العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
إضافة رد
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-28-2012, 07:17 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية طلال حمود الاسلمي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

طلال حمود الاسلمي غير متصل


كن في الدنيا كأنك غريب

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل ) .
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " . رواه البخاري .
الشرح
عندما نتأمل في حقيقة هذه الدنيا ، نعلم أنهالم تكن يوما دار إقامة ، أو موطن استقرار ، ولئن كان ظاهرها يوحي بنضارتها وجمالها ، إلا أن حقيقتها فانية ، ونعيمها زائل ، كالزهرة النضرة التي لا تلبث أن تذبل ويذهب بريقها .
تلك هي الدنيا التي غرّت الناس ، وألهتهم عن آخرتهم ، فاتخذوها وطنا لهم ، ومحلا لإقامتهم ، لا تصفو فيها سعادة ، ولا تدوم فيها راحة ، ولا يزال الناس في غمرة الدنيا يركضون ، وخلف حطامها يلهثون ، حتى إذا جاء أمر الله انكشف لهم حقيقة زيفها ، وتبين لهم أنهم كانوا يركضون وراء وهم لا حقيقة له ، وصدق الله العظيم إذ يقول : { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } ( آل عمران : 185 ) .
وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليترك أصحابه دون أن يبيّن لهم ما ينبغي أن يكون عليه حال المسلم في الدنيا ، ودون أن يحذّرهم من الركون إليها ؛ فهو الرحمة المهداة ، والناصح الأمين ، فكان يتخوّلهم بالموعظة ، ويضرب لهم الأمثال ، ولذلك جاء هذا الحديث العظيم بيانا وحجة ووصية خالدة .
لقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ؛ ليسترعي بذلك انتباهه ، ويجمع إليه فكره ، ويشعره بأهمية ما سيقوله له ، فانسابت تلك الكلمات إلى روحه مباشرة : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .
وانظر كيف شبّه النبي صلى الله عليه وسلم مُقام المؤمنين في الدنيا بحال الغريب ؛ فإنك لا تجد في الغريب ركونا إلى الأرض التي حل فيها ، أو أنسا بأهلها ، ولكنه مستوحش من مقامه ، دائم القلق ، لم يشغل نفسه بدنيا الناس ، بل اكتفى منها بالشيء اليسير .
لقد بيّن الحديث غربة المؤمن في هذه الدنيا ، والتي تقتضي منه التمسّك بالدين ، ولزوم الاستقامة على منهج الله ، حتى وإن فسد الناس ، أو حادوا عن الطريق ؛ فصاحب الاستقامة له هدف يصبو إليه ، وسالك الطريق لا يوهنه عن مواصلة المسير تخاذل الناس ، أو إيثارهم للدعة والراحة ، وهذه هي حقيقة الغربة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ) رواه مسلم .
وإذا كان المسلم سالكاً لطريق الاستقامة ، حرص على قلّة مخالطة من كان قليل الورع ، ضعيف الديانة ، فيسلم بذلك من مساويء الأخلاق الناشئة عن مجالسة بعض الناس كالحسد والغيبة ، وسوء الظن بالآخرين ، وغير ذلك مما جاء النهي عنه ، والتحذير منه .
ولا يُفهم مما سبق أن مخالطة الناس مذمومة بالجملة ، أو أن الأصل هو اعتزال الناس ومجانبتهم ؛ فإن هذا مخالف لأصول الشريعة التي دعت إلى مخالطة الناس وتوثيق العلاقات بينهم ، يقول الله تعالى : { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا } ( الحجرات : 13 ) ، وقد جاء في الحديث الصحيح : ( المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) رواه الترمذي ، ولنا في رسول الله أسوة حسنة حين كان يخالط الناس ولا يحتجب عنهم .
وإنما الضابط في هذه المسألة : أن يعتزل المرء مجالسة من يضرّه في دينه ، ويشغله عن آخرته ، بخلاف من كانت مجالسته ذكرا لله ، وتذكيرا بالآخرة ، وتوجيها إلى ما ينفع في الدنيا والآخرة .
ولنا عودة مع قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كأنك غريب ، أو عابر سبيل ) ، ففي هذه العبارة ترقٍّ بحال المؤمن من حال الغريب ، إلى حال عابر السبيل .
فعابر السبيل : لا يأخذ من الزاد سوى ما يكفيه مؤونة الرحلة ، ويعينه على مواصلة السفر ، لا يقر له قرار ، ولا يشغله شيء عن مواصلة السفر ، حتى يصل إلى أرضه ووطنه .
يقول الإمام داود الطائي رحمه الله : " إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة ، حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم ، فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زادا لما بين يديها فافعل ؛ فإن انقطاع السفر عما قريب ، والأمر أعجل من ذلك ، فتزود لسفرك ، واقض ما أنت قاض من أمرك " .
وهكذا يكون المؤمن ، مقبلا على ربه بالطاعات ، صارفا جهده ووقته وفكره في رضا الله سبحانه وتعالى ، لا تشغله دنياه عن آخرته ، قد وطّن نفسه على الرحيل ، فاتخذ الدنيا مطيّة إلى الآخرة ، وأعد العدّة للقاء ربه ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ) رواه الترمذي .
ذلك هو المعنى الذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصله إلى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، فكان لهذا التوجيه النبوي أعظم الأثر في نفسه ، ويظهر ذلك جليا في سيرته رضي الله عنه ، فإنه ما كان ليطمئنّ إلى الدنيا أو يركن إليها ، بل إنه كان حريصا على اغتنام الأوقات ، كما نلمس ذلك في وصيّته الخالدة عندما قال رضي الله عنه : " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " .

منقول

</i>







رد مع اقتباس
قديم 01-28-2012, 07:29 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الواصــل
Guest
 
إحصائية العضو





اخر مواضيعي
 


الله يجزاك الجنه
ع
الطرح







رد مع اقتباس
قديم 01-28-2012, 07:52 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو

مراقب عام

 
الصورة الرمزية امير السعوديه
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

امير السعوديه غير متصل


شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز

واصل تالقك معنا في المنتدى

بارك الله فيك اخي ...







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 01-28-2012, 12:45 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو

إدارية

 
الصورة الرمزية ذوق الحنان
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

ذوق الحنان متصل الآن


بآرك آلله فيكـ
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ على طرحك خير الثواب .
دمت بسعآده مدى الحياة







رد مع اقتباس
قديم 01-28-2012, 12:47 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
مركز تحميل الصور
 
الصورة الرمزية مخاوية الليل
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

مخاوية الليل غير متصل


يجزااااااكـ ربي الف خييييييير عالطـــرح,,
لاعدمناااااااكـ,,

’’تحيـــــــأإأإتــــــــــــي ^_^







التوقيع

.
.
استغفر الله الذي لا اله الاهو الحي القيوم واتوب اليه.

رد مع اقتباس
قديم 01-28-2012, 01:35 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
●│Abo ̶A̶z̶o̶z̶│●
 
الصورة الرمزية شيخ المافيا
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

شيخ المافيا غير متصل


طلال الشمري


الله يعطيك العافية ع هالطرح , والله يبارك فيك ويجزاك
خير الجزاء , والله ينفع بهذا الموضوع ان شاء الله /

ودي

/







رد مع اقتباس
قديم 01-28-2012, 09:26 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية * على الفطرة *
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

* على الفطرة * غير متصل


قال ابن القيم:

ومن صفات هؤلاء الغرباء -
الذين غبطهم النبي صلى الله عليه وسلم -
التمسك بالسنة إذا رغب عنها الناس وترك ما أحدثوه، وإن كان هو المعروف عندهم، وتجريد التوحيد وإن أنكر ذلك أكثر الناس، وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله، لا شيخ، ولا طريقة، ولا مذهب، ولا طائفة.
بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله بالعبودية له وحده، وإلى رسوله بالاتباع لما جاء به وحده.
وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقاً وأكثر الناس، بل كلهم لائم لهم. فلغربتهم بين هذا الخلق: يعدونهم أهل شذوذ وبدعة ومفارقة للسواد الأعظم".



جزاك الله خير وجعل نقلك في موازين حسناتك







التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 01-29-2012, 01:38 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو

مشرفة القسم الاسلامي

 
الصورة الرمزية غدق
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

غدق غير متصل


طرح قيم أسأل الله لكَ عظيم الأجر
ووافر الحسنات..











مرت من هنا تلك

















ميزتي قو بآآسي







رد مع اقتباس
قديم 01-29-2012, 07:12 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو

مراقبة

 
الصورة الرمزية رواء الروح
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

رواء الروح غير متصل


جزاك الله كل خير اخويا طلال

وبارك فيك وبنقلك القيم

اسأل المولى ان يرزقك الجنه والرضا







التوقيع






"الله يكتب لنآ بعد الأمآني ألف ميعآد "

رد مع اقتباس
قديم 01-29-2012, 06:52 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو

مشرفة

 
الصورة الرمزية Anfas
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

Anfas غير متصل


وهبك الله الجنة على طيب الطرح
ونفع به ..







التوقيع

~ وكأن كل ذلك الوجع ماكان 😍 ~
رد مع اقتباس
قديم 01-30-2012, 07:54 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية *همس طلآل*
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

*همس طلآل* غير متصل


الله يجزاك الخير على الطرح القيم
كل الشششكر لك ..







التوقيع

رد مع اقتباس
 
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:32 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir