قصة صورة نادرة تحكي قصة القطاع المصرفي في اليمن عام 1960م
كل من عاش في الماضي وعرف تلك المراحل يحن الى الامن والامان ويئن من حالة الجوع
الأربعاء, 19-فبراير-2014
يمن ستريت - خاص -
تعليق :يمن ستريت - الصورة من تاريخ تحكيه الصور
صورة قديمه لموظفي البنك المركزي اليمني عام 1960م تعد صورة نادرة وهي ملونه توحي بالوضع المالي والمصرفي لليمن حينذاك وكيف كان زي الموظفين في البنك المركزي حينها والعملات المعدنية التي يعكف الموظفين على تجميعها وعدها ..كما تتضح من الصورة كيف كانت دوة الحبر التي يكتب فيها المختصون التوجيهات والسندات .
كانت حينها عطايا الحكام في حين كانت الرواتب محدودة وارقام الاموال الموجوده في البنك هي من العيار الثقيل ..الفرانصي والجنيهات .وتظهر في الصورة بساطة المكاتب الخشبية .
الاهم هو السجل اليدوي الكبير حيث لم تكن هناك الات كتابة حديثة ولا طابعات ولا كمبيوترات حديثة ولا اجهزة هواتف ذكية ولا واير لس نت .
الزي الوظيفي كان في هذا الصرح الحكومي ملفتا (عمايم ولحف وتوز وهو الزي الذي كانت تعتمده النخبة اليمنية حينذاك ..
واذا ما قارن البعض الوضع السابق بالحالي فان هناك تحولات كبيره وكبيره ثورة هائلة ففي الوقت الذي كان القطاع المصرفي محصورا على راس الحكم وكانت القطاع المصرفي المتمثل في البنوك والصرافه وما اليها شبه معدومه .
وفي هذا الباب فان الموظفين في قطاعات الدولة يعدون بالمئات في حين اصبح موظفوا القطاعات الحكومية بالملايين ..
نادرا ما تجد موظف من بعض القرى بل مناطق باكملها في تلك الحقبة الزمنية وكان الناس يعتمدون على الزراعه والرعي ولا يسئلون عن الحكومة وما يمكن ان تعطيهم من فرص ..وكان الجميع ينتظر لموسم الامطار ليحتفوا بزراعة كانت زكاتها تمثل اهم موارد الدولة .. لا نفط ولا معادن ولا ..... بالفعل كانت الدولة محصورة بين جبلين وكانت قوى القبيلة وتجييش بعضها على بعض لردع العاصي للاوامر هو العرف السائد حينها .
اليوم تجد معظم شباب القرى اليمنية موظفين في قطاعات الدولة في التربية والسلك العسكري والامني على وجه الخصوص والبقية موزعين وتجد كيف يهاجر الناس من الريف صوب المدن وترك الريف وكل شيئا خلف الظهر ..
تحولات لا يمكن وصفها ابدا ولكن رغم ذلك الحال البائس فقد كانت هناك امن وامان وكان للجندي قيمته وهيبة النظام سواءا كان اماميا او جمهوريا هو الهدف من قيام الدول وفق عقد بين الحاكم والمحكوم .. بيعة الامام سابقا واليوم بيعة بطريقة الصندوق او بشرعية الثورة والانقلاب .
ما يمكن القول حول هذه الصورة لا يكفي فكل من عاش في الماضي وعرف تلك المراحل يحن الى الامن والامان ويئن من حالة الجوع فقد كلمنا الكثير عن مواقف كانت شاهدة على ان وجبات الاكل كانت لا تقارن مع ما هو اليوم فلا بورجر ولا بروست ولا شوراما بل كانت هناك لقمة من مشتقات الحبوب المختلفة وتعمل مع مشتقات اللبن .
هذه الصورة تكشف كيف كان الوضع بسيطا وكيف تحول كل شيء الى التعقيد ..
القداما يتحدثون عن عاصمة محدودة الاطراف كانت تتركز في التحرير وباب اليمن وصنعاء القديمة وكان الخروج من تلك المناطق شيء ملفت وكانت الحيوانات المتوحشة تخيف القادمين الى هذه العاصمة البسيطة .. قليلين من تعرفوا على المواتر القديمة التي تنقل الناس وكانت تدعى بالونيت محدوده فيما الطرقات كانت وعرة وخطيره وكان السفر من حوالى العاصمة وعلى بعد 50 كيلو من الاتجاهات الاربع قطعة من نار جهنم البعض كان يقطعها مشيا على الاقدام .
كانت هناك مقاهي وسيدات يتم النزول فيها لا فنادق ولا هم يحزنون ..
اين شبكات النت وصحون الدشات لا ريمونت ولا غيره كان المذياع لدى البعض شيئا ضخما لا يملكه الا الابهات .
اضيق العيش كما يروي البعض كان عند البقاء كم يوم في العاصمة التي كانت طرقها ترابية واسلحة رجال قبائلها البنادق الجرامل والكنيد ..
التحول العمراني الرهيب كان ايضا مذهلا وثورة في حده فمن كان يتوقع ان ترتفع قيمة الاراضي وان يتشاحن اليمنيون في المدن بسبب الاراضي .. بقش معدوده للحصول على ارض وكان البعض ممن يعرفهم الجميع يتحدثون كيف عرض عليه مئات الامتار واللبن جوار العرضي حاليا باب اليمن او التحرير او شارع تعز القريب من سور العاصمة صنعاء حينذاك واليوم يتذكرون كيف هي التحولات ويعضون اصابع الندم .
هي ارزاق فالبعض لا يقبل عروضا بعشرات اللبن من اراضي تلك العاصمة لانه كان يحدث نفسه كيف سياتي لحرثها وزرها من مسافات تبعد عشرات الكيلوهات ..لم يدركوا ان الرابح وصاحب الحظ من اكتسب شيئا منها فدرت عليه ملايين الملايين وبالفعل غيرت تلك المجازفة احوال اسر ..
واصحاب الحظ الاكثر هم من وقعت العاصمة في مناطقهم فقد كانت الاراضي التي تنتج القمح والشعير ابراجا سكنية ضخمة .