خطة الهجوم النووي “الإسرائيلي” على إيران التي كشفت عنها صحيفة “صنداي تايمز” أمس، والتي احتلت صدارة الاهتمامات العالمية والاقليمية توضح ان الاستعدادات “الاسرائيلية” وصلت إلى مرحلة متقدمة من حيث اعتماد الوسائل والتدريبات وتحديد الأهداف، ويأتي الكشف عنها فيما دخلت العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على ايران مؤخراً حيز التنفيذ، واعتبرت واشنطن وتل أبيب يومها بأن العقوبات مجرد “خطوة أولى” على طريق خطوات أخرى لم يتم استبعاد العمل العسكري منها، كما انها تأتي في أعقاب الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء “الإسرائيلي” ايهود أولمرت إلى واشنطن الشهر الماضي، حيث التقى الرئيس الأمريكي جورج بوش، وأعلن ان المحادثات بينهما تناولت بشكل رئيسي وسائل مواجهة النشاطات النووية الايرانية، حيث تصاعدت الدعوات “الإسرائيلية” مؤخراً الداعية إلى ضرورة توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية قبل أن تتمكن طهران من امتلاك أسلحة نووية خلال العامين أو الثلاثة المقبلة.
وكان معهد تل أبيب للدراسات الاستراتيجية دعا في تقرير له نشر قبل أيام إلى ضرورة التحرك العسكري ضد طهران. يذكر أن افيغدور ليبرمان الذي عين وزيراً للشؤون الاستراتيجية من مهامه الأساسية التعامل مع الملف النووي الإيراني مع فريق من كبار الضباط “الإسرائيليين”.
ويستكمل كشف الصحيفة عن الخطة “الإسرائيلية” بمعلومة أخرى أشارت فيها إلى أن مسؤولين أمريكيين و”إسرائيليين” التقوا مرات عدة لبحث الخطط العسكرية بخصوص الهجوم على إيران.
ووفقاً لمعلومات “مصادر رفيعة المستوى” فإن استخدام قنابل نووية تكتيكية لن يتم إلا إذا امتنعت الولايات المتحدة عن التدخل العسكري ضد إيران.
وعلى هذا الأساس لا يستبعد أن يكون الكشف عن الخطة هدفه تهيئة الرأي العام العالمي قبل تنفيذ الهجوم، وأن مسارعة “إسرائيل” إلى نفي مضمون التقرير هي “مجرد تغطية” لأن النفي أمر بديهي ومنتظر.
وكانت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية أماطت اللثام أمس عن خطة “اسرائيلية” لقصف المنشآت الايرانية بقنابل نووية تكتيكية، وفيما اعتبرت تل ابيب أن تقرير الصحيفة “غير دقيق” و”سخيف”، قالت طهران ان أي إجراء “لن يمر من دون رد حاسم، وان المعتدي سرعان ما سيندم على فعلته”.
يذكر أن صحيفة “الصنداي تايمز” كانت قد كشفت العام 1986 عن ترسانة “إسرائيل” النووية من خلال حوار أجرته مع الخبير النووي “الاسرائيلي” مردخاي فعنونو الذي اختطفته المخابرات “الاسرائيلية” الى الكيان حيث حوكم بتهمة افشاء اسرار “الدولة” وتعريض الأمن الوطني للخطر وحكم عليه بالسجن مدى الحياة لكن اطلق سراحه منذ سنوات ومنع من مغادرة “إسرائيل”.
ولاحظ مراسل “الخليج” في لندن ان مراسل الصحيفة البريطانية في “إسرائيل” اوزي مهناعي الذي شارك في اعداد التقرير من نيويورك بشأن الخطة “الاسرائيلية” له ارتباطات وثيقة بأجهزة الاستخبارات “الاسرائيلية”، وشاركته في وضع التقرير من واشنطن سارة باكستر.
ووفقاً للصحيفة، فإن سربين تابعين لسلاح الجو يتدربان حالياً لضرب ثلاثة مواقع جنوب طهران هي مصنع التخصيب في نطنز ومنشأة لتحويل اليورانيوم قرب اصفهان ومفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة.
وأوضحت الصحيفة ان الخطة “الاسرائيلية” تقضي باستخدام صواريخ تقليدية موجهة بالليزر لفتح “انفاق” قبل استخدام قنابل ذرية تكتيكية تتمتع بقوة تعادل واحداً على 15 من قوة القنبلة التي القيت على هيروشيما.
ونفت “إسرائيل” تقرير الصحيفة، وقالت “إن هذه الرواية غير دقيقة”، حسب المتحدث باسم وزارة الخارجية، وقال “اسرائيل” تدعم 100% جهود الأسرة الدولية لوقف البرنامج النووي الايراني”.
اضاف: ان “اسرائيل” تؤيد سياسة العقوبات التي تبنتها الاسرة الدولية بشأن الملف النووي الايراني المثير للجدل. وقال إن “اسرائيل” تدعم القرار الدولي 1737 دعما تاما وعلى الاسرة الدولية ان تكون مستعدة لفرض عقوبات اقسى على ايران”.
ووصف الوزير “الاسرائيلي” المكلف دمج المهاجرين الجدد زئيف بويم المعلومات التي اوردتها الصحيفة بأنها مجرد “شائعات”.
وصرح بويم للصحافيين قبل الاجتماع الاسبوعي للحكومة في القدس “إن ل”إسرائيل” مصلحة في أن تبقى في الكواليس وتدعم الجهود الدولية الرامية الى منع ايران من انجاز برنامجها النووي”.
ووصف مسؤول “إسرائيلي” كبير التقرير ب”السخيف” وذكر هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس “هذه معلومات سخيفة تأتي من صحيفة عرفت في السابق بالعناوين المثيرة التي اثبتت عدم صحتها في النهاية”. وقال إن “إسرائيل” لا تعتزم توجيه ضربة عسكرية الى ايران.
أما إيران فقالت على لسان محمد علي حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن أي اجراء ضد ايران “لن يمر من دون رد حاسم، وان المعتدي سرعان ما سيندم على فعلته”.
مطـــــــــــر
العرض المتطور
