انا أخوكم يوسف لقد كنت انظر للدنيا بمنظار عادي جداً معتقداً إن الكل على نمط واحد بحب الخير ، إلى أن جاء يوم الحق على حياة اعز الناس ، فكان لذلك اليوم نقطة غيرت مسار حياتي ، حيث انتهت مرحلة مشرقة من حياتي فيها من الطمأنينة والسكينة الشيء الكثير لتبدأ مرحلة من الضياع والغربة بكل مفرداتها .
ان ذلك اليوم الذي نزل فيه مصيبة الموت في أقرب الناس لي وأولاهم بالبر ( والدي ) رحمه الله تغيرت خريطة المستقبل أمامي ، لينولد داخلي حال اليتم في عمق قلبي لأشعر بمرارته ولا استوعب حواسي أن كلمة "أبي" قد لفها الثرى وإنني غير قادر على رؤيته وسماع صوته والتغني بمناداته ليل نهار.. تماماً كالأطفال نحتاج لمن يشرح لنا هذا النوع من الحدث . فبوفاة والدي سقطت جميع الأقنعة لأشاهد حينها الوجه الحقيقي للبشر! وأتعرف على أنظمة المجتمع الإنساني الحديثة! لاكتشف عالماً جديداً قاسياً وموحشاً وذا أعراف وقواميس جديدة اغلبها كانت قريبه لك ! .
وصيه للجميع ( البعض يتجاهلها واقعياً ) وهي :
النقاط التي تغير حياتنا كثيرة جداً ولكن ليست مؤثره بقدر تأثير فقدان احد ( الوالدين )
فوصيتي لكم هي أن يسارع كل واحد منكم كبيرا كان أو صغيرا بتقديم لوالديه كل أنواع البر والمعروف لأنهما باب من أبواب الجنة مفتوح لكل إنسان في هذه الدنيا يغلق بموت إحداهما .
واعتذر لكم جميعاً لتواضع حروفي هنا ، ولكن ما الذي قدمته لوالدك ووالدتك ؟
قال تعالى ( وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيصَغِيرًا )
واسأل الله عز وجل ان يمتعكم بالصحة والعافية وان يطيل أعمار أبائكم وأمهاتكم ، وان يرحم من مات منهم
اللهم ارحم والدي ووالديهم
اللهم اغفر لهم وارحمهم
اللهم وأسكنهم فسيح جناتك برحمتك يا ارحم الراحمين
يوسف الزهير اعرف هذا الشعور واعرف دواعيه واعرف هذه الحرقة التي تتكلم بها فلست ببعيدة عنك ابدا
قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه"
تربت يداه.. تربت يداه.. تربت يداه.. قيل من يارسول الله؟؟؟ قال من ادرك ابويه في الكبراو احدهما فلم يدخلاه الجنه "
صدق رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم ..
رحم الله والدك ووالدتي ووالدي وامهات واباء المسليمن والمسلمات واطال بعمر الاحياء منهم
ووفق الابناء لبرهم لهم..
برهــــــم قبل ان تفقدهـــــــم ...
العرض المتطور
