(أخرجوا مَنْ كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان)
- وهل هناك فرق بين الإسلام والإيمان؟
الإسلام والإيمان من الكلمات التي إذا اجتمعت اختلفت في المعنى وإذا تفرقت اجتمعت في المعنى، والفرق في آيات الله وفي سنة رسول الله(، يقول الله تعالى: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً إن الله غفور رحيم}(الحجرات:14) ففي هذه الآيات تأديب لأناس أول ما دخلوا الإسلام ادعوا مرتبة الإيمان ولما يتمكن الإيمان من قلوبهم،فبيّن الله لهم أنهم مازالوا في بداية الطريق،ولكي يتمكن الإيمان من القلوب عليهم بطاعة الله ورسوله( ،ولن ينقصهم الله شيئاً من أعمالهم،وكذلك حديث جبريل عندما سأل الرسول( عن الإسلام والإيمان والإحسان.
دعاني صاحبي للغداء في أحد المطاعم، حاولت التفلت من هذه الدعوة خاصة أن وجبة الغداء نادراً جداً ما أتناولها خارج المنزل لما يتبعها من لزوم الراحة والاسترخاء ولو لدقائق،ولكن لم تنجح كل محاولاتي،ولكي يراعيني أخذني إلى مطعم يقدم الغداء في كابينات شبه مغلقة،لم أدخلها من قبل..
- وهل من الخطأ أن يصف أحدنا نفسه بالإيمان؟
كلا،ولكن ليس من باب التزكية،والإيمان درجات،والإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي،ومكان الإيمان القلب،كما قال الله تعالى: {ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم}( الحجرات7)
وقال تعالى: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان}( المجادلة:22)، وهذا الإيمان في القلب هو الذي يميز المؤمنين عن بعضهم ويرفع بعضهم على بعض،فإن الصحابة رضوان الله عليهم لم يسبقونا بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقر في قلوبهم.
طرق الباب ليقدم لنا الغداء،أعجبتني فكرة الكابينة واستغربت لمَ لم يخطر على بالي من قبل...
- وماذا ينفع الإيمان الذي في القلب إذا قصر الإنسان في الطاعات ووقع في المعاصي؟
لا شك أن الإيمان الذي في القلب ينفع، وإن قصر المرء في الطاعات ووقع في المعاصي... نعم، لا ينبغي أن يستهين أحد بطاعة أو يستسهل المعصية، ولكن طالما لم يشرك بالله ، وطالما لم ينقض شهادة (أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله)، وطالما لم يهدم التوحيد فإن مآله إلى الجنة بإذن الله وذلك في كتاب الله وسنة رسول الله( ، يقول الله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً}(النساء: 48) ، وفي حديث أبي ذر قال رسول الله(: (من مات لا يشرك بالله دخل الجنة، قال أبوذر: وإن سرق وإن زنا،قال: وإن سرق وإن زنا،وفي الثالثة قال:رغم أنف أبي ذر)، مع ملاحظة عدم استحلال الذنب وعدم الاستهانة بالطاعة، وفي الحديث،أن المؤمنين يشفعون لإخوان لهم دخلوا النار بذنوبهم فيقول الله تعالى : (اذهبوا فأخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، اذهبوا فأخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان،اذهبوا فأخرجوا من النار من كان في قلبه مثال ذرة من إيمان) وفي من لا يستطيع أن ينكر المنكر قال(: (فإن لم يستطع فبقلبه وليس وراء ذلك مثقال ذرة من إيمان).
مجلة الفرقان