رفض عربي ودولي لتصريحات «ترامب» حول «مستقبل غزة» والتهجير القسري

موقف سعودي راسخ من القضية الفلسطينية

وفي السياق، أكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان رسمي، أن «موقف المملكة من القضية الفلسطينية ثابت لا يتزعزع»، مشددة على أنه «ليس محل تفاوض أو مزايدات».

وجاء في البيان أن «صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ـ حفظه الله ـ أكد بوضوح خلال خطابه في افتتاح أعمال الدورة التاسعة لمجلس الشورى أن المملكة لن تتوقف عن العمل من أجل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وأنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل تحقيق هذا الهدف».

كما جددت المملكة رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني أو المساس بحقوقه المشروعة.

اتصال مصري-أردني حول تطورات غزة

وامتدت ردود الأفعال العربية على تصريحات «ترامب»، إلى أكثر من عاصمة عربية، وفي هذا السياق، أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، رفضهما التام لمقترح ترامب بتهجير للفلسطينيين، وقد تناولا خلال اتصال هاتفي بينهما أمس تطورات الأوضاع في غزة، وخاصة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإيصال المساعدات الإنسانية.

وشدد الزعيمان على ضرورة إعادة إعمار القطاع، وأكدا أن الحل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

الصين تعارض خطة ترامب

وعالميًا، أعلنت وزارة الخارجية الصينية رفضها القاطع للتهجير القسري لسكان غزة، مؤكدة أن الحل السياسي القائم على حل الدولتين هو الطريق الوحيد لإحلال السلام في المنطقة.

فرنسا: انتهاك للقانون الدولي

كذلك، انضمت فرنسا إلى قائمة الدول المنددة بتصريحات «ترامب»، حيث وصفت الخارجية الفرنسية الخطة بأنها «انتهاك خطير للقانون الدولي، من شأنه زعزعة استقرار المنطقة وتقويض الجهود الدولية لحل الصراع».

روسيا: الحل في إطار حل الدولتين

كما أكد الكرملين، على لسان المتحدث باسمه دميتري بيسكوف، أن «روسيا ترى أن التسوية في الشرق الأوسط لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال حل الدولتين، وهو ما يتعارض مع تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن غزة».

غضب فلسطيني واسع

وفي الأراضي الفلسطينية، لاقت تصريحات ترامب استنكارًا شديدًا، حيث وصفت حركة حماس التصريحات بأنها "سخيفة وعبثية"، وحذرت من أنها قد تشعل المنطقة.

كذلك، نددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالخطة، معتبرة أنها إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، ومشددة على أن غزة لن تكون للبيع ولن يغادرها أهلها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948.

انتقادات أمريكية داخلية

لم تقتصر الانتقادات على الأطراف الدولية، بل امتدت إلى الداخل الأمريكي، حيث وصف السناتور الديمقراطي، كريس ميرفي، الخطة بأنها «مجنونة» وقد تؤدي إلى «حرب لعقود»، وقالت النائبة الديمقراطية «الفلسطينية _ الأمريكية»، رشيدة طليب: «الفلسطينيون لن يذهبوا إلى أي مكان، وترامب يروج لأفكار عنصرية».

احتجاجات في واشنطن

وعلى مستوى الشارع الأمريكي، فتزامنًا مع اجتماع «ترامب» و«نتنياهو» في واشنطن، شهدت العاصمة الأمريكية احتجاجات واسعة، حيث خرج مئات المتظاهرين، بينهم يهود معارضون للاحتلال، رفضًا لخطة تهجير سكان غزة، ورفع المحتجون لافتات تدعو إلى دعم حقوق الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال