إعداد - حمود الضويحي
يُعد المال «عصب الحياة»، والكل يسعى إلى جمعه والاستكثار منه، فكلما زاد مال المرء كلما طمع في الزيادة، وقد كان الناس منذ القدم يحرصون على كسبه وجمعه، حيث ترى ذلك في حكمهم وأشعارهم، فقد قالوا قديماً عن المال مقولة يرددها كل جيل: «المال عديل الروح»، أي أنه بمنزلة الحياة، قال الشاعر «بركات الشريف»:
وأحفظ حلالك اللي مع الناس يغنيك
اللي إلى بان الخلل فيك يرفاك
أشهرها:
«صاير الباب»، خشب السقف، «بيت الدرج»، «عين الوجار»، «حوش الغنم»، البئر، «تحت الفرشة»
ومع حرص الإنسان على الاستزادة في جمع المال، إلاّ أن هناك ما يؤرقه على الدوام، وهو كيفية حفظه في زمن مضى، حيث كان المرء يخاف على نفسه قبل أن يخاف على ماله، فالخوف والنهب والسلب كان مشاعاً، مما جعل طُرق حفظ النقود مُختلفة من أناس إلى آخرين حسب الثقافة والحاجة، لكن في النهاية استطاع كثير منهم حفظ أموالهم دون أن تمتد لها يد السارقين أو العابثين.
وعندما يخبئ بعض الناس أموالهم ويدفنونها تحت الأرض فإنهم لا يخبرون عنها أقرب قريب من زوجة وأولاد، حرصاً على بقائها بعيدة عنهم، كي لا يعبثوا بها أو يبذروها، بل يكون من دفنها هو من يعرف مكانها فقط، فيخرجها ويصرف منها على قدر حاجته ثم يعيدها لمأمنها، لكن لا يدري أن الموت منه قريب فإذا ما
نزل به فقد لا يستطيع البوح بمكانها، فتبقى أثراً بعد عين، حيث يوجد كنوز كثيرة ماتت ودفنت بموت ودفن صاحبها.
لا يوجد لديهم بنوك أو مراكز «ودائع» وإنما يضعون المال في «صرّة» أو «حجري» ثم تبدأ «ذهانة» البحث عن مكان
ومحبة الناس للمال تركتهم يسعون بكل ما لديهم من قوة لامتلاكه، ولما سمع بعض العامة من الناس عن بعض «الكنوز» صاروا يبحثون عنها في كل مكان خرب، بل ويتتبعون الأحلام والقصص والأساطير التي تحكي وجود القصص الأثرية، فأتعبوا أنفسهم في البحث عنها بلا طائل، وخسروا جهدهم وأموالهم في سبيل الحصول على الثراء السريع عبر أوهام زادتهم شقاءً.
قديماً كان «قادة الجيوش» يقتلون كل من يُساهم في «دفن الكنوز» لضمان عدم معرفة الآخرين بموقعها السري
صاير الباب