بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد:
ذكر الله تعالى
يتفق العقلاء جميعا ، أن القلوب قد تصدأ كما يصدأ الحديد ،
وأنها تظمأ كما يظمأ الزرع ،
وتجف كما يجف الضرع ؛
ولذا ، فهي تحتاج إلى تجلية وري ، يزيلان عنها الأصداء والظمأ ،
والمرء في هذه الحياة ، محاط بالأعداء من كل جانب ؛
نفسه الأمارة بالسوء ، تورده موارد الهلكة ،
وكذا هواه وشيطانه ،
فهو بحاجة ماسة ، إلى ما يحرزه ويؤمنه ، ويسكن مخاوفه ، ويطمئن قلبه .
وإنّ من أكثر ما يزيل تلك الأدواء ، ويحرز من الأعداء ،
ذكر الله والإكثار منه لخالقها ومعبودها ؛
فهو جلاء القلوب وصقالها ، ودواؤها إذا غشيها اعتلالها .
قال ابن القيم رحمه الله :
سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدّس الله روحه يقول :
الذكر للقلب مثل الماء للسمك ، فكيف يكون السمك إذا فارق الماء ؟
أيّـها الأحبة الكرام أعضاء المنتدى والزوّار الكرام للمنتدى:
العلاقة بين العبد وبين ربه ليست محصورة في ساعة مناجاة في الصباح ، أو في المساء فحسب ،
ثم ينطلق المرء بعدها ، في أرجاء الدنيا غافلا لاهيا ، يفعل ما يريد دون قيد ولا محكم ؛
كلاّ هذا تدين مغشوش ،
العلاقة الحقة ، أن يذكر المرء ربه حيثما كان ،
وأن يكون هذا الذكر مقيّدا مسالكه بالأوامر والنواهي ،
ومبشراً الإنسان بضعفه البشري ، ومعينا له على اللجوء إلى خالقه في كل ما يعتريه .
أيّـها الأحبة الكرام أعضاء المنتدى والزوّار الكرام للمنتدى:
لقد حث الدين الحنيف ، على أن يتصل المسلم بربه ،
ليحيا ضميره ، وتزكوا نفسه ، ويطهر قلبه ، ويستمد منه العون والتوفيق ؛
ولأجل هذا ، جاء في محكم التنزيل والسنة النبوية المطهرة ،
ما يدعوا إلى الإكثار من ذكر الله عز وجل على كل حال ؛ فقال عز وجل :
( يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً * وسبحوه بكرة وأصيلاً )
سورة الأحزاب آية رقم 41-42
وقال سبحانه :
( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا ًعظيماً )
سورة الأحزاب آية رقم 35
وقال جل شأنه :
( واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون )
سورة الأنفال آية رقم 45
وقال تعالى :
( فاذكروني أذكركم )
سورة البقرة آية رقم 152
وقال سبحانه:
( ولذكر الله أكبر )
سورة العنكبوت آية رقم 45
وقال صلى الله عليه وسلم :
((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان :
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم )) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم:
((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم
وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ،
وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟
قالوا : وذلك ما هو يا رسول الله ، قال :. ذكر الله عز وجل )) رواه أحمد .
وقال صلى الله عليه وسلم:
((من قال : سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ))
رواه الترمذي وحسنه الحاكم وصححه .
هذا وللحديث بقية
فعسى الله أن ينفع به
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب