عزيمة جوزااء

منقول من كتاب:

لفيت

السبع اللفات

أدور حكم وألغاز وحكايات.

للأستاذة/ عزيّزة عبد الله محمد الصّيرفي.

{{{{عزيمة جواز}}}}.

دق الجوال علِّي طلعتْ جارتي القديمة أم حسين.

ومن بعد السؤال عن الحال والأحوال قالت لي معتازة سلف منك ولو ألفين.
جواز ولدي محمد وإنت طيبة بعد أسبوعين.
وشُوفينا ندور سّلف من مكان لمكان محتاسين.
نبغى نسويله فرح يشّن ويرنْ ونعزم كبار المسوؤلين.
زي جواز ولد عمه عبدالله وبنت عمته صابرين.
قلت في نفسي :
وعلى إيه داه كله مدام منتوا قادرين .
يعني لازم تحطوا رآسكم برآس الناس الباقين .
رجعت وقلت لها:
أبشري عندي قرشين مدسوسين.
أبغى أحبيب بها شغالة من الهند أوالصين.
أرسلي مرسولك إن شاء الله بعد يومين .
ولو تقدري ترديها ليّا بعد شهرين.
دعت لي وأرسلتْ مرسولها ومعاه كرت الدعوة ببطاقتين.

يوم الخميس ليلة الجواز أخدت بنتي ورحنا مبدّرين.

لانتأخر وتتملى الكراسي بالمدّعوين.
ونوقف ساعة على رجولنا ملطوعين.
وعبال مايجيبوا الكراسي أتصلبت الركبتين.
كان الفرح حلوا ومرستك وأنبسطوا الموجودين.
لكن مجغوها في الأخير بطول الزفة ساعتين.
وبموسيقى تصنج برجتها حتى الجن والشياطين.
ساعة يقطعوا الكيكة وساعة يشربوا العصير بشفاطتين.
وخطوة خطوة يمشوا للكوشة والعروسة مزعودة حبتين.
ومايوصلوا لها أللين تنفقع المرارة والكليتين.
والمصّورة مسويّة فيها كبيرة المبّدعين.
تصوركل حركة بحركتها وإذا ماعجبتها يعيدوها مرتين.

ولو نجي للحقيقة إش ذنب الجالسين.

يتعاقبوا بفرجة ولطعة مالها رغبة عند الكثيرين.
همَّ للواجب متعنين وجايين.
ومايبغوا يشوفوا كل حركة بين الإتنين.
ويتابعوا كل خطوة بخطوتها للعروسين.
وأحيانا يشوفوا مسخرة وقلة حيا ودين.
بوّلِدة ورجال داخلة ترقص وتستعرض وتهز الكتفين.
ومنهم توصلبوا القباحة يربط وسطه وهاتك هز على الجنبين.
ولو جا أحد يخرج وتقوا فيه البوابين.
ماتخرج لازم تدخل الميز .. الناس مكلفين.
ولا يفتحوه إلا بعد طلوع الروح والعين.
ياريت تبقى صجة الزفة لأهل العروسين.
أهلهم يفرحوا بيهم وبلاش ربطة الحاضرين.
إللي قدروهم ويمكن من عندهم على بلدهم مسافرين.
المهم.
دخلت أنا وبنتي ناكل لنا لقمتين.
وأخدنا في الصحن إلا فيه الرزق والنصيب حبتين.
وجلسنا على طاولة كبيرة فوق كرسين.
وجو بنتين نحاف حاشفين كأنهم جرادتين.
كل وحدة ماسكة في يدها صحنين.
مطفحينها من مالذ وطاب لحد العين.
قلت في نفسي:
تبارك الله عليهم من بنات شاطرين.
جابوا العشا وأهلهم وراهم جيين.
أستسمحونا يجلسوا معنا قلت:
بس المكان مايكفي باقي أهلكم ياحلوين.
قالت وحدة منهم : مافي أحد غيرنا البنتين.
قلت: أتفضلوا أجلسوا كلوا بهنا وصحتين.
وفي نفسي أقول :
ماشاء الله على زي هادول ناس ياكلوا دا الأكل كله وهم ناشفين.
ياعيني على بعضهم لو أكل حبة حلاوة يصير متين.
وأنا باكل شفت وحدة {ياهم ليلي} تقطع اللحمة بالسكين.
وتغرز الشوكة فيها وتمسكها بسنتين.
قلت لها : سم بالله حبيبتي وكلي باليمين.
كملنا أكل وسألت وحدة من الأختين.
إنتم من أهل العروسة ولا من أهل العريس ولامن الإتنين.
جاوبتني وحدة منهم وقالت:
لا...العروسة بنت خال زميلتي نسرين.
عزمتنا إحنا ..وأهلنا في البيت قاعدين.
قلت ومين وصلكم ياحلوين ؟
قالت سواقنا تحسين.
قلت وأهلكم مايخافوا عليكم يفلتوكم في الليل مع السواقين.
قالت وحدة منهم : أهلنا فينا واثقين.
قلت في نفسي:
عزالله من أهل حرصين .
يفلتوا بنات في عز الليل من تحت العشرين.
ولما يوقع الفاس في الراس وتصير المصيبة تلقاهم باكين.
وإذا دخلوا بناتهم السجن تلقاهم نادمين.
وقتها ماينفع الندم وتتلطخ سمعتهم بالطين.
كمّلنا صحننا لاتجري اللقمة ورانا زي ماقالوا الأولين.
وحليت بكم حبة عنب وتين.
وشفت البنات يمسحوا أيادهم بعطر الياسمين.
قلت خير كملوا أكل هادي الصحون المليانين.
قالوا: خلاص شبعنا لانتخن ونصير زي البراميل.
قلت وهادا الأكل الزايد إللّي سبتوه ياطيبين؟.
قالوا : يرموه في الزبالة الشغالين.
مشيت وأنا أقول :
أللّي صايب الناس موو فقر بل سوء تدبيرمن زي هادول بطرانين.

حز في نفسي وأنا خارجة من قاعة الطعام وناس داخلين.
يدوروا أكل في طاولة الميز بين الصحون الفارغين.
مالقوالهم لقمة نظيفة ياكلوها المساكين.
وخرجوا من القاعة وهم جيعانين.
والأكل ملطلط فوق الطاولات في صحون مالمستها اليدين.
دقيت على ولدي يجينا قال أبشرك ياامي أنفقعوا الكفرين.
دخلت بالغلط شارع كانوا حاطين فيه مسامير واقفين.
أنتظري شويّة أستكري وأجيك بلموزين.
قلت وهي الحكايّة ناقصتك إنت كمان ياولد عابدين.
الود ودي أرجع البيت قوام وأنام قريرة العين.
أندوشت رآسي من جلستي جنب السماعتين.
وأنا جالسة أنتظر...شفت شمّللتْ الشغالين.
إلاقاموا يمسحوا وإلا يغسلوا المواعين.
وإلاجابوا أكياس زبالة يرموا فيهاالأكل والأوساخ مجتمعين.
أستحرمت الأكل إللّي بيترمي في الزبالة مع المناديل.
ومسكت شغالة من اللي بيشتغلوامتحمسين.
وقلت لها : حرام ..لاكبوا أكل ودي مسكين.
ولا كلي أنت وجماعتك الفلبين.
قالت لي / نو..نو مافي أكل هادا إهنا.. هادا اكل مافي زين.
قلت يرحم الله زمان كنتم فيه جيعانين.

جيت لوحدة أعرفها من بيت العريس الموجودين .

وقلت لها :خدوا معاكم من الأكل والطرطة ولا أعطوه مساكين .

قالت: لانبغى كيك أو زفر وإحنا في السيارة محشورين.
لاينكب علينا ويلغوصونا بزورة الشياطين.
يادوب نرجع البيت وننام لنا شويتين.
رجولنا أتفطرت من الهبد والشيل والحط وأخوات العريس متستتين.
بكرة الصبّحى عند أهل العروسة ولازم نكون مستعدين.
قلت أجل ياليتكم قلتوا للناس المتأخرين.
ياخدوا معاهم أكل وهم رايحين .
منها يفرحوا بيه عيالهم ومنها تحافظوا على نعمة رب العالمين.
رن الجوال خرجت وأنا أقول:

{{{الله لايزيل النعمة عننا وعنكم يامسلمين.}}}



توضيح بعض الكلمات..
------------------

معتازة : محتاجة.

محتاسين : ملبوخين.

يشن ويرن: كبير وعظيم وله سمعة

مرستك :مرتب
مجغوها : زاد الحال بالسؤء
مزعودة : كثيرة الضحك
بولدة : شباب واولاد
لطعة :انتظار
مطفحينها : مملوءة
حز : تاثرت
ملطلط : موجودة بكثرة
أستكري : أستاجر.
شمّللتْ : خفت الحركة.
ياهم ليلي : كلمة تقال للسخريّة إذا

وضع الشي في غير محله.

ـــــــــــــــــــ