صمتك يقتلني
أخاف صمتك فماذا عدت تخفي لي خلف هذا الصمت؟
اتخفي ما اخفيته لي على مر السنين؟
تعال يا وقت ولا تخجل واخبرني ماذا تخفي لي خلف سطور سنيني
الحزينة من جديد صفعاتك المؤلمة .
ألا يكفي ما مر من صمت اخبرني ألا يكفي؟
ماذا تخفي لي سعادة وفرح؟ أم آلام وحزن ؟
تعال واخبرني فكل الاثنتين تسرني فأنا اشعر بارتياح لسعادتي وفرحي واشعر بسعادة ايضا لحزني وآلامي ..!
هيا اخرج عن صمتك
فأنت صمت مخيف.. !
فكم من سعادة أخفيتها حتى أصبحت أشحذك أن تعيد الوقت إلى الوراء لكي أعيش ليلة فرحي وسعادتي الفائتة .
تعال وارمي بثياب الصمت .
تعال واعد لي سنين طفولتي السعيدة .
واعدني إلى تلك الأيام التي كنت أتسلق فيها التلال فرحا
وارتمي على مياه الوادي مع الصبية أبناء قريتي .
اعد إلي تلك اللحظة عندما تسلقت ذلك الجبل متجها إلى حبيبتي .
عندما كنا صغارا نلعب ونركض ونفرح ونضحك في تلك الساحة بجوار منزل سيدتي الصغيرة .
اعد إلي آخر لحظة لقاء عندما كان اللقاء تحت تلك الشجرة على ضفاف ذلك الجبل .
وذاك آخر لقاء جمعني بسيدتي .
عندما كنت سأهاجر بعيدا واتركها
مررت كثيرا يا زمن ولم اعد
اعلم أين هي وما هو مصيرها فمازلت أحبها.
فقد كانت تقدم لي الحلوى
وكنت في طفولتي أحب الحلوى لذلك تعلق بها قلبي .
اعدني إلي ليلة اللقاء الأخير التي
قدمت لي فيها سيدتي البسكويت ولم أودعها لأنني كنت صغيرا ولا اعرف الوداع وانما كنت مسرورا
لأنني سوف أهاجر واتركها .
ولم أكن اعلم بأنك لن تعود للوراء وإلا فلم أكن أفرح عندما تركت حبيبتي.
فأنا يا زمني عندما أتيت إلى هذه الدنيا
لم أكن اعلم بأنني سآتي إلى هنا وكنت سعيدا لانني كنت اشعر بطعم السعادة في طفولتي .
ولكن عندما أتذكر ماذا أخذت من عمري ولم تعده لي شعرت بحزن عميق لأنني أتيت إلى هنا.
أتيت إلى حيث تلعب يا زمن .
الى حيث اهزم في كل ألعابك فأنا لم اعد افضل اللعب معك واحب اللعب فقط مع أولئك الصبية ومع سيدتي في تلك القرية فهل تسمعني وتعيدني إلى هناك .
أريد أن أعود إلى هناك وأتذوق ليلة سعادتي اليتيمة .
فأنت لم تعد تقدم لي سوى صفعات موجعة..!
صفعة تلوى الأخرى .
وأوجاع تتبعها أوجاع.
وسنين
مليئة بالاشواك تمر من عمر حزين.
أفارق فيها خل,
وأكوى من الآخر
تغيرت معي فمن غيرك ؟
هل تريد مديحا؟
أم تريد واسطة لكي تصفى وتضحك ؟
الم يعلمك ناس هذا العصر بتلك العادة ؟
خذ لكي تضحك وتصفي قلبك..!
أيا ألمي أيا زمن حزني كلفتني الكثير
وتعبت من اللعب معك .
فكفاك دعني فقد هزمت وكسرت كل كلماتي على سطور أوراق
أحرقتها شمسك الحارة وصيفك الجائر والملتهب.
فقد تعبت وأصبحت محترقا هزيلا .
كفاك دعني فلم اعد قادرا على اللعب فقد احرقت كل أوراقي .