريض عن مرضه هو معلومات خاطئة وفي أحسن الظروف مشوهة عن الحقيقة
وبهذا المقال أردت أن أستهل هذه المشاركة التي يسرني أن أتابع فيها في القريب العاجل إن شاء الله المعلومات الأكثر عن هذا المرض وعن أمراض أخرى ويسرني أن أتلقى تعليقاتكم أو أسئلتكم عن كل ما يتعلق بالأمراض الصدرية أو الباطنية أو النوم .
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
العرض الشجري
