شكوك حول انعدام وسائل السلامة الهندسية للعديد من المشاريع الخيرية وعدم مطابقتها للمواصفات
[align=right]الرياض - فهد الثنيان:
كشفت تقارير هندسية ميدانية عن وجود عيوب فنية، وهندسية لمشاريع، ومباني خيرية قائمة، وأخرى تحت التنفيذ تبرع بها فاعلو الخير، وعدم مطابقتها للمواصفات.
وأظهرت العديد من الجولات الميدانية لتلك المشاريع، وجود العديد من المشاكل الهندسية والتي ساهم فيها بشكل كبير المفاهيم السائدة لدى ملاك المشاريع، والمتمثل ذلك في طريقة البناء التقليدية الغير مبنية على أسس ومعايير غير فنية.
وفندت الكثير من التقارير والجولات الميدانية بخبراء ومتخصصين باستعانة مسؤولي هذه المشاريع بعمالة أجنبية رديئة، مما أضر بالكثير من منشآت المباني، واستلزم ذلك تعديلات عدة لهذه الأخطاء كلفت عشرات الملايين، وبعضها بحاجة للإزالة لأن المباني بنيت على أساس خاطئ، وكثير من أصحاب المشاريع المتبرع بها يرفضون تسليم المشاريع لمكاتب هندسية تتمتع بالخبرة والمهنية.
وعادة فان العديد من هذه المشاريع تسلم لعمالة غير متخصصة بوضع حساب الكميات والمواد فإما أن يكون هناك مبالغة بمواد الإسمنت والحديد بشكل قدره خبراء مختصون ب 20% إلى 50% وهذا مما يزيد بارتفاع تكلفة المشاريع لأكثر من خمسين بالمائة من دون أي دراية بمثل هذا الهدر أو أن يكون هناك ضعف بتقدير احتياجات المباني من المواد الأساسية وينعكس ذلك بشكل كبير على العمر الافتراضي لهذه المشاريع والأوقاف الخيرية مما يضعف العمر الافتراضي لها من خمسين وستين سنة إلى خمسة عشر سنة وهذه مشكلة أخرى لا يمكن إدراكها بحسب مهندسون معماريون وتؤدي إلى ضعف أساسيات المباني والمرفقات مما يستلزم ميزانيات أخرى ربما تفوق الكلفة المالية الأساسية لهذه المشاريع والمباني مؤكدين أن بعضها انكشفت فيها العيوب قبل مضي العام الأول من الانتهاء من بناءها وتقود كل هذه الإشكاليات إلى ضرورة رفع مستوى الوعي الهندسي الغائب لدى كثير من المتبرعون الذين يصر كثير منهم على الطريقة التقليدية القديمة بالإشراف الفردي وجلب عمالة مجهولة بسبب رخص الأسعار، فالعمالة الرديئة لا تقدم إلا منتجاً رديئاً.
وفي سياق هذا الموضوع قال عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد آل زلفه إن العمل الخيري بالمملكة يفتقد إلى تنظيمات عدة ويخضع لاجتهادات المتبرعين التي ربما كانت وجهات نظر الكثير منهم غير صحيحة كإصرار البعض على بناء المساجد في أماكن معينة وبطرق عشوائية أو بنائها في مناطق مكتظة بالمساجد وغير مطابقة للمواصفات الهندسية مما جعل بعض المشاريع غير المبنية على احتياجات المجتمع عبئاً على وزارتي الشؤون البلدية والشؤون الإسلامية لافتقاد بعضها المواصفات المطلوبة، فكثير من المتبرعين والمحسنين يعتقد أن مهمته تنتهي بتسليم المشروع وهذا خطأ كبير فمرات كثيرة تكون تكلفة الصيانة مع مرور الوقت أكثر من تكلفة المشروع نفسه وذلك عندما لا يكون هناك أسس فنية وهندسية لهذه المشاريع مستشهداً بمرحلة سابقة عندما كانت هناك أجهزة فنية قوية تشرف عليها وزارة الأشغال العامة قبل دمجها بالبلديات حيث كانت المشاريع تنفذ بجودة ومواصفات عالية وهذا هو المنشود مثمناً جهود وزارة الشؤون الإسلامية التي قامت بالفترة الأخيرة بوضع مواصفات ومعايير معينة لبناء المساجد مضيفاً أن ثقافة الكثير من المتبرعين بالعمل
الخيري ناقصة وذلك بعدم دراسة مشاريعهم بالشكل المتكامل مطالباً وزارتي الإعلام والشؤون الإسلامية بعمل إستراتيجية تهتم بنشر ثقافة العمل الخيري وخلق ثقافة جديدة في ميادين العمل الخيري والتطوعي ومنها خلق ثقافة جديدة بالقرى من خلال بناء عيادات خيرية لطب الأسنان وعيادات الأطفال ومراكز لإيواء المطلقات وكبار السن والأحداث وأردف آل زلفه ماذا لو قام المحسنون والمتبرعون ببناء مسابح لأفراد المجتمع في ظل هذه الأجواء الآهبة أليس هذا عمل خيري يؤجر عليه المتبرع متسائلاً من غيب لدينا ثقافة مثل هذه المشاريع التي يستفيد منها أفراد المجتمع صغاراً وكباراً.
من جهته أكد المهندس سالم الحربي مدير عام الجمعية الخيرية للخدمات الهندسية والمنشأة حديثاً أن كثير من المباني الخيرية سواءً كانت تعليمية أو صحية أو استثمارية أو مساجد تعاني من ضعف في الجانب الفني وظهور مشاكل في مراحل التصميم والتنفيذ مروراً إلى مراحل الصيانة والتشغيل وينتج عن ذلك سوء بالاستخدام ، إضافة إلى مشاكل هندسية يأتي أبرزها عدم تحديد مدى الاحتياج الفعلي للمنشأة الخيرية وعدم وجود الدراسات الواضحة لها والزيادة في التكاليف الإنشائية مما ينتج عنه هدر بالأموال الخيرية مضيفاً أن هناك نقص ثقافي ومهني في الجانب الهندسي لدى مسئولي المشاريع الخيرية وغياب الرؤية الواضحة لها مبيناً أن الجمعية الخيرية للخدمات الهندسية هي جمعية غير ربحية وتشرف حالياً على 32 مشروع خيري بالمملكة حيث تقوم الجمعية بسد الفجوة الكبيرة في المشاريع الخيرية والقيام بالإشراف والتنسيق لإعداد الدراسات العمرانية والهندسية ودراسات الجدوى التي تعين الجمعيات الخيرية على تحقيق أهدافها منوهاً أن الجمعية حالياً استقبلت أكثر من 56 مشروع خيري على مستوى المملكة لتقديم الخدمات الاستشارية الهندسية لتلك المشاريع.
وأوضح المهندس الحربي أن هناك إشكاليات كبيرة ومتعددة للكثير من مشاريع الأوقاف والمساجد والمشاريع الخيرية يأتي من أهمها عدم دراية الكثير ممن يشرفون على هذه المشاريع بالأمور الفنية والهندسية وبالتالي يخضع المشروع للاجتهادات الفردية التي تكلف تعديلاتها ملايين الريالات وهذا الأمر ربما يكون غائباً لدى الكثيرين.[/align]
العرض المتطور
