10-11-2008, 08:45 AM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2835
|
تاريخ التسجيل : Mar 2006
|
أخر زيارة : 03-23-2017 (11:25 AM)
|
المشاركات :
23,057 [
+
] |
التقييم :
50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
شمّر واجتهد
سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب عن التقوى فقال له: أما سلكت طريقا ذا شوك؟ قال بلي! قال: فما عملت؟ قال: شمرت واجتهدت، قال: فذلك التقوى.
فطريق الانسان ومساره في الحياة مليء بالشهوات التي تميل اليها نفسه، ولا ينجو منها الا من جعل رضا الله تعالى امام عينيه، وكان حذرا في كل خطوة من خطواته، فهذا هو من شمر واجتهد، ومن اجمل ما قرأت في معنى التقوى قول الاستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى انها: »حساسية في الضمير، وشفافية في الشعور، وخشية مستمرة، وحذر دائم، وتوق لاشواك الطريق، طريق الحياة الذي تتجاذبه اشواك الرغائب والشهوات.. وعشرات غيرها من الاشواك«، فتقوى الله عز وجل هي حرص المؤمن على فعل الطاعات وتجنب المعاصي والسيئات والحذر من كل فعل قد يجره الى سوء، وأعلى درجات التقوى ترك المكروهات وفعل المندوبات.
وهي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال لأبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما: »اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن« رواه الترمذي، يقول ابن رجب في شرحه للحديث »انها وصية عظيمة جامعة لحقوق الله وحقوق عباده فان حق الله على عباده ان يتقوه حق تقاته«، وقد كانت وصيته صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم عندما وعظهم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقال الصحابة رضي الله عنهم: يا رسول الله! كأنها موعظة مودع، فأوصنا، قال: »اوصيكم بتقوى الله..« رواه ابوداود والترمذي، فالمؤمن التقي يعيش في خيرات ومنافع لان التقوى جعلته محبوبا عند الله تعالى فهي طريق الى محبة الله عز وجل، ومن منافع التقوى وخيراتها انها سبب لتفريج الكروب وفتح ابواب الرزق، وسبيل للاجر العظيم فالمؤمن الذي جعل همه تقوى الله واجتهد في حياته ليحقق حب الله تعالى ورضاه رأى أبواب الخير تنفتح له في دنياه، والنور يملأ قلبه ودربه واما في الاخرة فان اهل التقوى هم الفائزون بالفوز العظيم والنعيم المقيم.
الوطن
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|