برنامج السيرة النبوية يستعرض الصفات البدنية والعقلية للرسول محمد
تناقش سلسلة السيرة النبوية الوثائقية الصفات البدنية والعقلية للرسول صلى الله عليه وسلم قبل بعثته، ومكانته في قومه، ومشاركته مع قومه في حرب الفجار وفي حلف الفضول.
يقول د.علي الفقير وزير الأوقاف الأردني السابق إن الله أعطى رسوله صلى الله عليه وسلم قدرة وقوة خارقة في الجسد والعقل، كان من القوة البدنية أنه يصرع أربعين رجلا، واجتمع ذلك مع كمال العقل.
ويشير د.عائض القرني إلى أن سيرته كلها عطرة ومثل عليا وأخلاق سامية ومساع نبيلة ومجد وعفاف وكرم، متحديا أن يأتي أعداء الإسلام بأي قصة صحيحة بأنه خان أو كذب أو غدر أو حصل منه ما يخالف الخلق الكريم والنهج القويم.
ويتناول د.محمد أبو ليلة جانبا مهما في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، بأنه شأن الأنبياء جميعا يتخيرون من أعظم الأسر وأحسن الناس. وكان يفتخر النبي بهذا فيقول "ولدت من نكاح ولم أولد من سفاح، فأنا خيار من خيار من خيار" والله سبحانه وتعالى أعلى مكانته بقوله "وإنك لعلى خلق عظيم".
ويضيف: كان النبي من أحسن بيوتات العرب وأحسن وأجمل العرب، ومن أحسن شباب مكة، يتميز بالقوة والفتوة والأدب الجم والأمانة والعفاف المطلقين.
ارتباط الرسول بقومه
ويوضح معلق برنامج "السيرة النبوية" أنه رغم حرصِ الرسول على الابتعادِ عن كلِّ الملوِّثاتِ الفكريةِ والسلوكيةِ التي شاعتْ في مجتمعِ الجاهلية، إلا أنه لم ينقطعْ عن قومِه، فالإرادةُ الإلهيةُ تؤهِلُه لإصلاحهم، ومن سيَحملُ رسالةً كهذه لا ينبغي أن يَفُكَّ ارتباطَه بقومِه.
وهذه النقطة يفصلها د.عبد الله بن بيه وزير العدل الموريتاني السابق بقوله إنه كان يعيش بين الناس و ليس مثلهم, غصن من الأغصان ولكنه لا يشبه شيئا منها، شجر بين شجر الوادي ولكنه لا يشبهه، فهو صادق قليل الكلام واضح البيان. إذا تكلم أمين يحبه كل الناس ويعتقدون فيه الخير والأمانة. عاش كغيره من الشباب إلا أنه ليس كهؤلاء الشباب في كل ما يتعلق بالانحراف لأن الله سبحانه وتعالى حفظه ورعاه، فما كان يمكن أصلا أن يرتكب شيئا يخالف ما وجهه الله سبحانه وتعالى له.
وتتناول الحلقة قصة اختلاف بطون قريش على من يمتاز بشرف وضع الحجر الأسود في مكانه في الحادثة التي وقعت قبل خمسِ سنواتٍ من البِعثة، والتي دلتْ على مدى النُضجِ الذي بلغتْه شخصيةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما أعادت قريشٌ بناءَ الكعبة، بعد أن تصدَّعت جدرانُها، بسبب سيلٍ جارف. وحينذاك تقاسمتْ بطونُ قريشٍ أركانَ الكعبة، وكان الاختلاف على الحجر الأسود.
ويتحدث د.محمود عكام عن دلالات اختيار قريش للرسول محمد لوضع الحجر الأسود في مكانه فيقول: الحياة تفرز اعتبارات تصبح معروفة عند الناس، وقد أفرزت الحياة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها معرفة لدى الناس به، فمن عاشره عرف أنه رجل يتمتع بعقل وفهم وامانة وصدق وحيادية وموضوعية.
وأضاف: لذلك اختارته قريش لحمل حجر مقدس له مكانته، فهو يمتاز بأنه طاهر مقدس نظيف، وبالتالي فليحمله رجل ليس كالرجال الآخرين، فهو طاهر ونظيف وصادق، ولم تقع عيونهم على رجل أصدق وأكثر أمانة منه.
وضع الحجر الأسود
ويعتبر د.عبدالله بن بيه أن استشارة قريش له في ترميم الكعبة وإختياره لوضع الحجر الأسود، من إرهاصات النبوة وهذا يقيم الحجة على قريش عندما كانت قريش في وعيها قبل أن يتملكها الحسد، فقد كانت تنظر إلى هذا الأمين أنه هو الحكم العدل الفيصل لحل النزاعات.
وعن حكمة مشاركته صلى الله عليه وسلم في حرب الفجار وحلف الفضول يشرح د.محمد أبو ليلة معنى تلك الحرب فيقول إنها كانت حربا ضد الفجور الفجور وهو التعدي على حد الله وحقه وحرمة بيته الحرام، وكان دور النبي في هذه الحرب لا يتعدى أنه كان يجمع النبال التي لا تصيب أهدافها من قبل الأعداء ويعطيها لأعمامه فيعيدوا إستعمالها، وكان سن النبي حوالي العشرين أو أقل من ذلك حين أدركها لأنها استمرت وقتا طويلا.
وبشأن حلف الفضول يستطرد د. أبو ليلة أنه كان حلف للمرؤوة شكله زعماء قريش وإتفقوا على نصرة المظلوم، وعلى أن لا يهان أي قادم إلى هذا البيت الحرام أو إلى مكة.
ويصف د. سلمان العودة حلف الفضول أنه عبارة عن مدونة أو وثيقة لحفظ حقوق الإنسان، والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر انه حضره في دار عبد الله بن جدعان، وقال لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت إشارة إلى أن دين الإسلام جاء بحفظ الحقوق وقبول أي دعوة حتى ولو لم تكن من المسلمين انفسهم.
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
العرض المتطور
